المُصَوِّر و المُصَوَّر


شوكت جميل
2015 / 6 / 18 - 08:50     

كان رسّام البورتريه منكباً بفرشاته على قطعتين في آن ، وقد أوشك على الفراغ من كلتيهما ؛ إذ لم تتبقَ غير رتوش على الوجهين : وجه لشخصه ينقله من مرآة و الأخر لزبون من زبائنه الأسخياء ينقله من صورة فوتوغرافية ، وقتها دلف زبونه في عجلة إلى مرسمه ملقياً التحية، و قبل أن يرد الرسام التحية ، عاجله الأخير ، وهو يتفرس في اللوحتين ،مستفسراً : قبل أن أحمل البورتريه خاصتي ، هلا أخبرتني بالله عليك ،من هذا الإنسان ،إذا كان إنساناً ،و الذي يحمل أقبح وجهاً رأته عيناي ، فوجوه زبانية الجحيم إزاؤه ربات جمال !..فتملك الإرتباك و الحيرة من الرسام و لم يجد بداً من قوله : لا عليك ،شخص لا تعرفه ، و هو على أية حال كفيف لا يرى نفسه!..و بعد أن أنطلق الزائر خارجاً ، دمدم الرسام : لعنة الله عليه ؛ لقد حمل معه البورتريه خاصتي !