المملكة الوهابية جلادة شعوب المنطقة الحضارية


علاء الصفار
2015 / 4 / 10 - 00:12     

العقد المرضية لسلطة آل سعود هي امتداد إلى عقد الماضي الصحراوي في الغزو و النهب لآل قريش, و الازدراء للشعوب الجارة و المحيطة للسلطة القريشية في شبه جزيرة العرب, و من ثم امتداد لسلطة يزيد أبن معاوية التي سارت , على هدى الفتح الإسلامي البربري بعد أن قامت سلطة يزيد ابن معاوية على مجزرة قتل أحفاد نبي العرب محمد بن عبد المطلب.كان قتلُ ليس من اجل القتلِ بل كان انتقام من الخصم الذي تربع على السلطة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية.

فهكذا تم استرجاع السلطة لآل بني أمية و معاوية ابن ابي سفيان التي انجبت عمرو ابن العاص و يزيد ابن معاوية و شمر ابن الجوشن, و لتتشكل دولة بربرية إستعمارية و ليختفي الدين وتظهر العنجهية في الغزو المتحضر, المتحضر بالدهاء و الزيف الإستعماري في ابشع صوره, حيث تم إرسال الجنود الشبان إلى البلدان المُغزاة ليموتوا دون رجعة إلى وطنهم, سواء بقيادة عمرو ابن العاص أو القعقاع أم بالفتح الإسلامي بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

أن الموروث السلطوي للمملكة السعودية يجب أن يقرأ بصورة علمية حديثة, و خاصة ان دولة آل سعود الحديثة كانت قد جائت على اشلاء الملك الشريف الحسين, عبر التآمر و الدسائس و القتل و الأجرام و العمالة.

والحكاية بدءت في عام 1338 هـ/1919م شنّ الإخوان الموالون للملك عبد العزيز، هجوماً على الشريف حسين شريف مكة في معركة تربة وسهل الأشراف الفعور للجيش الدخول إلى الطائف وقد انسحب الشريف عبد الله بن الحسين إلى الهدا من ضواحي الطائف. وبحلول عام 1341 هـ 1922م تمكّن من السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرة الشريف الحسين بن علي. وتوّج عبد العزيز انتصاراته بهزيمة الشريف حسين في عام 1344 هـ/ 1925 وهو ذات العام الذي شنّ فيه الإخوان هجوماً على شرق الأردن بإيعاز من الملك عبد العزيز.

هكذا تم تشكيل تنظيم إسلامي متطرف يدعي بكونه امتداد للسلف الطالح ليعتمد القتل و الإرهاب, و كانت أول توجه إسلامي حديث ليصافح القوة البريطانيا الإستعمارية, فكان لآل سعود حملات بربرية على العراق , خاصة على كربلاء و النجف و على العتبات المقدسة و الحضرات و القبور للأئمة من آل بيت الرسول المقدسة عند العراقيين, فقد كانت الوهابية هرطقة دينية بربرية بدوية لا تعرف أمر التحضر و التقاليد العريقة, إذ كانت تنظر إلى القبور و الحضرات على أنها اصنام يجب تحطيمها. فهكذا تم لهم تدمير كل القبور في مكة و الكعبة كقبر الحمزة عم النبي وغيرها من القبور آل بيت الرسول محمد, و بأعجوبة فلت قبر النبي محمد من يد عناصر جبش فيصل الطاغية ابن سعود.

اليوم يعيد التاريخ المرضي اشكال البربرية لسلطة آل وهاب البربرية التي ابت إلا أن تكون بدوية رجعية دموية, لا تعرف إلا الجلف و القسوة مع الاقوام التي غزها الإسلام خلافاً لشكل الإسلام الذي مشى عليه الإمام علي أم أبنه الإمام الحسين أبن علي, فظهر مصطلح الرافضة و الناصبة التي سارت عليه المملكة الوهابية.

وهكذا نرى أين يكمن جذر التكفير و الانحراف الوهابي لتكفير مسلمي العراق و إيران و سوريا ولبنان و اليمن, إذ هو رجعة بربرية لفظاظة البداوة القريشية لما قبل الإسلام التي مثلها الجناح اليميني في الإسلام إن جاز التعبير وفق المعيار الحديث في تحديد أمر الناصبة التي تقع على يمين الإسلام و الرافضة التي تقع على يسار الإسلام. إذ أن الشعوب التي تم تقديم الإسلام اليها عبر السيف كانت بلدان متطورة أو بكلمة أخرى صاحبة تاريخ حضاري و دين ذا تراث مدني و طقوس وتقاليد متحضر تحترم الرموز و القبور و التماثيل خلافا للسلطة القريشية التي كانت بدوية شحيحة الثقافة و التقاليد و التراث المدني الحضري في التعبد, لذا كانت لا تفهم الشعوب المتحضرة و لا تجيد أمر الحرف و الزارعة و الحياة المدنية و الثقافة و الفلسفة.

