أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي ..الجزء الأخير


رفيق عبد الكريم الخطابي
2014 / 10 / 18 - 00:49     

أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي ..الجزء الأخير

1 ـ معسكرات العمل القسري في منظومة العقوبات:
دعونا نبدأ من التساؤل حول طبيعة نظام العقوبات السوفياتي . في عام 1930 ، شمل نظام العقوبات السوفييتي السجون ومعسكرات الأعمال الشاقة (معسكرات العمل القسري ) ومستعمرات العمل سميت ( غولاغ goulag)، ومن مناطق مفتوحة خاصة ومن نظام للغرامات . الشخص الموقوف أو المسجون احتياطيا ، كان يرسل عموما إلى سجن عادي لتتواصل التحقيقات معه لمعرفة ما اذا كان بريئا فيطلق سراحه في هذه الحالة، أو إذا اعتبر مذنبا فيمثل أمام المحكمة . الشخص المتهم في أي قضية أمام المحكمة يمكن أن يبرأ (فيفرج عنه) أو يدان . إذا أدين ، يمكن أن يحكم عليه بدفع غرامة أو الذهاب إلى السجن أو ، وهي حالات ناذرة جدا، التشغيل القسري أو الإعدام . الغرامة يمكن أن تدفع من راتبه لفترة معينة من الزمن . الشخص الذي يتم ارساله إلى السجن ، سيجد نفسه أمام تلك الأنواع المختلفة من السجون تبعا لنوع المخالفة أو الانتهاك المرتكب .
في معسكرات العمل (الغولاغ) كان يرسل أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة (القتل والسرقة والاغتصاب، والجرائم الاقتصادية، وما إلى ذلك) ونسبة كبيرة من المدانين في جرائم تهم الأنشطة المعادية للثورة . مجرمون آخرون المحكوم عليهم بالسجن لأكثر من ثلاث سنوات يمكن أيضا أن يتم إرسالهم إلى معسكرات العمل الشاقة . و بعد أن يمضوا وقتا معينا في معسكرات العمل ، قد يتم نقل السجناء إلى مستعمرة للعمل أو إلى منطقة مفتوحة خاصة.
كانت معسكرات العمل الشاق عبارة عن مساحات كبيرة جدا حيث يعيش السجناء ويعملون تحت مراقبة دقيقة وعن قرب . العمل شكل و يشكل ضرورة وإلا سيصبحون عبئا ثقيلا على المجتمع وعالة عليه . لم يبق أي شخص سليم من دون عمل . من الممكن اليوم أن يجد البعض هذا الأمر صعبا جدا أو فظيعا حتى ، ولكن هكذا كانت القاعدة وهكذا كانت المسطرة في عام 1940 كان في الاتحاد السوفياتي 53 معسكر عمل و 425 مستعمرة للعمل (goulag) . كانت وحدات أصغر بكثير من وحدات معسكرات العمل ، مع نظام أكثر حرية وأقل إشراف ومراقبة . يرسل إليها السجناء الذين حكم عليهم بعقوبات مخففة أكثر ـ الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم جنائية وجرائم سياسية أقل خطورة . كانوا يعملون في المصانع أو في الأراضي التي كانت مختلطة مع المجتمع المدني . في أغلب الأحيان ، كانوا يحتفظون براتب كامل للسجين ، وفي هذا الإطار كانوا يعاملون كغيرهم من العمال.
كانت المناطق المفتوحة الخاصة عبارة عن مناطق زراعية عموما مخصصة لأولئك الذين كانوا منفيين ، مثل الكولاك الذين صودرت ملكياتهم خلال إرساء النظام التعاوني la collectivisation . أشخاص آخرون أدينوا بارتكاب جرائم أو جرائم سياسية طفيفة قد يقضون عقوبتهم أيضا في هذه المناطق .
2 ) 454 ألف وليس 9 ملايين :
السؤال الثاني يتمحور حول عدد السجناء السياسيين وعدد معتقلي الحق العام . هذا السؤال يتعلق بأولئك الذين سجنوا في كل من مستعمرات العمل وفي معسكرات العمل في السجون (على الرغم من أنه ينبغي أن يكون معروفا أن في المستعمرات، كان هناك في الغالب من الأحيان حرية جزئية ). الجدول أدناه تم نشره في مجلة التاريخ الأمريكي ويغطي فترة 20 عاما، من سنة 1934، عندما تم وضع نظام العقوبات " أو القانون الجنائي" تحت إشراف الحكومة المركزية ، حتى سنة 1953، وهي سنة وفاة ستالين (1) .

