استئصآل الدين من المجتمع


الحزب الشيوعي العمالي الايراني
2015 / 1 / 23 - 23:50     

المجتمع الحر هو المجتمع الخالي من الدينِ، الخُرافة، وهيمنة المبادىء الأخلاقيةِ التقليديةِ والقِيَمِ على تفكير البشرِ الحرِّ. وفي الاصل فأن الدين من الناحية الاجتماعية والفكرية تمييزي وخرافي، وعلى تناقض مع الحرية والإزدهار الإنساني. حتى بصورته كمسألة خاصة، فأن الدين عقبةُ في طريقِ التحررِ والتقدّمِ الإنسانيِ.

إيران لَيستْ مجتمعاً إسلامياً؛ إنّ الحكومةَ هي الإسلاميةُ. الإسلام هو ظاهرة رجعية ومفَروضَة في إيران، استمرت فقط في الحكم عن طريق الظلمِ والقتل والتعذيبِ والرجم. ومنذ أكثر من عقدين يُريدونَ إسْلمة المجتمعِ بالقوة وقد فَشلوا. الإسلام غير متوافقُ مع المجتمعِ. إنّ أسلمةَ المجتمعِ هي جزءُ من الجهادِ اللا إنسانيِ لحركةِ الإسلام السياسيِ والحكومةِ الإسلاميةِ ضدّ كُلّ أقسام المجتمعِ.

اليوم، فان المعركة ضدّ الحكمِ الإسلاميِ، الإسلام، التقاليد الإسلامية الرجعية الاخلاقيات والعلاقات ومجمل الرجعية الاسلامية هيِ جزء لا يتجزأ مِنْ كفاحِ الجماهيرالواسع والشاملَ من اجل التحررِ والحريةِ الثقافيةِ. هذه هي المعركة االتأريخية ضدّ الله وكُلّ تجلياته ولإسترجاع إرادةِ الإنسانَ. هذه هي الحركة التي تُمثّلُ القِيَمَ والأخلاقَ الإنسانيةِ المناهضة الدينِ. منذ عصر التنويرِ، فان هذا الكفاحِ هو التحدي التأريخيُ الأهمُّ ضدّ هيمنةِ الدينِ في المجتمعِ. ان تأثير هذه التنمية الإجتماعيةِ سَتُغيّرُ المعالمَ السياسيةَ للشرق الأوسطِ. ان هذه الحركةِ ممثلة كلياً بالحزب الشيوعي العمالي.

لوضع حد نهائي للتأثيرِ الدينيِ في المجتمعِ، فان الحزب الشيوعي العمالي ينشد معركة واضحة متماسكة وشاملة ضدّ تأثيرِ الماكنةِ الدينيةِ. وبينما يُكافحُ الحزب الشيوعي العمالي الايراني من أجل الحريةِ السياسيةِ غير المشروطةِ ومن اجل حريةِ المعتقد غير القابلة للدحض – حتى تلك المعتقدات الاكثر رجعية ومعاداة للإنسانية، فانه يَدْعو وبنفس الوقتِ إلى كفاحِ مكثّفِ ضدّ الدينِ، والى نشرالتنويرِ المناهض للدينَ والى نضال شامل لاستئصآل الدين في كُلّ نواحي المجتمعِ ويُكافحُ من اجل:



المجتمع العلماني



العلمانية هي الخطوةُ الأولى في إنعتاقِ الإنسانيةِ مِنْ الخُرافةِ الدينيةِ والجهلِ والتعصبِ. ولتَأسيس النظام العلماني، فأن الحزب الشيوعي العمالي يلتزم بالتالي:

الفصل الكامل للدينِ عن الدولةِ. ازالة كُلّ الأفكار الدينية والمسُتلهَمة من الدين والمراجع مِنْ كُلّ القوانين، ومن ضمنها النظام التعليميِ، القضائي، الوظيفي ومن التقويم الرسمي.

