كوباني, ضرورة التضامن الأممي مع الكفاح من اجل التحرر


غياث نعيسة
2014 / 10 / 31 - 07:32     


استطاع المقاومون في 26ت1 - اكتوبر من صد الهجوم الرابع للقوات الرجعية والفاشية لتنظيم داعش على المعبر الحدودي الوحيد مع تركيا الذي بقي حرا في ايدي وحدات حماية الشعب الكردية . بل واستطاعت الاخيرة مع الكتائب العربية في كوباني من تحرير عدد من احياء المدينة الشرقية. وردوا هجمات داعش في جنوبها وغربها. ويبدو الوضع العسكري وكأنه بدأ في الميل. قليلا. لصالح القوات العربية والكردية التي تدافع عن كوباني. رغم ان داعش ما يزال يحاصر المدينة ويعمل على حشد قواته واستدعائها من مناطق اخرى مثل شمال حلب ساعيا لسحق المقاومة البطولية لكوباني, ولكنه فشل في تحقيق ذلك حتى الآن.
وبخلاف الضجيج الاعلامي لوسائل الاعلام السائدة . فان الغارات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في كل من العراق وسوريا لم تفلح في وقف الهجمات التي يشنها داعش. مخيبة بذلك تمنيات اولئك الذين كانوا يعتقدون بان التدخل الامبريالي سيبدل واقع الحال سريعا. وكل الدلائل تشير على ان هؤلاء انفسهم سيصابون بخيبة اكبر في الايام القادمة نتيجة رهانهم عليه.
لقد وصل الحال ببعض القادة العسكريين الامريكيين الى وصف عمليات قصف التحالف ب « رذاذ المطر », فالقوات الامريكية. لغاية منتصف الاسبوع الماضي.بالكاد نفذت 300 غارة في العراق و 200 غارة في سوريا , في حين نفذ حلفائها . وفي نفس الفترة . 100 غارة فقط. وفي تقديره لعدم نجاعة هذه الضربات وقلتها اصدراحد مراكز الدراسات الاستراتيجية الامريكية دراسة مقارنة لالية استخدام القصف الجوي في الحروب الاخيرة للتحالفات التي قادتها الامبريالية الامريكية منذ التسعينات من القرن العشرين. مما يفصح بوضوح ان ما تريده الامبريالية الامريكية من « حربها على داعش » هو اطالة مدتها الزمنية بما يتيح لها اعادة ترتيب هيمنتها في بلدان الشرق الاوسط.
عام 1991 في حرب الولايات المتحدة ضد العراق او ما يسمى بحرب الخليج الثانية , دامت هذه هذه الحرب الجوية 43 يوما وشهدت 1100 غارة يوميا بالمتوسط.
في الحرب ضد صربيا التي دامت 78 يوما, شهدت 138 غارة امريكية يوميا.
وفي حرب الامبريالية الامريكية ضد افغانستان- طالبان- عام 2001 التي دامت 75 يوما, وشهدت 86 غارة جوية امريكية يوميا.
وفي حرب الامبريالية الامريكية وغزوها للعراق عام 2003 التي دام القصف الجوي فيها 31 يوما وشهدت 800 غارة جوية يوميا بالمتوسط.
واليوم في حرب الامبريالية الامريكية وحلفها ضد داعش , فهي تدوم منذ ثمانين يوما وبمعدل يومي للغارات الجوية الاضغف , وهو سبعة غارات في اليوم.
ليست الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش غير مجدية عسكريا, حتى الآن. بل الاهم هو ان هذا التحالف ليس. ولا باي حال من الاحوال, قوة محررة للشعب الكردي او العربي في سوريا والعراق.
فهذا التحالف تمزقه تناقضات عديدة بين الاطراف الذي تشارك فيه وهنالك خلاف مصالح واستراتيجيات فيما بينها. وهو باعتراف نائب الرئيس الامريكي نفسه . وان اعتذر عن تصريحه لاحقا. يضم حكومات مثل السعودية وتركيا وقطر والامارات متهمة بتمويل ودعم «  مجموعات متطرفة وجهادية » . وهذه الحكومات نفسها التي تقود الثورات المضادة على صعيد المنطقة لا يمكن بأي حال ادعاء انها قوى محررة للشعوب التي تكافح من اجل تحررها. فالحكومة التركية. على سبيل المثال. وصفت حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا بانه منظمة « ارهابي » واعاقت, وما تزال تعيق وصول المساعدات والاسلحة للمقاومين في كوباني., وبعد مماطلة طويلة. سمحت بوصول قوات البشمركة من العراق بعد ان كانت قد خفضت عدد المسموح منهم باجتياز اراضيها للالتحاق بكوباني من 200 مقاتل الى 150 مقاتل. كما انها تمارس. بلا نجاح للان. ضغوطا كبيرة على الجيش الحر لكي يقبل بان تشمل كتائب الجيش الحر التي اعلن الاخير ارسالها دعما للمقاومين فيها عددا من الكتائب الاسلامية المرتهنة بالحكومة التركية.

ان الشعبين الكردي والعربي والاقليات القومية الاخرى في سوريا.وايضا في العراق. قد اختبرت وبتجربة نضالاتها من اجل الحرية والديمقراطية . ان عليها ان تعتمد على قدراتها الذاتية في كفاحها. ولا سيما على ضرورة ان تتوحد في نضالاتها المشتركة ضد مضطهديها المشتركين. وكخطوة متقدمة على هذا الدرب العمل على حشد اوسع حملات التضامن مع كوباني . ومع كل القوى الديمقراطية والتقدمية.