من الجدول أسفله ، يمكن أن نصل إلى مجموعة من الخلاصات . في البداية ، يمكننا مقارنة هذه الأرقام مع تلك التي روج لها روبرت كونكيست . هذا الأخير ادعى أنه في عام 1939 كان هناك 9 ملايين معتقل سياسي في معسكرات العمل الشاقة وثلاثة ملايين آخرين توفوا في الفترة ما بين 1937-1939. يجب علينا ألا ننسى أن كونكيست تحدث فقط عن عدد السجناء السياسيين! الى جانب هؤلاء المعتقلين السياسيين ، كان هناك أيضا المجرمون العاديون الذين قال عنهم كونكيست ، بأنهم كانوا أكثر عددا بكثير من عدد السجناء السياسيين !. في عام 1950 ، بحسب كونكيست دائما ، كان هناك 12 مليون من المعتقلين السياسيين!
عندما نتوفر على الأرقام الحقيقة ، يمكننا أن نرى بسهولة حقيقة كونكيست كمحتال وكغشاش وككذاب كبير . ولا رقم من أرقامه التي تقدم بها يقترب (مجرد اقتراب ) بأي شكل من الأشكال من الحقيقة . في عام 1939 ، كان هناك في كل المعسكرات والمستعمرات والسجون ما مجموعه حوالي 2 مليون سجين . بينهم 454 ألف ممن أدينوا بارتكاب جرائم سياسية ، وليس 9 ملايين كما يقر كونكيست . أولئك الذين ماتوا في معسكرات العمل بين 1937 و 1939 وصل عددهم إلى الرقم 160 ألف وليس 3 ملايين كما قال كونكيست أيضا . في عام 1950 ، كان هناك 578 ألف سجين سياسي في معسكرات العمل وليس 12 مليون كما قال كونكيست . كونكيست هذا الذي يجب ألا ننسى ، أنه لا يزال حتى اليوم واحدا من المراجع الرئيسية للدعاية اليمينية المناهضة والمعادية للشيوعية . روبرت كونكيست هو بالتأكيد واحد من أفضل النماذج من أشباه المثقفين اليمينيين . بخصوص الأرقام التي ذكرها سولجينيتسين الذي أعلن عن 60 مليون متوفي في المعسكرات ، فلا ضرورة لأي تعليق. اللامعقولية والمفارقة والسخافة التي طبعت تصريحاته تلك هي فاقعة الوضوح . وحده الأحمق ومن كان دماغه مريضا يستطيع أن يتحدث بمثل ذلك الهذيان أو يختلق مثل تلك الترهات .
ولكن لنهمل الآن هؤلاء المزورين والغشاشين المشوهين ، لكي نركز على التحليل الملموس للاحصاءات المتعلقة بمستعمرات العمل (goulag) (*) .
السؤال الأول الذي يجب طرحه هو كيف نستطيع تحديد عدد المعتقلين الذين مروا من نظام العقوبات ؟ ماذا يمثل رقم 2,5 مليون ؟
كل شخص يتم وضعه في السجن هو دليل على أن المجتمع ما يزال لم يتطور كفاية لكي يوفر لكل مواطنيه كل ما يحتاجونه للعيش . من هذا المنظور ، فإن رقم 2,5 مليون هو دليل على أن المجتمع لم يكن " مجتمعا كاملا ولا مثاليا".


