يعقوب ابراهامي والرقم 1 الخيالي


حسقيل قوجمان
2015 / 1 / 3 - 12:13     

يعقوب ابراهامي والرقم 1 الخيالي
في الاونة الاخيرة كنت منهمكا في عمل استغرق كل اوقاتي الممكنة على الكومبيوتر. فقد قرر ناشر عراقي ان يصدر طبعة جديدة من كتابي عن الموسيقى العراقية. كنت قد نشرت هذا الكتاب سنة 1978 في لندن كتبته كله على الة كاتبة ولم ينتشر انتشارا واسعا في العراق وهو بموضوعه ومحتواه وتاريخه ولغته كتاب عراقي يشكل تراثا عراقيا قام يهود العراق بدور خاص فيه رغم انه كتب كرسالة ماجستير في الجامعة العبرية في اسرائيل.
ارسل هذا الناشر نسخة من الكتاب الي لكي اقوم بتنقيحها واضافة ما استطيع اضافته من اجل طبعه طبعة ثانية فاخرة في مطبعة حقيقية. وقد استغرق تنقيحه مرتين كل اوقاتي على الكومبوتر بحيث لم اطلع على التعليقات على مقالي الاخير الا مؤخرا.
انصب موضوع المقال على اختلاف العقلية المادية عن العقلية المثالية حول كيفية تكون الافكار في الدماغ البشري. وملخصه هو ان العقلية المادية تعتبر ان الافكار في دماغ الانسان هي انعكاس او صورة لما يجري في الطبيعة بينما تعتبر العقلية المثالية ان الافكار هي انتاج الدماغ والفكر البحت. ناقش المقال كيف تعلم يعقوب كما يتعلم كل اطفال العالم الرقم 1، 2، 3 حين كان عمره ستة او سبعة اشهر بمجهود والديه وكيف تعلم يعقوب كتابة الارقام وعمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة وحل المسائل الحسابية البسيطة في المدرسة وكيف تعلم يعقوب علم الرياضيات في الجامعة واحرز فيها شهادة البكالاريوس في الرياضيات. ولم يتضمن المقال ولو كلمة واحدة عن علم الرياضيات. بل ان حسقيل اكد في اول المقال على ان المسافة بينه وبين الرياضيات = 75 عاما.
فقرر يعقوب عن سبق اصرار وترصد وضع فخ او شرك تحت قدمي حسقيل او حسب ما يجري في ايامنا سيارة مفخخة لتفجير حسقيل والقضاء عليه نهائيا. واحد طرقه المالوفة في التعليق على القضايا التي لا يستطيع مناقشتها تحويلها الى هجوم على الكاتب او المعلق تحاشيا لمناقشة الموضوع الذي يعلق عليه.
فمثلا حين توصل يعقوب الى ان علم الفيزياء يقف على راس العلوم لم يفهم حسقيل كيف توصل يعقوب الى ذلك فساله عن ذلك. فكان جوابه يبدو ان السائل، وهو حسقيل، لم يقرا كتابا في الفيزياء في حياته. ففسر الماء بالماء. اذ ان حسقيل لانه لم يقرا كتابا في الفيزياء ولا في الطب ولا في الكيمياء ولا في الفلك ولا في سائر العلوم عجز عن فهم كيف توصل يعقوب الذي قرا كل هذه العلوم وتوصل الى ان الفيزياء يقف على راسها فكان جوابه يبدو ان (حسقيل) لم يقرا كتابا في الفيزياء. وكانت النتيجة ان حسقيل ما زال يجهل ولم يفهم كيف توصل يعقوب الى استنتاجه الكبير.
وحين تحدث حسقيل عن تفنيد يعقوب لقانون الجاذبية ليبرهن على انه قانون علمي حقيقي حسب نظرية بوبر انكر يعقوب ذلك ووعد قراءه ان يفمسر نظرية بوبر بشكل اوضح وليس تفنيد قانون الجاذبية في المستقبل فانضم وعده الى عشرات الوعود التي وعد بها قراءه بان يكتب عنها في المستقبل ولم يف باي وعد منها حتى الان. ولكن تفنيده لقانون الجاذبية ومناقشة حسقيل لهذا التفنيد موجودة بالاسود على الابيض في المقالات والتعليقات وفي ارشيف يعقوب.
