اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: أربع سنوات من الثورة: محاولة رسم صورة، محاولة تشكيل تصور


عديد نصار
2015 / 3 / 16 - 00:48     

سلامة كيلة: مداخلة تمهيدية
أربع سنوات من الثورة، بدأت بحراك مجموعات صغيرة تحاول التظاهر، وتوسعت في درعا ثم امتدت إلى كل سورية، وكانت تعتمد التظاهر وسيلة لإسقاط النظام. لكنها تحوّلت بعد عام إلى العمل المسلح، وبعد عامين كان السلاح هو الشكل الأساسي في الصراع بعد تهميش الحراك الشعبي سواء نتيجة عنف السلطة والتشريد الذي أوجده، أو نتيجة القناعة بأن عنف السلطة لا يواجه إلا بالعنف المقابل. كما انتقلت من الشكل المدني والمطالبة بالحرية إلى أن يصبح الطابع "الإسلامي" هو الطاغي فيها. وأن تتغلغل مجموعات أصولية "جهادية" لتعيث فساداً خادمة هدف السلطة بتشويه الثورة وتخريبها وإنتاج صراعات "من داخلها" وفي المناطق التي تشكل قاعدتها. لنصل إلى أن يصبح قرار الحل ليس سورياً بل يرتبط بقوى دولية وإقليمية باتت تتحكم بالسلطة (إيران وروسيا) أو بالمعارضة وببعض الفصائل المسلحة (أميركا وتركيا وقطر والسعودية وغيرها).
كل هذا السياق يفرض فكفكة كل العناصر التي أوصلت إلى ذلك، سواء تعلق الأمر بدور السلطة التي كانت تريد أن نصل إلى هذه الوضعية، أو المعارضة التي ساعدت السلطة بما تريد وهي تعتقد أن سياستها سوف تفضي لأن تستلم السلطة، أما دور القوى الإقليمية والدولية فيأتي في سياق الحرب ضد الثورة التي أخافتهم، بعد أن امتدت من تونس إلى سورية في سرعة لا مثيل لها. ولا شك في ان عفوية الثورة، ووعي السلطة لإمكانية حدوثها وبالتالي تحضير المواجهة بخطط واضحة، ومن ثم مساعدة كل الدول الإقليمية والإمبريالية، هو من فتح إلى الوصول إلى تدمير أعلى وتهجير كبير، وقتل وحشي وأوصل إلى حالة استعصاء لا تشير إلى إمكانية انتصار طرف، وبالتالي الذهاب إلى حل دولي يُفرض على الشعب، أو متاهة صراع طويل.
الأمر بات معقداً بالتأكيد، سواء نتيجة وحشية السلطة التي أرادت تدمير الشعب لأنه تمرَّد عليها، أو ميل القوى الإقليمية والدولية لتحويل ما يجري إلى مجزرة "تؤدب" شعوب العالم لكي لا تثور في وضع عالمي يميل لتصاعد الصراع الطبقي بالضرورة، أو مساعدة المعارضة لكل هذه المخططات نتيجة مصالحها الضيقة وفهمها الضحل وأوهامها كذلك. وبتنا نشهد تحكم الصراع الغريزي، والميل نحو الفناء، حيث تتوهم السلطة أنها قادرة عبر ذلك على الانتصار، وتتوهم أطراف معارضة بأن الوضع الدولي سوف يخدمها في وقت ما.
هل سيتغيّر الوضع الدولي؟ ربما إذا حدث انفجار شعبي في إيران خصوصاً، أو جرى التوافق الإيراني الأميركي، وجرى بضمنه الوصول إلى توافق على وضع سورية. أو تطور الصراع بعد أن باتت إيران تقاتل مباشرة في سورية (كما في العراق) إلى صدام مع تركيا. أو جرى تطوير العمل العسكري في الثورة بما يسمح بإلحاق هزائم أكبر بقوات إيران المحشودة من دول العالم (بما في ذلك حزب الله). وإذا استطاعت السلطة العراقية بمساعدة أميركية حسم الصراع في العراق ضد "داعش" فإن الوضع في سورية سوف يتعقد أكثر نتيجة أن داعش سوف تنتقل إلى سورية، وتصبح معركتها هنا، كما أن إيران سوف ترسل قوات كبيرة من الحرس الثوري ومن عصاباتها في العراق إلى سورية، ربما لتصبح الأمور أكثر سوءاً.
هل سنكون بالتالي إزاء الوصول إلى توافق أميركي إيراني يفضي إلى حل سوري، أو أن الأمور ستسير نحو تفاقم الصراع وتعقده أكثر، وتصعيد المجزرة بما يجعل معظم الشعب السوري خارج سورية؟
هذا يطرح الأسئلة حول ما يجب أن نفعله؟ وهل يمكن أصلاً أن نفعل شيئا يغيّر من مسار الصراع؟
في كل الأحوال يجب أن نعمل على استمرار الثورة رغم كل التعقيد والتشابكات التي باتت تحكم الوضع. وهذا يعني خوض صراعات متعددة في الوقت ذاته: ضد السلطة حيث كان ذلك ممكناً، وبالأشكال المتعددة القائمة، وضد المجموعات الأصولية التي تقاتل الشعب تحت عنوان فرض "الشريعة" وإقامة "دولة الخلافة" (داعش والنصرة)، أو كانت تريد إسقاط النظام من أجل فرض الشريعة وإقامة "دولة إسلامية" (جيش الإسلام). وأن نكشف سياسات كل الدول الإقليمية والقوى العظمى، التي هي ضد الثورة بالأساس، وتريد تدميرها سواء بدعم السلطة مباشرة أو بدعم "الشعب السوري" لفظياً وتعمل على تخريب الثورة بأسلمتها وتخريب الكتائب المسلحة بإخضاعها لسياساتها.
لكن أساساً أن نعمل على بلورة أفق للثورة، يمكن أن يكتّل قوى ومجموعات في سياق يؤدي إلى تأسيس بديل ثوري.

