تطور الأضداد - فى التناقض


محمود حافظ
2014 / 12 / 6 - 19:55     

الأضداد ومفرضها ضد والضد يعنى أنه طرف فى مقابل طرف آخر يختلفان ولا يتفقان ولحسم حالة التضاد لابد من إنتصار طرف على الآخر وإخضاعه بالسيطرة عليه وفى هذه الحالة تكمن حالة إستمرارية حالة التضداد لحين يقوى الطرف الخاضع ويجمع شتات قوته ليحتدم الخلاف مرة أخرى وهكذا هى الحياة وإستمراريتها علاقة تربط بين طرفين فى حالة تضاد ينتج عها أن احد الطرفين يسلب أو يستغل أو ينهب الطرف الآخر وهذا مايخلق حالة التناقض وما ينتج عنها من حالة الصراع فما هى أصل الحقيقة , وما نشأ عنها من تطور الأضداد .
فى أمتنا العربية والتى هى مهبط الديانات السماوية الثلاث والتى أصبحت فيها الديانة الإسلامية هى العقيدة الرئيسية وبجوارها عقائدباقى الديانتين المسيحية واليهودية ورغم وجود حالات من التضاد بين الملل الثلاث إلا أنه لايستطيع أى من الملل التشكيك فى إحداها إلا من الأقدم فإذا كانت الديانة اليهودية هى الأقدم فهى لاتعترف بالديانة التى أرسلت بعدها وهى المسيحية فى حين أن المسيحية لابد لها أنت تعترف باليهودية لأن المصدر واحد وهو الله رب العرش العظيم كذلك الأمر بالنسبة للديانة الإسلامية لايعترف بها من هو أرسل قبلها ولكن الإسلام لابد له من الإعتراف بالديانتين السابقتين لعودتهما لنفس المصدر وهو الله رب العالمين وهنا نجد تض1اد مخالف لما هو الناموس الطبيعى للكون أو للحياة هذا الناموس الذى ينتج عنه قانون كونى يقول أن الجديد يولد من رحم القديم وينفيه وهو قانون أصل حالات التضاد ولكن هذه الحالة أصبحت لاتخضع لهذا القانون فالجديد يعترف بالقديم ولا ينفيه لأن الجديد يحمل فى طياته ما يمنع من النفى أو الإقصاء للقديم فى الديانات رغم كثرة التناقضات ولكن يكفى ان نسوق هذه الآية الكريمة والتى معناها ( ولولا دفع الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد وأماكن يعبد فيها الله ) وهذه الآية كفيلة بحالة التعايش السلمى بين الديانات مهما إختلفت التناقضات فالصوامع والبيع بيوت عبادة للمسيحيين سواء كنائس أو اديرة والمساجد بيوت عبادة المسلمين وأماكن يغبد فيها الله هى معابد اليهود . كان لابد من هذه الإشارة لتضادها مع القانون البشرى المشار إليه وهو نفى النفى .
هنا لابد لنا من البحث عن أصل التضاد بين الأضداد ومرة أخرى من منظور الدين وخاصة الإسلامى ومن خلال نظرية الخلق لآدم أبو البشرية فهو خلق من طين والطين هنا مرده إلى الأرض مايعنى هذا الكوكب الذى نعيش فيه فالله جلا جلاله قبض حفنة من طين الأرض وصاغها وخلق منها آدم فالأصل لآدم هو الأرض والله سبحانه خلق من آدم نقيضه الأول فى التضاد حواء فخرجت منه لتضاديه فى الجنس وهنا كانت بداية خلق الذكورة والأنوثة وهذان الض1دان لايتصالحان إلا بالجمع بينهما لإستمرارية نظرية الخلق وتعمير الأرض وهذه حالة مسالمة من التضاد والتى لاتصلح إلا بالجمع بينهما ولكن هناك طرف آخر يعمل فى الخفاء فى منظومة الخلق وهو إبليس الذى يعمل على غواية الفرع ( حواء ) للتأثير على الأصل ( آدم ) لخلق حالة من التضاد مع الخالق وهى فى مخالفة تعليماته حتى يأمر الله بطرد الأطراف المتضادة من جنته إلى اصل النشأة وهى الأرض .
