مقتطف من آخر لقاء مع المناضل الإيطالي الفيلسوف باولو فيرنو


صلاح الداودي
2015 / 1 / 3 - 20:27     

بدأ إهتمامي النسقي بالفلسفة مباشرة إثر هزيمة الحركة الثورية التي هزت أوروبا الغربية ما بين إغتيال كينيدي ولينّون أي منذ بدايات الستينيات وحتى نهايات السبعينيات.
أما ما بين سنة 1980 و 1985 فقد مرّ بتجربة السجون الايطالية حوالي خمسة آلاف مناضل سياسي وسحبت منشورات فالترينالّي من دليلها كتب ناغري.
كانت أوكد مهامنا العاجلة ابداع مفاهيم مستقلة عن النوستالجيا الماضوية وعن مديح الراهن في نفس الوقت. مفاهيم تقطع مع مشروع الانوار الذي لا انوار فيه أي مشروع هابرماس ومن حذا حذوه والتفاهات الباهتة للفلسفة ما بعد المعاصرة. أي ابداع مفاهيم تعبر في نفس الوقت أسوة ببنيامين عن "النزع الكلّي لأوهام العصر من جهة والإلتزام الكامل من جهة ثانية". ثم كذلك عمليات الإستيراد والتوريد التي أصبحت عليها الفلسفة الجامعية.
إنني لأخجل وأخاف، ولكنني كذلك أخجل أن أخجل وأخاف أن أخاف، وهكذا إلى ما لا نهاية.
أما لو كان بيدي وقتها أن أغادر الزنزانة رقم 11 وأختار منفاي الباريسي لكنت حضرت دروس دولوز وشاركت في مظاهرات الوقتيين والعرضيين والمعطلين ومحترفي فنون العرض.