أنكرني الصباح ..؟


سيمون خوري
2015 / 1 / 14 - 14:03     



أنكرني الصباح
قبل صياح الديك
في ذاك المساء.
رغم أني
فتحت للريح قلبي
قبل هزيع نصف الليل
باحثاً عن كذبة صغيرة
عن أحلام مهزومة
تعيد نصف ابتسامة لزمن مضى
كعجوز في خمارة عتيقة
يعاقر كأساً ..
وملامح لوجوه قديمة غادرت المحطة
قبل وصول القطار
لأن الساعة تأخرت عن الرنين
وتأخر معها موعد الوصول.
فتلاشت كل الوجوه العتيقة مع الزمن والريح
مثل كل الكذبات الصغيرة الأخرى
أوف...أوف
لماذا زور معاوية التاريخ !؟
لماذا يخطئ كل مرة
ساعي البريد بالعنوان ؟
رغم أني
فتحت للريح قلبي
وطال الليل
وبارا باس لا زال يوزع قبلات يهوذا
في شوارع الغنم عابري التاريخ
انتظرت طويلاً
قرب بائع الصبار
وصول فراشات مدينة القمر
لكن
أطفأني الزمن
مثل سيجارة صفراء
نخرها النيكوتين والقلق حتى النخاع
ولم يبقى سوى رماد صغير
وسادة لقمر ملون
نائم في حضن حبا قديماً
قلت :
يا بحر عكا..
هذا رماد ما تبقى من تاريخ
أو من تلك
الثرثرة الملونة عن الحب والثورة
في زمن تطاول يميناً ويساراً
وباراباس يوزع قبلات يهوذا
في كل المدن الصحراوية
قهقه البحر ملء شدقيه.
عفوا.. كم الساعة الأن ؟
إنها الصفر..
صفراً يراكم أصفاراً
لا ليل ولا نهار
أنكرني الصباح
فلا ديكاً ولا صياحاً
ولا حب بدون القمر
اختفى القمر.