رسالة إلى الرئيس .. انتبه لحقوق المصريين


مصطفى محمود على
2015 / 2 / 2 - 17:18     

نقلت الصحف يوماً عن الرئيس السيسى أنه قال: أنا أحرص من أيّ حد على حقوق الإنسان فى مصر"، وهذا الكلام ممتاز إذا كان المراد منه تحسين الصورة أمامنا وأمام غيرنا، وفى الحقيقة سيادة الرئيس حريص على عدم إهدار حقوق الإنسان، وإلَّا ما قال هذه الكلمات، إذنْ بماذا نفسر انتهاك حقوق المصريين؟ فإذا كنت بعيداً عن هذه الانتهاكات ولمْ تكتوى بنيرانها فلن تشعر بها على الإطلاق، وستقول: انظر إلى هؤلاء المجانين يتحدثون عن حقوق الإنسان .. ما الناس عايشه زى الفل أهوه"، وهذا قول جميل لمن ينعم بحياة رغدة هنيئة ساعدته سرقاته المتعددة على الثراء، فانتقل من عالم الفقراء إلى عالم الأثرياء، فأصبح ينظر إلى مصر من أعلى، وهى فى قمة زينتها كالعروس فى ليلة فرحها.
وعندما نتحدث عن انتهاك الحقوق يخطر ببالك سريعاً ما يحدث فى السجون، من عذاب أليم وشديد وكأن المحبوسين من قوم عاد وثمود، أو قوم صالح وأصحاب الأيكة وقوم تبَّع، لكننا لن نستطرد حديثنا فيما هو معروف ومشهور، فقد قال أحد المسئولين المُهمين على صفحات الجرائد: أنَّ السجون عندنا أصبحت (خمس نجوم) بينما وجدنا تعليق ساخر على الفيس بوك يقول: أن صاحب السعادة الوزير المرسل "أفرج عن سجينين لتخفيف الضغط عن المسجونين، لأنه لم يعد هناك مكان خال"، فمن الطبيعي أنه إذا كانت السجون خمس نجوم فسرعان ما يتوافد عليها الألآف لحجز أماكن لهم، ولمعرفة عدد الوافدين أصدرت مؤسسة (ماعت) للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقريراً يوضح أنَّ عدد النزلاء فاق 180 ألف، وبعيداً عن السجون المصرية، ننتقل إلى أفضل سجون العالم فى السويد، هل تعلم أن السجين هناك لابد أن يقرأ فى مكتبة السجن من خمس إلى ست ساعات يومياً .. وأختم هذه الفقرة بحوار أجرته إحدى القنوات مع سجين عربي فى السويد قال: السجن هنا أحسن من بره وأنا شغال بصنعتي ميكانيكي، وبأخد مرتب ممتاز ومش عاوز أخرج من هنا لأن السجن فيه جميع المتطلبات من تلفزيون وتكييف.. وكأنى أعيش فى فندق سبع نجوم".
يا سيادة الرئيس هناك حقوق منتهكه نرجو منكم الالتفات إليها، فمن يرأف بالفقراء والمساكين واليتامى؟ ألست القائل: إن هذا الشعب لمْ يجد من يحنوا عليه أو يرفق به"، هناك حقوق ضائعة ضاعت معها آمال وأحلام، وخاصة حقوق الشباب فإذا كان لديك 13 مليون شاب – يأكلون الزلط - لا يعملون، فلو وظفتهم لحكمت بهم العالم، وصارت مصر دولة عظمى، فليس محمد على باشا عنك ببعيد فقد كانت عظمة دولته قائمة على أكتاف شباب بلدك.
الحقوق المنتهكة كثيرة يا سيادة الرئيس، فهناك قرى لا يصل إليها الماء، وهناك مرضى يصرخون من الألم، هناك أماكن لا تصل إليها الكهرباء ولا المجارى .. لمن يتوجه هؤلاء؟ هناك آلاف من الطلبة فى المدارس لا يفهمون شيئاً من شدة الزحام والأوبئة والأمراض وتفشى الدروس الخصوصية .. إلى من يلجئون؟ هناك نساء تلد فى الطرقات، وهناك أيضاً من يبحث عن لقمة عيش فى أكوام القمامة إلى من يجأر هؤلاء؟ هناك أطفال شوارع لا يجدون أحضان دافئة، أليس من حقهم مدينة خاصة بهم؟ هناك من يسرقون ومن ينهبون قوت الشعب الغلبان ويتركون دون مسائلة، ألست القائل: سنقضى على الفساد، بيد أنَّ الفساد مازال يستشرى بطريقه سريعة.
يا سيادة الرئيس ألست القائل فى الأزهر الشريف: سأحاججكم أمام ربي!! فمن يحاججك أنت؟ كل الفئات المنتهكة حقوقها ستقيم عليك الحجة لأنك الرئيس، وكل من حولك تراهم عراه لا يلتفت أحدٌ منهم إليك، ولا إلى غيرك .. نعلم أنك تحاول جاهداً أن ترفق بالشعب وتحنوا عليه، فنسأل الله أن يوفقك .. ويسدد على الطريق خطاك .. وأن يجعلك للحق نصيراً .. وأن تقضى كما وعدت على الإرهاب الذي يزداد يوماً بعد يوم.