أديب قطيش:
وجهة نظر تقرأ الوقائع صح وتخلص إلى نتيجة خطأ . أو إلى موقف خطأ.
عديد نصار:
ممكن تنتظر الحوار وتناقش صاحب النص.
أمل شنن:
الحل هو تأسيس حزب يساري يبلور عملا مشتركا ليكون الفعل على الارض. بدون قوة تجمعنا سنبقى متفرجين.
عديد نصار:
بعد انقضاء أربع سنوات كاملة على انطلاقة الثورة السورية، أربع سنوات شهدت على مدى العداء الذي يكنه النظام الأسدي للشعب السوري والذي تجلى بهذا الكم المرعب من الجرائم الدموية وهذا الكم المذهل من الدمار والتهجير الكثيف للشعب السوري، وعلى مدى العداء الذي أظهره النظام العالمي لأي بادرة تغيير حقيقية تبادر اليها الشعوب بشكل حر، وعلى الكثير الكثير من الأحداث والتطورات، من تشكل قوى وانهيار أخرى وانكشاف قوى أخرى على حقيقتها... أربع سنوات حافلة بالأحداث الجسام الجسام والتشابك والتشويش والتضليل ... عدا عن الأعداد الهائلة للضحايا ومنهم عشرات الآلاف الذين يتساقطون تحت التعذيب في معتقلات أجهزة النظام.
أربع سنوات شهدت على مدى عدائية ما يسمى الاسلام الجهادي بكل تشكيلاته لأهداف الشعب من ثورته بل وغربته عنها، ولمدى ارتهان هذه التشكيلات وخضوعها لمصالح وأجندات قوى الهيمنة الامبريالية والاقليمية.
في محاولة لإلقاء الضوء على مجمل هذه التطورات، وفي محاولة لاستشراف آفاقها، دعونا نرحب بالرفيق سلامة كيلة في لقائنا الحواري لهذه الليلة.
كما نرحب بمساهماتكم جميعا في طرح الأسئلة والمداخلات على شكل تعليقات على هذا الموضوع وسيكون الرفيق سلامة حاضرا للإجابة والنقاش.
مع تحيات مجموعة يساري
حسان خالد شاتيلا:
تحياتي الشيوعية لليساريين الحاضرين في المكان.
سألتحق بكم بعد قليل، دقائق فقط.
محمد عبدالهادي:
الحقيقة السوريين الفقراء في مأزق , صحيح النظام و المعارضة السلطوية أيضا في مأزق , اليسار في مأزق و الإسلام السياسي أيضا في مأزق لكن كل حالة مختلفة .. أزمة الناس العاديين إنهم اليوم تورطوا في حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل , حرب السادة على من سيسيطر على الثروة في الشرق : آل سعود أم ملالي قم , و أنهم يحصلون في مقابل ذلك على فتات فقط , شي يسمح لهم بمواصلة القتال و مواصلة تقديم دمائهم و قتل غيرهم , فتات بعيد جدا عما كان في ذهننا جميعا مع انطلاق الربيع الثوري العربي .... شو الصح بهالوضع ؟ طبعا بالنسبة للسوريين العاديين و اللي بيشاركوهم هموهم و أحلامهم ؟ ثانيا و رغم تشككي بالأطروحات اليسارية التقليدية (او حتى غير التقليدية كالتروتسكية التي ترى جميعا أن كل مشكلة نضال الجماهير في غياب قيادة أو عدم قيادتها هي لهذا النضال) لكن هناك سؤالا يستحق أن يسأل , بانتظار بزوغ فجر الحزب القائد أو القائد أو القيادة الثورية الجديدة التي يفترض أن تسير ورائها الجماهير إلى العالم الجديد ( الله يستر ) , ماذا على اليسار الذي يزعم أنه جزء من نضال الجماهير في سبيل حريتها و حياة أفضل , أن يفعل و ماذا بمقدوره أن يفعل .. تحية الثورة و الحرية للجميع
باسل عثمان:
مساء الخير للرفيق سلامة ولجميع أعضاء مجموعة يساري. أودُّ أن أطرح اشكالية العمل العسكري مجددا من زاوية أخرى. مادمنا على يقين أن انحسار الحراك الشعبي المدني نتيجة الظروف المذكورة في مداخلة الرفيق سلامة، والتي هي بالنهاية ظروف موضوعية تتعلق بسياسة النظام السوري، والأنظمة الاقليمية والعالمية، ومادمنا على يقين بالدور المدمر الذي لعبته سائر الفصائل الاسلامية في الثورة، والتي تستخدم الفقراء والمهمشين كوقود ومقاتلين لها، كيف يرى الرفيق سلامة امكانية (وضرورة) استمالة هؤلاء الفقراء المقاتلين في مشروع سياسي يلبي مصالحهم ومطامحهم المعيشية الحقيقية، وما هي المشاكل الاساسية التي تعيق قيام جسم سياسي يساري يعبر عن هذه المصالح، في سوريا؟
حسان خالد شاتيلا:
إذا كنت متفقا مع النتائج التي انتهت إليها المقدمة، فإن العرض يستحق مناقشه
أقترح أن يدور الحوار من حيث انتهى إليه العرض، أي مهماتنا الثورية
نور صالحي:
تحية عطرة رفيق سلامة
ارى ان الصراع في سوريا انتقل من كونه صراع شعب ضد نظام مافيوي الى صراع إقليمي دولي وأصبح الاخير هو من يفرض سياسية الامر الواقع .
الشعب السوري انهك نتيجة وقوعه بين كماشة ارهاب النظام وارهاب القوى المتطرفة وأصبح غير قادر على خوض صراع جديد وفعال على الأقل في الوقت الحالي وعليه من وجهة نظري، ارى ان نعمل على تشكيل تنظيم حزبي يعمل ميدانياً مع الشعب ويهيىء نفسه لخوض اي صراع ممكن حدوثه .
شكراً
سلامة كيلة:
أهلا بالجميع، عرضت ما ارتأيت أنه الواقع الآن، لم أطرح اجابات، آمل أن يفضي النقاش إليها. السؤال هل يمكن تقييم وفهم مجمل الصيرورات التي أفضت الى الواقع القائم، وتحديد الخلل الرئيسي؟ ومن ثم هل أن الواقع كما حاولت رسمه؟ بالتالي هل هناك إمكانية لعمل ما وما هي؟
حسان خالد شاتيلا:
المسألة العسكرية ذات أهمية قصوى. الثورة المضادة منذ الشهر السادس للثورة هي التي حولت العمل السياسي إلى عمل عسكري، وذلك قبل أن ينضج العمل السياسي. الأمر الذي كان يؤدي إلى تقلص لأيام الجمعة التي انتهت في نهاية الأمر مع انقضاء النصف الثاني من السنة الثانية للثورة. فإذا كان العمل العسكري ضروريا لإسقاط هكذا سلطة، فإن التوقيت الاستراتيجي للعمل العسكري، والاستراتيجية العسكرية، جبهة شاملة ضد جبهة على نمط ماوتسي تونغ، والتكتيك العسكري الذي يأخذ بالحرب الكلاسيكية بين جيشين، وتوظيف كل هذه الانحرافات العسكرية لصالح الثورة المضادة، شوه العمل العسكري, الحل في سورية كي ما تسقط السلطة، سياسي، والعسكري منه متأتٍ من السياسي, أي أن السياسة هي التي ترسم الاستراتيجية العسكرية للثورة. بالنتيجة ننتهي إلى خلاصة مؤداها أن الثورة المضادة شوهت العمل العسكري والسياسي معا. مهمتنا الثورية هي تشييد جيش شعبي للمقاومة جدير باسم الحيش الثوري. أي إن ما هو مرفوض من العمل العسكري السائد هو نمطه وغاياته المضادة للثورة، لكن مقاومة شعبية ثورية بعدما ينضج العمل السياسي اليساري والشيوعي، فإن النهاية في اللحظات الأخيرة التي تسبق سقوط النظام هي نهاية عسكرية./.
عديد نصار:
المواجهة اللازمة ( المتعددة الجبهات) يفترض أن تكون واضحة: بين قوة جديدة ناشئة قادرة على الحشد تلتزم أهداف الشعب الأساسية من ثورته وبين كافة القوى المضادة لهذه الأهداف. القضية المركزية هنا: اين لهذه القوة الناشئة أن تتشكل وأن تباشر النضال والحشد؟ هل هناك اية إمكانية متوافرة راهنا للبدء؟
حسان خالد شاتيلا:
يبدأ استعراض الحالة السورية في منحى يلغي أسباب الثورة ذات الصلة بالتكوين الاقتصادي الاجتماعي، نمط الإنتاج الرأسمالي البيروقراطي، الانفتاح نحو العولمة النيوليبرالية، خيانة القضية الفلسطينية، إلغاء دور حزب البعث، هيمنة أيديولوجية الفساد وإرهاب السلطة والتي حلت محل الإيديولوجية القومية. كان من الأفضل أن تبدأ المقدمة على هذا النحو ./.
سلامة كيلة:
الملاحظات تركز على ما العمل، وربما يكون هو الموضوع الأصعب الآن، حيث أن البديل يفترض وعي الواقع، وتحديد الرؤية التي لا بد من أن تحكم التغيير. الرؤية غائبة، هناك نوايا لكن لا تكفي لتشكيل بديل. لا شك أن كسب الفقراء يفترض وجود بديل وكادرات تنشط بين هؤلاء، وفي الحالين هناك نقص وضعف، وعادة ما يطغى الميل السريع لتوافق على أهداف عامة، سرعان مع يقود النشاط الى تفكك النشاط لأن الأهداف العامة ليست كافية في غياب الرؤية التي توحد نظر اليسار تجاه الواقع، وتسمح بالتوافق على التكتيك .
رفيق حسان، المقدمة انطلقت من محاولة توصيف اللحظة الراهنة، لأن أي تحديد لنشاط يبدأ بفهم هذه اللحظة.

