هكذا كان كارل ماركس

ومع أنة كان يأوي إلى فراشة في ساعة متأخرة من الليل إلا أنة كان يستيقظ دائما بين الثامنة والتاسعة صباحا فيحتسي قهوته ويتصفح الصحف وينتقل إلى حجرة عملة حيث كان يعمل حتى الثانية أو الثالثة ليلا .
ولم يكن يتوقف إلا لتناول وجباته والقيام بنزهة مساءا في ناحية هامستيد هيث حينما تسمح حالة الجو بذلك .
وفي النهار كان ينام ساعة أو ساعتين على الكنبة ففي خلال هذه الجولات عبر الحقول قام بتربيتي الاقتصادية إذ كان يشرح لي دون شعور منة ربما محتوى المجلد الأول من ( رأس المال ) أولا بأول وهو يكتبه .
وفي كل مرة كنت أسجل ما أن أعود بقدر ما استطيع ما سمعته لتوي وكان علي في البداية بذل الكثير من الجهد لمتابعة استدلالات ماركس المعقدة والعميقة .
إذ كان دماغه كسفينة حربية لا تزال في المرفأ لكنها تحت ضغط البخار جاهزة دائما للانطلاق في أي اتجاه وسط محيط الفكر .
وأصبح العمل لدية ولعا يستغرقه إلى الحد الذي ينسيه أوقات الطعام وكان يجب مناداته عدة مرات قبل أن ينزل إلى قاعة الطعام وما أن يزدرد لقمة حتى يسارع بالصعود إلى حجرة عملة "

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المصدر
جاك اتالي :-
" كارل ماركس أو فكر العالم سيرة حياة "
ترجمة محمد صبح .ص266
دار كنعان للدراسات للنشر والخدمات الإعلانية
الطبعة الأولى 2008
نسخ الكتروني
جاسم محمد كاظم
[email protected]
مركز دراسات وأبحاث الماركسية واليسار
http://www.ahewar.org/lc