لم علينا دعم السبسي؟


غيث وطد
2014 / 12 / 4 - 08:28     

لكي يمنع الفلاح الطيور من الوصول الى محصوله يقوم بوضع فزاعة في الحقل..اسم تلك الفزاعة هو تكثيف ذهني لما تعنيه في المسار التاريخي الذي أوجد لها وظيفة ولها سبب موضوعي لوجودها الوظيفي ..أي منع الطيور من الوصول الى الحقل والظفر بالمحصول والطيور عندما ترى الفزاعة التي تتخذ شكل الانسان تهم بالعودة وترك المحصول لأنها ببساطة تظن أن الفزاعة هي أنسان سيقوم بأذيتها فتهم بالعودة..أي أن انعكاس الفزاعة في ذهن الطيور هو انعكاس لصورة لها مواصفات انسان فيجعلها تتعامل معه كانسان وليس كخشب مغطى بقماش تحركه الرياح فلو عرفت الطيور خصوصية الفزاعة وحقيقتها لظفرت بالمحصول ولربما جلست فوقها لترتاح ولتتبرز على ذلك التهديد وعدم قدرتها على معرفة حقيقة الفزاعة هو ما يجعلها تخسر الرهان مع الفلاح كل مرة ولا تظفر بالمحصول الوفير وهذا هو نقطة ضعفها..عدم قدرتها على معرفة حقيقة الفزاعة وما يحركها لتظهر لها في صورة الانسان مما يصب في صالح المزارع وهذا يحيل على قاعدة مهمة وهي أن الوصول الى الحقيقة هو جوهر المعرفة معرفة قوانين الحركة واتجاهاتها وتناقضاتها بهدف تبيان حقيقتها كي نحول اتجاهها لصالحنا وهنا سنبدأ بمحاولة معرفة تناقضات الساحة السياسية في تونس وتحليل ماهية الخطاب السياسي وأسبابه لنصل الى موقف في خدمتنا عبر التحليل العلمي-الملموس للواقع الملموس خاصة أمام التململ والاختلاف الذي يشهده مناضلو الجبهة الشعبية وضبابية مختلف المواقف من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في تونس
1/حول عودة "التجمع"
ان أحد أكثر الدعايات انتشارا اليوم لدى الجماهير الشعبية هو مصطلح"عودة التجمع" وهو مصطلح يستحق التمحيص والنظر من زاوية علمية وليس انطلاقا مما تقوله الجماهير لأن وعيها خاضع دائما لأفكار اليمين ودعايات السياسيين وأجهزة النظام ودور الثوري هو توجيه الجماهير في اتجاه الصراع الحقيقي وتبيان حقيقة الأشياء وليس التأثر بأفكار الجماهير والخنوع لها استحبابا لها انطلاقا من حسابات السياسة والانتخابوية كما يفعل اليمين فكما سبقنا القول فان كل مصطلح ما هو تكثيف ذهني لشيء ما في سيرورته التاريخية التي أوجدتها السمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لمرحلة تاريخية ما فمصطلح الامبريالية مثلا لاينطبق الا على مرحلة معينة من التاريخ هي مرحلة تحول الرأسمالية من التنافس الى الاحتكار وما أوجده ذلك من رأس المال الصناعي مع رأس المال المالي ونزوع نحو الحرب والتدمير..أي انه ليس لمجرد أن الامبراطورية الرومانية احتلت قرطاج من أجل الظفر بالقمح والثروات يعطيها مصطلح"امبريالية" فهذا"اضطهاد" لتاريخية مغايرة له طبعا تبعاته لأن مصطلح "الامبريالية" هو تجريد ذهني كثفته سمات اقتصادية واجتماعية سياسية خصوصية في التاريخ...هته الوضعية هي شبيهة بما نشهده اليوم من حديث عن" التجمع"..فحزب التجمع وجد في ظرفية تاريخية خصوصية من وجوده الى اضمحلاله وفق سمات اقتصادية واجتماعية وسياسية معينة فهذا الحزب الذي قاد الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم في السابق كان يخوض صراعا بالنيابة عنه..أي أنه أداتهم التي وجدت لوظيفة الدفاع عن مصالح ذلك الاتلاف من تكونه كنتاج لتهرم نظام بورقيبة والحاجة الى اعطاء نفس للنظام وصولا الى حله في المسار الثوري أي أنه منظومة سياسية ودعائية لمجموعة من الأفراد تمارس أشكال قمع الجماهير بهدف ابقائها تحت السيطرة..