حسان خالد شاتيلا:
نقطة نظام: اقترح على المسؤول عن الحلقة أن يحدد الموضوعات بندا بندا بحيث لا نضيع ما بين الحل العسكري والمقدمة والمهام./.
مهماتنا الثورية . هذا هو الموضوع الذي ينقد الواقع ويستشف المستقبل
عديد نصار:
لا اعتقد أن هناك خلافا جوهريا على توصيف الحال، أقترح البدء بمحاولة الاجابة على سؤال: ما العمل؟
حسان خالد شاتيلا:
لعل المهمة الأولى التي تواجه الثورة هي ما نتهت إليه من تدويل. مهمتنا أن نناضل لمقاومة السياسة الدولية الامبريالية، ورفض كل الحلول السياسية المرتبطة بالسياستين الإقليمية والدولية، والكفاح من أجل بناء جبهة يسارية ثورية تتصدى للإمبريالية كي تهزمها كما هزم الجنرال جيب الإمبرياليتين الفرنسية والإمريكية./.
نناضل لإجهاض كل المحاولات الرامية إلى الحوار مع السلطة. ونرفع شعار إسقاط النظام بشكليه السياسي والإيديولوجي وما يتعلق بنمط الإنتاج والتكوين الاقتصادي الاجتماعي ./.

أمل شنن:
أستاذ سلامة اعتقد ان الثورات التي حدثت ليس بتاثير تغيرات نوعية في أساليب الانتاج لننتقل بالفعل الثوري الى مرحلة اعلى وإنما ظهرت الثورات نتيجة ضغط قمعي ليس له علاقة بالانتاج الثوري
سلامة كيلة:
العزيزة آمال ليس كل الثورات تحدث نتيجة تغير نوعية اساليب الانتاج، بل تحدث لأن الطبقات الشعبية باتت مفقرة، وهذا هو أساس كل الثورات في التاريخ، وليس بالضرورة أن تنجح أو تنتصر أو تحقق تغييرا عميقاً بل يمكن أن تفشل. ما جرى هو هذا في كل البلدان العربية وكذلك ما سيحدث في بلدان اخرى. وهذا يعني أن الصراع الطبقي قد وصل الى لحظة الانفجار، وهو الأمر الذي يطرح السؤال: كيف يمكن أن ينتصر بسيادة الطبقات الشعبية وانتصارها؟

حسان خالد شاتيلا:
لما كان المسؤول الأول عن تشويه الثورة، مسخها والانحراف بها نحو الثورة المضادة، هي المعارضة البورجوازية، الائتلاف وهيئة التنسيق وعلى قدم المساواة، فإن النضال ضد المعارضة وفضحها، يشغل حيزا في مهامنا الثورية. الثورة المضادة تتحمل القسط الأعظم من المسؤولية. السلطة جزء من الثورة المضادة. لكن الائتلاف والهيئة هما اللتان فتحتا الأبواب أمام السياسة الدولية .

عديد نصار:
لنقل ان امكانية الاجابة على سؤال "ما العمل" تفترض معرفة الامكانيات الواقعية ومدى إتاحتها لفرصة تشكل قوة جذرية قادرة على السير بالثورة حتى تحقيق أهدافها الأساسية، فما هي الممكنات والامكانيات الواقعية لتشكيل مثل هذه القوة؟
رفيق حسان: هل نبدأ من تحديد المهام أو من تحديد القوة التي عليها السير بتلك المهام؟

حسان خالد شاتيلا:
الاتفاق حول استراتيجية سياسية ثورية، تهدف في نهاية المطاف إلى بناء الاشتراكية والشيوعية، بحيث تبقى الاستراتيجية هي التي تتحكم بالتكتيك مع مراعاة المتغيرات في ساحة المعركة. نناضل من أجل جمع اليسار الثوري حول برنامج سياسي
الرفيق عديد الأمران متحدان، من كان يرسم الاستراتيجية هو الذي يؤسس للجبهة الشعبية الثورية ، أليس كذلك؟
رانيا (Rania Sa)
مساء الخير رفيق سلامة
الحقيقة أن الواقع شديد التعقيد، فإضافة إلى ما ذكرته في العرض هناك تعقيدات النخب السياسية والثقافية في سورية وربما في العالم أيضاً. فالأنظمة الرأسمالية أنتجت نخباً ضعيفة الفاعلية الثورية، ولم تكن في أحسن أحوالها سوى صورة لتلك الأنظمة. اليسار ليس في حال جيدة كما يعتقد البعض. أو بالأحرى لا يوجد يسار خالص التوجه والمعتقد ومستعد لأخذ دوره بعد تشكيل حزبه. مع الأسف واقع اليسار السوري شديد التعقيد. النخب في معظمها اكتفت بأخذ أدوار فردية تتعلق بالعمل الإغاثي وتقديم بعض الدعم، ومعظمها اضطر إلى مغادرة البلاد بسبب الملاحقة الأمنية، أو ربما بسبب النظرة السوداوية التي ألمت به، دون أن يميز نفسه بالوعي عن عموم الشعب، جعلته بيأس يهاجر لاجئاً عبر البحار. ولا ننس التغييب المعتقلات لمن كانوا فاعلين على الأرض، وهناك من استشهدوا فيها. الواقع شديد الصعوبة، حيث بات العمل اليساري المنظم، والفاعل أشبه بالنحت على الصخر، ولا أعرف من أين البداية وكيف؟
سلامة كيلة:
أظن أنه بعد هذه السنوات من الثورة ظهر واضحاً النقص في فهم الواقع، وبالتالي النقص الأشد في الرؤية التي تعبّر عن مصالح الفقراء وتحدد السياسات الضرورية لانتصارهم. ومع تعقيد الوضع رفيقة رانيا يمكن البدء من الوضوح الفكري على ضوء التجربة التي مرت، وبالتالي تحديد ماذا يعني اليسار الآن، وماذا يطرح؟ ومن ثم كيف يمارس في ظل كل هذا التعقيد؟

