اضبارة الزعيم عبد الكريم قاسم وأمير الحلو


على عجيل منهل
2015 / 3 / 7 - 02:49     

توفى الكاتب والصحافي، امير الحلو، الذي يعد من الاسماء الإعلاميه المثيره للجدل لاسيما وانه كان قد تولي رئاسه تحرير مجله (ألف باء) التي تصدر عن وزارة الإعلام العراقيه مع اعترافه انه لم يكن بعثيا .. فضلا عن طروحاته الفكريه القوميه.
والحلو من مواليد 1941 النجف ، حاصل علي شهاده بكالوريوس اقتصاد /جامعة بغداد، خريج معهد التدريب الاذاعي في القاهره 1966، ومدير الاذاعه العراقيه 1967، رئيس تحرير مجلة ألف باء 1991-2002، فضلا عن كونه عضو قياده حركه القوميين العرب في العراق 1963/1966-
وهو كاتب وصحافي من عام 1963.---
الكتابة كما يراها السيد الحلو -عبارة عن انعكاس طبيعي للقراءة والثقافة، فمن دونها لا يمكن أن يطلق لقب كاتب على شخص ما، ومن شروطهما المعرفة والدقة في النقل والحفظ وليس الكتابة على الذاكرة التي غالباً ما تخطئ في الشخصيات والتواريخ وحتى التحليلات.-
وتمنى على الكتاب والصحفيين الانسحاب عندما يستهلكون رصيدهم المعرفي، "إنني أول من سيعترف بنضوب معينه في الكتابة عندما أجد نفسي عاجزاً عن إيصال فكرة ما-

اضبارة عبد الكريم قاسم-كما ذكرها السيد امير الحلو اسمعها كما رواها

اضبارة عبد الكريم قاسم في ادارة الضباط.... -
تأكيدا لأيماني بأن القناعات السياسية مرتبطة بمرحلة معينة وظروفها ومعطياتها كما يقول السيد الحلو -أكتب هذه المعلومة عن المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم الذي لم تكن نظرتي له (ودية) آنذاك لاسباب لامجال لذكرها ولعدم فتح سجال لا مبرر له بين أناس يحبون الوطن سوية.
في أحدى دعوات ضباط الاحتياط المتكررة سابقا جرى تنسيبي الى ادارة الضباط،وكانت الخفارات الليلية مستمرة طيلة الحرب العراقية – الايرانية ،وقد وجدت أن الجلوس مع زملائي مملا وغير مفيد لان أغلبه ينصب على كباب الكاظمية وباجة الاعظمية وغيرها،فقررت أن أجلس وحدي في القاعة التي تضم أضابير ضباط الجيش العراقي منذ تأسيسه ..
وبدأت بنوري السعيد وجعفر العسكري مرورا بعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف والمهداوي وغيرهم .. والذي أسجله لادارة الضباط وللمسؤولين أنهم لم يتلاعبوا بأية أضبارة وبقيت المعلومات والوثائق كما هي في حين كان بأمكان أي قائد عسكري خصوصا الذي تحول الى قائد سياسي (كالعادة)أن أن يرفع الاوراق والمعلومات السلبية من أضبارته ..
وجدت الكثير عن الزعيم عبد الكريم قاسم الذي قد اكتبه مستقبلا ولكن حالة(إيجابية ) وددت تسليط الاضواء عليها بعيدا عن رومانسية الطعام البسيط والدار المستأجرة وغيرها ..فقد كان المقدم الركن عبد الكريم قاسم أمر أحد الافواج الموجودة ي منطقة سواره توكه في شمال العراق وكانت العمليات العسكرية موجودة في نهاية الأربعينات،وأضطر الامر أن ينام في العراء وسط البرد،ويظهر أنه أصيب بمرض ( البيتروتايفوئيد) وعند علاجه في بغداد لم يستجب للأدوية ونظرا لخطورة حالته تقرر ارساله الى بريطانيا للعلاج على حساب الدولة،ويظهر أن علاجه كان مكلفا وطويلا بما جعل صديقه الملحق العسكري العراقي في لندن آنذاك حسن مصطفى أن يستمر بالصرف عليه حتى تجاوز المبلغ المقرر بأكثر من ستمائة دينار عراقي،وعندما عاد الى بغداد أصدر رئيس اركان الجيش أمرا بتحميله المبلغ الاضافي وقطعه بالاقساط من راتبه،وقد شعر الزعيم أن في ذلك غبنا له فهو مريض من جراء الخدمة وأداء الواجب، فكتب العريضة تلو الاخرى (بقلم الكوبية) وهي محفوظه جميعا في أضبارته ،ولكن لم تحصل الموافقة على أعفائه من المبلغ الاضافي..
وعندما أصبح رئيسا للوزراء قدم طلبا عنوانه من الزعيم الركن عبد الكريم قاسم الى مجلس الوزراء الذي هو رئيسه يعيد فيه شرح قضيته ويطالب باعادة المبلغ الذي دفعه من دون وجه حق اليه (وقد توقفت عنذ ذلك وأتهمت الرجل مع نفسي باصراره على استرداد مبالغ حكومية)ولكن بعد قلبت الصفحات الاخرى في أضبارته وجدت قرارا من مجلس الوزراء بالموافقة على اعادة المبلغ المذكور الى الزعيم الركن عبد الكريم قاسم،ولكني لاحظت أن النسخة المحفوظة في الاضبارة مؤشر عليها بعبارة تقول (يفتح حساب في مصرف الرافدين باسم جيش التحرير الفلسطيني ويوضع هذا المبلغ كبداية فيه) والتوقيع لعبد الكريم قاسم .
أكبرت للرجل موقفه الوطني، ولكني بالمقابل (ولست خبيرا سايكولوجيا)وجدت أنه من النوع الذي لايتنازل عن حق يعتقد أنه مغبون فيه مهما طال الزمن.
الذي أريد قوله وقد يعترض البعض عليّ واستنادا الى التقارير الطبية الموجودة في الاضبارة (يمكن الرجوع اليها) واتمنى ان تكون محفوظة وسليمة،تشير الى أن المرض قد أصاب جهازه التناسلي وقد يكون قد سبب له العقم،وذلك بأعتقادي سبب عدم زواجه .
أرجو أن يكون ما قلته بردا وسلاما عن المحب وغير المحب على أن يأخذ كلاهما الموضوع من باب تسجيل الوقائع للتاريخ خصوصا أن ما ذكرته (مسند) بالوثائق والمستندات وبخط المرحوم الزعيم نفسه وبتقارير طبية صحيحة.