لابد هنا من القول ومن خلال المعتقد الدينى أن الله رب العالمين هو المحرك الأساسى لكافة عمليات التضاد ليكون فى النهاية الهدف منها هو تعمير الكون أو تعمير الأرض .
فى العودة إلى الأصل الذى خلق منه آدم كان سبقه فى الخلق مخلوقات أخرى منها من هو متناهى فى الصغر ورغم صغره يستطيع قتل الأكبر والقوى حجماً ومنها ما هو متدرج ليصل إلى الحشرى والحيوانى والنباتى وآدم بخلاف كافة المخلوقات هو الذى يقف على قدمين بحالة إستقامةوله ساعدان متحركان وله عقل متطور بخلاف باقى المخلوقات ساعده العقل فى التفكير بحماية نفسه من الوحوش الضارية بإستخدام ساعدية لصنع رمح يقى به نفسه ومن بعده صنع السيف أدوات يدافع بها عن نفسه وهذا بداية إنتصار آدم فى تضاده مع الوحوش الضارية المفترسة وهنا لابد من وقفة عددية لحالات التضداد إلى الآن
- الحالة الأولى رب الخلق العظيم ومعه النلائكة مخلوقات نورانية
- مخلوق نارى كان يعيش على الأرض ورفع كعبد صالح لفسادزويه فى الأرض التى تم تدميرهم فيها
- خلق آدم من طين الأرض
- خلق حواء من جسد آدم
- عودة آدم وحواء إلى الأرض نتيجة إحتدام صراع صنعه إبليس العبد النارى كراهية فى آدم العبد الطينى والذى هو ( آدم ) أعلم منه
- صراع آدم لحماية نفسه وزوجه حواء مع كائنات مخلوقة أشد قوة منه بإستخدام عقله وساعديه
- بعد هذه التضادات وصراعها نعود ألى الصراع الرئيسى والتى تبدو بجواره هذه الصراعات الأصيلة صراعات ثانوية وهو صراع ديمومة آدم وجنسه فى الأرض وتعميرها وهنا نعود إلى نظرية الخلق فالله خلق آدم عبد أجوف بمعنى أنم آدم يختلف عن الكائنات النورانية والنارية بأنه عبد أجوف بمعنى أن هذا الفراغ الذى هو من طبيعة خلقه يحتاج إلى إمتلاء وكان آدم يملأ هذا الفراغ من محتويات جنة الرحمن بما تحوى والأمر هنا أن آدم الإنسان دوما فى حاجة إلى سد رمقه بمعنى فى حاجة إلى غذاء وأيضاً فى حاجة إلى مايدارى به عورته وعورة زوجته فهو إذاً فى حاجة إلى كساء وهو أيضاً فى حاجة إلى ما يصنعه ليدافه به عن نفسه ويساعده فى إنتاج ما يسد به رمقه فهو فى حاجة إلى الحديد والصلب ليصنع الرمح والسيف والفأس فهذا المخلوق نزل غلى الأرض ليعمرها وتعميرها نتج من طبيعة خلقه والتى تضادت مع المخلوقات الأخرى وهو سد حالة الفراغ التى خلق بها كعيب فى الخلق من وجهة نظر إبليس ولكنه كان هدف رب العالمين ليعمر آدم الأرض الذى فسد فيها مخلوقات الجن ’ل إبليس .
