في الذكرى الخامسة لرحيل النقابي الشجاع عبد الجليل الحوري


فاضل الحليبي
2015 / 5 / 1 - 09:43     


كنا هناك في الوقفة التضامنية مع الموظفين المفصولين من أحد البنوك الكبيرة في البحرين أمام المرفأ المالي في المنامة عاصمة البحرين، ففي يوم السبت الموافق 24 أبريل 2010، فجأة يسقط على الأرض مغشيا عليه رفيقنا النقابي المخضرم والمناضل عبدالجليل الحوري، بعد محاولات عدة من أجل إسعافه لم تنجح، لقد فارق الحياة هناك في وسط المتضامنين مع الموظفين المفصولين، جاء إلى موقع الاعتصام سيراً على الأقدام لأكثر من كيلو مترا من محطة الباصات الرئيسية في المنامة إلى موقع (الوقفة التضامنية أو الاعتصام )، وصل المناضل العمالي الرفيق الراحل عبدالجليل الحوري وهو يهتف بالشعار الشهير الوحدة الوحدة يا عمال، يا عمال العالم اتحدوا، رافعا ً قبضة يده، عبدالجليل الحوري ابن الطبقة العاملة البحرينية، لم يهتم لوضعه الصحي وهو القادم من خارج البحرين بعد أن أجريت له عملية جراحية في ألمانيا، يتطلب منه الراحة وعدم بدل أي جهد لكي يشفى جرحه، الحوري لم يكترث إلى نصيحة الأطباء و الرفاق والأصدقاء، عندما رفضوا رفاقه بأن يأتي معهم للوقفة التضامنية خوفا على أن تتدهور صحته، أستقل حافلة (باص النقل العام)، القادم إلى المنامة من منطقة سكنه، كان همه الأول بأن يتضامن مع الموظفين المفصولين، كان الراحل عبدالجليل الحوري أبو منير، في مقدمة العمال المتظاهرين المطالبين بتشكيل النقابات العمالية في بداية سبعينيات القرن الماضي، اعتقل مرات عديدة، كان مقداماً وشجاعاً في الصفوف الأمامية للتظاهرات العمالية، يهتف بوحدة العمال ويرفع مطالبهم النقابية المشروعة، كان عشقه كبيراً لحزب الطبقة العاملة (جبهة التحرير الوطني البحرانية)، سقط هناك أمام المرفأ المالي (ذلك المركز المالي الذي يمثل الرأسمالية وأصحاب رؤوس الأموال) فاقدا الوعي، هناك توقفت نبضات قلبه و توقفت صرخته الوحدة الوحدة يا عمال، و يا عمال العالم اتحدوا، رحل هذا النقابي العمالي الكادح، رحيل بطلا شجاعا في مواقفه المبدئية والبطولية دفاعا عن العمال و الكادحين، المجد والخلود لذكراك العطرة.