إلغاء مفهوم الدينِ الرسميِ. إلغاء أيّ إشارة إلى دينِ أي شخصِ في القانونِ ووثائق الهويةِ الشخصية والوثائق الرسميةِ. منع نَسْب الناسِ، كافراد او جماعات، إلى أيّ دين في الوثائق الرسميةِ، في أجهزةِ الإعلام، وغيرها. منع أيّ اشارة دينية للأفرادِ في الدوائر العامّةِ.جعل الدين مسـألة خاصّة.

حرية الدين والإلحاد. حرية إنتِقاد كُلّ نواحي الدينِ ومن ضمنها مبادئه الأخلاقيةَ، وسماته الثقافية والتأريخية.

منع أيّ إستفزاز وتهديد ديني ضدّ حريةِ تعبير الأفرادِ. منع أيّ اكراه جسدي أَو نفسي لقبولِ الدينِ.

إلغاء التفرقة العنصريةِ الجنسيةِ. إلغاء كُلّ القوانين التي تَدْعمُ تفرقةَ الرجالِ عن النِساءِ في كُلّ نواحي المجتمعِ، بما في ذلك المؤسساتِ العامّةِ، الجمعيات، النقل، مواقع العمل، مراكز التدريب وأيّ مكان عام.

فصل كامل للدينِ عِنْ التعليمِ. منع تعليم المواضيعِ والعقائدِ الدينيةِ أَو التفسيرِ الدينيِ للمواضيعِ في المَدارِسِ والمؤسساتِ التربويةِ. أيّ قانون اوتعليمات تَخْرقِ مبدأَ التعليمِ غيرِ الدينيِ العلمانيِ يجب الغائها فوراً. انشاء مؤسساتِ التعليمِ المُخْتَلَطةِ على كل المستويات.

منع المراسيمِ الدينيةِ العَنيفةِ واللا إنسانيةِ. منع أيّ شكل من اشكال النشاطِ الدينيِ أو المراسمِ أَو الطقوسِ التي لا تتوافقُ مع الحقوقِ والحرياتِ المدنيةِ للناس ومبدأِ مساواةِ الجميع. منع أيّ شكل من اشكال الاشارة الدينيِة والتي تهدد سلام وأمنَ الناسِ. منع أيّ شكل من المراسمِ أَو التصرّفِ الدينيِ الذي لا يتوافقُ مع القوانينِ والتعليماتِ الخاصة بالصحةِ والنظافةِ والبيئةِ ومنعِ الممارسات الوَحْشيَّةِ ضد الحيواناتِ.

حرية غير مشروطة في إختيارِ الملبس. إلغاء أيّ متطلبات رسمية أَو ضمنية لكميةِ أَو نوعِ الملابس التي ينبغي على الرجالِ أَو النِساءِ ارتدائها علناً. منع أيّ شكل من اشكال التمييز أَو القيود على أساس ملبس او مظهر الناسِ.

ازالة كُلّ أشكال الإشارةِ الدينيةِ إلى الزواجِ في السجلاتِ والوثائقِ الرسميِة. منع الطقوسِ والتمريناتِ الدينيةِ في مراسيمِ الدولة عند تسجيلِ الزواجِ. منع تعدد الزوجات (الحقّ الإسلامي في الزيجاتِ المتعدّدةِ للرجالِ) والصيغة ( استأجر – زوجة اسلامياً *)



المساواة وإلغاء التمييزِ ضدّ النِساءِ



التمييز الديني ضدّ النِساء هو معلم لموقعِية النِساءِ في المجتمعِ. في المجتمعِ الإيرانيِ حيث الهيمنة وقوَّة الدينِ والتقاليدِ القديمةِ أكثر بروزاً في النظامِ السياسي والثقافي الرسميِ ِ، فان انعدام حقوق النِساء، الدونية والظلم ضدهن ظاهرة في اكثر الاشكال سفوراً. مايلي يجب ان يطبق كخطوة اولية لتَمهيد الطريق لإزالة التمييزِ ضدّ النِساءِ:

إعلان المساواةِ الكاملةِ والغير مشروطةِ في الحقوقِ بين النِساءِ والرجالِ، الإبْطال الفوري لكُلّ القوانين والتعليمات، الاخلاق الدينية، المبادىء الأخلاقية الرجعية والمتخلفة والثقافة والشرف التي تَنتهكِ شخصيةَ النِساءِ المستقلةِ كمواطنة حرة ومتساوية في المجتمع. إلغاء كُلّ الإلتزامات الاستعبادية للزوجةِ نحو الزوجِ تحت قوانين الشريعة الإسلامية والتقاليدِ القديمةِ.

