الحرب الأمريكية على العراق لازالت مستمرة


علاء الصفار
2015 / 5 / 19 - 23:54     


أضواء على تفجيرات مدينة الأعظمية في بغداد, و ليندلع لهيب الإرهاب في مدن العراق من جديد على حاشية سعي مجلس النواب الأمريكي بمشروع ينحى نحو تهديد وحدة العراق و لضرب حكومة بغداد و تهديد دولة إيران.

سعت أمريكا مستعجلة لغزو العراق في سابقة استعمارية بربرية, أدت إلى تدمير البنية التحتية في العراق مع هجوم على كل معلم حضاري و علمي, بدءً بتدمير الطاقة الكهربائية ومصافي مياه الشرب للبشر و إلى تدمير الجامعات و المتاحف و البنوك و كل ما يتعلق بالذاكرة العراقية من أرشيف الإذاعة و التلفزيون, و أخيراً إلى القصف بقنابل اليورانيوم و نشر السرطان و تلويث البيئة و تحطيم الإنسان.

كل ذلك جرى باسم تحرير العراق من نظام صدام حسين الدكتاتور العميل الذي خدم أمريكا أكثر من ثلاث عقود. كان الكثير من يخشى من المشروع الأمريكي في الغزو, إذ أمريكا لم تكن يوما لصاح الشعوب و الديمقراطية, إذ لو قامت أمريكا فعلا بتحرير العراق ستكون أمريكا بلد اشتراكي أو شيوعي ليأخذ بالحسبان مصالح الشعوب و الأوطان و الإنسان.

مر العراق خلال أكثر من عقد من الخراب و التفجيرات و نشر الفوضى و الفساد, وبوجود القوات الأمريكية بقيادة الصهيوني بول بريمر, فكانت فضائح سجن أبو غريب و تفجيرات ترعاها القوات البريطانية و الأمريكية (محررة العراق) بالتعاون مع فلول البعث الصدامي و القاعدة, و إلى تأسيس قوات داعش البربرية و سلخ الموصل و محاولات على الأنبار و تكريت و ديالى في بغداد لا وبل صارت بغداد الهدف لمشروع الإرهاب و التدمير.

لتسعى اليوم أمريكا في سابقة خطيرة و متقدمة للجنة القوات المسلحة لمجلس النواب الأمريكي بمشروع ذا أسس قومية وطائفية, لتسليح حكومة إقليم كردستان و قوى سنية لإنشاء إقليم للسنة في دعة قذرة للوقوف ضد إرهاب داعش!!.

لا أريد الغور في الحديث عن زعماء دولة المحاصصة, لكن عملت أمريكا مع الخمير البعث الصدامي و من أول أيام الغزو فهم المطية الأصيلة للعمالة و الخيانة الوطنية. و هم المخربين لمسعى العملية السياسية لأكثر من عقد من الزمان. فالمشروع كان معد و مطبوخ في أدارة الغزو الأمريكي لتقسيم العراق لثلاث دويلات ليجري يوم على تقديم قرارات لتضع البصمات النهائية القذرة عليه.

فالمشروع الأمريكي لا جديد فيه و هو يجري كما تسير عقارب الساعة في دقة محسوبة, إذ هو يشمل العديد من البلدان و كان العراق المفتاح لزمن التدمير و الخراب في المنطقة, و خاصة من اجل التقرب إلى ضرب إيران بعد تدمير سوريا و عدد من البلدان في الجوار و خاصة في الخليج.

فالستراتيجية الأمريكية بدأت من احتلال العراق و بخطى حثيثة أساسا للتقسيم الطائفي للعراق مع بث كل أنواع التفتيت القومي و الديني و العرقي, فتقسيم المجتمع العراقي على هذا المنوال هو مبدأ و نموذج أمريكا في سياسة غزو العولمة لتطوير جيل جديد لحرب الغزو المستمرة على المنطقة, التي يصفها نؤام تشومسكي في كتابه 501 و الغزو مستمر! فقد تعبت أمريكا من شكل سايكس_بيكو القديمة فرأت الخلل في وجود شكل العراق و إيران الحالية, أي أمريكا تريد تحويل العراق لمشايخ كردية و سنية وشيعية على غرار قطر و البحرين لكن طبعا مع إشاعة التمزيق و عدم الاستقرار و تحطيم الهوية الوطنية .