هته القاعدة تكسر مع الزمن لأنها خاضعة لحركة الواقع وقانونه الرئيسي وهو التناقض بين مصالح الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم ومن ورائه الامبريالية ومصالح الجماهير الشعبية التي كشفت طبيعته الطبقية وانتفضت ضده..عملية تحرك الواقع أوجدت بالضرورة ظروفا اقتصادية وسياسية واجتماعية جديدة (الجديد ليس بالضرورة جيدا) فهذا الحزب هو هيكل سياسي يمارس وظيفة أوجدته تاريخيا..التاريخ الذي يحركه الصراع الطبقي أي أن تقدمه هو تقدم للتاريخ فبانتفاضة الجماهير الشعبية تم رفع شعار حل هذا الحزب قانونيا ومنع كوادره من الترشح في أول انتخابات وهو ما قامت به القوى الثورية والتقدمية وأحرزت عليه وتصدت للمقولة الانتهازية باقصائه عبر الانتخابات وذلك بهدف تفكيكه أي تفكيك حركته المنظمة التي يكونها أفراد والذين يستمدون قوتهم من قوة حركتهم المنظمة وهذا خطوة الى الامام في اتجاه قبر أحد ادوات الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم لذلك فان ألئك الافراد تحولو الى مجرد أرقام تلاقفتها الاحزاب اليمينية أو تخلو عن الممارسة السياسية أصلا لذلك فان الحديث عن التجمع واسقاطه على الواقع ليس الا"اضطهادا" للتاريخ لنوايا سيئة سنظهرها.
2/مغزى عودة"التجمع"
ان عودة الحديث عن التجمع له ايضا اسبابه التاريخية وجدواه..وان أردنا العودة الى الأسباب فما علينا أولا الا العودة الى مروجي هته الدعاية وهم الشق الديني من اليمين..ذلك الشق الذي كان يتحدث عن اقصاء انتخابي للتجمع وعن انقسامه الى جيدين وسيئين وقام باستغلالهم ابان حكمه للمسك بالدولة انقلب الى مقاوم للتجمع الاستبدادي وعدو الشعب..هذا الانقلاب يعدو الى أن اليمين الديني الذي أمسك بزمام قيادة الدولة-أي الحفاظ على مصالح الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم-تعرض الى مقاومة شعبية وفضح عن طريق نقيضها السياسي وهي القوى الوطنية أدت الى استشهاد اثنان من الزعماء السياسيين للجبهة الشعبية وهم الرفيق شكري بلعيد والرفيق محمد براهمي ومناضلين ميدانيين وهو نتيجة اتخاذ الجبهة الشعبية لتكتيكات أزاحته من قيادة الدولة تمهيدا لتجاوزه في اتجاه صد محاولات النكوص والالتفاف على المسار الثوري وهو تكتيك الامبريالية بدعم اليمين الديني ووضعه قائدا للدولة وقد جوبه هذا التكتيك الامبريالي بالحراك الشعبي ممثلا بالاعتصامات والتحريض وفضح الظلاميين والدفع في اتجاه وضع الانتفاض الجماهيري مما افشل حركة النهضة في قيادة مصالح التلاف الطبقي الرجعي الحاكم باخف الأضرار لأن القاعدة في الصراع الطبقي هو الخروج بأخف الأضرار وفق موازين القوى الطبقية في وضع الهجوم أو الدفاع أو حتى الهدنة الطبقية مما يتيح تنظيما أكثر للصفوف وهذا ليس الا تذكيرا لأصحاب الاطروحات الرفضوية والفوضوية بمكاسب النضال الذي خاضته الجبهة الشعبية لأن هته النزعات أهم ما يميزها أنها نتاج عدم القدرة على تقدير الواقع وموضوعيته وحركته مما يجعلها تتعاطى انفعاليا معه بعيدا عن الملموس..هذا التقدم في اسقاط اليمين الديني لا يسير بحركة مستقيمة...بل هو خاضع للواقع وفاعليه الطبقيين..