حقوق ومنزلة متساوية كاملة للنِساءِ مع الرجالِ في العائلةِ. إلغاء إمتيازاتِ الرجلِ ك رب العائلةِ ، وعَرْض الحقوقِ والإلتزاماتِ المساويةِ للمرأةِ والرجلِ بخصوص العنايةِ وتربية الأطفالِ وسيطرةِ وتمشية الشؤون المالية للعائلةِ، الميراث، إختيار السكنِ، العمل المنزلي، الوظائف المهنية، الطلاق،، وفي حالة الإنفصالِ، رعاية الأطفالِ وتقسيمِ، والدعاوى الخاصة باملاك العائلةَ.



حماية الأطفالِ



إحدى المهامِ الفوريةِ لضمان حقِّ الأطفالِ إلى حياة سعيدة وآمنة ومبدعة هو أَنْ تَحْمي الأطفالَ مِنْ تدخلِ الدينِ وتعسفه. لحِماية الأطفالِ مِنْ الدينِ والمؤسساتِ الدينيةِ، فان الحزب الشيوعي العمالي الايراني يدعو الى تطبيق مايلي:



تحريم الاديان او المؤسساتِ الدينيةِ التدخلِ الأخلاقيِ والمادي مَع الأطفالِ تحت عُمرِ 16.

تحريم انتماء الأطفالِ تحت 16 إلى الطوائفِ الدينيةِ، المراسيم والجمعيات دينية.

تحريم الحجابِ لأي فتاة تحت عُمرِ 16.

تحريم استئصال الاعضاء التناسلية أَو ختانِ الأطفالِ.

تحريم كُلّ القوانين الدينية والتي تَمْنعُ الأطفالَ، سواء الأولاد أَو البنات، مِنْ التَمَتُّع بحقوقِهم المدنيةِ والإجتماعيةِ، مثل التعليمِ، الإستجمام، والإشتراك في نشاطاتِ الأطفالِ الإجتماعيةِ.



العلاقات الجنسية المجّانية



ان القوانين والتقاليد والمبادىء الأخلاقية الاسلامية تشكل إحدى العقباتِ الرئيسيةِ في تَأسيس علاقةَ جنسيةَ متلازمةَ وحرةَ ومتساويةَ لكُلّ أولئك الذين بلغوا سن الــ 16 وما فوق. لذا يَدْعو الحزب الشيوعي العمالي إلى تطبيقِ التالي:



منع أي شخص، بما في ذلك الأقرباءِ أَو أيّ مؤسسات، مِنْ التدخّل في الحياةِ الخاصّةِ أَو العلاقةِ العاطفيةِ أَو الجنسيةِ للأفرادِ. العلاقات الجنسية للبالغين مسألتَهم الخاصّةَ ولا أحد أَو لا مؤسسةَ أَو كيان لَهُا أيّ حقّ للتَدَخُّل أَو إعْلانه على الملأ.

إلغاء كُلّ القوانين الدينية والرجعية والتعليمات التي تُهدّد علاقاتِ الرجالَ والنِساءِ الجنسيةِ خارج الزواجِ باعتبارها جريمة.

مُواجهةُ أيّ تعصب ديني أَو رجعي في المجتمعِ والذي يَمْنعُ تطويرَ وعي الناس بالجنس، وخصوصاً التعليم الجنسِي في المَدارِسِ أَو إستعمالِ وسائل منع الحملِ والجنس المأمونِ.