المشروع الأمريكي هو إرادة فرض ابتزاز ليس جديدة. لكن الجميع يعرف أن أمريكا لم تتمكن من السيطرة على الأحداث لا في أفغانستان و لا في العرق, خاصة بعد ضربات الأزمة الاقتصادية القاسية ليكون لإيران دور تاريخي في المنطقة تهدد بوعيد قوة عالمية تجانب الروس و الصين. المشروع الأمريكي بحد ذاته موجهة إلى إيران والى حكومة بغداد. بأن أمريكا هي من قام بإسقاط صدام و لهذا على حكومة العراق أن تقدم الخاوة لأمريكا و كذلك تطلب من إيران أن تقدم شيء, لما قدمته أمريكا من جهد حربي على العراق ليكون العراق قد قدم على طبق من ذهب لإيران لتجد في العراق دولة حليفة و منفذ لها في المنطقة.

لذا تعمل أمريكا على استخدام فلول البعث و القاعدة و داعش و حلفائها في السعودية و قطر و تركيا لكن تحت غطاء دعم الأكراد و السنة, ضاربةً عرض الحائط كل القيم الإنسانية التي تبجحت بها أمريكا في تحرير العراق و إقامة دولة وطنية ديمقراطية حرة. ففي طيات الأمر لا يكون هناك قوة سنية أم كردية تسلح ما لم يتم تشكيل كيان مشايخ كردية و أخرى سنية أي تقسيم العراق. هذا هو التهديد الأمريكي لسياسي العراق و لدولة إيران.

ليتجسد ذلك عمليا لاستقبال وفد عشائر الانبار وسمحت بظهور دولة داعش في الموصل, كما كانت بريطانيا تستقبل رؤساء العشائر لتقلبهم لأمراء و ملوك, فدأبت واشنطن منذ عهد طويل تنفخ ببراغماتية فجة باستقبال مسعود بارزاني كرئيس لدولة مستقلة.

أي أن أمريكا لديها أجندات البعث الصدامي و القاعدة و داعش الإرهابية لإحداث الدمار و الفوضى, ثم لديها رجال الإقليم في كردستان و بقية القوى القومية الكردية التي تريد أن تبني البلد و من جانب آخر القوى الطائفية السنية ( القومجية البعثية ) كأثيل و أسامة النجيفي وطارق الهاشمي ومشعان الجبوري ..الخ كقوى سياسية شرعية موجودة في العملية السياسية الطائفية و القومية.

فأمريكا قامت على تواجدها وحضورها القوي في إقليم كردستان ثم عملت و منذ البداية على حضور قوي في الانبار والفلوجة و ديالى , أي صار لأمريكا أرض و أوراق لتلعب أمريكا بمصير العراق عربا و كرداً و اقليات قومية و طائفية.

و في أجواء بناء الدولة في العراق و مع قانون الانتخاب البائس الذي سنه الصهيوني بول بريمر مع هول التفجيرات للقاعدة و فلول البعث الصدامي و أخيراً داعش تم تأخير بناء جيش وطني و بلا ملك للسماء العراقية التي هي لازالت بيد أمريكا حيث يجري رمي السلاح لداعش و ضرب الشعب الأعزل أو ضرب القوات العراقية متى ما ترى أمريكا ذلك ضرورياً في المحافظة على موازنة القوى و مجريات اللعبة السياسية في العراق ليكون لأمريكا أما الابتزاز و أما التقسيم الفعلي إذا ما نضج الأمر لقطف كل الثمار لمشروع حرب العولمة, لنهب شعوب المنطقة عن طريق تفتيتها و تدميرها.

لذا خلال هذا الصخب و الفوضى ظهرت الميليشيات ذات الطابع الشيعي و هي في الحقيقة امتداد لشكل السلطة الجديدة حيث فاز الإسلام السياسي بالانتخاب الشرعي, وهو بلا جيش و لا قوات أمنية تحفظ الأمن الاجتماعي, ليقف ضد محاولات البعث الصدامي في العودة للسلطة أو ضد تفجيرات القاعدة, وأخيراً ظهور الحشد الشعبي لمقاومة الإرهاب و خاصة بعد سلخ الموصل و الهجوم على الأنبار و تكريت متقدمين نحو بغداد, و طبعا على حاشية خيانة القادة العسكريين (من أصول بعثية) و تواطئهم مع القادة السياسيين كأسامة النجيفي و اثيل النجيفي و طارق الهاشمي و هربهم إلى إقليم كردستان.

فالجميع من القادة السياسيين سواء في الإقليم أم المدعين بالمكون السني لا يريد العمل على تكون الجيش الوطني و طبعا هذا ما لا تريده أمريكا أبداً من اجل بقاء العراق تحت رحمة ضربات البعث و القاعدة و داعش و ابتزاز أمريكا و إقليم كردستان و السعودية و تركيا و الأردن.

