العنف ضد المرأة - ثقافة التخلف


محمود حافظ
2014 / 12 / 19 - 21:28     

الآن ونحن نودع عام 2014 م ونستقبل علم جديد 2015 م هل نأمل أن يكون هذا العام الجديد عام مناهضة العنف ضد المرأة وخاصة المرأة العربية بعدما رأينا كل هذه الأحداث الرهيبة من عنف وإرهاب فى حق المجتمع العربى وخاصة فى حق المراة العربية .
هذا العنف الرهيب الذى يمارس بصفة يومية ضد المراة العربية فى كل بقاع الدول العربية وخاصة مانراه وتنقله الكاميرات فى كل من سوريا والعراق من جرائم ترتكب ضد الإنسانية من قتل وإنتهاك عرض وسبى والعرض فى سوق النخاسة هل كان هناك كائن من كان يستطيع التصديق أو حتى التفكير أو التخيل أن كل هذه الجرائم الوحشية والتى تعيد منطقتنا العربية إلى أكثر من ألف وربعمائة عام أى من قبل ظهور الإسلام فى مجتمع البداوة فى شبه الجزيرة العربية مجتمع الجاهلية أن يعاد إنتاج هذا المجتمع الآن وعلى يد من على يد فئة تدعى الإسلام وتمارس كل هذا العنف وهذه الوحشية البغيضة بإسم الدين الإسلامى هذا الدين الحنيف وهذا الإسلام الذى جاء لينتشل مجتمع البداوة الجاهلى بثقافة الجاهلية من ظلمة العصر العبودى لنور الحق والذى حث المسلمون على أن يكون عتق الرقبة أو تحرير العبيد نوع من الكفارة عن الذنوب والتى تحمل معنى التقرب لله بتحرير الأسرى والسبايا هذا الدين الحنيف الذى جعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة سامية رفيعة تدعمها المودة والرحمة أين نحن الآن من ثقافة التنوير الإسلامية التى صنعت حضارة عظيمة شع نورها فى اربعة أرجاء المعمورة حينذاك .
الآن ونحن فى بداية القرن الواحد والعشرين يعاد إنتاج مجتمع الجاهلية الأولى على يد فئة ضالة باغية امارس كل هذا العنف بإسم الدين الإسلامى وعندما نقول فى بداية القرن الواحد والعشرين نتكلم عن قرن أصبح فيه العالم بواسطة التقدم العلمى المتراكم عبر القرون السالفة عبارة عن قرية صغيرة فيها يسمع ويرى من فى أقصى الأرض ما يحدث فى أدناها فى هذا العصر عصر المعرفة وثورة المعلومات تخرج علينا هذه الفئة الباغية لتمارس هذا العنف الغير مبرر ضد الإنسانية وخاصة إنسانية المرأة العربية صانعة أول حضارة فى تاريخ البشرية .
إن ما تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية أمثال داعش والنصرة وأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة فى كافة بلدان العرب من قتل وذبح وإنتهاك أعراض وسبى نساء وبيعها فى سوق النخاسة وما يصحب ذلك من الإنتهاك المادى والمعنوى للمرأة حتى تجبر على تلك الإنتهاكات فى هذا الزمن لايستطيع كائن ما كان أن يتم مراودة المرأة عن نفسها وتسليم نفسها طائعة وإلا قتل طفلها او صبيها أمام أعينها فى حالة رفضها هل هناك جرائم أكثر وحشية من هذه الجرائم هل رأينا نساء وفتيات تفضل القتل والذبح عن إنتهاك أعراضها كما رأينا الآن فى وطننا العربى غن مافعلته هذه النساء والفتيات يذكرنا بنساء العراق الشريفات عندما أرسلن إستغاثة للمقاومة العراقية تحضهم على تحطيم سجن ابو غريب بالعراق لأن المحتل الأمريكى فى بداية هذا القرن قد قام بأعماله الوحشية ضد النساء والرجال فى العراق وقد فضلن النساء الموت بعدما أنتهكت أعراضهن كما أنتهكت أيضاً أعراض الرجال فكانت الرسالة واضحة جلية أقتلونا ومعنا المستعمر فما عدنا نصلح أن نحيا كانت هذه رسالة واضحة للحالة التى قام بها المستعمر الأمريكى ضد أشراف العراق وكان العذر وقتها أن من قام بالفعل العنيف هو مستعمر محتل يغتصب أبناء الوطن ضمن إغتصابه للوطن ذاته .
الآن وبعد عقد من إحتلال العراق قام نفر ممن يدعون أنهم أبناء الوطن بممارسة نفس الفعل ضد بنى وطنه وتحت راية الدين الإسلامى الحنيف دين النودة والرحمة .
إن هذه الجماعات التكفيرية والتى تمارس ساديتها ضد نساء العرب لاتستحى من أن تظهر هذه السادية التى هى فى الأساس مرض يعشق إيذاء الغيرعلى كافة المعمورة عبر كاميراتها وكأنها تتحدث وتقول إن عدواننا هذا هو فى مواجهة الرغبة فى الحياة هذه الحياة التى بها تعمر الأرض .