قتال صناعة دينِ



صناعة الدينِ الدوليةِ - الماكنة الدينية للإسلامِ والأديانِ الرئيسيةِ الأخرى مثل المسيحيةِ، اليهودية، وهندوسية - لَيستْ مجتمعاً من المثقّفين الذي يُؤمنونُ ببَعْض الأفكارِ والمعتقاداتِ. انهم بالأحرى مؤسساتَ سياسيةَ وماليةَ هائلةَ، والتي لم يسبق أَنْ خُضِعتْ للسيطرةَ ولم تحاسب على افعالها. سيتخذ الحزب الشيوعي العمالي اليساري الإجراءاتَ التاليةَ:



منع أيّ نوع من انواع الدعم الماليِ، او المادي او الأخلاقي من الدولة او المؤسساتِ الرسميةِ إلى الدينِ والنشاطاتِ الدينيةِ والمؤسساتِ والطوائفِ. كُلّ الطوائف والمذاهب الدينية سَيُسجّلانِ رسمياً كمؤسسات خاصة.

خضوع المؤسساتِ الدينيةِ إلى القوانينِ والتعليماتِ الخاصة بالمشاريع.

مراجعة الحسابات، من قبل السلطاتِ القانونيةِ، لكل الدفاتر والحساباتِ وصفقاتِ الاجهزة الدينيةِ.

خضوع هذه المؤسساتِ إلى القوانين الضريبية التي تنطبق على المَشاريع التجارية الأخرى.

مصادرة وإعادة إمتلاكِ كُلّ الاملاك والعقارات والثروات والابنية والتي إكتسبتْها المؤسساتَ الدينيةَ بِالقوة أَو من خلال الدولة او المؤسساتِ المُخْتَلِفةِ تحت النظامِ الإسلاميِ أَو خلال فترة الشاه الملكية. تلك الممتلكات يجب ان تُوْضَعَ في أيدي الهيئات المنتخبةِ شعبيا لمنفعةِ الجماهير.



التقويم الرسمي والعُطَل الوطنية



عُطَل المجتمعِ التقويميةِ والرسميةِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ خالية من الدينِ والأفكارِ المستُلهَمةِ من الدين. ولتَغيير التقويمِ الرسميِ والعُطَل الوطنيةِ، فان الحزب الشيوعي العمالي الايراني سيقوم باجراء التالي:

حذف أيّ إشارةِ في التقويمِ الرسميِ إلى المناسباتِ والتواريخِ الدينيةِ. سيعتمد التقويم الغربي الى جانب التقويمِ المحليِّ، ويُشارُ إليه في كُلّ الوثائق الرسميةِ.

.تُحوّلُ عطلة نهاية الإسبوعَ مِنْ الجمعةِ إلى السّبتِ والأحدِ بالإرتباط مع أغلبية بلدانِ العالمِ.

حذف كُلّ العُطَل الدينية مِنْ التقويمِ الرسميِ.



يُعلنُ الحزب الشيوعي العمالي الايراني بأنّ الشرط المسبقَ لإدراكِ المتطلباتِ السابقة الذكر هو اسقاط الجمهوريةِ الإسلاميةِ اللا إنسانيةِ والرجعيةِ. الحزب الشيوعي العمالي الإيراني يُناضلُ من أجل اسقاطِ النظامِ الإسلاميِ وانشاء الجمهورية الاشتراكية. الجمهورية الإشتراكية ستَضْمنُ التطبيقَ والإدراكَ الفوريين للمطالب اعلاه من اجل ضمان استئصآل الدين من المجتمع. يدعو الحزب الشيوعي العمالي الايراني الجميع للإِنْضِمام إلى هذا النضال التأريخيِ.



---------------------------

مترجم من الفارسيةِ إلى الإنجليزيةِ من قبل فاريبورز بويا. ترجمه الى العربية عصام شكري. ان النص أعلاه هو مستند استئصآل الدين من المجتمع والتي تم اقرارهِ في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العمالي الايراني في ديسمبر/كانون الأول 2003.



* عبارة نقدية ساخرة - مرادفة لعبارة تستعمل في الانكليزية بمعنى استأجر سيارة rent – A – car