لذا تميز الإسلام السياسي الذي في السلطة بالدفاع على وحدة العراق و خاصة حزب الدعوة و المجلس الأعلى و منظمة بدر و بمرجعياتهم و خاصة السيستاني, الرافضين للتقسيم, ليواجهها قوى البعث و النقشبندية بسواعد داعشية التي تدعي التمثيل للمكون السني التي تسير في سياسة الابتزاز السياسي و حد التهديد بالانفصال.

فالصراع يجري في داخل السلطة و داخل كل المكونات التي تشكل السلطة في العراق, لتبقى القوى الكردية هي الأكثر تنظيم و المستعدة لتلقف وهم بناء الدولة الكردية, لكن في جل تفاصيلها تبقى القوى الكردية منقسمة من الناحية السياسية رغم طموح بناء الدولة, أي هي محمولة على كف عفريت لا يعرف حتى الله بشكل الدولة التي ستقام و شكل المذابح ( أسوء من مذابح البوسنة و الهرسك) و في خضم طوفان الرجعية السعودية و نزعة تركيا للسيطرة على المنطقة مع ترعرع قوى الإسلام السياسي في كردستان ذاتها, ناهيك عن الأمر العشائري الذي هو موروث تاريخي قابل للانفجار في أمر الأقلية القومية المسيحية و العربية في كردستان لا بل حتى أمر تجاه الأكراد الأيزيديين.

فشبح الاقتتال و الحرب الأهلية هو القارب الذي يحمل سياسي العراق بكل قواه من قومية و دينية و طائفية و بكل مكوناته يكمن الجحيم و يختبأ في أي خطوة حمقاء سواء في الانفصال أم في البقاء في معمعة سلطة المحاصصة, و مع بقاء الأوراق بيد أمريكا و زيارة وفود العشائر و الساسة العرب و الأكراد للعراب الأمريكي.

يبقى أمر مواجهة المشروع الأمريكي هو الأساس من اجل بناء العراق و الوقوف ضد الهوية القومية الشوفينية و الهوية الطائفية المقيتة و هو بالتأكيد يصب لمجانبة الوحدة الوطنية و رفض التقسيم, بكلمة أخرى فضح السياسة الأمريكية و الهجوم على أي توجه طائفي للحكومة العراقية و نبذ التدخل في الشأن العراقي سواء من السعودية أم إيران.

و هذا لا يتم إلا بوجود قوى وطنية و أحزاب يسارية ثورية تعمل على إبراز وجه الخراب و الدمار الطبقي الذي يصيب فقراء العراق سواء العرب أم الأكراد و كل أطيافه القومية و العرقية و الطائفية, أي أن أعلى أمر الهوية الوطنية و الطبقية هي السلاح الماضي ضد أمريكا و ضد كل الأحزاب السياسية للبرجوازية الطفيلية العربية أو الكردية ذات الصيغة الإسلامية أم الصيغة القومية التي تعمل بأمر المحاصصة الطائفية و القومية.

للخلاص من المخططات الأمريكية و شكل السلطة المزيفة التي استخدمت أكذوبة الديمقراطية لتنتهي إلى مجازر حرب أهلية دموية لتقسيم العراق و نهب كادحي العمال الفقراء من جميع أطيافه, وفي الجانب الآخر لتظهر قوى سياسية تملك الملياردات بفترة عقد واحد من الزمان ليضاهوا سلطة البعث في النهب و الفساد مع إهمال في الخدمات و العلم و الثقافة بل برجعة دينية و عشائرية رجعية و تخلف رهيب و في جميع المرافق و الأصعدة.

التفجيرات الإرهابية في منطقة الأعظمية وضرب بناية الوقف السني جاءت على تداعيات جلست مجلس النواب الأمريكي و القوات المسلحة الأمريكية في أحياء الإرهاب و التفجيرات في بغداد لإعطاء المبررات لتشكيل قوات عسكرية مسلحة ذات مسحة طائفية و قومية من اجل مد السلاح ليد الفرقاء للوصول في إشعال حرب أهلية في العراق. و هي امتداد لما سبقها من قتل لرجال دين في مساجد السنة في ديالى و الزبير وهم نفس الأجندات الأمريكية التي تشيع القتل في المساجد الشيعية باعتراف داعش على أن هؤلاء رجال الدين السنة رفضوا مبايعة دولة الخليفة لأبو بكر البغدادي.