- يبقى أن نعود هنا إلى تضاد أكثر شمولية وهو صراع آدم مع الأرض لينتج منها إحتياجاته أو بالأحرى صراع الإنسان مع الطبيعة وهو الصراع الذى سوف يتطور وتظهر فيه عبقرية الرجل الذكورى وعبقرية الأنثى ورجاحة عقل كل منهما فالإنسان عاش فى الأرض ليأكل من خيرها سواء من كلئها أو من قنص حيواناتها ولما كانت وظيفة الأنثى هى تربية النشئ ورعايته ووظيفة الرجل هو البحث عن الطعام وهنا وفى هذا الشأن لابد لنا من الإشارة الضرورية إلى طبيعة نشاة الحضارة الإنسانية وهذه النشأة لها شروطها الموضوعية نتيجة تطور العلاقة لبتنلقدية أو الضدية بين الإنسان والطبيعة فى الحياة المشاعية فالكون وهنا نطلق عليه مجازاً لفظ البرية متعدد التضاريس والمناخ فبه الجبال والوديان وبه البحار والأنهار وبه الصحارى والوديان وجميعها أماكن مفتوحة أمام الإنسان خيث خلقه قد جمع من طين شامل الكون ولكن حتمية الصراع وضرورته جعلت الإنسان يستعمر الأماكن التى بها الكلأ وهى أماكن حول الأنهار فى التربة الرطبة وأماكن كلأ أخرى فى الصحارى حيث يبحث الإنسان عن الصيد فى البرية ولابد هنا أن نفرق حضارياً بين بيئتين إستوطنهما الإنسان الإستيطان حول الأنهار والإستيطان فى الصحراء وكل بيئى لها سلوكها وعاداتها وتقاليدها
- البيئة النهرية هى التى أقيمت على ضفافها الحضارة البشرية الولى حيث لعبت فيها اىلأنثى او المراة الدور الرئيسى فكان من صميم عملها أن تمكث فى المكان المجاور للماء والرطب لرعلية أسرتها وفى هذه البيئات تتقارب الأواسر وتتجمع الأسر بجوار بعضها لتكون مجتمعات بشرية ولما كانت وظيفة الرجل هى البحث عن الإحتياجات المشار اليها من كلأ وصيد فكان الرجل يحضر الحبوب ويحضر أيضاً بعض الطيور الداجنة وبعض الحيوانات الأليفة والتى منها تحيا الأسر فكانت وظيفة المراة القابعة فى المكان ملاحظة ما ينثر من الحبوب ويستنبت فى الأرض الرطبه حتى يخرج ثماراً ومن هذه المىحظات إكتشفت المرأة الزراعة حول المجتمعات النهرية من ملاحظاتها للإستنبات وإذا تكلمنا عن الحضارة نقول الحضارة هى فى الأساس من صنع المراة اىلمرأة هخى أيضاً من روضت الحيوانات حتى أصبحت أليفة والتى تستخدمها وكذا هى التى دجنت الطيور حتى أصبحت تعشش نعها وتنتج لها وكانت الحضارات القديمة وخاصة المصرية الفرعونية وهى من اصل الحضارات والصينية والهندية وحضارة مابين النهرين فى الشام هى الحضارات الإنسانية الأولى للبشرية ومنها تطور الإنسان فى صراعه وتناقضه مع الطبيعة حتى أنشا لنفسه كياناص حضاريا فاصبح يعرف البيت والسكن المكان الذى يأويه وأصبح فى حالة تطور ولما كانت المجتمعات النهرية مجتمعات تجمعها الألفة كانت الحياة فيها بعيدة عن المدارة والخوف من الإختطاف والأسر إلا فى حالات معينة .
- فى البيئة الصحراوية كان الرجل يخرج ليبحث عن الكلأ والصيد فى الصحراء الممتدة وكان يستدعى الأمر بالغياب فى الفيافى وكانت المرأة تقبع فى مكان ما فى البيئة الصحراوية خائفة مرعوبة من مرور أى قناص آخر فيقتنصها له وتصبح من سباياه ومن هنا إعتمدت البيئة الصحراوية على حياة القنص سواء للحيوان أو الإنسان وهذا ما يجعلنا نربط بين مظهر المراة البدوية التى تغطى نفسها من قمة رأسها لأخمص قدميها كحماية لها من أن تسفر فتكون فريسة لقناص وأصبحت هذه عاداتها وتقاليدها ومظهر المرأة النهرية الحكضارية فى سفورها ,
- كان لابد من هذه الإشارة لوضوح التضاد بين المرأة البدوية ببيئتها الصحراوية والمرأة النهرية ببيئتها الحضارية .