وحين استنكر حسقيل قول يعقوب ان حسقيل لا يتكلم لغة البشر واتهام تلميذه الاخ الزيرجاوي ايضا بقول ذلك انكر قوله وادعى انه تحدث عن اللغة القوجمانية لاخفاء فضيحة قوله السابق. ويعلم ان قوله مكتوب في تعليقاته بالاسود على الابيض وان انكاره له كذب محض.
وقد اتهمت يعقوب بالكذب عدة مرات فلم يدافع عن نفسه وحتى لم يبحث في القواميس على عادته عند الدفاع غن تفسه عن معاني كلمة كذب ومشتقاتها.
وحين تحدث حسقيل عن نقض يعقوب القانون الدياركتيكي حول تحول التغيرات الكمية الى تغير كيفي بمعادلة 1+1 = 2 بنقض نظرية بوبر وادعائه بان القانون الحقيقي لا يقبل الشذوذ اي التفنيد. ناقش حسقيل ذلك في المقال وعجز يعقوب عن الجواب فقرر وضع الفخ او السيارة المفخخة تحت قدمي حسقيل لتفجيره. اذ بطريقة جهنمية غير الموضوع من مناقشة الفرق بين العقلية المادية والعقلية المثالية حول كيفية تكون الافكار في عقل الانسان الى موضوع مناقشة فلسفة الرياضيات العالية لتحاشي مناقشة الموضوع الاصلي.
يعلم يعقوب حق العلم من مقدمة المقال ان حسقيل لا يمكن ان يكون قد علم عن وجود شيء يدعى الرقم 1 الخيالي عند دراسته مبادئ الجبر في برامج الدراسة الثانوية انذاك قبل 75 سنة. ويعقوب قال بنفسه في التعليق الاول "الأمر بسيط جداً. حسقيل قوجمان لم يسمع أبداً عن الرقم الخيالي i واظن أنه اعتقد إن ذلك غلطة مطبعية". وهو صادق في ذلك. فانا نقلت تعليقه حسب نصه وظننت ان وجود هذا الخط العامودي بجانب الرقم خطأ مثل الكلمة التي سبقت الرقم 1 واقتبستها كما هي للامانة في الاقتباس.
ومع ذلك قرر يعقوب بصورة لئيمة اصطياد حسقيل قوجمان بتحويل النقاش من طريقة انعكاس صور الارقام والعمليات الحسابية والعلوم الرياضية في الجامعة الى دماغ يعقوب الى نقاش حول هذا ال 1 الخيالي وكأن المقال كله كان نقاشا حول الرياضيات العالية والرقم 1 الخيالي. فكتب تعليقه الساخر التالي:
"هذا صحيح. خذوا على سبيل المثال الرق 1I نحن نلتقي به كل يوم في الشارع وفي السوق، وهكذا ينعكس في دماغنا، وهو ليس من صنع تفكير الإنسان البحت." فعلم الرياضيات في عرف يعقوب هو من صنع تفكير الانسان البحت. وعلى هذا الاساس قرر يعقوب ان يستغرب من سلوك حسقيل قائلا: "الغريب في الأمر أن حسقيل قوجمان يجرأ على أن يناقش يعقوب ابراهامي في فلسفة الرياضيات. وبالمناسبة أنا، بخلافك، أعتقد أن الرياضيات هي النتاج المحض لفكر الإنسان، أو كما قال أحد كبار الرياضيين: الله خلق الأرقام الطبيعية. كل ما عدا ذلك هو من صنع الإنسان"
وتحولت التعليقات حول المقال الى تقاش بين يعقوب وبين المعلقين الاخرين حول هل يتحمل حسقيل كل الخطأ ام جزءا منه فقط؟ واختفى الموضوع الاصلي حول انعكاس الرياضيات ذاتها الى دماغ يعقوب عن طريق التعلم من الغير عن طريق الكتب والمحاضرات وليس عن طريق تفكيره البحت. واذا كان جهل الرقم 1 الخيالي جريمة فانا اعلن انني مذنب وباني لم اسمع ولم اعرف عن وجود هذا الواحد الخيالي الا بعد قراءة التعليقات حول ذلك وما زلت اجهل حتى كيفية كتابة الرقم 1 الخيالي وكيف يجري استخدامه ولماذا استعمل وهو خيالي ولا وجود حقيقي له.