فالواقعة كانت مأساوية و مفضوحة! ليصرخ احد أولاد الحماية ( حزام ناسف ) ليهرع الناس في فوضى الهرب ليحصدهم الرصاص من بنايات مجاورة و ليحترق المبنى من الداخل كما احترق مبنى التجارة الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر و هو نفس مشهد مأساة جسر الأئمة في سنة 2005 ليذهب ضحيتها من الزوار و الأطفال و النساء.

البداية الطائفية عمل بها حكم البعث الصدامي بعد إفلاسه فقام الدكتاتور صدام حسين بتشجيع العشائرية وجر السنة لجانبه حيث فقد ليس الشعب من عرب و كرد و أقليات قومية بل حتى فقد كل رفاقه في الحزب نتيجة سياسة القمع و الاغتيال و القتل و التنكيل, فعمل صدام حسين على تصوير أن الحماية للمكون السني لا تأتي إلا من سلطة البعث ومن خلال المكاسب الفجة لهم حاول ربطهم ليكونوا في وجه المدفع, كما يقال ,ليذودوا في الدفاع عن سلطته فتكون جهاز إرهابي طائفي يضاف إلى أجهزته الإجرامية و بعد سقوط نظام صدام حسين صارت هذه الأخيرة خلايا نائمة لتستخدمها اليوم أمريكا فهذه القوة الطائفية هي قوى الثورة المضادة و هي امتداد للحرس القومي و الجيش الشعبي السيئ السمعة و التاريخ لذا ظهر اليوم ما يسمى بتشكيل الحرس الوطني لتذهب أمواله لداعش, و ليعمل هذا الجهاز اليوم مع المخطط الأمريكي و الرجعية العربية في السعودية و الخليج, و العودة إلى مستنقع الحرب على إيران التي خاضها الدكتاتور صدام حسين.

فجاء اليوم توقيت الهجمة السعودية الأخيرة ل ( عاصفة الحزم) على اليمن من اجل إعطاء حقنة مصل قوة للبعث الصدامي و داعش بعد تلقيه ضربات من الحشد الشعبي و الجيش العراقي و قوات البيشمركَة و من اجل أحياء العداء لإيران لتكون السعودية اليوم حامية البواب الشرقية للأمة العربية.

زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للأعظمية و الكاظمية كانت خطوة ذكية لكن كان يعوزها خطاب سياسي بمستوى الحدث الذي ترعاه أمريكا و أجنداتها من بعث و داعش لضرب العراق في الصميم لحرقه بحرب أهلية, تخطط لها الامبريالية أمريكا و الصهيونية العالمية.

فلا يكفي اليوم فقط احتواء الأزمة بل يجب العمل على فضح المؤامرة على العراق و توعية الشعب بكل قوام القومية و أطيافه الدينية بأهمية نبذ الطائفية و الخروج من عنق زجاجة دولة المحاصصة و التوجه نحو دولة تصون الهوية الوطنية و تحمي البشر و تذود عن وحدة الأرض و رفاه الإنسان و البشر الكادح العربي و الكردي, وما بينه من أقليات قومية تقطن العراق وتشارك محنة مأساة السلطة و الغزو, و صيانة الأمن الاجتماعي و الوطني من خلا دعم بناء الجيش الوطني الحاوي لكل مكونات الشعب العراقي, كخطوة ضد المشروع الأمريكي الأخير و ليس الآخر في سلسلة الحرب و التدمير للعراق.

جرائم سجن أبو غريب تؤكد بربرية أمريكا في الغزو و ليس لتحرير العراق!
http://www.google.se/url?sa=t&rct=j&q&esrc=s&source=web&cd=3&cad=rja&uact=8&ved=0CDAQtwIwAg&url=http%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3D3eZXHn-yz5o&ei=bclVVcGzGcOasgGo8ICADQ&usg=AFQjCNH1ff-O1R0ck5avAGiTQ4R5JZ984Q&bvm=bv.93564037%2Cd.bGg
حرق مبنى الوقف السني لتأجيج الحرب الأهلية و نحو سايكس بيكو لعصر غزو العولمة الأمريكي!
http://www.qanon302.net/news/focuses/2015/05/14/55284
خفايا ابو فراس الحمداني من البي بي سي!
http://youtu.be/KK0R6367Bww
كتب وفيق السامرائي شيء عن (أوهام الزعامة)!
https://newhub.shafaqna.com/IQ/13640766-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%82%D9%88%D8%AF-

جوقة أمريكا في كاريكوتير!
%D8%A3%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85-
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=982163041796133&set=a.232101500135628.70291.100000073392094&type=1&fref=nf
على سلامة العراق و شعبه ألقاكم!