3 ـ التهديد الداخلي والخارجي :
عدد الأشخاص الذين خضعوا للسجن أو لنظام العقوبات يستدعي منا التفسير ( وليس التبرير) . كان الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت بلدا قد أطاح للتو بالنظام الفيودالي القيصري ، ومن الطبيعي أن ذلك النظام المتخلف سيخلف إرثا إجتماعيا ثقيلا في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان الفردية وفي كثير من الأحيان كان لذلك الإرث ثقل سلبي على المجتمع . ضمن نظام متأخر ومتخلف مثل النظام القيصري ، العمال كانوا يعيشون في فقر مدقع وكانت حياة الإنسان بلا أدنى قيمة تقريبا . السرقة وكل أعمال العنف كانت تعاقب بشدة وبلا أي رحمة . الثورات ضد الحكم الفردي كانت تنتهي عادة بمذابح ومجازر و إعدامات ، وعقوبات بالسجن لمدد طويلة للغاية . هذه العلاقات الاجتماعية ، والتقاليد والعادات التي رافقتها ، تستدعي وقتا طويلا لتجاوزها وتغييرها ، هذا الإرث سيكون له تأثير دون شك في نهاية المطاف على تطور الاتحاد السوفياتي عموما وعلى الموقف اتجاه المجرمين.
شيء آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في الاتحاد السوفياتي، البلد الذي كان في بداية الثلاثينات يصل تعداد سكانه ما بين 160 و170 مليون من السكان ، ويعيش تحت تهديد خطير من قبل القوى الأجنبية . نتيجة التغييرات السياسية الكبيرة التي حدثت في أوروبا في 30ات من القرن الماضي ، كان هناك تهديد خطير وحاسم بالحرب من طرف ألمانيا النازية ، تهديد وجودي ضد الشعب السلافي ، الكتلة الغربية أيضا كانت لها طموحات بالتدخل . هذا الوضع ، لخصه ستالين في عام 1931 كالتالي : " نحن متأخرون ب 50 إلى 100 عام وراء الدول المتقدمة . نحن بحاجة إلى تجاوز هذا الوضع وهذا الخلل في ظرف 10 سنوات . فإما أن ننجز هذا التحدي وإما أننا سنفنى ونزول " . عشر سنوات بعد هذا الكلام ، أي في 22 يونيو 1941، سيتم غزو الاتحاد السوفيتي من قبل ألمانيا النازية وحلفائها.


كان المجتمع السوفياتي مجبرا على بذل جهد كبير وجبار واستثنائي في الفترة ما بين عامي 1930 و1940 ، حيث خصص معظم موارده تحضيرا للدفاع في الحرب المقبلة ضد النازية . و لهذا السبب ، كان العمال وكل الشعب السوفياتي يعملون بجد و يحصلون على القليل لمصلحتهم الشخصية . اسبوع العمل من 7 أيام بدأ يتلاشى في عام 1937، وبحلول عام 1939 كانت كل أيام الأسبوع هي عمليا أيام عمل . خلال مرحلة صعبة جدا كهاته ، ومع حرب ضخمة ومدمرة أنهكت المجتمع واستنزفته لما يقرب من عقدين (سنوات الثلانيات والأربعينات من القرن الماضي ) ، حرب كلفت الاتحاد السوفياتي حياة 25 مليون قتيل وحولت نصف البلاد إلى رماد. الجرائم في مثل هذه الظروف تتجه موضوعيا إلى الارتفاع بارتباط مع سعي الناس للحصول فرديا على ما عجزوا على تحقيقه جماعيا على الرغم من أن الناس كانوا يحاولون مساعدة بعضهم البعض وفي تحسين حياتهم.
خلال هذه الظروف القاسية والصعبة جدا، عرف الاتحاد السوفياتي وفاة 2.5 مليون على أقصى تقدير داخل مؤسساته السجنية ، وهذا يعني 2.4٪-;- من السكان البالغين . إذن كيف يمكننا تقييم هذا العدد ؟ هل هو قليل أم كثير؟ لنقارن :

4 ـ في الولايات المتحدة أكثر عدد من السجناء :