لذا أن الدين الإسلامي عند المصريين و السوريين و العراقيين والإيرانيين و اللبنانيين أخذ أبعاد طقسية حضرية, اُلبس الدين الإسلامي زيه من تقاليدها و تراثها الماضي الثري لهذه الشعوب الحضارية , الذي شكل صدمة حضارية بين شعب الجزيرة الصحراوي و بين هذه الشعوب المتحضرة, و صار تناقض شاسع بين لسلطة الإسلام البدوي البدائي في صحراء الجزيرة القاحلة و الخاوية من الماضي المدني و الحضاري ليصطدم مع عقول و شعوب مصر الفراعنة او شعوب حضارة وادي الرافدين في العراق و إيران ذا الموروث السومري و البابلي أم شعوب بلدان سوريا و لبنان ذا الموروث الفينيقي المتحضر.

أن هذه الصدمة الحضارية بين بدو الصحراء المسلمين و الشعوب الحضارية في مصر و إيران و العراق و سوريا ولبنان واليمن و غيرها, شكلت عقدة نقص لدى الأولى (السعودية) تمثلت بكره هذه الشعوب و تقاليدها الغنية في العبادة و النظافة و الثقافة و الفلسفة و التحضر و في اجادتها للحرف و الصناعة و العلوم, فأخذت السعودية على مدى تاريخها المنحط تهين هذه الشعوب عبر احتقار شكل الحياة الحضرية و خاصة في أحتقار أمر العمل في الزراعة و الحرف, لذا سنت القوانين الجائرة لتهين الموالي, تمثلت حتى بان يترك الموالي الحصان إذ رأى أعرابيا بدويا يمشي راجلاً, ولا اريد الأطالة في شكل العنجهية القانونية في حق قتل المسلم الموالي على يد البدوي, و ويلٌ لو قَتَلَ موالي بدوي مسلم.

اليوم يعيد التاريخ حالة العداوة لهذه المملكة التي بقت متخلفة في كل شيء رغم مرور العصور و السنين فلم يرى ويشهد البدو في سلطة آل وهاب في السعودية أي تطور, لقد خطى الشعب المصري و العراقي و السوري و اللبناني و الجزائري و التونسي و الإيراني في خمسينات القرن الماضي خطوات ثورية جريئة نحو التقدم و الانعتاق رغم فقدان البرنامج الحضاري و العلماني , نحو التطور الثقافي و العلمي و الفني في نزعة طموحة لكن بلا قيادة وطنية شريفة, فصار الأنهيار و السقوط لكل من العراق و مصر و سوريا و غيرها من البلدان مما ذكر أعلاه, و لكن بقت السعودية بلد أمي خرافي بلا صناعة و لا طبقة عاملة ولا احزاب قومية ام يسارية أو شيوعية مناضلة كما حدث في العراق و مصر و سوريا و لبنان و و اليمن و غيرها من دول المغرب ام إيران و تركيا, و بقت السعودية بلا علماء و لا تطور ثقافي و لا فنانيين كبار و عظام. يكفي و بإختصار شديد لليوم لا يسمح في السعودية للنساء بقيادة دراجة هوائية فكيف بصراخ القفز لمناداة لقيادة المرأة للسيارة التي هي اليوم مدار الحديث و وصمة عار المملكة الظلامية .

أن عقدة النقص لآل سعود لا زالت تمر عبر الكره للعراق و سوريا و مصر و لبنان و إيران و كل دول الجوار المتحضر, الذي ترك الدشداشة و العقال في الدوائر الرسمية و المحافل الدولية, ليتم التآمر عليها و بكل حقارة و نذالة, فالرؤى لآل سعود لازالت تنتمي إلى العصبية القبلية الجاهلية, و في أن هذه الدول و الشعوب ليست من نسل القبيلة لآل قريش و معاوية أبن سفيان و يزيد ابن معاوية, قاطع راس الحسين و لا لآل سعود اليوم الغارقون في العمالة و الجريمة و الإرهاب و تصديره للعراق و سوريا و مصر و ليبيا و اليمن, و السير مع أمريكا و إسرائيل من اجل الحرب على البلد الجار و المسلم في إيران, مع ترك ثاني قبلة المسلمين مستباحة على يد العنصريين في إسرائيل.