- إن تطور الصراع بين الإنسان والطبيعة نتيجة العلاقة التضادية بينهما وسيطرة الإنسان على الطبيعة ليستطيع إسغلالها والإستفادة منها سواء فى الكلأ ونستطيع القول هنا الزراعة بعد إكتشافها والحيوانت المروضة والطيور المدجنة وكذلك الصراع مع الطبيعة فى إكتشاف ماى تخفيه هذه الطبيعة فى بطنها وكانت البداية فى الحديد ثم تطورت الإكتشافات الإنسانية لباقى المعادن حتى الذهب والفضة إلى التطور الأكثر تقدماً والتى وصل إلى مكنون الأرض لإكتشاف النفط والذى أصبح المصدر للطاقة فى العصر الحديث ومن قبله إكتشاف الفحم كمصدر للطاقة .
- مع إستمرارية علاقة التضاد والتناقض بين الإنسان والطبيعة نشات هناك علاقة تضاد أخرى بين الإنسان والإنسان وهى العلاقة التى تماهت مع علاقة الإنسان وصراعه مع الطبيعة التى وصلت إلى أعماق الطبيعة ومجالها الفلكى فى الأبعاد السماوية فعلاقة كانت علاقة متماهية مع علاقة الإنسان بالطبيعة وناتجة عنها فى نفس الوقت فمهما كان الإنسان على علم تراكمى والإستفادة القصوى من الطبيعة تستطيع الطبيعة فى لحظة ما أن تزيح كل تراكمات الحضارة الإنسامية بضربة واحدة تخسف بهل حضارات وعلوم فلماى كانت الحضارة حول الأنهار فهذه الأنهار فى حالة غضبها بالشح او الفيضان تهلك ما حولها من بشر فالفيضانات تزيح ما عمل الإنسان على بنائه كذلك الأعاصير والبراكين فالطبيعة لها آلياتها فى صراعاها مع الإنسان .
- فى الناحية الأخرى نرصد التطور فى صراع الأضداد بين الإنسان والإنسان فلما كان الإنسان بطبيعته يجنح إلى السلم ليتفرغ لصراعه مع الطبيعة كانت هناك صراعات تحاول إقصائه كمهاجمة الحيوانات الضارية ومهاجمة الغزاه لإستلاب ما ناضل من أجله وكان هناك دوماً الإنسان الجسور الذى يتصدى لمقاومة الغزاه سواء من الوحوش الضارية او الوحوش الإنسانية الغزاه وأصبح الإنسان العاد يسلم زمام أمره لمن يحميه مثل افنسان الجسور ومن هنا نشأ كبير القوم وحاكمهم حتى شيخ القبيله حتى حاكم المينة ةعندة القرية والملك او الرئيس خلاصة القول أن الإنسان فى صراعه مع الإنسان الآخر خلق لنفسه سلطة تتولى حمايته والحفاظ على حقوقه وفى نفس الوقت هذه السلطة لكى تقوم بوظيفتها لابد من تفرغها لحماية الأمن والحدود وتفرغها هذا بالضرورة يجعلها تتخلى عن نصيبها فى الصراع مع الطبيعة لتوفير إحتياجاتها الإنسانية وبالضرورة لابد من الإنسان طالب الحماية ان يوفر لهذه السلطة إحتياجاتها المعيشية من الأنصبة التى يحصل عليها من صراعه مع الطبيعة وكلما زادت عملية الحفاظ على الأمن كلما زادت نعها مطالب السلطة والتى تصل غلى التوحش وقهر الرعية وكان فى مثل هذه الحالات أن تجتمع الرعية لتصيغ مطالبها من السلطة ومطالب السلطة منها ومن هنا تطورت الأطر القانونية والتى فى النهاية هى تابعة للتنفيذ الذى هو حكر على إستخدام السلطة والتى بها خلقت الرعية حاكماً مستبداً يطبق القانون على الرعية ويستثنى نفسه منه ولما كانت الرعية فى النهاية فى يدها غن تجمعت أن تجبر الحاكم المستبد وتزيحه فكان لابد من وضع آليات حاكمة للقوانين تضمن حقوق الرعية من تغول السلطة فكان إكتشاف الدستور والذى يحدد العلاقة بين الرعية وبين السلطة الحاكمة وتحفظ بمقتضاه كل شرائح الرعية ويعتبر الدستور حاكم للقوانين المصاغة حتى لاتغور على حق من حقوق الرعية ,وإذا كانت هذه العلاقة الضدية داخل المجتمع الواحد بين السلطة التى أنابتها الرعية للدفاع عنها من الأخطار جميعها سواء خارجية أم داخلية وبين الرعية فهناك علاقة تناقض ضدية اخرى بين هذه السلطة فى مواجهة الغازى الخارجى من الإنسان وكما قلنا سابقاص وفى المقدمة أن كافة العلاقات الضدية تنشأ كحالات إستلاب أى سرقة موارد المجتمع من قبل مجتمع آخر أو علاقة الإستغلال وهى التى فيها سلطة معينة سواء خارجية اوداخلية تستغل الرعية فى عمل ما ينتج منه سلعة معينة وهذا الإستغلال ينتج من عدم دفع الأجر بالكامل للرعية التى قامت بهذا العمل حيث إقتنصت السلطة وإقتطعت جزءاً من الرعية لحسابها .