لننظر ، على سبيل المثال، للولايات المتحدة وهي بلد من 252 مليون نسمة (عام 1996) ، وهي أغنى بلد في العالم، و التي تستهلك 60٪-;- من الموارد العالمية ، كم عدد السجناء فيها ؟ ما هو الوضع في هذا البلد ، الذي ليس مهددا بالحرب والتي لم تعرف أي اضطرابات ولا أي تغييرات اجتماعية عميقة والتي من شأنها تهديد استقراره الاقتصادي ؟
في خبر بسيط و " عادي " ظهر ضمن الجرائد في شهر غشت 1997 ، أفاد تقرير وكالة أنباء FLT-AP (اسوشيتد بريس) أنه لم يسبق أبدا أن وصل في الولايات المتحدة هذا العدد الكبير من السجناء : 5،5 مليون سجين في عام 1996 . وهذا يمثل زيادة قدرها 200 ألف شخص سجين منذ عام 1995 ، بما يعني أن عدد المجرمين في الولايات المتحدة يمثل نسبة 2.8٪-;- من السكان البالغين . [ هذه المعطيات متوفرة للجميع عبر وزارة العدل في الولايات المتحدة (صفحة الاستقبال مكتب الإحصاء على الويب http://www.ojp.usdoj.gov/bjs ] . عدد السجناء في الولايات المتحدة يتجاوز ب 3 ملايين سجين ، الحد الأقصى من السجناء في الاتحاد السوفياتي والذي لم يصل له أبدا ! في الاتحاد السوفياتي سجن كحد أقصى 2.4٪-;- من السكان البالغين، بينما في الولايات المتحدة، هذا الرقم هو 2.8٪-;- وهو مرشح دوما للارتفاع ! وفقا لتصريح صحفي لوزارة العدل بالولايات المتحدة في 18 يناير 1998 فإن عدد السجناء بالولايات المتحدة في سنة 1997 ارتفع ب 96100.
فيما يتعلق بمعسكرات العمل في الاتحاد السوفييتي ، صحيح أن ظروف الاعتقال كانت قاسية وصعبة بالنسبة للسجناء . ولكن ماذا نقول عن الوضع اليوم في السجون الأمريكية حيث يتفشى العنف وتجارة المخدرات والدعارة والاستعباد الجنسي ( 290 ألف حالة اغتصاب كل عام في السجون الأمريكية ). لا أحد يستطيع الإحساس بالأمان/ الأمن بالسجون الأمريكية ! وكل هذا هو لليوم ، موجود في مجتمع لا زال الأكثر ثراء أكثر من الماضي !


5 ـ عامل مهم : نقص الأدوية والعلاجات الطبية
لنتناول الآن الجواب على السؤال الثالث المطروح . كم عدد الأشخاص ممن ماتوا في معسكرات العمل؟
العدد كان يتغير من سنة إلى أخرى ، فمن نسبة 5,2٪-;- في عام 1934 إلى 0,3٪-;- في عام 1953 . الوفاة في معسكرات الأعمال الشاقة كانت بسبب النقص العام في الرعاية الطبية والتي كان يعاني منها المجتمع بأسره ، وخاصة نقص الأدوية ضد الأوبئة وفي بهض الأحيان انعدامها . لم تقتصر هذه المشكلة على معسكرات العمل القسري فقط بل كانت موجودة في جميع أنحاء المجتمع ، وكذلك في معظم دول العالم . بمجرد اكتشاف المضادات الحيوية وتعميم استعمالها بعد الحرب العالمية الثانية ، تغيرالوضع تماما وجذريا . في الواقع، كانت أسوء السنوات وأبشعها هي سنوات الحرب عندما فرض النازيون البرابرة ظروفا قاسية جدا على جميع المواطنين السوفيات . خلال هذه السنوات الأربع ، هلك أكثر من نصف مليون شخص في معسكرات العمل القسري ، أي ما يعادل نصف العدد من جميع الوفيات خلال 20 عاما التي ندرسها هنا. لا ننسى أنه خلال الفترة نفسها ، خلال الحرب ، توفي 25 مليون شخص بين الناس ككل في الاتحاد السوفياتي . في عام 1950، عندما تحسنت الظروف في الاتحاد السوفيتي وأدخل استخدام المضادات الحيوية ، انخفض عدد الوفيات بين السجناء إلى نسبة 0.3٪-;- .

لنتطرق الآن إلى السؤال الرابع المطروح . هو عدد المحكومين بالإعدام قبل سنة 1953 ، وخصوصا خلال عمليات التطهير من 1937 إلى سنة 1938 ؟
لقد قال كونكيست جازما ، بأن البلاشفة قتلوا 12 مليون من السجناء السياسيين في معسكرات العمل فيما بين عامي 1930 و 1953 . وزعم أن مليون قتلوا بين 1937 و 1938 . سولجينتسين تحدث عن عشرات الملايين من الوفيات في معسكرات العمل ، ضمنهم 3 مليون في 1937-1938 وحدها . هذه الأرقام ، وأخرى غيرها و تفوقها تضخيما ، تم تركيبها واختلاقها في سياق الحرب الدعائية القذرة ضد الاتحاد السوفياتي . الروسية " أولغا شاتونوفسكي Shatunovskaya Olga" تحدثت عن 7 ملايين لقوا حتفهم في عمليات التطهير لسنتي 1937-1938.

