ملاحظات حول -التيار الديمقراطي- في العراق


رزكار عقراوي
2014 / 10 / 18 - 21:44     

على هامش اللقاء التشاوري لقوى التيار الديمقراطي العراقي في الخارج.

الحضور الكرام

- في البداية أقدم شكري الجزيل على دعوتي لحضور الحفل الافتتاحي للقاء التشاوري لقوى التيار الديمقراطي العراقي في الخارج.
ينعقد اجتماعكم في أوضاع معقدة وحساسة يمر بها العراق وإقليم كردستان من حيث سيادة أجواء الحرب الداخلية والإرهاب والعنف سوءا من إرهابي - داعش - أو الميلشيات المرتبطة بالسلطة الحاكمة، احتكار السلطة و سيادة حكم المحاصصة القومية والطائفية، والفساد والاستبداد بمختلف أوجهه، وتنامي التفاوت الطبقي والاجتماعي بشكل كبير جدا.

- التيار الديمقراطي رغم عمره القصير استطاع أن يحقق نتائج ايجابية ونجاحات ملحوظة مهمة في الداخل والخارج وانعكس ذلك في انتخابات المحافظات والانتخابات البرلمانية الأخيرة رغم الضعف الكبير وهشاشة - آليات الديمقراطية! - في العراق وتسيد التعصب الطائفي والقومي، وسيادة المال السياسي والتدخل الدولي والإقليمي.

- مؤسسة الحوار المتمدن أولت أهمية كبيرة منذ بداية تأسيسها للعمل المشترك وتعزيز التنسيق بين الفصائل اليسارية والديمقراطية في عموم العالم العربي بشكل عام وبشكل خاص في العراق، وكانت مبادرة للكثير من النشاطات التي تصب في ذلك المسعى من إطلاق حملات، ملفات، حوارات، لقاءات.. الخ لخلق حالة ايجابية تعزز التقارب والتفاعل بين الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة داخل التيار اليساري والديمقراطي في العراق.

- تحالف - التيار الديمقراطي- في العراق في بداية الطريق الشاق والطويل وخاصة في الوضع العراقي المعقد و من العادي أن تكون هناك نواقص وأخطاء، ولابد من العمل الجاد لتجاوزها أو تقليلها وبجهد جماعي للقوى والشخصيات المنضوية تحت لوائه.

- هناك الكثير من القوى والشخصيات اليسارية والديمقراطية لم تنضم إلى التيار الديمقراطي إلى الآن لأسباب مختلفة منها متعلقة بالتيار الديمقراطي أو بتلك القوى والشخصيات، لا بد من العمل المشترك من اجل فتح القنوات والتحاور معها وحل وتقليل الإشكالات الموجودة من اجل انضمام اكبر عدد ممكن من تلك القوى والشخصيات إلى التيار الديمقراطي، وإغناء وتطوير خطه الفكري بحيث يكون تحالفا يساريا-ديمقراطيا مدنيا واسعا يعكس الكل.

- لا بد أن يكون للتيار الديمقراطي مواقف أوضح وأجرأ من السلطة الحاكمة في العراق، فنظام المحاصصة الطائفية والقومية المقيت خلق حكما استبداديا فاسداً لن يتغير بتغير الأوجه أو إعادة تقسيم المناصب والوزارات على الأحزاب الحاكمة والمتنفذة أو إجراء إصلاح شكلي هنا أو هناك ، ولابد أن نكون دقيقين أكثر في تشخيص ممارساتهم المعادية للجماهير وفضحها بكل ما هو ممكن، نعزز دفاعنا عن حقوق الفئات الكادحة ومطالبها ،والحريات الديمقراطية، وحقوق الإنسان والمرأة، حقوق أقليات..... ونقف ضد محاولات الأحزاب الدينية لاسلمة المجتمع في وسط وجنوب العراق... الخ خندقنا مع الشعب في مواجهة الطغم الحاكمة سواء في بغداد أو اربيل، لابد ان نروج للمقاومة الشعبية وتنظيمها ضد إرهابي - داعش -، فالجيش العراقي المبني على الطائفية والولاء الحزبي وينخره الفساد إلى أقصى الدرجات من الصعب عليه إيقاف - داعش- ودحره وارض الواقع اكبر شاهد على ذلك.

- حان الوقت للتيار الديمقراطي ان يعيد النظر في علاقته وتقييمه للأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان، فالإحداث الأخيرة والمواجهة مع - داعش - اثبت مدى ضعف حكومة الإقليم وهشاشتها وسيادة العقليات الحزبية الميلشياتية المتصارعة، الحزبين الكرديين: الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، أحزاب تستند إلى الاستبداد والفساد الحزبي والعشائري والشخصي، وانعكس ذلك بوضوح في النظام الحاكم في الإقليم. هذه الأحزاب بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان التي يعمل من اجلها - التيار الديمقراطي- بل ومعادية لها، ولابد من اتخاذ مواقف واضحة من فسادهم وتجاوزاتهم على ساكني الإقليم، وتعزيز العلاقة مع القوى اليسارية والديمقراطية الكردستانية المعارضة، وتشكيل فروع للتيار الديمقراطي وتنشيطه في مدن وقصبات الإقليم.

- التيار الديمقراطي في بداية التكوين التنظيمي وانضمام أحزاب وشخصيات ذو توجهات فكرية وسياسية مختلفة يستلزم تعزيز الديمقراطية والعمل الجماعي وتعزيز التداولية، واعتقد انه حقق خطوات مهمة في هذا المجال، ولابد أن تستمر وتتعزز وتنعكس على البنية التنظيمية الديمقراطية الضعيفة للكثير من الأحزاب المنضوية تحت لواء التيار، كذلك يستلزم شفافية اكبر واجتماعات مفتوحة وبث علني لها وفق الإمكانيات الموجودة سواء في اليوتيوب او الفضائيات لكي يتعزز التفاعل الايجابي بين التيار ومؤسساته والخارج، لابد من تعزيز دور المرأة في مؤسسات التيار من خلال فرض كوتا نسائية تصاعدية في كافة هيئاته القيادية.

- رغم كل هذا أنا متفاءل جدا بتجربة - التيار الديمقراطي- وهو قادر على التطور نحو الأفضل، واعتقد انه يمثل احد القوى الأساسية والمهمة المناضلة من اجل التغيير الديمقراطي والمجتمع المدني الذي تسوده العدالة الاجتماعية في العراق.
في الختام احيي نضال كل القوى والشخصيات اليسارية والديمقراطية سواء أكانت داخل أم خارج التيار الديمقراطي فهم الأمل الإنساني المشرق في العراق، وأتمنى كل النجاح لاجتماعكم التشاوري.



***********************************
* ألقيت الكلمة بشكل مختصر في الحفل الافتتاحي للقاء ألتشاوري لقوى التيار الديمقراطي العراقي في الخارج - اكتوبر 2014.


ملاحظة عامة:
اعتقد ان دعوة ممثلي السفارات العراقية لحضور فعاليات التيار الديمقراطي في الخارج وإلقاء كلمات أمر خاطئ سياسيا ويتعارض مع توجهاته، وهي ستكون بمثابة مشاركة في إضفاء الشرعية على النظام السياسي الفاسد الحاكم في العراق أولا، وثانيا هو ترويج سياسي لسفاراته في الخارج الموبؤة بالفساد والمستندة إلى المحاصصة المقيتة والتعصب والتمييز الديني والقومي والمذهبي بدءاً من البستاني والى السفير!.