على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد دوبون


مازن كم الماز
2015 / 5 / 30 - 19:25     

.....ترجمة مازن كم الماز
. الأناركيون كموقف أخلاقي يمكنهم أن يستمروا باحتجاجهم من خلال نمط حياتهم و استهلاكهم طالما أمكنهم ذلك ( بالنسبة لي , سأواصل هذا النضال المتخيل حتى الموت أو اية نهاية أخرى ) و هذا جيد . من المهم ان يحاولوا أن يعيشوا حياة جيدة , أن يقاوموا و يقولوا لا للسلطة المتعسفة لكن لن يمتلكوا أبدا القوة اللازمة ليطيحوا بالرأسمالية . إن تمثيل الثورة ليس المهمة الملائمة للأناركيين , هذا يعود إلى البروليتاريا غير المسيسة . أما مهمتهم السياسية الحقيقية فتتألف من جزئين و هي تعتمد على مصادفات الأحداث الاقتصادية . أولا , عليهم في الةقت الحاضر أن يتدخلوا في الجدال السياسي بهدف تدمير الآمال الكاذبة في الإصلاح بالكشف كيف تغير الحلول المطروحة من التفاصيل لكن مع المحافظة على العلاقات الاجتماعية القائمة . دور الأناركيين هو أن يفقعوا تلك البالونات , يجب أن يكونوا ممثلي معاداة الإيديولوجيا . يجب أن يقولوا ما يمكن فقط للأناركيين أن يقولوه , يجب أن يرفضوا النص الذي يكتبه لهم اليساريون أو الليبراليون - لا يوجد ما نكسبه من ترديد الشعارات اليسارية السهلة , الحقيقة و ليس كسب مؤيدين يجب أن يكون هو العامل الحاسم . على سبيل المثال , إن السبب الوحيد للمشاركة في المظاهرات ضد الحرب على العراق هي تخريب المناورات السياسية لإيديولوجية الجبهة الوطنية للائتلاف "المعادي للحرب" الذي سيستخدم المشاعر المناهضة للحكومة ليحصل على السلطة و الثروة لنفسه . على الأناركيين في هذه الحالة , و بشكل خاص , أن يقفوا في وجه معاداة الإمبريالية المقترحة من الإسلام و اليسار و أن يقترحوا مكان مشاريع التحرر القومي أو رأسمالية الدولة لإعادة توزيع الثروة , رسالة لا لبس فيها ترفض كل الدول , و الأديان , و القوميات . اليأس و العدمية جواب أكثر ملائمة على وقوع الحرب من الدعوة لإنهاء الإمبريالية الأمريكية - الإسرائيلية ( هل تظن أنهم "ديمقراطيون" لكي ينصتوا لك بعد ذلك ؟ ) .
دور الأناركيين هذا سلبي , هدفهم تدمير كل الآمال الكاذبة القائمة على الاستغلال و القمع . إن تاريخ الجبهات الوطنية , من سنوات الثلاثينيات حتى رابطة مكافحة النازية , إلى المقاومة العالمية تظهر كيف أن إستراتيجية "لنمش معا كلنا
" هو فعل تحييد يؤدي إلى تبديد المقاومة ضد الرأسمالية و يخضع الصراع الطبقي لحساب أجندة سياسية إصلاحية ( مثلا , اليوم مكافحة الفاشية , الثورة غدا ) . إن الفضح من خلال نقد كل الإيديولوجيات أمر مهم , لأن التروتسكيين و المهووسين الدينيين في أي وضع ثوري , سيحاولون السيطرة عليه , و لا يوجد أي معنى بكل بساطة "لكي نتحد" اليوم مع تلك المنظمات التي كانت تحت ظروف مختلفة ستعمل على القضاء علينا - بمصطلحات التنظيم , لا يوجد أكثر إمبريالية من المعادين للإمبريالية .
المهمة الثانية تخيلية , و تعتمد على انهيار النظام الرأسمالي , في ظروف كهذه فإن مجموعات كالأناركيين سيكون لها قول أكبر عندما يبدأ الناس محاولة إعادة بناء المجتمع . ستأتي لحظة في عملية إعادة البناء هذه إما أن ترجع الأمور إلى النمط الرأسمالي أو ستتجه في اتجاه مختلف تماما .... في تلك اللحظة , أن نقول و نفعل الشيء الصحيح سيكون له تأثير هائل جدا

نقلا عن
http://theanarchistlibrary.org/library/monsieur-dupont-anarchists-must-say-what-only-anarchists-can-say