تقرير فضائي -قصة قصيرة-


ضياء حميو
2015 / 6 / 6 - 02:05     

نَسيَ أن يضعَ قبعتَهُ على رأسهِ ذلك اليوم، حين مرَّ تحتَ شجرةٍ وسقطتْ منها تفاحةٌ على رأسه، أُغمي عليه في الحال، وبعد ساعاتٍ في المشفى توفيّ.
كانتْ ستكون تفاحةً عادية، لو لم تكن مشجوجةً بشظيةٍ حديديةٍ لانفجارٍ أخطأ هدفه وسقط في الغابة قبل أيام.

ووفاءً لذكراه جمعتْ حبيبتهُ نصوصَه القصصية، طبعتْها في كتابٍ، أسمتها "رجل التفاحة، لم يأكلها لكنها قتلته" لم يهتم أيُ أحدٍ باقتناء الكتاب ناهيك عن قراءته.
بعد ذلك بآلاف السنين تهبطُ مركبةُ كائناتٍ فضائيةٍ لأخذ عيِّناتٍ من كوكبٍ كان اسمه الأرض وانقرضتْ الحياةُ عليه، لاتوجد قحفة تغطي أدمغة رؤوس الفضائيين، بل أنها بارزة وتنبض بوضوحٍ للرائي.
لم يجدوا في الأرض شيئا سوى السواد وصراصر عملاقة، ينتبه الفضائيون لمجموعةِ صراصر تتعارك فيما بينها على مستحثةٍ كانت في بطنِ حوتٍ متحجرٍ، لم تكن المستحثةُ سوى غلاف المجموعة القصصية " رجل التفاحة ".
القى الفضائيون أشعتَهم على الصراصر فأُغميَ عليها، ثم حملوا مستحثةَ الغلاف وعادوا لكوكبِهم.
هناك يبدأ العلماءُ بتحليلِها وفكِّ رموزِ كلماتها الست - رجل التفاحة، لم يأكلها ولكنها قتلته -.
بعد سنواتٍ من الدراسة والبحث أعلنوا اكتشافهم بتقريرٍ يشرحُ الحلقةَ المفقودة في نسلِهم وكذلك سببَ الإنقراض في كوكب الأرض، والذي سيغير مناهج أطفالهم الدراسية..(( شيءٌ اسمه تفاحة، يقتل مجاميعاً كاملةً وبضربةٍ على رؤوسِها، لابدَّ من أنّ أدمغتها ظاهرة !، وعليه استنتجنا: أن ما أصابَ الأرضَ هو تساقطُ "تفاحٍ"على رؤوس البشر أدّى لاحقا لموتِهم السريع او لجنونِهم الذي خرّب كوكبَهم وأفناه، وجود هكذا أدمغةٍ ظاهرةٍ للعيان تشبه أدمغتنا، يؤكد أن نسلنَا انحدر منهم، الفارق بيننا وبينهم أننا لا نعرف التفاح)).
هامش ملحق بالتقرير: التفاح، لانعرف حجَمه أو تفاصيلا عنه بعد، قد يكون كائنا أو شيئا، ولكنه خطير وقاتل للغاية.