- ولابد هنا ان نشير إلى التطور فى الأضداد الذى صاحب التطور فى البشرية من خلال علاقات التناقض البينية بين المجتمع وذاته أو التناقض بين مجتمع وآخر يحاول إستلابه أو نهبه أو إستغلاله وقد نشأت هذه الحالة نتيجة التطور الحضارى حيث تطورت العلاقة بين الحاكم أو السلطة والرعية ونتيجة حالات الغزو إلى وجود مجتمع منقسم بين السادة والعبيد والعبيد عادة كانوا نتيجة حالات غزو على مجتمع آخر تم فيه الإنتصار لفريق ما والفريق المنتصر أسر وسبى الرجال والنساء واصبح الرجال عبيد والنساء جوارى ومن هنا تطورت نشأة المجتمع العبودى والذى فى النهاية ثار العبيد على السادة وتحولت السلطة من سلطة إمتلاك رقبة أى سلطة عبودية إلى سلطة أخرى جعلت هؤلاء العبيد شغيلة فى إقطاعيات السادة فتحول المجتمع من مالك رقبة كما قلنا إلى مالك الأرض ومن عليها من اقنان وهذا هو المجتمع اىلإقطاعى أى عمالة تزرع هذه الأرض ومرتبطة بها ولا يستطيع قن الأرض التحرك خارج إقطاعيته فتحركه معناه موته ومع التطور فى الأضداد والصراعات الناتجة عن حالات التناقض نتيجة الإستغلال الواقع على الإنسان والتطور المشار إليه فى العلوم الطبيعية والإنسانية التى أنتجت القوانين والدساتير للحفاظ على حالات التواؤم بين الرعية والسلطة كانت هناك حالات إحتدام الصراع الذى به ثارت الرعية من أقنان الأرض او فلاحيها على السادة والنبلاء لينتهى هذه المجتمع الإقطاعى ويظهر بدلاً منه المجتمع الرأسمالى وفى هذا المجتمع والذى يطلق عليه مجتمع الحداثة والذى نتج عن تراكم المعلومات والمعارف الحضارية فى الحضارت السابقة والتى أنتجت الكثير من العلوم وخاصة فى الحضارة السابقة على الحضارة الرأسمالية والتى بزغت فيها الحضارة الإسلامية بعلماء قامات كبيرة فى العلوم الطبيعية والإنسانية هناك علماء كأمثتال إبن سينا والخوارزمى وأبو بكر الرازى وجابر بن حيان وعلماء فى العلوم الإنسانية كإبن رشد فى دولة الأندلس وإبن خلدون والذى يعتبر أبو علم الإجتماع الحديث ونحن نذكر هذا حتى يعرف كثير من العرب أنهم كانوا أصحاب حضارة إسلامية لابها عنف ولا بها ذبح رقاب ولا بها أسر وسبى نساء وبيعها فى سوق النخاسة وكما يجب أن يعرف العرب أن حضارتهم هى التى أنتجت الحضارة الرأسمالية الحديثة .