ففي العراق لايزال يذكر الشعب اسم الأمام الحسين القائد الذي ثار على جور السلطة البدوية الفاسقة و الجائرة, التي تهين شعب الموالي في العراق و رغم تحول مصر إلى التسنن إلا أن الشعب المصري يكن احترام كبير للإمام الحسين حفيد الرسول محمد, ما أريد قوله لازال آل سعود يعيشون ذلك التاريخ البدوي البائد بأزدراء شعوب الحضارات القديمة و يكرهون قبور الائمة لآل البيت وحتى التماثيل لزمن الفراعنة و السومريين و البابليين و البوذيين في العراق ومصر و افغانستان, إذ أن الفكر الرافضي خطى خطوة تقدمية في زمنه بالخروج على أولي الامر ( السلف الطاح المتمثل بسلطة يزيد أبن معاوية) و الذي كان تهديد لسلطة آل بنوا أمية الناهبة للسلطة, و لذا تحبذ و تتخندق المملكة الوهابية للابقاء على الافكار القديمة في احترام سلطة يزيد الفاسقة و سلطة الملك الوهابي الفاسق و البربري, التي تمثل ظل الله على الارض.

لذا ترى المملكة السعودية الوهابية أن الطائفة الشيعية ليسوا عرب طالما انهم مع ثورة الحق التي شقها الحسين المتمرد على طغيان آل بني امية, رغم أن الحسين من نسل النبي العربي, لكن زوجة الأمام الحسين كانت مسلمة فارسية. و هكذا نرى العقلية القبلية و العصبية الجاهلية و بشكلها العنصري تتجسد تجاه الشعوب الإسلامية في العراق و مصر و خاصة إيران, إذ اندمج الشعب المصري تماما مع الإسلام و فقد حتى لغته و تاريخه الفرعوني و كذلك الشعوب في العراق و سوريا و لبنان و المغرب العربي, لكن إيران بقت محافظة على لغتها لذا تميزها السعودية اليوم عن شعب مصر, لكن أبداً لَمْ تكن السعودية ذات توجه قومي بل تعيش حالة بداوة و تعصب قبلي بربري يزدري العراقي و البحريني و اللبناني و السوري و المصري بعقلية و بنظرة أنهم من الموالي, أنها عقدة البدوي لآل سعود بن وهاب الذي أختار التخلف و الدين المشوه و الخالي من المسحة الحضارية لشعوب الحضارة في مصر و سوريا و لبنان و العراق وفلسطين و إيران.

ففي التاريخ الحديث تآمرت المملكة السعودية على كل الشعوب المحيط بالسعودية و امتدت جرائمها إلى العراق و مصر و حتى افغانستان واليوم تتآمر بشراسة على إيران, و عبر طريق العمالة لبريطانيا و أمريكا و إسرائيل الصهيونية,فكان معينها في الانتقام, من الشعوب الإسلامية التي أعتنقت الإسلام و أضفت عليه شكل و تقاليدها المدنية و الحضارية, ثروة النفط النقمة, ليس على الشعوب المحيطة بالسعودية بل حتى على شعب السعودية الفقير و الجائع و العاري و الامي.

لذا كان آخر تآمر على العراق في العصر الحديث هو دعم الحرب على إيران التي دمرت و انهكت العراق إيران, ثم لتنقلب السعودية على سلطة صدام حسين العميل لأمريكا و الحليف للسعودية و لتتعامل السعودية مع أمريكا ليتم غزو العراق و تحطيمه من اجل تفتيته. و هكذا كان أخيراً دعم الغرب على ضرب سلطة معمر القذافي و اليوم نرى البربرية في الهجوم على شعب سوريا و لمدة 4 أعوام دون أي نظرة شفقة أم رحمة لهذه الشعوب, إذ هذي الشعوب من الموالي و ليسوا من نسل القبيلة و نظام التخلف في المملكة الوهابية الظلامية و الدموية, وكان حصة العراق رهيبة بعد الغزو الأمريكي ليتم تصدير جيش القاعدة و الذي يحوي الشيشاني و الباكستاني و الافغاني والسعودي, و من ثم بدعم داعش و سلخ الموصل من العراق و سلخ اجزاء من سوريا لضمها لدولة البرابرة الوهابية بقيادة البربري أبو بكر البغداد ( موشي الامريكي الصهيوني).