حسان خالد شاتيلا:
"وضع عالمي يميل لتصاعد الصراع الطبقي بالضرورة"، فلننتبه أيضا إلى أن دور الدولة من حيث هي سلطة البورجوازية في البلدان الرأسمالية آخذ بالتطور نحو المزيد من القمع بجميع أشكاله بما في ذلك البوليسي والتشريعي والإيديولوجي, فرنسا ، ألمانيا، أسبانيا، إلخ
التعقيد هو عقدة المشكلة، ألا وهي اجتماع اليسار الثوري لإرساء برنامج سياسي ثوري

باسل عثمان:
الجميع متفقون أنه لا بديل عن صياغة مشروع يساري وتشكيل الحامل التنظيمي السياسي له، وهنا اعتقد أن ما اضاءت عليه رانيا مهم، علينا دراسة المشاكل التي تعيق تشكيل هذا المشروع وهذا التنظيم لمحاولة تخطيها، وفي الوقت نفسه أعتقد أن اللحظة الراهنة بعيدة جدا عن الاحلام الحمراء الوردية، والأصح أن ننطلق من الممكنات الموضوعية والذاتية في محاولة للتأثير في الواقع اكثر فأكثر.

سلامة كيلة:
أظن، رفيق حسان أن المشكلة ليس في الاجتماع، وأشرت الى أن البرنامج ليس كافياً، حيث منطق التفكير والمنظور ليس موحداً لكي يصبح ممكناً تقليص الخلافات في الممارسة، لهذا كانت كل محاولات الجمع تفشل بعد أول خطوة تحتاج لتكتيك. هذا الأمر يفرض التركيز على بلورة ما أسميه الرؤية، اي المنظور النظري والفهم العام للواقع بعمقه وليس باحداثه الراهنة، وبطبيعة الطبقات فيه.

حسان خالد شاتيلا:
"الأمر بات معقداً بالتأكيد، سواء نتيجة وحشية السلطة التي أرادت تدمير الشعب لأنه تمرَّد عليها، أو ميل القوى الإقليمية والدولية لتحويل ما يجري إلى مجزرة"، هذا ليس تعقيدا وليس عقدة، إن الثورة المضادة تنفِّذ سياستها علىى خير وجه، لكن اليسار هو العاجز عن الاتفاق حول برنامج وتنظيم، مسألة التنظيم، مسألة القيادة،

سلامة كيلة:
لا شك أنني أوافق على ضرورة التنظيم، لكن ما أطرحه يتعلق بكيف؟

حسان خالد شاتيلا:
الرفيق سلامة، إن نقد الواقع متوفر لدى أكثر من طرف يساري ثوري وشيوعي، لكن الجمع بين هؤلاء يصطدم بقضية تنظيمية. للخروج من المشكلة يمكن تشكيل جبهة اتحادية، يحافظ كل طرف منها على استقلاله، وينضم في الوقت نفسه إلى قيادة تمثل جيمع القوى، وعلى رأسها عدد من الناطقين الرسميين بعدد الأطراف الاتحادية . كونفيدرالية وليس فدرالية

سلامة كيلة:
إذن، رفيق حسان لماذا لم تتحد حتى في جبهة؟

حسان خالد شاتيلا:
انظروا يا رفاق! سلامة كيلة المناضل منذ عقدين مستضاف لدى موقع يساري، لكن "القيادات" اليسارية الثورية الشيوعية متغيبة عن قصد وسابق إصرار. لعل من المفيد كان أن يلح موقع اليسار على عدد منهم للمشاركة في الحوار, في المستقبل يكون - إذا أردتم - بين قياديين اثنيين يتحاوران بمشاركة الحضور ....
رفيق سلامة، لعل الجواب يكمن في رغبة كل طرف بشد الحبل إلى طرفه, أما الحل، فإنه يكمن في توجيه الدعوة للقياديين في هذه المنظمات اليسارية الشيوعية، باستثناء من كان منها يتزلف للمعارضة، كي تضع برنامجا استراتيجيا
عديد نصار:
رفيق حسان انت تعرف طريقة اجراء اللقاءات الحوارية في هذه المجموعة وقد سبق أن أجرينا معك لقاء مشابها.
ثم أننا قمنا كالمعتاد بطرح الاعلان عن هذا اللقاء في مختلف الصفحات والمجموعات كي يصل الى أكبر عدد ممكن من الرفاق.
لم نعتد أن نرسل دعوات "شرف" لأحد. فمن يرى نفسه معنيا بالقضية فليبادر الى الحوار. علما أننا أجرينا هنا أكثر من 32 لقاء حواريا نشرت في معظمها بعد إجرائها على الحوار المتمدن وحازت على تنويه الكثيرين.
حسان خالد شاتيلا:
لم أوجه أي انتقاد لموقع يساري. كنت أتوخى البحث عن أسلوب جديد، بحيث يكون الحوار بين شخصين اثنين بمشاركة المجموعة المشاركة في الحوار.

باسل عثمان:
مهم جدا ما ركز عليه الرفيق سلامة حول الرؤية والمشروع، الذي من خلاله يمكن ان يتم تمحور و فرز القوى التي تعتبر نفسها يسارية، وليس العكس، فوحدة القوى اليسارية بدون هذا المشروع سوف تفشل. والمسألة فعلا ليست في تجميع عدد من القوى اليسارية لتشكيل اتحاد او جبهة، بل في بناء قوة جديدة لديها مشروعها، وربما يسمح شكلها التنظيمي بهذا المقدار الواسع من الديموقراطية. وفي هذا الاطارأعتقد أن قراءة ما، نقدية، لتجربة الاحزاب الاوروبية الحديثة، التي هي اقرب للتيارات والائتلافات، جديرة بالاهتمام.
رانيا (Rania Sa)
طرحت مسارين مفترضين، استوقتني فرضية استمرار المجزرة وجعل كل الشعب السوري خارج سورية. ربما فيها بعض المبالغة. فمن يعيش في الداخل يمكن أن يرى أن الحرب المجزرة باتت تشمل مناطق ساخنة بعينها بين كر وفر. في حين أن المناطق الأخرى وهي تحت سيطرة النظام، شبه محيدة. اي هناك حالة توازن مقصود، ودخول الحرس الثوري الإيراني والقوات الطائفية الشيعية هو لإبقاء حالة التوازن هذه والحفاظ على المناطق الآمنة نسبياً، حيث تجري فيها حياة اقتصادية كاملة، وإن اقتصرت على الاتجار بالمواد الغذائية والطبية إضافة إلى أعمال البناء والإكساء. معظم هذه الاستثمارات تخص إيران بالدرجة الأولى، ويمكن ملاحظة تواجد البضائع الإيرانية بكثافة في سورية. والنقطة الأخرى أن هذه المناطق تشكل تواجداً سكانيا كثيفا، كما في العاصمة وريفها، وطرطوس التي غزتها مافيات الأموال من كل أنحاء سورية، وكذلك الأمر بالنسبة للسويداء. هذه الأماكن تشكل أسواقا معقولة بالنسبة للاستثمارات الإيرانية. ولا أعتقد أن إيران وغيرها تسمح بتوجيه ضربة إليها. بالمثل أمريكا تستخدم المتطرفين في داعش وغيرها لتغيير مسار الصراع، ولن تسمح بسيطرتها الكلية على سورية مثلا، وحتى دول الجوار متخوفة منها. لذلك الحل السياسي سيفرض في حالة الاقتراب من هذه المناطق. وخصوصا العاصمة دمشق. وغير ذلك ستستمر المجزرة ويستمر الاستنزاف الاقتصادي لبقية الشعب السوري في الداخل
سلامة كيلة:
المسألة رفاق لا تتعلق الآن على الأقل في كيفية توافق اليسار الثوري، أظن ما حاولته هو محاولة رؤية تعقيد الواقع، ولمس الآفاق الذي يمكن أن يسير فيها. أما قضية توحيد اليسار وبناء حزب فهذه تحتاج لنقاش مستقل، لأن الأمر أعقد من أن يتقرر التوافق على برنامج يوحدها، لقد أشرت في مقال سابق الى أن المطلوب ليس البحث في التوحيد بين أطراف اليسار بل تحديد الخلافات.

