الأشرف يكفر «داعش» بخلاف الشريف، يرفض!


سميرة الغامدي
2014 / 12 / 12 - 15:52     

النجف الأشرف يكفر «داعش» بخلاف الأزهر الشريف، يرفض تكفير«داعش».. لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه. مصدر مسؤول لصحيفة(«الشرق الأوسط») السعودية اللندنية: للتأكيد على ما أبداه شيخ الأزهر «الدكتور أحمد الطيب» بلقاء المتطرفين أنفسهم. قال مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر إن ما تردد عن تكفير «داعش» عبر المواقع الإلكترونية يتنافى مع ما أكده د. أحمد الطيب، في تصريحات له في افتتاح مؤتمر الإغاثة العالمي، أمس الأول، بأنه «سوف يجتمع بقيادات الجهات المتصارعة، ولديه استعداد لأن يلتقي حتى بالمتطرفين أنفسهم؛ إن كان في حديثه معهم أمل لإعادتهم لاعتناق أفكار وتعاليم الإسلامي الصحيح والابتعاد عن التطرف والإرهاب». الدكتور الطيب قال خلال أعمال ملتقى «التطرف والإرهاب» الذي أقامه الأزهر بأحد فنادق القاهرة بمشاركة أكثر من 120 عالما من مختلف الدول العربية والغربية وممثلين عن الكنائس مطلع كانون الأول «إننا لا ينبغي أن نغض الطرف عن أفكار الغلو والتطرف التي تسربت إلى عُقول بعض من شبابنا ودفعت بهم إلى تبني الفكر التكفيري واعتناق التفسيرات المتطرفة والعنيفة، مثل تنظيم القاعدة والحركات المسلحة التي خرجت من عباءته وتعمل ليل نهار على مُهاجمة الأوطان وزعزعة الاستقرار». وتابع بقوله «ظهر أخيرا على الساحة تنظيم داعش الذي نادى بالخلافة الإسلامية، وقبله وبعده ميليشيات طائفية أخرى قاتلة»، مؤكدا أن «داعش» يحاول تصدير صورة لإسلامه المغشوش.

الأزهر نفى، أمس، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الإلكترونية لبعض العبارات المقتطعة التي جاءت على لسان مفتي نيجيريا إبراهيم صالح الحسيني خلال كلمته التي ألقاها بمؤتمر «الأزهر لمواجهة العنف والتطرف»، الذي عقد على مدار يومين مؤخرا في القاهرة، ناسبة إليه أنه أفتى بتكفير تنظيم داعش. وقال الأزهر في بيان صادر عن المشيخة إنه «يرفض تكفير (داعش).. لأنه لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه». وأشار البيان الصادر عن مشيخة الأزهر، أمس، إلى أن هذه العبارات التي تناولتها المواقع الإلكترونية لم ترد صراحة ولا تلميحا في عبارة مفتي نيجيريا؛ بل كل ما قاله إن «داعش» بغاة من حيث ادعائهم الخلافة الإسلامية. وأضاف البيان أن «مفتي نيجيريا لم يفت بتكفير (داعش) أو غيره، وإنما يوضح أن أفعال هؤلاء ليست أفعال أهل الإسلام؛ بل هي أفعال غير المسلمين، ولم يلزم من هذا حكمه بكفرهم». وقال مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر، إن «ما تردد عن تكفير «داعش» يتنافى مع ما أكده الطيب بنيته لقاء المتطرفين أنفسهم؛ إن كان في حديثه معهم أمل لإعادتهم لاعتناق أفكار وتعاليم الإسلامي الصحيح والابتعاد عن التطرف والإرهاب. كل من حضروا مؤتمر الأزهر (الإرهاب والتطرف) من علماء الأمة يعلمون يقينا أنهم لا يستطيعون أن يحكموا على مؤمن بالكفر مهما بلغت سيئاته؛ بل من المقرر في أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه الشهادة بالوحدانية ونبوة سيدنا محمد (ص)، وأن الذنوب مهما بلغت لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام». وأشار الأزهر إلى أن المؤتمر في الأساس عقد لمواجهة فكرة تكفير الآخر وإخراجه من الملة، مشيرا إلى أنه «لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ووقعنا في فتنة التكفير، ما لا يمكن لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل أن يقبله بحال.. فلهذا لزم البيان حتى لا يفهم أحد كلام مفتي نيجيريا خطأ أو يحمله ما لا يحتمل».