طحين الشمس


حميد كشكولي
2015 / 3 / 7 - 22:54     


وجه مليء بالبشر
قادم نحوي،
الشارع مليء بمثل هذه الأوجه
ثمة ضوء على الأجساد يصعد منه البخار
يريني وجهي
كتيار ظلمة ،
ظلمة ترى في العمق
تولج في العمق
استقبل الجميع
ففي اعماقي ثمة دفء يحلل هذه الوجوه المركبة.
***********************************************

هذا المساء ،
رأيتُ وجها مليئا بالبحر
يسير تجاهي.
وكانت السماء مفعمة بأحزان الفاختة.
مرآة يتصاعد منها البخار
أرى فيها وجهي
غائرا في دكنة جليد كانون .
دكنة تحضن جذور الورد
و تذوب في عيون كلاب العوانس..
في تلك المرآة ،
دفء امرأة يذوّب جليد هذه الصور المركبة


...... ................. ...........
في الليل و الضباب أفكّرُ في اللغة السويدية ،
أشرق السحابُ ليلةَ أمس ذهبيا على نافذة المطبخ
خلال الغروب الراسي على كبرياء براعم التفاح.
في قفزة كلب جارتي ليداعبني
: قرأتُ على جذع شجرة الكستناء
لا تحفْ ممّا ينبض على هذه الأرض وما تحتها
بل اخش ّ قلبَك !
****************
في فضائك المراق على خطاك ،
الهلال صبيّ ،
مقاتل في جبهة العشق بعد قليل .
يرمي بخواطر القلب إلى الماء -
ینتشر فی دكنة الليل ...

******************************

فليشربوا من هذا الضوء الحلو!
حكايات جدتي؟
وما يتبقى منها ،
بذورٌ لطيور الاشتياق،
و حنجرة تندب الماء.
*******************************
حنجرات المزامير
وطاحونات الشهقات
مهيضة الجناح.
نساء كنَّ يخبزن الرغيف من طحين الشمس
رجال يمسحون وجوههم بندى البدر
أمسوا تلال الأملاح.
*****************************

كيف لموجات النهر تدوين أساطير عن نجوم غاصت في الرمال؟
يا بلادا احببتُ أن تكون البلاد!
متى سقط هذا القلب ؟
وأي قانون جاذبية اكتشفتْ هذه الرأس؟
***************************************

أ كهرمانة و أوردة عنقها الرمادية ،
أَمْ ظلُّ أزرق لذهول الظبية من تواري الصيادين في أحلامهم ؟
فمن سيفسّر لك سرّ اللون في ليلة كانون ،
حيث السماء مراقة على جليد الورد؟