ومع ذلك ، الوثائق التي ظهرت من الأرشيف السوفياتي تقول شيئا آخر . من الضروري التذكير أن عدد الذين حكم عليهم بالإعدام يجب أن نستقيه من مختلف المحفوظات والأرشيفات المختلفة ، وبأن على الباحثين لكي يصلوا إلى الرقم التقريبي الأقرب إلى الدقة ، أن يجمعوا البيانات من مصادر مختلفة مع اخذ الحذر من الوقوع في خطر تضخيم الأرقام عبر تعدادها أكثر من مرة وبالتالي الوصول لأرقام بعيدة عن الواقع . وفقا لديمتري فولكوغونوف Volkogonov Dimitri ، الشخص المكلف من قبل يلتسين بالتعامل مع المحفوظات والأرشيفات السوفياتية القديمة ، كان هناك 30514 شخص حكم عليه بالإعدام من قبل محاكم عسكرية بين 1 أكتوبر 1936 و 30 سبتمبر 1938 . وثيقة أخرى للكي جي بي : حسب المعلومات التي ظهرت في الصحافة في فبراير 1990 ، قيل أن هناك 786098 شخص تم الحكم عليهم بالإعدام لارتكابهم جرائم ضد الثورة أو معادية للثورة خلال 23 سنوات فيما بين سنوات 1930-1953 . ضمن هؤلاء المتهمين أو المحكومين بالإعدام ، وفقا لأرقام KGB، عدد المحكومين بين 1937 و1938 هو 681692 . من غير الممكن التأكد من دقة أرقام الكي جي بي ، ولكن هذه المعلومات يبدو أنها غير قابلة للتصديق . فمن الصعب التصديق أن اغلبية احكام الإعدام (وهذه النسبة المرتفعة من كل العدد الإجمالي) قد صدرت في غضون عامين فقط . هل من الممكن تصديق أن KGB الموالي حاليا للرأسمالية يمكن أن يعطي المعلومات الصحيحة لصالح KGB المؤيد للاشتراكية سابقا ؟ على أي حال ، فليأخذ كل شخص ما شاء من أرقام ، لكن يجب علينا التحقق مما إذا كانت الإحصاءات المستخدمة من قبل KGB حول أحكام الإعدام إن كانت تشمل كل من المجرمين العاديين وكذلك المعتقلين المعادين للثورة أو السياسيين ، خلال تلك 23 سنة ، أو أن أحكام الإعدام تلك كانت ضد المعتقلين السياسيين أو أعداء الثورة فقط كما صرح بذلك KGB الموالي للرأسمالية في الندوة الصحفية التي عقدها في فبراير 1990 . الأرشيفات عموما تشترك في (أو تشير إلى) ميل يقود إلى الاستنتاج بأن عدد المجرمين العاديين وعدد المعتقلين المعادين للثورة المحكومين بالإعدام كانا تقريبا متساويان .
الاستنتاج الذي يمكن أن نصل إليه حاليا هو أن عدد المحكومين بالإعدام ما بين 1937 و1938 هو أقرب إلى 100 ألف تقريبا ، والأكيد كذلك أن العدد بعيد جدا عن الملايين التي تلوكها وتروجها الدعاية الغربية .
ومن الضروري أيضا أن نعرف أن السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لم يتم تنفيذ الأحكام كافة بحقهم . فقد خفف الكثير من أحكام الإعدام في معسكرات العمل الشاق . ومن المهم أيضا التمييز بين المجرمين العاديين ( معتقلي الحق العام ) وبين أعداء الثورة (المعتقلين السياسيين ) . فالعديد من الذين حكم عليهم بالإعدام ارتكبوا جرائم عنف مثل القتل أو الاغتصاب. بعد أكثر من 60 عاما ، هذا النوع من الجرائم لا يزال يعاقب عليها بالإعدام حاليا في العديد من البلدان.