حسان خالد شاتيلا:
الابتعاد عن المركزية، وإلغاء المركزية الديمقراطية، بحيث يجد كل طرف ما يرضيه في هذا الاتحاد الكونفدرالي.
عديد نصار
رفاق:
أنوه بالتعليق الأخير للرفيقة رانية، فهو يقارب ما ينبغي رؤيته من ممكنات الواقع. فلننظر الى هذه الممكنات ولنتوسع فيها لعلنا نتلمس إمكانية نشوء واقع يساري جديد من بين ثناياها يتيح لنا البدء بطرح المهام.

سلامة كيلة:
لكن رفيقة رانيا الى متى يمكن أن يحتمل الوضع أن يبقى كذلك، حين أشرت الى تشريد الشعب قلت أن النظام يريد ذلك كما يبدو، لكن الأمور كما أشرت باتت مرتبطة بتوافق مع إيران من قبل أميركا، أو تعقد الصراع أكثر بدخول تركيا على خط الصراع.

الوليد خالد يحيى:
تحية للرفيق سلامة ولكل الرفاق ..
بعد خمس سنوات من الثورة ..او بعد السنة الاولى حتى توضح دور ايران الحاسم في تحديد خيارات النظام ومنها الخيار القمعي والتدميري ..ولا شك ان بنية الظام تميل الى هذا الخيار، لكن دور ايران منع انقلاب ما في هذه البنية توقعناه كيسار في النصف الاول من عمر الثورة كان يمكن ان يؤدي الى تغيير يحفظ الدولة السورية على الطريقة اليمينة .. هنا المسألة التي يجب ان توضح اعتقد هي الدور الاساسي لايران في رسم مسار التدمير الشامل للدولة ولكل البنية السورية، مما سيتيح لها المجال للتغلغل دون اي معرقلات ممكن ان توفرها دولة سورية قائمة..ايران دفعت في العراق نحو عرقلة اعادة بناء الدولة لو وفق طراز فاشل تحاصصي لصالح منظومة مافيوية ميليشياوية تهمش الدولة وهذا ما تفعله باليمن بالضبط ..الهيمنة على مجتمع بلا دولة عبر ميليشيا قوية ومنظمة هو المشروع الايراني الواضح.
بعد هذا التكشف لدور ايران ..هل بقي الصراع محليا ضد نظام او سلطة مافيوية فقط؟
الا يجب وضع الصراع في اطار التحرر القومي وليس الوطني فقط ؟
هنا على اليسار اعادة انتاج رؤية ثورية جديدة تنطلق من تشخيص الواقع على نحو انه صراع قومي ضد تغول ايراني تدميري وليس فقط سوري ..واظن ذلك ربما يكون مدخل ليسار عربي جديد يتضمن في رؤيته كل مرحلة ما بعد التحرر على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

حسان خالد شاتيلا:
رفيق سلامة، الحالة السورية حالة أزمة ثورية، حيث يتصارع عدد كبير من الآطراف للسيطرة على السلطة. بهذا المعنى فإن الوضع ليس معقدا. المعقد يأتي من الصراعات داخل قوى الثورة المضادة: المعارضة، السلطة، الٌقوى اللإقليمية، السياسة الدولية. الطبقات الشعبية واعية لسياسة التآمر التي تسير الثورة المضادة بجيمع أطرافها. لذا، فإن هذه الطبقات منفتحة نحو تنظيم ثوري يستجيب لمطالبها الحياتية والمعيشية والطبقة والقومية
بانتهاء السنة الرابعة للثورة، وبداية السنة الخامسة من تاريخ، فإن قوى اليسار الثوري الاشترااكي من المفترض أن تكون أكثر تقبلا للحوار ....
ثمة منظمات يسارية وشيوعية تستدعي دحض سياساتها، وعزلها ،،،،

سلامة كيلة:
رفيق حسان المسألة لا تتعلق بالحوار، ربما كنت أنا مللت من كثرة الحوارات التي أجريتها طيلة السنوات الماضية، المسألة كما أظن تتعلق بتحديد من نحن، ما هي رؤيتنا؟ لا يجب أن ننطلق من أن كل الأمور واضحة لنا وأن ما بقي هو الحوار وإيجاد شكل توحيدي، أدعي أن كلية الرؤية غائبة وفي الغالب منطق التحليل غير موجود لدى كثير ممن يقول أنه يسار (وماركسي). لهذا أشرت الى أن المطلوب الآن هو إنتاج فكر على ضوء التجربة ومنها من أجل تحديد البديل الذي يعبّر عن الطبقات المفقرة. في كل ذلك يمكن أن تندمج قوى يسارية ومجموعات وأفراد، لكن أساساً شباب خاض الثورة وبات معنياً لأن يفهم كيف وصلت الى ما وصلت إليه، وما هي الأخطاء التي وقع فيها، وما دور كل القوى الأخرى، وبالتالي كيف يرتقي في وعيه لكي يستطيع رسم رؤية جديدة وسياسة جديدة.
حسان خالد شاتيلا:
"هل سيتغيّر الوضع الدولي؟ ربما إذا حدث "، ليحدث ما يحدث، فإن المعطيات الموضوعية مهما حدث هنا وهنا ستكون مضادة للثورة، وهي "لا تهمنا". ما يهمنا هو تهيئة الطبقات الشعبية لمقاومة هذه السياسات أيا كان مرساها الأخير. نعم، إننا وحدنا وسنقاتل الجميع.

سلامة كيلة:
الرفيق وليد أهلا بك، هو أساساً كان منظورنا عربي عموماً، ربما نشوب الثورات جعلنا نركز عليها "بالقطعة"، الآن الوضع في المشرق بات مترابطاً، لهذا لا بد من تصور جديد لطبيعة الصراع ودور اليسار فيه. لكن يجب أن نحدد كل الأطراف التي يجب أن نواجهها، فليست إيران هي الوحيدة التي تمارس السيطرة والتدمير، أميركا كذلك، والقوى الأصولية هي أدوات لهذه وتلك، والنظم أيضاً، وتركيا والسعودية والخليج.
حسان خالد شاتيلا:
رفيق سلامة ما تقوله صحيح بل وإنه بديهي، في ما يتعلق بالنضال من أجل الانتقال بالثورة من حالتها الراهنة إلى حالة من العمل الواعي المنظم.