- عادة ما تنشأ الحضارات على إضمحلال حضارات أخرى وعادة الإضمحلال يصاحب الحضارات حينما يكون توغل السلطة الحاكمة وصل إلى حد أكثر إستبدادية فى الحكم وأكثر تطرفاً وأكثر فرقة وقد كانت الحضارة الإسلامية فى بلاد الأندلس نموزجاً لهذا الإنهيار حيث بدأت أفكار التطرف والتىى نبعت من نبع إستبدادى تتحول غلى قوى مادية فالآفكار المتطرفة عادما تأخذ مداها فى التطرف وخاصة الدينية تصل إلى مرحلة التكفير للمجتمع وعندما تصل هذه الأفكار إلى مرحلة التكفير يخرج من هذه الأفكار التحول المادى للفكرة ويصبح التكفير للمجتمع قوته المادية التحول بالفعل إلى الإرهاب فتحول الفكر إلى قوة مادية تجعله يضع المجتمع فى حالة من التفسخ المجتمعى حيث الفرقة والتفريق ويصبح المجتمع منقسم بين ما هو مسلم وما هو كافر وصاحب سلطة التكفير عليه أن يزيح من طريقه هؤلاء من كفرهم وإذا كان حدث فى الأندلس وإنتهى الأمر بإزاحة الدولة الإسلامية فى الأندلس لتحل محلها دولة محاكم التفتيش الأسبانية وترث كلفة العلوم والتى مكنتها من غزو البحار للتجارة حرفة العرب الأزلية حتى تمت الإكتشافات الجغرافية بعد ذلك بدءاً من دولة الندلس السابقة .
- المهم أن الحضارة الرأسمالية قامت على أنقاض الحضارة الإسلامية وعلى أقاض الحضارة الإقطاعية فى أوربا الوسطى حيث تراكمت رؤوس الأموال من التجارة البحرية وحركة الإكتشفات للأمريكتين وبعد ذلك أستراليا ومع تراكم رؤوس الأموال التجارية ونقل الخبرة الحرفية بواسطة التجار حدث تطور فى المعامل الحرفية والتى كانت تسمى بالمنى فكتور ثم تحولت المعامل إلى مصانع ومن هنا كان لابد من كسرة العادات والتقاليد والقيم الإقطاعية لتحطيم دولة الأفنان وإنطلقت دعوة دعه يعمل دعه يمر من البرجوازية الناشئة الجديدة والتى إعتمدت فى نشأتها على طبقة التجار والذين من تراكمتهم المالية أصبحوا ساكنى قصور وهو ترجمة الكلمة البرجوازية ,مع التطور العلمى وإكتشاف الآله البخارية والتطور الصناعى الناتج من العلوم الطبيعية والتطور الإنسانى لبناء الدولة الناتج من العلوم الإنسانية التى تماهت مع العلوم الطبيعية اشأت الدولة الحديثة فى اوربا قوامها الصناعة بطبقيتها طبقة أصحاب رؤوس الأموال والطبقة العاملة وتحررت الزراعة من الملاك الكبار فى الثورة البرجوازية وتفتت الملكيات الكبرى وأصبح كبار الملاك الزراعيون سلالة الإقطاعيون ينزحون إلى المدن ويؤجرون أرضهم للفلاحين هكذا كان فعل التقدم العلمى والإنسانى والذى فيه وضعت أسس الدولة الحديثة دولة ينظمها الدستور وتنطلق منه القوانين فى حالة تعادل بين فئات المجتمع والكل فى الدولة سواسية لافرق بين دين او عرق أو لون هكذا أصبحت أفكار فولتير فى الديموقراطية وباء الدولة له القوة المادية واصبحت أفكار مونتسكيو فى القانون لها قوتها القانونية وأصبحت افكار جان جاك روسو فى العقد الإجتماعى والدستور لها قوتها النافذة وأصبحت العلوم الطبيعية والتطور فى الإقتصاد تطوراً كبيراً وأصبحت الدولة الحديثة فى أوربا دولة دستورية علمانية دولة ديموقراطية بعيدة عن التطرف والتعصب دولة تحترم القانون وحقوق الإنسان فى الحياة والسكن والتملك وإبداء الرأى وحقوق التعبير عن الراى وحقوق المرأة وحقوق الطفولة وحقوق كافة فئات المجتمع مصانة بالدساتير وما أن تخرج عن هذا السياق دولة ما لتكون إثنية تمجد فى عرق ما أو دولة قومية سرعان ما تنهار هذه الدول كما حدث لألمانية النازية وعرقها الأرى وإيطاليا وحضارتها الرومانية القديمة إذ أن ما يخرج عن الصف المجتمعى ليعلن عرقة أو دينة أو قوميته فإنه دخل فى مرحلة الفاشية القاصية للحياة والنمط الدينوقراطى .
