حول معايير الجمال - اعترافات


حسني كباش
2015 / 2 / 16 - 08:45     

يعتقدن الكقيرات من المناضلات النسويات اليساريات تحديدا من ماركسيات و أناركيات بأن مقاييس الجمال التي تقوم على رفيعة طويلة بنهدين كبيرين هي مقاييس فاشية و يؤسفني أن أقول لكن بأن هذه المعايير ليست فاشية بل ليبرالية و أنا لا أمدح هذه الصفات بوصفها بهذا الوصف الذي لسبب أجهله أصبح مستساغا لدى الكثير من اليساريين و اليسارييات
فمواصفات الجمال الفاشستية تقوم على شقراء بعيون زرقاوين و مجازر الحرب العالمية الثانية قد حصلت في سبيل الشقر ذوي العيون الزرق و حصلت على يد معتوه قصير أسود الشعر آمن بذوي العيون الزرق و الشعر الأشقر و آمنوا هم به و قد يكون سبب إيمانه به إصابتهم بعمى الألوان في تلك الحقبة فهذا المعتوه المزكور لم و لن يكون آريا يوما
ربما سببت لي الحرب العالمية الثانية و مجازرها كراهية للشقراوات ذوات العينين الزرقاوين و جعلتني أغرم بالعيون العسليات للمرأة السمراء ذات الشعر الأجعد و ربما كان كذلك زوقي أو لا علاقة لمجازر الحرب بالموضوع ولكن لماذا الطويلة النحيفة ذات النهدين الكبيرين هي معيار جمال ليبرالية ؟ بكل بساطة لأننا تعلمناها من الإعلام الليبرالي القذر الملقب بالحر
تعلمناها من مسلسلات هذا الإعلام و من أفلامه و من فيديوكليباته و من ملكة جمال هذا البلد أو ذاك و من ملكة جمال العالم و الكون و الكوكب و المريخ و إلى ما هنالك
نعم أنا أعترف بأنني كنت ممن شاهدوا التلفاز و كنت ممن تأثر بهذا الصندوق اللعين و بأنني أعشق المرأة الطويلة النحيفة ذات النهدين الكبار
نعم أنا أكره الميكآب و أعشق الوجه العاري للمرأة كما أعشق جسدها كما أكره ذاك الشيء اللزج الذي يضعه بعض أصدقائي و صديقاتي على شعرهم و أكره الكعب العالي لأنه عزاب للمرأة و لكنني لا أزال متأثر و أعترف ببعض معايير الجمال الليبرالية
فأنا مثلا أعرف بأن المرأة العصرية و في سبيل معايير الجمال هذه لا تعاني فقط من الكعب العالي بل من حلاقة شعر اليد و الساق المؤلمتان جدا و لكنني و لأنني لا أزال متأثر بالمعايير الليبرالية الحقيرة أود أن تكون حبيبتي دون شعر على يدها أو ساقها
أنا أعترف بأن هذا الصندوق اللعين قد أثر بي و لكنني لو كنت عبدا له كما أراد لما أهمتني لا المخرجة و لا الرسامة و لا المناضلة