عيونُ الفَرَس


شوكت جميل
2015 / 5 / 16 - 10:14     

كلمات مرسلة إلى أحداق المهرةِ الشرقيةِ الباكية
............................
لا بأسَ يا صغيرهْ
لا بأسَ إن شقّتْ عليكِ قضبانُ الحظيرهْ
و السلاسلُ بالأيدي الحقيرهْ
و قد عقصتْ شعركِ وليدَ الزوابعِ في ضفيرهْ
لا تحزني أن أحنيتِ عنقكِ الضامر على المذود مرةً..
لتقبلي قربانَ المساءْ
لا بأسَ عليكِ ؛ففي كل حِنْيةٍ منكِ كبرياءْ!
فكفكفي دمعكِ ينسابُ من العينِ الكحيلهْ
يبللُ هذي الرموشَ الطويلهْ
يسّاقط على رسنٍ
مشدودٍ إلى وتدٍ
في جدار الحظيرهْ
لا بأس عليكِ ؛ ففي كل حنيةٍ منكِ كبرياءْ
ظهركِ الحرُ لم يخلقْ لجرٍّ أو لحرثٍ
كيفما و أنّى شاءَ البغالْ
لا لمعلفٍ قد خلقتِ أو لاستيلادْ
ما كنتِ من أبٍ سوءٍ و لا أمٍ حقيرهْ
أنتِ نبتٌ للرياحْ
فإن دقّ نغلٌ على أرغولٍ دقةَ الرهوانِ فلا تصهلي
و لا ترقصي
بل فاغرسي حافريك في صدر البغالْ
كم قيدوكِ
فانكتيهم أرضاً و ارفعي الرأسَ
و اجمحي
و انشفي ريح الشمالْ
و اخلعي عن وجهكِ ستراً مخملياً و لجامْ
حينها فاصهلي و ارقصي
كيفما شاءت شياطين التمردِ و الرياحْ
فينمو في خصريكِ جناحانْ
هم رقيقٌ بينما أنتِ روحٌ من شياطين الجبالْ
دقّتِ الساعة في الحظيرةِ الخرساءِ،
في قلاعِ الشرقِ
فامتطي الريح الأخيره!