سياسة القرصنة، إلى أين؟


زهدي الداوودي
2015 / 3 / 8 - 15:11     


حين يتناول الانسان موضوع التطورات الأخيرة في المنطقة وما نتج عنها من الملابسات المعقدة التي لم تكن في بال أحد، يظل حائرا، يحك رأسه أمام المفاجئات الغريبة والعجيبة التي جعلت الحابل يختلط بالنابل. وتقفز أكوام الأسئلة إلى السطح وهي تريد الأجوبة المقنعة لما حدث أو يحدث يومياً أو لما سيحدث في الأيام المقبلة؟
كيف يمكن للإنسان أن يفهم ظاهرة دعش التي أغارت على مناطق شاسعة من العراق وسورية على حين غرة وراحت تدافع عنها بأحدث الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين أوتوماتيكية ويدوية. ويمكن الاستنتاج، من خلال مراقبة نوعية الأسلحة المتطورة، ولا سيما في مجال النوع الثقيل بشكل خاص، بأن المحاربين قد دربوا بشكل ممتاز.

أليس هذا التصرف في منتهى القرصنة و الفوضوية والإعتداء السافر على إستقلال البلدان المجاورة وإعلان الحرب عليها والدوس على مبادي هيئة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والإعتداء السافر على الأمن والإستقرار؟
الأفكار التي يستحيل القفز فوقها، ينبغي أن تكون واقعية. دور التخلف والجهل والدولار الأمريكي وبترول الدول المتخلفة في بلورة الفكر الداعشي.
إن الوضع يزداد سؤاً، لا ضوء في نهاية النفق المظلم. يجب، عند حله أن يؤخذ الوعي الوطني بنظر الإعتبار.
الصراع المميت بين العمامة والسدارة أو بالأحرى بين النظام شبه الإقطاعي والعلمانية، سبق أن حُسم قبل أكثر من سبعة عقود من الزمن لصالح دولة الإقطاعيين وشيوخ العشائر والملاكين الكبار، رغم المحاولات الجدية التي قام بها الملك فيصل الأول في تثبيت أسس دولة علمانية بفصل الدين عن الدولة.
دور البترودولار بين بناء مجتمع متحضر والخراب الشامل.
إلى متى تظل عملية بناء الدولة اللقيطة تعتمد على التخلف؟
التخلف ودوره كقوة محركة إلى الوراء.
ظاهرة الغنى الفاحش في ما يسمى بدول الخليج أو لقطاء التطور المشوه.
ظاهرة التطور اللا متساوي وركود حركة التاريخ الحتمية: انعدام الانتاج الذي عرقل عملية نشوء وتطور المانفاكتورات، الأمر الذي أدى إلى ضمور العلاقات الرأسمالية وبقائها في المهد.
البعير أو إقتصاد التجارة الخارجية التي تحتكرها الأستقراطية الحاكمة كقوة محركة منعشة في العصور الوسطى.
حنين الشعوب المتخلفة إلى عصر الركود التام، عصر التنابل والحوريات والغلمان والطيبات المجانية.
الإغتناء بأتعاب الآخرين و إحتكار التجارة من قبل الأرستقراطية الحاكمة. كان الخليفة عثمان بن عفان يمتلك خمسة آلاف بعير يستعمل كقوافل لنقل البضائع وحراستها.
أفغانستان، طريق التطور المفروض من الخارج.
الوضع الراهن في المنطقة ومسألة أو عملية الإنتقال من العلاقات الاجتماعية البدائية إلى العصر الراهن. إستحالة العيش تحت الظروف المعاشية للفترة ما قبل ألف سنة وأكثر.
البناء الفوقي والبناء التحتي.
تلك هي أهم الأفكار والأجوبة التي يفرزها الواقع المر الذي ينبغي معالجتها بشكل مفصل وموحد مع أخذ الواقع بنظر الأعتبار.
كارثة دعش: من أين وإلى أين؟
كوردستان بين دعش ومشكلة الحزبية الضيقة والشعور القومي الوطني.
العقل ودوره الحاسم في القضاء على التخلف.
الدين للعبادة وسد الحاجة الروحية وبناء الشخصية المستقيمة وليس لنشر الجهل وبناء صرح المجتمع على أسسه.
إن القضاء على دعش لا يتم عن طريق القوة فحسب، بل عن طريق تشكيل وخلق المجتمع العادل الذي يوفر للإنسان الحرية والعمل والسكن المريح والطمأنينة.
تلك هي آراء وأفكار مستمدة من التاريخ والحياة اليومية التي تفرز العجائب التي يمكن للأيام أن تحولها إلى واقع جديد، يؤدي إلى رؤية جديدة لمشاكل جديدة أيضاً.
إنها في طريقها إلى أن تصبح مقدمة لعمل أشمل.