نرى لا وجود لهذه المملكة أي حس بالانتماء القومي و الوطني, وهذا هو ديدن البدوي البعيد عن الحضارة في سلطة المملكة الوهابية ذات الدين المحرف و المشوه إلى أبعد حدود الجريمة و القتل و الخيانة.ارجو أن أذكر و أنوه أن الشعب العامل و الاحرار في السعودية, يرفضون شكل السلطة البدوية الرجعية و يتوقون نحو التقدم و الانعتاق و الحرية و أزالت اعراف البدوة و أحلال قيم المدنية العصرية, اي البداوة ليست عار بل أن ينحدر الملك الوهابي إلى الماضي القريشي الجاهلي فهو ردة رجعية بامتياز. و لذا نسمع يوميا عن الجلد و قطع اليد في السعودية و عن سجن للصحافي أو السياسي المعارض الشريف المتولع في أمل للحرية و التقدم من اجل الحياة المتمدنة و المتحضرة و الرافض لشكل سلطة البداوة و العمالة, بكلمة اخرى انا لا اهين البدوي العادي الزاهد في مهنة الرعي بل أدين سلطة آل سعود التي تعمل على تكريس التخلف و قيم البداوة السلبية و على عدم السير نحو التحضر و نشر الحياة المدنية و الحضارية رغم الثروة النفطية الهائلة.

اليوم تتزعم السعودية الهجوم على شعب اليمن الحضاري القديم, كلنا سمع عن جنات عدن و سد مارب العظيم, و هذا يجري ضمن العقل المتحجر في عقاب الشعوب المتحضرة و العريقة بماضيها و تاريخها, و هي تحمل في طياتها العداء لكل موروث حضاري يصبوا نحو التقدم و الانعتاق الذي يهدد سلطة العمالة و يسير نحو الثورة على حرامي الحرمين في السعودية و من لف لفه من أولي الامر الطغاة في الإمارت و السلطنات و المشايخ في الخليج الأمريكي.

لكن في المقابل لَم تعمل السعودية على اي جهد سياسي لدعم و تحرير الشعب الفلسطيني من قبضة إسرائيل الصهيونية, فهو , الشعب الفلسطيني, شعب عريق ينتمي لحضارة فينيقية و لَم ينتمي لقبيلة آل بني أمية ام آل سعود وهذا الشعب يذكر سلطة السعودية الرجعية بعقدة النقص وفي نضاله الدامي الشريف ضد الاستعمار و الامبريالية و الصهيونية العالمية.

لذا تعمل المملكة الظلامية على بث الفكر الديني الرجعي و المشوه و احياء امر الرافضة و الموالي للعودة إلى الشكل القهقري في التخلف و من اجل نشر الحروب الطائفية التي تعمل على تحويل الدول المحيط بها دول متخلف تعود إلى كهوف الصحراء و بعيداً عن الحضار و الصناعة و العلم و التطور. كي لا تشعر سلطة المملكة بعقدة النقص و التصحر, أي ليكون شعوب العراق و مصر و سوريا ممالك يحكمها سلطان بجبة و دشداشة قصيرة, ناسيةً قيم الحضارة و التقدم.

و بهذا تقدم السعودية وقطر و مشايخ الخليج اكبر خدمة لامريكا, حيث من السهل سرقت الشعوب البدائية و إبادتها كما جرى إبادة الهنود الحمر في امريكا.

اليوم نرى مصر الحضارة مرة أخرى تنحدر إلى درك ومستنقع الرجعية لتقوم بالهجوم على شعب اليمن الفقير و الجائع و مع مرتزقة الباكستان و الافغان و الشيشان كما شاركت سلطة حسني مبارك العميلة لأمريكا بالهجوم على العراق, من اجل حفنة دولارات.

أن شعب مصر العظيم صاحب الحضارة العريقة و القديمة و الذي عانى من سلطة عمرو أبن العاص الذي مسخت تاريخه و لغته و تقاليده في الفتح الإسلامي, ورائد الحرية و التقدم في خمسينات القرن الماضي مطالب بالرد على سلطته التي تنحي وتتنح للدولار السعودي.

ستعمل السعودية على الغدر بسلطة محمد السيسي كما غدرت بسلطة الرئيس العراقي صدام حسين بعد انتهاء حربه على إيران فستساعد السعودية على أعادة السلفيين و الأخوان في مصر بعد ان ينتهي دور مصر في الحرب القذرة في اليمن.

المصادر الضرورية لقراءة التاريخ الحديث للعراق_ هو لمحاة اجتماعية من تاريخ العراق الحديث _ ل علي الوردي! لترى تاريخ آل سعود القريب من شكل أنشاء دولة إسرائيل!

مقاطع من شعر لمظفر النواب, الذي تنبأ في القرن الماضي, المصير الذي يسوقه روؤساء و ملوك والممالك الرجعية و البربرية بزعامة مملكة الظلام و التخلف في السعودية!

سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء بلا مأوى
هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟
هذا وطن أم مبغى ؟

لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة
الآن أعريكم

لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو فموتوا
سيكون خرابا.. سيكون خرابا
سيكون خرابا
هذي الأمة لابد لها أن تأخذ درسا في التخريب !