حول تداعيات حكم محكمة الأمور المستعجلة المصرية بان كتائب القسام جماعة إرهابية


محمود حافظ
2015 / 2 / 7 - 16:02     

ربما ماحفزنى على الكتابة فى هذا الموضوع حديث الدكتور مصطفى الصواف فى قناة الميادين بخصوص حكم محكمة الأمور المستعجلة على كتائب القسام بأنها جماعة إرهابية وما ثارنى كم المغالطات التى تناولها الدكتور فى حديثه ودرجة التذبذب فى افكاره الأمر الذى ينم على عدم إتباع طريق واضح فى التفكير وكان معظم ماصرح به هو يخص دغدغة العواطف ولايخص لغو الباحث التى قدم بها .
أما بخصوصما يخص الحكم هل كان هذا الحكم محق ؟ وإن كان محق فى تجاوزات إرتكبتها كتائب القسام فى حق مصر أو نفر من عناصرها هل هذا يستدعى هذا الحكم ؟ وعندما نتحدث فى هذا الأمر لانحاول أن ننجر بما نقضناه أعلاه ولكن نتحدث بلغة المنطق والعقل .
كتائب القسام هى الجناح العسكرى لحركة حماس والتى تنتمى إلى المقاومة الإسلامية الفلسطينية وهى من أكبر الفصائل الفلسطينية المقاومة ومعها حركة الجهاد الإسلامى والحركتين كما أوضحنا ينتميان إلى المقاومة الإسلامية الفلسطينية مع خصوصية حركة حماس بأنها لها بعد أيديولوجى وهو إنتمائها إلى فصيل الإخوان المسلمين وفى حالة تغليب حركة حماس المصلحة الوطنية فى مقاومة المحتل لأرض فلسطين والمغتصب لهذه الأرض فى هذه الحالة كافة الشعوب العربية والتى تقف فى مواجهة العدو الصهيونى تدعم وتساند حماس وجناحها العسكرى المقاوم على الأرض الفلسطينية لكن عندما تغلب حركة حماس البعد الإيديولوجى على مصلحتها الوطنية وتبدا فى الدخول فى مرحلة شد وجزب هنا تختلف المواقف من حركة حماس ونحن نسال هنا ماهو المعنى من هذا الطرح ؟ .
المعنى هنا يتوقف على القضية العربية فى حركة التحرر الوطنى وما نشأ عنها من صراع بين قوى التحرر العربية وقوى الهيمنة الإستعمارية والتى بسببها تعيش المنطقة العربية فى حالة من الفوضى الدائمة لأن أحد طرفى الصراع وهو الطرف العربى لايستطيع الفصل بين ما هو رئيسى فى الصراع وما هو ثانوى وأيضاً هو تحول بعض اطراف الصراع من طرف التحرر الوطنى إلى طرف الهيمنة الإستعمارية بجوار القوى الرجعية العربية الخاضعة خضوعاً إلى جانب الهيمنة الإستعمارية .
وحتى نلتزم بالقضية الرئيسية والخاصة بموقف كل من مصر وحماس فى هذه المسالة كان لابد من توضيح هذه المسالة وهى مسالة الصراع العربى – الصهيونى .
فالصراع العربى – الصهيونى هو الصراع الرئيسى بين قوى التحرر العربية وقوى الهيمنة الإستعمارية وقد مر هذا الصراع بمراحل عدة مابين الإنتكاسات حتى الإنتصارات وإنتهت هذه افنتصارات بحرب السادس من أكتوبر بوضع نهاية لما يعرف بأسطورة الجيش الذى لايهزم بل تكررت هزيمة الجيش فى الإلتحام المباشر بعد ذلك فى معارك ثانية قادها خاصة فى لبنان فى مايو 2000م عندما فر مزعوراً أمام المقاومة اللبنانية وفى 2006م ايضاً امام المقومة اللبنانية وبعد ذلك هزائم هذا الجيش امام المقاومة الفلسطينية فى غزة فى 2008 – 2009 م وفيما بعد ذلك حتى 2014 م ولما كانت كتائب القسام تقود حركة المقاومة فى غزة وهى التى تبدا بالتحرش بالعدو بصفتها المسيطرة على كافة الأمور الغزاوية ولكن وقت الحسم مع العدو كل فصائل المقاومة تشارك فى النضال ضد العدو رغم مابين هذه الفصائل من معارك تصل إلى حد إقصاء الآخر .