فاليمين الديني الذي أكتشفت الجماهير الشعبية حقيقته الطبقية المعادية لمصالحها مما أفشل قيادته للاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم لن يضمحل بسهولة بل سيحاول العودة الى التموقع في المشهد السياسي لحاجة الامبريالية اليه فهو خادمها الثمين ونتاج تخلف علاقات الانتاج في أشد تمظهراتها وهي ستسعى الى تكريس التداول على الشعب بين مختلف مكونات اليمين بمختلف عناوينهم بأدوات الزيف وادخال الجماهير في صراع وهمي يضمن منعها من الوعي بمصالحا الطبقية وحقيقة التناقض لذلك فان اليمين الديني ممثلا بحركة النهضة وتوابعها اوجد مصطلح التجمع للعودة الى التموقع في الساحة السياسية وابراز نفسها نقيضا له مما يعني تلميع صورتها أمام الجماهير بما يتيح لها مدخلا للعودة ويتيح لها انعاش التها التنظيمية و مستقبلا أن تطرح نفسها قائدا للدولة ويتنزل هذا في اطار الساحة السياسية التي تسعى اليها الامبريالية وهي التداول بين عملائها على السلطة وفق ديمقراطية مزيفة تستمد زيفها من زيف وعي الجماهير وحتى زيفها ووقتيتها هو نتاج لصد الجماهير لتحول النظام الى الفاشستية التي تميز المستعمرات واشباه المستعمرات في وضع تراجع حدة الصراع الطبقي أي كاستنتاج خسارة مكاسب تقدم نضال الجماهير ووعيها والذي تحدده طلائعها وعلى رئسها الجبهة الشعبية وحزبها الطليعي ان اتاحت عودة حركة النهضة الى الحكم وتراجع وعي الجماهير ونضالها مرتبط بتراجع طلائعها وهو ما يحيل الى "خوف"عدد كبير من مناضلي الجبهة الشعبية على مدى تقدمها التنظيمي والتفاف الجماهير الرافعة لشعار"لا لعودة التجمع ممثلا بحركة نداء تونس" .
اثر انفجار المسار الثوري وتخلخل سلطة الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم عرض عدد من الأحزاب تمثيله له وكانت حركة النهضة الأجدر بتلك المهمة نتيجة قدرتها على استمالة الجماهير وقوتها التنظيمية والحاجة التاريخية لهته المرحلة التاريخية وهي اخماد المسار الثوري هذا المسار خضع بدوره الى الواقع وحركته حيث فشلت حركة النهضة في هته المهمة مما أوجد بديلا لها..بديل أوجدته قوى اجتماعية داخلية وقوى خارجية للتعاطي مع فشلها في هته المهمة وهو ما اقتضى ايجاد حزب نداء تونس الذي يتكون من مثقفين"حداثيين" ذوي التوجه المثالي المتبرجز وأفرادا من حزب التجمع المنحل وهذا الحزب هو سطو على فشل الرؤية الدينية لصالح الرؤية العلمانية والحداثية لحرف الجماهير عن التوجه الى صالح المعبرين الحقيقيين عن العلمانية والحداثة لصالح منع وصد وضع الثورة أو انتزاع مكاسب واصلاحات لصالح الجماهير عبر ارساء صراع مزيف بين مختلف عملائها حول الاجدر بقيادة الاتلاف الطبقي الحاكم الذي يمر عبر الاقدر على التحكم في الجماهير وقمعها لتدجينها وهذا أوجد حاملا للفكر "الحداثي"و"العلماني" كضد للفكر الديني يضع الجماهير في دائرة تتيح مصادرة وعيها بحقيقة الصراع ومنع طلائعها من الالتحام بها وتوجيهها لاستكمال مهامها التارخية في التحرر الوطني الديمقراطي وهي مهمة القمع الاديولوجي التي تقوم بها منظومة الحكم ...هته الرؤية هي تحليل عام لماهية نداء تونس سنتجه أكثر لنتعمق فيها..فهذا الحزب اليميني الليبرالي تضرر كثيرا من تفكيك حزب التجمع وهو ما أدى الى ضعف قاعدته الاجتماعية وبقي ظاهرة اعلامية غائبة عن الواقع وهذا نقطة ضعف له في المواجهة الطبقية اضافى الى هشاشة وحدة صفوفه نتيجة عدم تجانسه"الفكري"لاعتبارات بنائه الجنيني وهته المعطيات يجب النظر اليها لمن يريد ادارة الصراع الذي يمثل اضعاف العدو الطبقي أحد طرقه.
