مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق


شاكر الناصري
2015 / 4 / 26 - 21:18     

وأنتم تتحدثون عن العراق، وخرابه ودماره، عن الموت المتواصل، والإرهاب والحرب، عن داعش وأخواتها، وما سبقها أو ما سيلحق بها، عن عنف المليشيات المسلحة والذعر الذي تثيره في نفوس العراقيين، عن سبايكر والثرثار والمجازر المروعة التي سبقتها أو التي ستتبعها، عن فقر الناس وبؤس حالهم، عن ثروات أصحاب السلطة ونفوذهم و الجاه والمكانة التي حققوها. عن النهب المتواصل والفساد وسرقة المال العام وإنهيار الخدمات وسقوط المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية، عن سقوط المدن العراقية واحدة تلو الاخرى بيد داعش، دون مسائلة أوحساب ....الخ. عن نفوذ أحزاب السلطة وسطوتها وقدرتها على التلاعب بحياة العراقيين ومصيرهم ومستقبلهم، عن أصحاب النفوذ والفتوى والمطامح القومية. عنكم وأنتم تتلقون كل يوم صفعة قاسية، ولكنكم تواجهونها بالغرق في متاهات الكراهية والشتائم والاستعداد لقتل بعضكم البعض، معنوياً واخلاقياً وطائفياً...الخ.

وأنتم تتحدثون عن كل ذلك، بحرقة ودم ودموع وشعور مرير بالضياع والسوداوية، تذكروا فقط، أن كل ما يحدث هو تحصيل حاصل نظام سياسي مخيف ومدمر، نظام يحكم العراق منذ سقوط، حكم البعث وصدام حسين، أبشع سلطة دكتاتورية وحشية ودموية، ويواصل حصد نتائجه الكارثية في العراق، ومنه تستمد قوى السلطة المتصارعة نفوذها ومصالحها و قدرتها على البقاء كقوى تعمل بالضد من إرادة المجتمع ومستقبله ومصالحه، بالضد من رغبات وآمال بسطاء الناس.

لقد أوجدوا النظام الذي يحميهم ويشرعن وجودهم وفسادهم وانحطاط ممارساتهم وتوسع آمالهم الحزبية والطائفية والقومية، ويصمت على صراعاتهم وحروبهم، رغم كل الأرواح التي تحترق وتتلاشى في فضاءات العنف والإرهاب وصراع المصالح.

لا أتحدث عن كائن خرافي مهول، بل، أتحدث عن نظام المحاصصة الطائفية الذي أوجدوه وأقروه وشرعنوه بدستور مهلهل يتم تغييبه وتهميشه حينما يتعلق الأمر بلعبة التوافقات وتقاسم السلطة وما تعنيه من غنائم وسلطة ونفوذ، ليكون وسيلتهم لحكم العراق واخضاع أهله.
الحرب والإرهاب كوارث كبيرة ومدمرة تبتلى بها البلدان، ولكن هذه الكوارث تصب في مصالح القوى التي أوجدت هذا النظام، المحاصصة الطائفية والسياسية، وتدرعت به، أمام النقد والاحتجاج والغضب الشعبي.

كونوا ضد المحاصصة الطائفية والقوى التي سرقت منكم أرواح أبنائكم ومستقبل أطفالكم، وآمالكم بالعيش في بلد يحترم آدميتكم ووجودكم ورغبتكم بالعيش بكرامة!

أخرجوا من أسار الطوائف ومؤسساتها، ومن لعنة التعصب القومي العنصري، أزيحوا أعباء الخنوع والخضوع والكراهية هذه، اعيدوا القرار لأنفسكم وكونوا أصحاب كلمة تحدد أفق مستقبلكم!