السؤال 5 : ما هي المدة المتوسطة لأحكام السجن ؟


كانت مدد السجن (أي المدة التي يقضيها السجين داخل المعتقل ) موضوعا للشائعات والإدعاءات الأكثر غرابة وتضخيما وفبركة ضمن الدعاية الغربية المعادية للاشتراكية . التلميحات المعتادة تهدف إلى الإقناع المضلل بأن السجين في الاتحاد السوفيتي ، يقضي تقريبا كل أو معظم حياته في السجن ، أي ان الأحكام وسنوات السجن التي يمضيها السجناء في الأغلب المطلق من الحالات هي سنوات غير محدودة ، أي بعبارة أخرى من يدخل السجن هناك لا يخرج منه ، الدعاية المضللة الكاذبة تعطي الانطباع بأن السجن السوفياتي تنطبق عليه تماما مقولة " الداخل للسجن في روسيا الاشتراكية مفقود والخارج منه إن قدر له الخرج مولود ". وهذا غير صحيح تماما . كانت الغالبية العظمى من أولئك الذين تم إرسالهم إلى السجن في زمن ستالين لا تتجاوز مدة محكوميتهم 5 سنوات .
الإحصاءات التي وجدت في مجلة التاريخ الأمريكي توضح لنا الواقع الفعلي . الأحكام الصادرة في حق السجناء العاديين (الغير سياسيين) في الاتحاد الروسي عام 1936 تشمل العقوبات التالية : الأحكام التي تصل إلى 5 سنوات تشكل : 82.4٪-;- ؛ ما بين 5 إلى 10 سنوات : 17.6٪-;- . كان الحكم بالسجن لمدة 10 سنوات يمثل أقصى عقوبة ممكنة قبل 1937. السجناء السياسيون الذين أدينوا من قبل المحاكم المدنية في الاتحاد السوفياتي في عام 1936 ، قد حكم عليهم بالعقوبات التالية : التي تصل إلى 5 سنوات : 44.2٪-;- ، ما بين 5 إلى 10 سنوات : 50.7٪-;- . أما بالنسبة لأولئك المحكوم عليهم بالذهاب إلى معسكرات العمل القسري (غولاغ Goulag ) حيث كانت مدد الاعتقال أطول ، فتظهر إحصاءات 1940 أن أولئك الذين حكم عليهم بخمس سنوات بلغت نسبتهم 56.8٪-;- و عدد المحكومين بمدد تتراوح بين 5 و 10 عاما بلغت نسبتهم 42.2٪-;- . ونسبة 1٪-;- فقط لمن حوكموا بأكثر من 10 عاما .
بالنسبة لعام 1939 ، لدينا الإحصاءات التي أنجزتها المحاكم السوفييتية . التقسيمات حول مدد الاحتجاز تظهر كما يلي : الأحكام التي تصل إلى 5 سنوات كحد أقصى تمثل 95.9٪-;- ، ما بين 5 و10 سنوات تمثل 4٪-;- . أكثر من 10 سنوات فتمثل 0.1٪-;- . وهنا أيضا يمكننا أن نرى بوضوح ، أن أحكام السجن في الاتحاد السوفيتي التي تروجها الدعاية الرجعية في الغرب ، ويتلقفها ويروجها كل الانتهازيين ، هي اسطورة أخرى تنضاف إلى أساطيرهم ضمن حربهم الدعائية القذرة لمحاربة الاشتراكية .

6) الأكاذيب ضد الاتحاد السوفياتي:


لنتحدث بإيجاز عن خلاصات البحث .
الأبحاث التي أجريت من قبل المؤرخين الروس تظهر حقيقة مختلفة تماما عن تلك ، التي وصفت من قبل المدارس والجامعات في العالم الرأسمالي لمدة 50 عاما . خلال هذه 50 سنة من "الحرب الباردة" ، فإن ما كان يدرس للعديد من الأجيال المتعاقبة هو فقط الأكاذيب حول الاتحاد السوفييتي ، وقد أثرت هذه الأكاذيب كثيرا وبشكل هائل وعميق على العديد من الأشخاص . وهذا ما نلمسه وينطبق أيضا على التحقيقات والأبحاث التي أجريت من طرف باحثين فرنسيين وأمريكيين . في هذه الدراسات ، سيعاد إنتاج ، المعطيات والأرقام والجداول التي تسرد وتحصي الأشخاص الذين تمت إدانتهم وعدد الذين ماتوا . هذه الأرقام كانت موضوع نقاشات مكثفة وشديدة . ولكن الشيء الأكثر أهمية الذي يجب الإشارة إليه هو التغاضي وانعدام النقاش عن الجرائم المرتكبة من طرف من أدينوا بهذه العقوبة أو تلك ، أبدا لا نجد أثرا لهذه المسألة في مناقشاتهم ولا اهتماماتهم . الدعاية السياسية للرأسماليين تقدم دائما السجناء السوفياتيين كضحايا أبرياء ، والباحثون أخذوا هذه الإدعاءات المكرورة كحقيقة دون تشكيك ولا تحقق . عندما ينتقل الباحثون من أعمدة الإحصاءات إلى التعليق على الأحداث التي تتناولها تلك الإحصاءات ، فإن إيديولوجيتهم البرجوازية تطغى على قراءاتهم تلك ، مع نتائج تكون في بعض الأحيان مأتمية وبئيسة وفي الأغلب مشكوك فيها. الذين أدينوا بالنظام الجزائي (أو القانون الجنائي) السوفياتي سيتم اعتبارهم أبرياء وسيعاملون كضحايا أبرياء ، ولكن جوهر المسألة هو أن أغلبيتهم هم بالفعل إما لصوص أو قتلة أو مغتصبون..الخ . لم يسبق لنا بالمطلق أن شاهدنا أو سمعنا، في أي وقت أو ظرف، بأن الصحافة أو الإعلام في الغرب ، يعتبر مثل هؤلاء المجرمين ، ممن ارتكبوا جرائم مماثلة في أوروبا أو الولايات المتحدة ، كضحايا أبرياء .