4/دعم الباجي قايد السبسي..اضعاف لجبهة الأعداء
ان الصورة التي رسمناها سالفا لتوجه الامبريالية وعملائها نحو ارساء نظام يمكن من الحفاظ على مصالحها وهيمنتها على القطر هو ما سيرسم طرق تعاملنا معها لصالحنا..فرئيس الدولة ذو صلاحية حل البرلمان ورمزية قيادة الدولة سيمكن من "التجانس" الحزبي والتوجهي لتعبيرة سياسية وحيدة بارزة تقود الدولة مع أفاق سياسية محدودة لحركة النهضة في المعارضة نتيجة تجاوز نسبي للجماهير الشعبية للوعي الديني السياسي مما يمنع عودتها الى الساحة السياسية وانتاج الامبريالية لصورة ديمقراطية تداول العملاء على قيادة دولة الاستعمار الجديد مما يمهد السبل لنا للتموقع في المشهد السياسي في اتجاه توجيهه نحو الاحتدام والاتجاه نحو القضايا الحقيقية للجماهير الشعبية نتيجة الصراع السياسي ضد تعبيرة سياسية واحدة تتشدق بالعلمانية والحداثة والديمقراطيةمما يتيح مجالا أكثر للدفع في اتجاه تكريس الوعي الحقيقي بالعلمانية والحداثة والمواطنة والديمقراطية وغيرها من البنى الفوقيةفي ترابط مع النضال الطبقي والوطني على عكس المواجهة مع الاسلام السياسي من جهة والذي يعادي تلك القيم ونداء تونس الذي يصدر نفسه كحامل لها وهو ما يصنع تبادل أدوار وليس صراعا يضعفهما كما يتخيل البعض و لاربح للشعب فيه مما سيعزز قوة الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم وتحديدا في أحد أهم أدواته لهته المرحلة وهي قوة القمع الاديولوجي وعلينا كتعبيرة سياسية عن الطبقات الشعبية المضطهدة في صراعها أن نخوض الصراع بتكتيكات حشد منظورينا الطبقيين وتنظيمهم كما علينا الدفع نحو اضعاف أعدائنا الطبقيين وهو تكتيك مهم في عملية الصراع الطبقي وقد مثلت فكرة دعم الباجي قايد السبسي مجالا لـ"مخاوف" المناضلين لأنه لا مصلحة للجبهة الشعبية فيه وسيعرضها لفقدان شعبيتها في علاقة بردة فعل الجماهير تجاهنا..
