معطفي الأزرق .


سيمون خوري
2014 / 12 / 5 - 19:05     


انتظرني معطفي طيلة عام كامل..؟
ترى هل سيهطل الثلج !؟
لا بأس..فرائحة الأعياد ملئت كل الشوارع الكبيرة .
أما الأزقة والدروب الصغيرة
فهي تنوي الاحتفال بأعيادها القديمة .
هكذا معطفي ابتهل برائحة العيد .
انتظر معطفي هطول ثلج أبيض وسلام وابتسامات عريضة.
والعاب جميلة لزهور وسنابل قمح.
ومع معطفي انتظرت
قليل من الشواء والنبيذ البابلي الفاخر.
ثم .... لا شئ
لم يهطل الثلج !
غريب ؟
هطل مطر صحراوي في عالم أخر.
وابتلع البحر قمصاناً صغيرة ومناديل..
وأحذية أطفال كانت تحلم باللعب في عالم أخر.
انتظرني معطفي الأزرق الباهت طيلة العمر
لكي نفرح بالثلج .
بيد أن الليل سرق الضوء.
آه ..هل نسيت أن أقول لك صباح الخير..؟!
الأن فقط أدركت لماذا لم تتفتح الورد اليوم على شرفة منزلنا؟
حسناً ..صباح الخير
اعتذر فقد نسيت أننا في أثينا .
ابتسمت .. ثم ابتسمت.
وهذا يكفي طيلة النهار.
هنا أثينا
صباح الخير والأعياد والفقراء.
أثينا..
مدينة تعشق الحياة
احتلت الآعلانات الضوئية واجهات المحلات
نحن نشم رائحة الشواء مثل كل الفقراء
ملابس..العاب .. رحلات سياحية...
وفي شوارعها يفترش اللاجئون والفقراء
بعض أرصفتها المسقوفة
حسنا هنا لا مطراً مزيفا مثل بلادنا
لا ادري من قال لي ان السياب كان كذبة كبرى
فلم يولد بعد.. ربما..و ربما!
ان الفصول الأربعة أيضا كذبة كبرى.
ومعطفي ما زال ينتظر هطول الثلج.
مسكين..
هنا أثينا
مدينة يحتفل فيها القديسيون مع أعياد الحب والزهور والنبيذ.
وعند الإشارة الضوئية تتدافع كافة الألوان .
الأعياد تقترب
ومعطفي ينتظر هطول الثلج
لا ثلج في هذا العالم
لذا فقدا قرر معطفي تأجيل الفرح.
ونعى حظه العاثر معي
وعاد الى الخزانة خائباً
ربما الى عام قادم
إذا بقي هناك أمل.