- وفى الحضارة الراسمالية وتوسعها فى الصناعة وإنتاج السلع وتعديها للمرحلة التنافسية ووصولها للمرحلة افحتكارية ووجود فائض من السلع الإنتاجية كان لابد من فتح أسواق لتمتص الفائض السلعى وفى الشأن نفسه فتح اسواق لإستيراد المواد الخام وكان هذا التناقض والتضاد الألآكثر خطورة حيث بدات البلدان الراسمالية الأوربية تتعدى حدودها وتقوم بإحتلال بلدان أخرى لاتوازيها فى القوة وأصبحت هذه البلاد المحتلة تكون طبقات عميلة لها وهنا تعدد التضاد فى تطوره البنيوى من تضاد داخلى داخل البلاد الراسمالية نفسها نتيجة بناء الدولة العصرين الحديثة ونتيجة إستغلال أصحاب رؤوس الأموال للعمال بقطع جزء من نتلج عملهم ما أطلق عليه فائض القيمة ليكون ربحاً زائداً لدى الراسمالى وتناقض آخر بين سلطة البلاد المحتلة وسلطة البلاد الرازحة تحت الإحتلال وهذا ما ترجم بعد ذلك فيما سمى بحركات التخرر الوطنى وبين سلطة البلاد المحتلة وسلطة من يتعامل منهم مع الإحتلال وسلطة الشعب الرازح تحت الإحتلال فيما يعرف بسلطة البلاد الواقعة تحت هيمنة أنظمة إستعمارية أو تابعة لها من خلال طبقة تسيطر على السلطة ضد الشعب .
- فى النهاية لابد ان نصل غلى النتيجة التى بدات مع بداية الكون فى تطور الأضداد وفى التاقض بين اولا التناقض بين الإنسان والطبيعة والذى أصبح يترجم حاليا فى عالمنا الآن بالسيطرة على موارد الدول من المواد الآولية للصناعة والناتجة سواء من سطح الآرض كالزراعة أو باطن الأرض كالخامات مثل الحديد والنحاس والذهب واليورانيوم والوسفات وغيرها من خامات مواد أولية تنتج سلع صناعية وهناك موارد الطاقة كالفحم والبترول وأصبح من يسيطر عليه يتحكم فى الهيمنة على العالم , واذاكان هذا الصراع بين الإنسان والطبيعه أيضاً هناك صراع الإنسان مع الإنسان فى شكل دول تحتل دول عسكرياً ودول تقاوم الإحتلال فى التحرر الوطنى ودول تحتل دول اخرى بالوكالة وهو ما يعرف بالهيمنة العالمية وسيطرة طبقات فى دول هذه الطبقات عميلة وتابعة للدول المهيمنة وهى ما تكون الأمبريالية فى أوربا قديما وتحالف أوربا أمريكا حديثا ودول أخرى تغتصب دول كما هو حادث فى الصراع العربى – الإسرائيلى حيث أغتصبت جماعات فاشية صهيونية أرض فلسطين العربية لتكون هذه الجماعات الصهيونية منعزلة فى دولة صهيونية وفى نفس الوقت قوة عسكرية تحمى المصالح الإمبريالية وهناك دول أخرى بازغة تقاوم الهيمنة العالمية والتى اصبحت القوة العسكرية للهيمنة العالمية من المقاومة لها اعمل على خسارة دول الهيمنة المر الذى جعلها تلجأ إلى الحيل القديمة يإثارة التطرف الدينى والعصبية الدينية وتخرج دعاوى الكفير المصاحبة للأرهاب حتى تعمل هذه العصابات على تفكيك الدول القومية وتكون صورته هى الصورة الأخيرة من تطور حالة الأضداد وهو الأمر الذى يتركز فى منطقتنا العربية نتيجة وجود دولة الإغتصاب والإحتلال لفلسطيم من ناحية ووجود مخزن الطاقة العالمى فى الآرض العربية .