الهلال الشيعي وطائر الفينيق بعد التحريق


سميرة الغامدي
2015 / 2 / 18 - 12:11     

القول لك يا خالة؛ واسمعي يا جارة!..

كردي الأصل والأهل من مواليد شمالي العراق في 22 تشرين الثاني 1944م وزير جيش الدفاع والأمن الإسرائيليّ الأسبق، اسحاق مردخاي، أدين بارتكاب مخالفات جنسية وعزل من الحياة السياسية وخفضت رتبته العسكرية إلى الصفر، لاحقا نُشر في الصحافة الإسرائيليّة. وصحيفة "رأي اليوم" ان آفي بنياهو، القائد الأسبق لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي عمل أيضا ناطقا بلسان الجيش الصهيوني لفترة طويلة، شغل منصبا إضافيا كمستشار لوزير الأمن اسحاق مردخاي.. بنياهو، الذي يدير اليوم مكتب علاقات عامة ويقدم المشورة للسياسيين الإسرائيليين، نشر مقالا في صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، بعنوان (اختبار القيادة)، تطرق فيه إلى العلاقة بين الملك حسين بن طلال وبين الوزير الأسبق مردخاي.

حسب بنياهو، عام 1998م قال الملك حسين للوزير مردخاي: سيدي وزير الأمن، في مهبط الطائرات الواقع خارج القصر تحط طائرتان مروحيتان، أطلب منك أن تطير من هنا إلى منطقة الصحاري في الزرقاء، برفقة مساعديك ومستشاريك. ابني عبدالله، قائد القوات الخاصة في الجيش الأردني، يقوم الآن في تلك المنطقة بإجراء تدريب عسكري، إنني أريد منك أن تسجل انطباعاتك، وأنا سأنتظرك هنا في القصر، لكي نتناول سوية طعام الغداء، على حد تعبير الملك، كما نقل الرواية المستشار الإسرائيلي بنياهو!، وأضاف في مقاله المقتضب إن وزير الأمن الإسرائيلي مردخاي استجاب لطلب الملك حسين، وكان السياسي الإسرائيلي الأول والأخير، الذي يدعى لمتابعة تمرين عسكري لدولة عربية. وأردف: اعتلينا على المروحيات وقمنا بالطيران إلى الجهة الشرقية، وعلى التل، تحت العريشة، أضاف بنياهو، انتظرنا الجنرال عبدالله، الذي لم يكن بالزي العسكري الرسمي، وكان يحمل السلاح والمنظار، مضيفا أن تمرين القوات الخاصة الأردنية شمل جيش المشاة، الكوماندوز والمروحيات، مشددا على أن صوت عبدالله في جهاز اللاسلكي كان قصيرا، مقنعا وصاحب سلطة وثقة، على حد وصف بنياهو. وتابع مستشار وزير الأمن الأسبق قائلا: وقفنا هناك وكنا منفعلين من الموقف ومن التجربة والاختبار، وفجأة، أضاف، حطت أمامنا أربع مروحيات، والطيارين الأربعة خرجوا منها ووقفوا إلى يمينها، وحسب إشارة من عبدالله باشروا بالجري والركض اتجاهنا. الحراس الإسرائيليون، شدد بنياهو، شعروا قليلا بالضغط، لكن نظرة الجنرال عبدالله هدأت من روعهم.. وعندما وقف الطيارون الأردنيون على بعد متر واحد من وزير الأمن مردخاي، أمر عبدالله أحدهم بأن يتقدم خطوة للأمام: سيدي الوزير، قال، أسمح لي أن أعرض أمامك شقيقي الصغير، الأمير فيصل، قائد مجموعة الطائرات.

وبعد ساعة، زاد بنياهو، عدنا إلى القصر الملكي في عمان لتناول طعام الغذاء على مائدة الملك الأردني، الملك حسين، ومع الأميرين فيصل وعبدالله والأميرة عائشة. وبحسبه، بعد ذلك، طلب الملك حسين بأن يتحدث على انفراد مع الوزير مردخاي، سأله: ما انطباعك عن ابني عبدالله؟ هل قادر على القيادة؟! وهل جنده يسيرون وراءه؟

الوزير الإسرائيلي، حسب بنياهو، أشرك الملك حسين بانطباعاته الإيجابية!

وخلص المستشار الإسرائيلي إلى القول إنه بعد مرور عدة أيام من اللقاء المذكور، ومع بقية العالم، سمعنا أن الملك حسين الذي كان مريضا قرر بشكل مفاجئ الإطاحة بشقيقه الأمير حسن (المولود عام 1951م)، الذي كان مرشحا لولاياته، وعين مكانه ابنه عبدالله، عندها فهمنا ما السبب الحقيقي للزيارة النادرة، على حد تعبيره.

وشدد بنياهو على أنه تذكر هذه القصة هذا الأسبوع على ضوء التصميم والإصرار اللذين يبديهما الملك عبدالله في ثأره لمقتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقا من قبل تنظيم داعش، فهو، أي الملك عبدالله، الذي لم يكتو بنيران الربيع العربي، يظهر قيمة مضافة في القيادة، على حد قوله!

الملك حسين، أوضح الاعتبارات التي حدت به إلى عزل شقيقه الأمير حسن من منصبه وليا للعهد، والذي تولاه قرابة 34 عاما، وتعيين نجله عبدالله وليا للعهد خلفا له، في رسالة بعث بها إلى شقيقه قبيل وفاته في مثل هذه الأيام 7 شباط 1999م.

سميرة الغامدي العراقي- شاطئ القنال الإنجليزي 17 شباط 2015م