من هنا تبدأ القضية فرغم اإختلاف بين فتح وحماس والذى يصل غلى مرحلة الخلاف العدائى بالحرب بين الفصيلين المقاومين ضد الإحتلال الصهيونى إلا أن ساعة المواجهة نجد الكل يترك الخلافات وراء ظهره ويناضل فى قضيته الرئيسية وهى قضية الصراع العربى – الصهيونى وهو الأمر نفسه ماينطبق بين اى خلاف عربى لابد فى وقت الحسم ان يتجمع المختلفين ضد الهدف الرئيسى وهنا لابد من التفريق بين ماهو صراع رئيسى وصراع ثانونى نختلف فى الصراعات الثانوية ولكن لايصل الحد فى هذه الإختلاف على التأثير على القضية المحورية والرئيسية وهى قضية الصراع العربى – الصهيونى وهذا ماكان يجب ان يحسم فى مسالة كتائب القسام ومشاركتها العقائدية مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المصرية الأمر الذى تخلت فيه حماس عن دورها الوطنى وادخلت نفسها فى صراع ثانوى أيديولوجى يضر فى النهاية بقضيتها الوطنية والأمر كذلك بالنسبة لمصر كان يجب على القضاء المصرى أن ينظر غلى هذه الحقيقة ولكن الأمر فيما يتعلق بالقضاء أمامه اوراق وبحكم القانون يتخذ فيها حكماً وهناك درجات أعلى فى التقاضى يمكن لهذا الحكم أن يلغى فيها .
هذا يخصوص العلاقة بين مصر والمقاومة الفلسطينية خاصة بما يتعلق بحماس وإتهامها لمصر انها تقف فى جانب من بعض المقاومين وتناوئ الجانب الاخر وإذا كانت هذه المواقف من الصراعات الثانوية بين حركات المقاومة وخاصة بين فتح وحماس وتدخل أطراف فيها سواء بالتاييد لأحد الأطراف ضد الطرف الآخر هذه الصراعات الثانوية والتى تصل فى تأجيج الصراع غلى الحد التى تغطى فيه على الصراع الرئيسى مما يضر بمصلحة القضية الفلسطينية وقضية العرب الرئيسية فى صراعهم ضد الكيان الصهيونى المغتصب .
فإنه لصالح القضية الفلسطينية ولصالح تجميع الموقف العربى وإتحاده فى مواجهة العدو الصهيونى لابد من نبذ الخلافات بين اطراف المقاومة الفلسطينية خاصة بعدما قامت فى البلاد العربية ثورات وخاصة فى مصر تنهى عهود التبعية وتعيد لمصر دورها فى الإستقلال الوطنى والمسالة الوطنية وهنا وفى هذا الخصوص لقد حاولت السلطة المصرية السابقة التابعة تغيير العقيدةالقتالية للجيش المصرى بتحويل وجهة النظر عن العدو الرئيسى لعدو آخر ولكن السلطة التابعة فشلت فشل ذريع فى هذه المسالة حتى تم إقصائها بثورة الشعب المصرى ومازالت عقيدة الجيش المصرى والشعب المصرى بأن العدو هو الكيان الصهيونى ولا عدو لمصر آخر وهذا الموقف هو مايجب على الفصيل الحمساوى لصالح قضيته الفلسطينية إتباعه فأمر التحرر هو أمر وطنى بإمتياز ويتناقض تناقض رئيسى مع الإيديولوجية الحمساوية التى تتبع فيها عقيدة الإخوان المسلمين العقيدة التى لاتعترف بالأوطان وقد تسبب هذا الموقف فى إتباع العقيدة الأيديولوجية الكثير من المنزلقات فى المنهج الحمساوى فما حدث فى مصر والتى تعتبر أحد واكبر القطار العربية تماساً مع القضية الفلسطينية من تدخل حمساوى حدث ايضاً مع سوريا القطر الإقليمى الثانى والمكمل لمصر فى التماس مع القضية الفلسطينية فبعد غن كانت سوريا الحاضنة العربية الوحيدة لنهج المقاومة سواء فى لبنان او فى فلسطين وفتحت كل ابوابها لحماس حتى تم إستقرار حماس فى الأراضى السورية ولكن سرعان بعد التدخل الإقليمى والعالمى بواسطة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية العميلة إن تخلت حماس عن حاضنتها سوريا وناصبتها العداء كما ناصبت محور المقاومة الحاضن لها والداعم لها فالأمر لم يكن متعلقاً بمصر فقط ولكنه كان اكثر قسوة واكثر بشاعة فى سوريا والتى استهدفتها حماس وقامت بتنفيذ ما تعلمته من أمور المقاومة وخاصة ما تعلمته من مقاومة حزب الله ضد الجيش العربى السورى وضد الشعب السورى وماكان منها إلا الخروج من سوريا وإستبدالها بقطر وبعدما كانت سوريا الحاضنة اصبحت قطر وتركيا بما يمثلان الحاضن لحركة حماس وهذا مانقوله فى قراءة للواقع العربى بما فيه من واقع حمساوى كل ماهو على لسانه والسنة تابعيه إن هذا الواقع إفتراء عليه فعلى حماس وكتائب القسام أن تعى حقيقة الصراع وان تستفيق من تحكم الأيديولوجيا فيها وتعتبر القضية الوطنية ومصلحة الشعب الفلسطينى فى غزة هى الأولوية الأولى لها فى الصراع مع العدو الصهيونى كما عليها إعادة إنتمائها إلى محور المقاومة والذى يفرق تماماً بين ماهو رئيسى وما هو ثانوى وما زال معطاءاً وداعماً للمقاومة الفلسطينية والإسلامية بالخصوص حماس .