سلامة كيلة:
رفيق حسان في الوضع السوري حيث التعقيد مريع كما حاولت التوضيح، مهم أن نلمس التحولات الممكنة، فلا يكفي أن نقول أنها كلها مضادة للثورة وفقط، حيث يختلف الأمر إذا جرى حل سياسي وانتهى الصراع الغريزي الذي يجري، وعاد اللاجئون وأصبح ممكناً للشباب الناشط أن يتحرك في سوريةز يختلف عنه إذا ما توسع الصراع بدخول تركيا على الخط، وزيادة دمويته وحدته. أما أن نعمل لتهيئة الطبقات الشعبية للعمل، فهذا يعتمد، أكرر، على ماذا نطرح نحن، ولا أظن أن ما يطرح اليسار واضحاً ويسمح بذلك، لهذا قلت أن الأمر يتعلق ببناء الرؤية.

باسل عثمان:
هل من أفق لحل سياسي يضح حدا لحمام الدم اليومي في سوريا، بناء على المعطيات القائمة؟

حسان خالد شاتيلا:
معركتنا ذات مسار مختلف عن غيرها من المسارات، المعارضة مها والدولية. مهمتنا أن نبني على مسار ثورة ضمنية في إطار أزمة ثورية. العمل كي يتحول ما هو ضمني إلى ما هو واضح عياني. الأزمة الثورية ستنتهي بعد سنوات مديدة إلى سيطرة الأقوى منها على سورية والمعارضة. لكننا سنبقى نناضل من أجل الديمقراطيات الواسعة، والانتقال الاشتراكي، والتحر الوطني

سلامة كيلة:
في الأخير النهاية هي حل سياسي على ضوء دراسة كلية الوضع الآن، والاستعصاء الذي نشا وواقع الثورة ذاتها، لكن متى سيتحدث ليس لدي جواب لهذا طرحت احتمالات، ربما اذا تحقق التوافق الأميركي افيراني يصبح ممكنا ذلك.

حسان خالد شاتيلا:
رفيق باسل ، ماذا نريد؟ حقن الدماء على غرار الممرض الاسعافي جيلبير أشقر، أم الثورة المشتمرة. مهمتنا هي الكفاح من أجل الإبقاء على شعلة الثورة مشتعلة في غابة الزمة الثورية الطاغية.
رفيقي سلامة، أخالفك الرأي في ما يتعلق بالاستعصاء. إننا نناضل من أجل انتصار الثورة الشعبية في سياق من أزمة ثورية يتقاتل فيها معارضون ودول من أجل السيطرة على سورية وتنظيم المنطقة على طريقة سايكس بيكو. الاستعصاء معدوم، ما دامت حركة الثورة مهما وهنت مؤقتا مستمرة. إن الاستعصاء بهذا المعنى يتنافى مع الثورة المستمرة. هذا إذا كانت مهمتنا هي الثورة المستمرة ./.
رفيق سلامة، مسيرة الثورة ضمن سياق من الأزمة الثورية، مستمرة أيا كانت المؤامرات التي سيكتب لها النجاح./.
ومستقبل ثورتنا ليس رهينة لإيران وآل سعود وبوتين والاتحاد الأوروبي. هذه مشكلة المعارضة الخائنة التي تتسول من العواصم الكبرى....
مهمتنا هي الحفاظ على الثورة المستمرة ضمن الأزمة الثورية والصراعات الرأسمالية العالمية والمحلية والإقليمية.

سلامة كيلة:
رفيق حساب الأمور تحسب في الوقائع وليس في المل، لا شك أننا مستمرون بالثورة، الى أن يتحقق التغيير الجذري، لكن لا بد من أن نرى الواقع الآن، النظام غير قادر على الانتصار، والثورة ليست قادرة بقواها أيضاً على الانتصار، والصراع يسير مسار العنف والتدمير، في هذه الوضعية يكون هناك استعصاء، بغض النظر عما نريد نحن، وما نأمل، لا شك أن الثورة مستمرة بالضبط نتيجة الأزمة المجتمعية، لكن هذا لا يعني أن الثورة لا تصاب باستعصاء أو تراجع أو التفاف، لهذا يجب أن نلمس الممكنات الآن.

حسان خالد شاتيلا:
أيا كان المنتصر، يارفاق، يا رفيقي سلامة، فإنه عدور للثورة الشعبية في حالتها الضمنية الراهنة. إذا صح القول، فإن الثورة في أزمة ضمن أزمة ثورية أوسع منها، وكفاحنا قوامه تهيئة الطبقات الشعبية لخوض المعارك المقبلة التي تسبق المرحلة الانتقالية التي ستكون في غير مصالح الططبقالت الشعبية، أو التي تأتي ما بعد المرحلة الانتقالية. كيف نصل إلى الاشتراكية الثورية ضمن هذه الصراعات. ثمة جواب واحد لا غير: يسار اشتراكي ثوري منظَّم، ومتطور عبر المعارك والصراعات، يؤثر في الواقع، ويتأثر بما يغيره من الواقع.

سلامة كيلة:
حين أقول استعصاء لا يعني أن المطلوب هو التراجع أو نبذ الثورة، بل أقول ذلك لكي نحدد الواقع الذي نعمل فيه، وهذا التحديد هو الذي يفرض سياسات معينة في هذه اللحظة. لا شك يجب تنظيم الطبقات الشعبية، وبلورة رؤيتها، لهذا قلت أنني أعتقد أن هذه أولوية الآن.
حسان خالد شاتيلا:
نعم سلامة، هذه من الأولويات في سلم الدرحات البرامجية الاستراتيجية, الأزمة الثورية تفتح أمامنا آفاقا واسعة للعمل، تبدأ بمخيمات اللاجئين والمنفيين، تمتتد إلى الطبقات الشعبية في كل مكان، الطريق أمام الثورة الشعبية ضمن الأزمة الثورية، وفي مواجهة الثورة المضادة، المعارضة، السلطة، السياسة الدولية بكل أطرافها، الآفاق مفتوحة، ولن تقف وإن كانت تتعرج، توهن، وتتوقد، تنحرف وتستقيم. المعارك حيز مفتوح أمام اليسار الثوري.
هدى زين:
لم أستطع قراءة جميع التعليقات بسبب تأخر التحاقي فأرجو أن لاأكرر تعليقا أو سؤالا ..
عندما تقول أستاذ سلامة بأنه تنقصنا تحديد رؤية كلية ووعي الواقع الذي يتجاوز حدود فهم أحداثه الراهنة ـ وأنا أوافقك على هذا الطرح ـ هل يعني هذا أن قوى الثورة أو حاملي مشروع الثورة الذي لم يتبلور بعد ليس في يدهم فعل شيء على المدى القريب .. وذلك لأن وعي الواقع ووضع رؤية متكاملة لفهمه وتغييره فعل ثوري طويل المدى .. هل هذا يعني أننا كسوريين لانملك امكانية فتح نافذة على المدى القريب ؟

