التطرف في الإسلام كطريق للإرهاب


ثائر الناشف
2015 / 2 / 12 - 23:33     

التطرف هو الغلو في استعمال الشيء ، أي الإسراف في استخدامه بما يتعدى حدود القدرة والاستطاعة ، وتكليف النفس فوق طاقتها أو قدرتها على التحمل وسواء كان التطرف والغلو في مجال الدين وطريقة فهمه أو في مجال العمل العام فلا يختلف ضرره على النفس أوالجسد .
رغم أن الإسلام نهى عن التطرف والغلو في الدين ، إلا أن الكثير من الجماعات الإسلامية المتشددة لا تأخذ بما ورد من أحاديث عن الرسول صلى عليه وسلم تنبذ التطرف والغلو في الدين وتصر على الأخذ بالاحاديث ذات السند الضعيف التي تدعو للتطرف
قال رسول الله :
إياكم والغلو في الدين ، لن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، هلك المتنطعون .. أي هلك المتطرفون
ظاهرة التطرف ليست ظاهرة حديثة الولادة ، فالتطرف شق طريقه إلى الإسلام منذ العصور الأولى ، وهو سلوك ناجم عن المغالاة في فهم الدين ونصوصه وأحكامه ، بما يرضي الله أولا وراحة البال والنفس تاليا .
وتظهر عيوب التطرف ومساوئه في إرغام الشخص المتطرف في تفكيره وفهمه للدين ، لجعل الآخرين يشاركونه تطرفه وطريقة فهمه وممارسته للدين من نفس الزاوية الضيقة التي ينظر بها .
كما يقول منظر القاعدة عبد الله عزام :
هذا الدين جاء بالسيف وقام بالسيف ويبقى بالسيف ويضيع إذا ضاع السيف وهذا الدين دين هيبة ، دين رهبة ، دين قوة ، دين صولة ، والضعف فيه جريمة يستحق صاحبها جهنم
ويظهر التناقض الحاد بين هذا القول وما ورد في القرآن أو في السنة ، رغم أن الكلام في هذا النص مخصص لأهل الكتاب لكنه واضح المعنى في رفض التشدد
يا اهل الكتاب لا تغلوافي دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ..
إياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ، أو كما قال الرسول : كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد ، لن يشاد أحدكم الدين إلا غليه
وقد لجأت الكثير من الجماعات الإسلامية المتشددة إلى التطرف في فهم الدين ونصوصه وأحكامه اعتمادا على نظرتها الضيقة لإيمان الناس ورفضها في كثير من الأحيان وذلك اعتمادا على ما توفر لديها من كتب التراث الإسلامي .
كما يقول منظر الجيل الثاني للقاعدة أبو محمد المقدسي :
إرهاب أعداء الله واجب وفرض في ديننا
وتعتبر الجماعات الإسلامية أنها الفرقة الناجية من النار كما قال عبد السلام فرج في كتابه الفريضة الغائبة : إن جهاد الكفار المرتدين من حكام العصر أولى من تحرير فلسطين لأن قتال القريب أولى من قتال العدو البعيد ولأن دماء المسلمين ستنزف حتى وإن تحقق النصر .
أو كما قال ابن تيمية :
قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر وكفى بربك هاديا ونصيرا