|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
بلاغ إلى من يهمه الأمر
"اطلبوا العلم ولو في الصين" حديثٌ دارج يُحفِّز طالب العلم على الارتقاء بعلمه وطلبه حتى لو سافر إلى أماكن بعيدة، وهو الأمر الذي فعله الزميل الباحث عبد الله السعدني عندما قرر ترك أهله وذويه، والسفر إلى روسيا وتحديدًا إلى سان بطرسبورج من أجل طلب العلم والحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، باحثٌ في دار الكتب المصرية، تم ابتعاثه إلى روسيا من أجل استكمال دراسته، في منحةٍ يتقاضى مصاريف شهرية عنها 500 دولارًا – ورغم أن الرقم ضعيف ولا يَرقى للمبالغ التي يتقاضاها المبتعثون من الدول الأخرى، ولا المبتعثون المصريون في التخصصات الأخرى في روسيا – إلا أنه حاول العيش بهذا المبلغ في مدينةٍ مشهورة بغلاء الأسعار، لكن المسئولين في دار الكتب كان لهم رأى آخر عندما قاموا بتخفيض هذا المبلغ إلى 250 دولارًا – مع أنَّ لجنة البعثات وافقت على صرف الـ 500 دولار وذلك مُثبت في الأوراق الرسمية – ومما زاد الطين بلة كما يقول المثل أنه لم يكتفوا بذلك بل قاموا بصرف هذا المبلغ له كل ثلاثة أشهر وليس شهريًا كما هو مُقرر، الأمر الذي أثَّر على الباحث نفسيًا وجسمانيًا وعلميًا أيضًا، فكيف لباحثٍ في الغربة أن يعيش بهذا الشكل، ألم يعِ هؤلاء المسئولين أعباء البحث العلمي؟!، ألم يكونوا هم أنفسهم باحثين يسعون للحصول على درجاتهم العلمية مثلهم في ذلك مثل الزميل الفاضل؟!، والأدهى من ذلك أن من قام بابتعاثه وتقديم المنحة له وزير الثقافة الحالي الدكتور عبد الواحد النبوي الذي كان رئيسًا لدار الكتب وقت منحة عبد الله، لذا فهو يعلم جيدًا قدرات الباحث وإلا لما ابتعثه فكيف يكون طالب علم غير متفوق ويتم منحه بعثة في بلدٍ مثل روسيا، بلد لغتها غريبة عنَّا فاللغة الروسية ليست اللغة الأم على مستوى العالم، لكنه كافح ودرسها، طوال ستة أشهر بجانب دراسته في جامعة سان بطرسبورج المرهقة المُكلفة، كل هذا وأهله يتحملون معه مصاريفه كاملةً، رغبةً منهم في مساعدته والوقوف بجانبه، وهم وطنه الأصغر، فهل سيقف معه وطنه الأكبر أم يتركه يتخبط في دروب مَشقة العلم وتيه الاغتراب وحده؟!!
|
|