سلامة كيلة:
ما قلت لا يعني "وقف العمل"، فالنشاط ضمن إطار الثورة يجب أن يستمر، لكن بعد أربع سنوات يجب التقييم، وأيضاً إذا كانت المشكلة منذ البدء هي في العفوية وغياب القوى التي تستطيع قيادة الطبقات الشعبية فإن المطلوب الآن مع كل هذا الوضع المعقد أن نعمل على بناء البديلن وهذا يفترض رؤية واضحة، ولا أظن أن الأمر يحتاج الى فعل طويل المدى، هو فعل راهن لأنه لا إمكانية لبناء قوة دون رؤية، يمكن إيجاد توافقات وتنسيقات محدودة، لكن هذا لا يكفي. أما على المدى القريب فإن الممكن هو احتمال توافق دولي، أو تصعيد الصراع. القوى التي تستطيع تغيير ميزان القوى على الأرض من أجل انتصار الثورة ليست موجودة، وقوى الثورة أصلاً تواجه بعديد القوى الكبيرة، من النظام وإيران الى داعش والنصرة وجيش الإسلامن الى الفوضى ونقص السلاح والمال، والى انهيار اقتصادي يجعل كل الشعب الباقي في حالة مرعبة من الضغوط.
عديد نصار:
نعم .. هناك استعصاء، استعصاء ناتج عن تشابك الصراعات بين القوى المضادة للثورة محليا وإقليميا ودوليا وجدت لها موطئ قدم على الساحة، للتتقاتل بالسوريين والعراقيين واللبنانيين والايرانيين وسواهم.. للحصول على أنصبتها في قطعة الجبن. هذا الاصطراع الذي أريد له أن يطغى على الثورة وأن يهمش الشعب وحركته وبالتالي أن يقصي أهدافه.
في الجهة المقابلة شعب مزقته الحرب، تشرد في المخيمات داخل الوطن وخارجهة، في سوريا كما في العراق، شعب يتعرض للإبادة الممنهجة، في حروب يراد لها أن تكون مديدة، شعب افتقد الى نخبة قادرة على الصمود والتضحية بعد التنكيل الشديد بالنخب الأولى التي اطلقت الانتفاضة، شعب مصاب الآن بالاحباط إلى حد بعيد. ومنه من يقبع تحت سلطة النظام الأسدي في مناطق لم تشهد دمارا كبيرا ولكنه يتعرض وسيتعرض لضغوط جمى، هذا الشعب بمشرديه ومهجريه ومقيميه هو المادة التي على القوة الثورية أن تراه وأن تدرس ظروفه ومعطياته، لا بل هذا الشعب هو البيئة التي يجب أن تخرج منها هذه القوة كي تكون موضع ثقته. وكي تلتف حولها وتتبنى خياراتها التي هي وينبغي ان تكون خياراته.
من ضمن هذا المعطى التاريخي أعتقد انه على اليسار الماركسي ان يتحرك. والثورة ليست مسير ساعة أو يوم أو شهر. سيكون أمامنا الكثير من العمل والصبر والمثابرة مع الناس إذا أردنا أن نصل الى مكان.
نشكر لكم مشاركتكم ومساهماتكم على أن يبقى هذا الحوار مفتوحا لمزيد من المداخلات والأسئلة والردود.
حسان خالد شاتيلا:
"هل سنكون بالتالي إزاء الوصول إلى توافق أميركي إيراني يفضي إلى حل سوري، أو أن الأمور ستسير نحو تفاقم الصراع وتعقده أكثر، وتصعيد المجزرة بما يجعل معظم الشعب السوري خارج سورية؟ " الحل أمام الأزمة الثورية، ليس هو نفسه الحل أمام الثورة الضمنية وتحولاتها المستمرة. إذ إن كل ما يأتي من الثورة المضادة، معارضة كانت أم سلطة وسياسة دولية، ليس حلا. ذلك أن الحل قابع ضمن التكوين الاقتصادي الاجتماعي، نمط الإنتاج الرأسمالي البيروقراطي، أيديولوجية القمع والإرهاب من جميع الأطراف، دولية إقليمية محلية، -غسلامية إلحادية. الحل يكمن في الاستجابة للمطالب الشعبية، حياتية معيشية تحررية إنمائية، سلطات شعبية ومجالس شعبية، ومقاومة شعبية مسلحة، إلخ. الحل غير ذلك ليس حلا، بل وإنه عدو للثورة المستمرة، ونحن نكافح منذ الآن لمواجهة هذه الحالات من الحلول الكاذبة المعادية للشعب والتحرر إعادة توزيع الثورات، وتشييد الديمقراطية الواسعة الاجتماعية والسياسية ./.
هدى زين:
ماهي الرؤية الواضحة التي نحتاجها ؟ ومن يقع على عاتقه تحديدها ؟
هل المقصود بالرؤية الموقف الواضح من الثورة ومن الأطراف المشتركة في الصراعات المتعددة ؟ هل هي تحليل مصالح كل طرف مشارك في الحرب والسياسة ؟ هل هي تحليل اقتصادي أم سياسي أم اجتماعي للواقع ؟ هل تتضمن الرؤية تتفسير صراع الهويات الناشئة بالعلاقة مع الهوية الوطنية التي تبدو وكأنها اختفت في قلب الصراعات الدامية ؟
عديد نصار:
شكرا رفيقة هدى
أعتقد أن العمل على تشكيل رؤية ثورية علمية وموضوعية .. بحاجة الى جهة تعمل على ذلك، وهنا لا بد من ترافق البناء التنظيمي مع البناء النظري اذا جاز التعبير.
لا بد من بداية يقوم بها ثوريون وتؤسس لرؤية ولممارسة ثوريتين معا.
وهذه مهمة راهنة.

سلامة كيلة:
رفيق حسان حين يجري التوافق هذا حل ينهي هذا الشكل من الصراع، لكنه حل بهذا المعنى، لكنه ليس الحل الذي أطرحه وأريده، هذا شيء آخر،
حسان خالد شاتيلا:
رفيق سلامة، إذن زال اللبس أو الالتباس
ربما يكتب لنا النجاح إذا ما استمر نشاطنا عبر موقع "يساري"، بفضل تكثيف نشاطه، وتطوير أسلوبه، وابتكار أشكال جديدة للتواصل مع اليساريين الثوريين.
عن موقع "يساري" يتمخض حسب ما يتمناه كل يساري ثوري وشيوعي، موافع رديفه تفيد في توسيع الحوار على مسار التجمع في شكل تنظيمي ما ...
رفيق سلامة، الحوار هنا يصل إلى الاقتناع بخاتمة المقدمة التي تحمل توقيعك، والتي تتضمن إشارات صريحة في ما يتعلق بمهماتنا الثورية

عديد نصار:
أكرر شكري للرفيق سلامة وللرفيق حسان ولكل من شارك في هذا الحوار، ونعتبر أنه حوار مفتوح يمكن متابعته من خلال مزيد من الأسئلة ومزيد من المداخلات، على أمل التوصل الى إجابات مقنعة للأسئلة المطروحة والتي قد تطرح على قوى الثورة.
سلامة كيلة:
شكرا لك ولكل من شارك من الرفاق

حسان خالد شاتيلا:
الرفيق عديد هلاَّ أعلنت عن ختام الحلقة كي يفرغ كل منا في مراجعة نفسه بهدف المزيد من العمل الأفضل دوما ؟؟

عديد نصار:
نعم رفيق حسان .. ولكن سيبقى الباب مفتوحا لمن يريد طرح مزيد من الأسئلة والمداخلات .. وسنعمد الى تنقيح الحوار ونشره بعد يومين أو ثلاثة ايام. لعلنا خلال هذه المدة نطرح بعض الخلاصات أيضا.
تصبحون على خير
حسان خالد شاتيلا:
جهود الرفيق سلامة، ومساعي هيئة تحرير "يساري" ذات فائدة ملموسة، وللرفيق عديد باقة من التحيات الشيوعية، وللمشاركين كل التمنيات بانتصار ثورتنا, مهما طال الوقت. أحلام سعيدة, وإلى الللقاء./.

