مشكلة العقلانية


أحمد العروبي
2015 / 2 / 15 - 02:33     

نحن نعيش الان أزمه العقلانيه أي منسلخ في الحداثه حاليا هو أبعد ما يكون عن العقلانيه لانه مطالب بدراسه العلم أولا ثم العمل بأدواته و إكتشف الحقيقه و العلم ينقسم للعلوم التطبيقيه و الطبيعيه و الإنسانيه و الصوريه و تحت مظله العلم الذي يمثل المقدمه الكبري لاي منسلخ في الحداثه حول العلم هذا بالنسبة للعلم الذي هو الحكم و ليس العقل

أما العقل النظري وحده فلا قيمه له و قيمته فقط كانت عاليه و مهمه حين ظهر منهجه علي يد ديكارت ثم إسبينوزا الذي طبق قواعد ديكارت علي الدين هذا في الوقت الذي كان الدين فيه مسيطر علي الحياه السياسه و الإجتماعيه و لم يكن أحد في الكوكب طور العلم ليكون مناسب ليكون بديل للدين كمقدمه كبري يستخدم العقل أدواتها لوصول للحقيقه

سبب قدره العقل النظري علي نقد الدين واضحه جدا لانو النقد هو إسقاط الحصانه عن المنقود و حصانه الدين كما نلاحظ هي هاله القداسه حوله و بمجرد أن يتجرأ العقل و ينزعها عنه لانو لا يوجد أي إثبات علي وجود تلك الهاله في حال حكمنا أي شئ أخر غير العقل الدين ببساطه بمجرد نزع القداسه من عليه هو هراء مثل أي هراء إنساني أخر يقدر العقل النظري علي إستيعابه و مقارنته ببقيه الإنتاج الإنساني و هنا سيلاحظ أن أي إنتاج إنساني أخر بدون هاله القداسه تلك هو أرقي من هذة النصوص الدينيه بدون تلك الهاله

أما العلم يحتاج دراسه أولا لما تم إستقرائه سابقا ثم الرد عليه من خلال إستقراء جديد أي أن كل عمل العقل هنا هو داخل نفس القواعد الإستقرائيه للعلم و ليس خارج عنها

بينما الإستنباط في الدين هو ناتج عن إستنتاجات و قياسات علي مقدمه كبري تتمثل في النص الديني الذي كما أسلفنا بإمكان العقل بسهوله إسقاطها عنه في حال تشجع

لذالك الان طبيعي نجد كثير من الجهله و أصحاب الاهواء يرفضون التطور أو أو غيره من النظريات العلميه لانمه يحكمون عقولهم القاصره فيه دون أن يقرأو العلم أولا و يستوعبوه ثم يردو عليه بإستقراء أفضل و أشد دقه , نموذج علي هؤلاء ما ذكره علي الوردي في كتابه منطق إبن خلدون عن جده الذي نفي وجود الطائرات لاحد السائلين بإستخدام حديد ألقاه في السماء فسقط و قال لذالك مستحيل تكون هناك طائرات مصنوعه من الحديد ثم هو نفسه تفاجئ و دخل في حال من الذهول عندما رأي الطائرات البريطانيه في سماء العراق فيما بعد

مشكله العقلانيه و كل من يري نفسه عقلاني موجوده في عصرنا الان الذي يسوده العلم بمنهجه دون أي إعتبار أو إهتمام لمنهج الدين الغيبي أو منهج الفلسفه العقلي النظري , و هذا لا يعني إني أرفضها لكن هي غير مناسبة للعالم هي مناسبه للمتخلفين عن الإنسلاخ في الحداثه مثل شعوب منطقه الشرق الاوسط

و هذا الفديو فيه نموذج واضح علي هؤلاء الرجل فعلا إستخدم عقله فقط و الادوات المتاحه له فقط دون النظر للادوات العلميه المطوره التي يري من خلالها العقل ما لا يراه
https://www.facebook.com/video.php?v=1594435087458552&pnref=story