5/هل أن هذا الموقف في صالح الجبهة الشعبية؟
ان خطأ القول بعودة التجمع نظرا للاعلمية هته المقولة التي تلعب دور"الفزاعة" ولا تاريخيتها سيعرضعا الى الكشف عاجلا أو اجلا من قبل الجماهير الشعبية التي تتبناها نتيجة الدعاية المكثفة لها من قبل جركة النهضة لحاجتها اليها و ستنتهي اثر استنفاذ شروط وجودها التاريخي واتجاه الساحة السياسية نحو دائرة التداول "الديمقراطي" على الشعب ففي صورة فوز المرزوقي برئاسة الجمهورية فذلك سينعش"الشارع الاسلامي" ويقوي حركة النهضة حتى وان كانت خارج قيادة الدولة ويعيد تموقعها داخل المشهد السياسي وسيعزز ذلك تواجد جزئي في الدولة عبر مرشحها وهو نكسة للنضال ضدها كتكثيف لأفكار الزمن القروسطي الذي يعطل ثورة الجماهير وتخلصها من الأفكار الغيبية التي تعطل حركة الصراع الطبقي والنضال الدؤوب والحازم ضد قاذورات العصور الوسطى مهمة أكيدة للشيوعيين خاصة في مرحلة انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية...يقول لينين:"وفي هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين من قبل:ينبغي لكم ان تستندوا في الميدانين النظري والعملي الى تعاليم الشيوعية العامة وان تاخذوا بعين الاعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة في البلدان الاوروبية لكي يصبح بامكانكم تطبيق هذه التعاليم في الميدانين العملي والنظري في ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي وتطرح فيها مهمة النضال لا ضد راس المال بل ضد بقايا القرون الوسطى...هذه هي القضايا التي لا تجدون حاولا لها في أي كتاب من كتب الشيوعية.."(تقرير المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق-1919)
هته الفقرة الذهبية للينين تعبر فعلا عن مهمة ملحة تواجهنا وهي قبر بقايا القرون الوسطى في اتجاه انجاز الثورة التي تبدو أكثر الحاحية أمام ما واجهناه من تأثير رواسب القرون الوسطى على الجماهير وهو ما يجعل وضع كل السبل لدفن هته الرواسب والتقليل من تأثيرها رافدا لنا للنضال والتقدم بحركة الصراع الطبقي وتعزيز مفاهيم المواطنة والديمقراطية وحرية التعبير والابداع الخ وهو ليس تذيلا لليمين الليبرالي أملا في كونه سيدعمها بل هو ظروف أفضل تمكن من انتزاعها وتثبيتها ومن هذا المنطلق سأتفاعل مع أصحاب موقف المقاطعة خوفا من خسارة حالة التعاطف التي تحظى بها الجبهة الشعبية وهو موقف ستكون خسائره أعمق لأنها ستظهر نداء تونس كقائد للقوى الديمقراطية في اتجاه التصدي للفاشستيين الاسلاميين ممن سيتخذهم كفزاعة في صراعه معهم أو في تحالفه مما يعني خسارة الجبهة الشعبية لحاضنتها الديمقراطية لصالح نداء تونس على عكس الموقف القائل بدعم الباجي قايد السبسي في مواجهة الاسلاميين ومرشحهم وهو ما سيعزز موقعها كمدافع عن الشكل المدني للدولة وتعزيز مكاسب الحريات على قاعدة مطالب جبهة الانقاذ في ارتباط مع النضال الطبقي خاصة أمام خصم ضعيف التنظيم ومحدود الفعل السياسي في الواقع يتيح فرصة أكثر للجبهة لانتزاع الاصلاحات والعمل صلب الجماهير.
6/دروس للتعلم
أول ما يمكن استخلاصه من الصراع حول الموقف من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية هو غياب التحليل العلمي لدى أغلب مناضلي اليسار التونسي والذي وصل حد الانسياق وراء دعايات اليمين والتي ادت الى التذيل لأهواء الجماهير وليس كشف الحقيقة لها وتوجيهها اضافة الى عدم فهم طرق الصراع واطاره باعتباره صراعا انتخابيا يدخل في اطار هته العملية التي نعرف افاقها وهو محدود الخيارات بين اليمين الليبرالي واليمين الديني وغياب الفهم لمختلف العلاقة مع مكونات الساحة السياسية من تقاطع الى جبهة الى تحالف حكومي الى اخ عبر الخلط بين التحالف الحكومي والدعم الانتخابي و على المناضلين والقيادة أن تدرك أن البراغماتية الانتخابية ستحول الجبهة الشعبية الى عداد انتخابي مما سيدمجها في منظومة خداع الجماهير ويسهل استفحال النزعات الانتهازية والوصولية والتذيل لأعدائها وليس حالة جماهيرية عامة ترتقي بوعي الشعب تبني من أجل التغيير الثوري والذي تمثل الحقيقة كل الحقيقة أحد اهم شروط الوصول اليه.