إذاً هذه الجماعات التى تقوم بممارسة العنف ضد المرأة ترسل رسالة واضحة جلية يا أبناء العرب نحن ننتهك أعراضكم وشرفكم بإنتهاكنا لنسائكم .
هنا يتقاطع الفعل الذى قام به المحتل الأمريكى مع الفعل التى تقوم به هذه الجماعات فالهدف واحد والغرض واحد وهو بث الفتنة والخوف فى قلوب العرب وهذه المرة ليس بواسطة محتل مغتصب ولكن بواسطة من يطلقون على أنسهم أبناء الوطن ومعهم كافة المرتزقة التى جلبت من أصقاع المعمورة إناس أتوا من الشق وآخرين أتوا من الغرب سواء من وسط أسيا او من قلب أوربا المحتل القديم وأمريكا المحتل الجديد ولكن كيف تتم هذه الإنتهاكات عن طريق هذه الجماعات التى تستهدف دول عربية بجيوشها وعتادها فلابد لهذه الجماعات أن يكون معها عتادها وعدتها وأموالها وأن يكون هذا العتاد من السلاح يكافئ او أكثر تطوراً مما مع جيوش العرب .
وهنا السؤال من اين نحصل هذه الجماعات على هذه الأموال لتجلب المرتزقة والسلاح ومن يفدم السلاح المتطور هنا نعود مرة أخرى إلى المحتل المغتصب الأمريكى فهو الذى يمد بالسلاح ومن يدفع الثمن الباهظ هؤلاء شيوخ البداوة من العرب الذين يجموا أنفسهم من شعوبهم بواسطة هذا المحتل المغتصب .
إذاًنستطيع القول أن من يرتكب هذه الأفعال ضد المرأة العربية من عنف وإنتهاك لكافة الحقوق الدينية والإنسانية هو مصدر واحد مارس هذه الإنتهاكات قبلاً ويمارسها بالوكلة بعداً هو نفسه الى يغتصب الأموال الرعبية وينعش مصانعه التى تصنع السلاح وبواسطة هؤلاء الوكلاء ضمن سوقاً مربحة لبيع سلاحه .
لقد صاغها هذا المستعمر قبلاً فى رؤيته لبلاد العرب فى إستراتيجيته المعلن عنها لتفتيت الدول العربية إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد هذه الإستراتيجية التى تؤدى إلى تفتيت الدول العربية حتى تصبح كانتونات وإمارات فى حلقة من ممارسة صراعه الأساسى ولأجل تطييب خاطر حليفته إسرائيل التى فى هذا الوقت تنتهك العرض العربى فى فلسطين حتى وصل الإنتهاك إلى المقدسات الإسلامية بتدنيس أول القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى الشريف .
من هنا تظهر لنا الحقائق واضحة جلية فيكون المدخل الرئيسى لهذا الصراع هو ممارسة العنف ضد المراة العربية كحلقة رئيسية من ممارسة الصراع وكانت البداية فى إعادة إنتاج ثقافة التخلف بممارسة العنف ضد المرأة باللعب على الوتر الطائفى الناشئ من قلب إستراتيجية العدو الأمريكى فرأينا الإنتهاك للمراة فى ممارسة حياتها وحريتها فى الحياة وفى إختيارها لشريك حياتها فإذا إختارت المسيحية مثلاص شاب مسلم ترتضبه شريكاً لها تشتعل الفتنة بين الطوائف وهكذا بدأ ممارسة العنف كظاهرة طائفية ضد المراة رأينا العنف ضد المرأة المسيحية فى سوريا والعراق ورأينا العنف ضد النراة الشيعية من قبل السنة وكذلك الإزيدية فى العراق التى يمارس ضدها ابشع مظاهر العنف والأنتهاك لحرمتها الجسدية والمعنوية وكان هذا العنف ضد المراة نتاج عادات وتقاليد بالية قد تم تفعيلها لغرض التفتيت ووقع فى هذا المازق الكثير من النخب العربية .
كان المظهر الآخر من العنف ضد المراة هو نتاج الفجوة الحضارية بين ثقافة تخلف البداوة وثقافة التحضر المدنى هذا العنف الدى نتج عنه فتح خزائن التخلف الوهابى للرجوع بالمراة إلى عصر البداوة ةتنحية حقوقها التى شرعتها الدولة المدنية الحديثة .
أخر مظاهر ممارسة العنف ضد المراة هو دورها الحيوى فى إستنهاض همم الرجال والأبناء لمحاربة التخلف فكانت الثورة الحديثة هى ثورة النساء وخاصة فى مصر الكنانة منارة الشرق ضد التخلف .
من هنا لابد أن يكون العام القادم هو عام مناهضة العنف ضد المرأة العربية والحشد لإستمرارية ثورتها ضد العنف ولصالح تقدم البشرية ثورتها الثقافية ضد البداوة لصالح الحضارة المدنية الحديثة فكما كانت المراة هى اصل الحضارة ستبقى أيضاً هى رمز إستمرارية الحضارة فى مواجهة التخلف الذى يعمل على تأبيده المستعمر والإمبريالى العالمى .
إنها صيحة المراة للحرية والتحرر الوطنى حتى النصر القريب على كل محتل ومغتصب .