"يقول حسقيل قوجمان: ان الارقام لا معنى لها الا اذا اقترنت بجسم مادي. عزيزي حسقيل قوجمان: الأرقام في الرياضيات لا معنى لها إلاّ إذا كانت أرقاماً مجردة لا تقترن بجسمٍ مادي. أما عندما تقترن الأرقام بجسمٍ مادي (1 كيلو طماطة و-5 كيلو باذنجان)" (وثلاثة كواكب ارض وخمس شموس وكيلو اشعة ضوئية وعشرة غرامات طاقة كهربائية وغرامين طاقة مغناطيسية الخ الخ الخ): فهذه ليست رياضيات بل معاملات في سوق الشورجة"
ثم يشن يعقوب هجومه قائلا:
"أنا لا أفهم أبداً لماذا يقحم حسقيل قوجمان نفسه في أمورٍ لا يفهم فيها شيئاً رغم كل نصائحي له. (التأكيد مضاف) كانتور (1918-1845) أنهى حياته في مصحٍ للأمراض العقلية في بحثه عن معنى الرقم وها هو حسقيل قوجمان يحل المشكلة بجرة قلم. لماذا يفعل حسقيل قوجمان ذلك؟ لا أعرف
أغلب الظن أنه يعتقد أنه إذا قرأ كتاباً ضحلاً في المادية الديالكتيكية لستالين فأن هذا يؤهله للكتابة عن أمور هي في صميم فلسفة الرياضيات"
اعوذ بالله وبيعقوب ان اتجرأ باقحام نفسي في امور لا افهم فيها شيئا كفلسفة الرياضيات لكي لا ينتهي بي البحث الى مستشفى المجانين بل اترك له وحده ذلك. اتحدى يعقوب ان يقتبس كلمة واحدة ناقشت فيها يعقوب في فلسفة الرياضيات او قلت كلمة واحدة عن الرقم 1 الخيالي. وينهي يعقوب تعليقه بما يلي:
"لا أريد هنا أن أتكلم عن فضيحة الرقم الخياليi (اية فضيحة يقصدها يعقوب؟ هل هي فضيحة ان يجهل حسقيل قصة الرقم 1 الخيالي؟ ام فضيحة ان يعقوب حول عمدا وعن سبق اصرار موضوع مقال حسقيل الذي لا علاقة له بفلسفة او علم الرياضيات الى ما يسميه نقاشا حول فلسفة الرياضيات؟
"أما عن التسلية الفكرية حول تحول الكم إلى الكيف في الرياضيات التي ذكرتها في احدى مقالاتي والتي يشير إليها قوجمان فكل ما أريد أن أقوله هنا إن حسقيل قوجمان، لدهشتي الكبيرة، لم يفهم كلمة واحدة مما كتبته في هذا الموضوع وقد أعود إلى ذلك في مقالٍ منفرد" وكالعادة ينتهي يعقوب بالقاء تهمة عدم فهم حسقيل لما كتبه يعقوب حول 1+1=2 كنقض لقانون تحول الكم الى كيف والتخلص من ذلك بوعد اخر من وعود العودة الى ذلك في مقال منفرد ينضم الى عشرات الوعود السابقة التي لن يتحقق منها شيء ولا يستطيع يعقوب ان يناقشها اصلا.
لا ادري لماذا حين قرات هذه التعليقات تذكرت النكتة التي شاعت حول اينشتاين في الثلاثينات حين كان يسافر في القطار فسال جاره هل تمر محطة كامدن تاون من هذا القطار؟
هناك طريقة صحيحة وبسيطة وملائمة لادب الحوار المتمدن يعرفها يعقوب حق المعرفة ويستخدمها حن يعلم او يتصور انها لصالحه وهي اقتباس العبارة المختلف عليها والبرهنة على صحة راي كاتبها او خطئه. واتحدى يعقوب ان يقتبس هذه العبارات التي كتبها بدلا من ان يزجي وعوده في الكتابة عنها في المستقبل واتهام حسقيل بعدم فهم كلمة منها