محمد عبد ابازيد:
ان الظروف الموضوعيه للثوره كانت ناصجه اما الظروف الذاتيه فلم تكن ناضجه وكان من الممكن ان تنضج خلال الثوره ولكن دخول الاسلامين على خط الثوره بفكرهم ومالهم السياسي قد حرف الثوره عن مسارهاوهنا لابد ان اذكر ان اليسارين المتازمين والمقسومينوالذين لايملكون رؤيه واضحه عن الشارع السوري وفقرهم المادي ادى الى عزلهم نسبيا عن قيادة الثوره وهنا وبعد هذا القتل والدمار لابد لليسارين ان يقفو الى جانب بعضهم ولو ببرنامج الحد الادنى وهو النضال من اجل اسقاط النظام ومستقبل سوريه المدني الديمقراطي واعتقد ان كل فصائل اليسار مقتنعه بهذا البرنامج ومن خلال العمل سويه نستطيع ان نضع رؤيه مستقبليه لحزب يساري حقيقي نحن بحاجة عمل اكثر من التنضيروشكرا لكم

يوسف وهبي:
تحياتي العالية، من خلال متابعة مايجري في سوريا ووضعية الشعب السوري وقواه الثورية وملحاحية البديل الثوري ، أقول أن الاجابة عن سؤال ما العمل، وما هي اليات تجذير الفعل الثوري من أجل قلب معادلة القوى الإمبريالية والرجعيات الإقليمية وأدواتهم المحلية،أرى لزاما على المناضلين الثوريين، الماركسيين بطبيعة الحال، أن ينقلوا الصراع إلى دول الوصاية وداعمي الإرهاب والثورة المضادة، من خلال فتح قنوات التواصل مع التنظيمات الثورية الداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها ( الشعب السوري في حالتنا هذه) من أجل خلق رأي عام مساند وتعميق التناقضات في البلدان الفاعلة والكابحة للإنتصار الثوري للشعب السوري..وكما أشرت في مداخلتك الرفيق سلامة لاحتمالية انفجار ثوري بايران، لما لا في تركيا، فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا..
كما يجب خلق قنوات اتصال بأفق ثوري مع المجموعات والتيارات الكردية في الداخل والخارج السوري..ممكن بهكذا عمل وبشكل منظم أن نساهم في فك الحصار عن الشعب السوري...

محمد عبد ابازيد:
الأكيد ان قوى الثورة الحقيقية ليس هنالك من يعبر عنها و يحمل لوائها كي يصطف خلفها من يدعمها. الثورة السورية أعدائها كلهم معروفون من النظام الى الاخوان و كل المتدخلين الإقليميين و الدوليين، الا ممثليها الحقيقيين لذلك لا يلتجىء الشعب اليهم و لا حتى أنصار الثورة السورية من الوطن العربي او الدولي. أظن انه حان الوقت للمبادرة و الفعل حتى و ان حصلت اخطاء فالتدمير للشعب السوري جارٍ و متواصل و القطب الثوري غائب و لا استشف من هذا النقاش إرادة للفعل و التجاوز بل مواصلة لعادة النخب الفكرية في النقاش و الاستمتاع بالوهم بأننا نفهم ما يجري. المطلوب الان هي نخب ثورية ميدانية تجمع المناضلين على الارض حول مشروع قطب ثوري ثالث و تتصدى للتدخل الخارجي و المرتزقة و دموية النظام و تدافع على السوريين و تعطيهم خاصة إمكانية اختيار حل اخر مختلف عن الكوليرا او الطاعون.
بادروا يا رفاق الان و سنتحاسب فيما بعد. لا يهم ان اخطئتم، فمن لا يفعل في الواقع لا يخطئ و الجرح السوري المفتوح يتعفن اكثر و لا يمكن التعويل على الفاعلين الاخرين لتطبيبه اذ على الجريح ان يكون طبيب نفسه. باختصار؛ عليكم ان تكونوا النخبة المفكرة و المناضلين الميدانيين في نفس الآن.
ان ثمن تواصل غياب القوى الثورية المنظمة و الفاعلة اكبر بكثير من ثمن اخطاءها المحتملة.
Mira Najm
مع احترامي لكل ما قيل يا رفاق .. لن ينفتح أي أفق لحل سياسي في سوريا لصالح الشعب و المشروع الوطني الديمقراطي , ما دامت هذه " القيادة " اليمينية الطائفية الفاسدة مهيمنة على الثورة و مؤسّساتها ( في المجلس و الائتلاف الوطني ) ؛ فنصف الشعب السوري محجم عن الانخراط في الثورة و العمل على إسقاط " النظام " لغاية اليوم , خوفاً من بديله الإسلام سياسي ؛ في بلد نصف سكّانه هم ليسوا مسلمين ( سُنّة ) ؛ و هذا الأمر يعبّر الناس عنه هنا صراحةً و أسمعه منهم بنفسي .. ما لم ننطلق من هذه المقدّمة ( أي أن إسقاط هذه الكتل اللاوطنية و الانتهازية الفاسدة المهيمنة " في المعارضة " أصبح ضرورة واقعيّة لإسقاط " النظام ) , فإن شيئاً هنا لن يتغيّر , حتّى و إن استمرّ القتال في سوريا لعشرة سنوات قادمة .... و " اليسار " في الثورة في قسم كبير منه , انبطح أمام " الإخوان " و حلفائهم , و راح يبحث لنفسه عن محاصصة انتهازية معهم لا غير .. للأسف .
لم يعد ثمّة يسار جذري ( مؤسّسي ) في الثورة السورية اليوم , و قد أفلس سياسياً و تنظيمياً ( و تنظيراته و تحليلاته " الثقافويّة " البائسة اليوم , هي تزايد حتى على خطاب اليمين ) ؛ بل شباب يساري ثوري يكافح وحيداً و أعزل , على كل الجبهات ... و " هيئة التنسيق الوطني " و بعد 4 سنوات من حملات التخوين , و الاتهامات المتبادلة بينها و بين " المعارضة المعتدلة " ,تدمّرت خلالها سوريا و هجّر نصف سكّانها ....الخ , عادت تناشدهم اليوم اللقاء بها و التنسيق معها , تحت عنوان متهافت " حقن الدم السوري " !! نعم المشهد بائس , و لكن جيّد أن الدرس وصل , أو يكاد كما آمل .