7 ـ الكولاك والثورة المضادة :


في موضوع الثورة المضادة ، هناك أيضا ضرورة قصوى للنظر في طبيعة الجرائم التي أدين بها اصحابها . سنعطي مثالين لتوضيح أهمية هذه المسألة : الأول حول الكولاك الذين أدينوا في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي ، والثاني حول المتآمرين وأنصار الثورة المضادة الذين أدينوا فيما بين 1936 و1938 .
حسب الاستطلاعات والتقارير البحثية التي تتناول الكولاك ، أي الفلاحون الأغنياء ، كان عددهم 381 ألف أسرة ، ما يعني حوالي 1,8 مليون شخص ، تم إرسالهم إلى المنفى . وتم إرسال عدد ضئيل منهم إلى معسكرات العمل الشاق او إلى مستعمرات العمل (غولاغ ) (2) . لكن لماذا أدينوا بهذه العقوبات والأحكام ؟
الفلاح الروسي الغني ، أي الكولاك ، كان يقوم بإخضاع الفلاحين الفقراء للقهر والاستغلال الغير محدودين طيلة مئات السنين . من اصل 120 مليون فلاح ، في عام 1927 كان 10 ملايين فقط من الكولاك يعيشون حياة البذخ والراحة ، بينما 110 ملايين من الفلاحين الباقين يعيشون في الفقر والبؤس المذقعين . قبل الثورة كان الفلاحون الفقراء في روسيا يعيشون تحت اقسى الظروف بؤسا وحرمانا وكدحا ، حيث كان الكولاك يعتمد على الإيجارات والضرائب من الفلاحين الفقراء ، أي ان ثروته مرتكزة على عمل الفلاحين الفقراء الغير مدفوع الأجر.

عندما بدأ الفلاحون الفقراء في التجمع للعمل الجماعي في المزارع الجماعية ، أصبح المصدر الأساسي لثروة الكولاك مهددا بل ينحو نحو الاندثار . لكن الكولاك لم يستسلموا . لقد حاولوا استعادة عملية الاستغلال عن طريق نشر المجاعة . مجموعات مسلحة من الكولاك هاجمت المزارع الجماعية ، قتلت الفلاحين الفقراء وأعضاء في الحزب ، وأضرمت النار في الحقول وقتلت الماشية ، مما تسبب في مجاعة بين الفلاحين الفقراء . بنشرهم للمجاعة وسط الفلاحين الفقراء ، الكولاك كانوا يحاولون بذلك الحفاظ على التفقير ومن ثمة على قوتهم وسيطرتهم . الأحداث التي تلت ذلك لم تأت بما كان يشتهيه هؤلاء القتلة . هذه المرة، حصل المزارعون الفقراء على دعم الثورة وتبين أنهم أقوى بكثير من الكولاك الذين هزموا وأرسلوا إلى السجن والمنفى أوحكم عليهم بمعسكرات العمل الشاق . (ملاحظة : الفلاحون الفقراء كانت لهم محاولات للزراعة التعاونية منذ ستيبان تيموفييفيتش رازين ، يعرف كذلك ب ستينكا رازين ، في سنوات 1600 ـ أنظر أي موسوعة للاضطلاع على التفاصيل) .
ضمن 10 مليون من الكولاك، تم نفي 1.8 مليون أو أدينوا بأحكام . قد يكون هناك مظالم ارتكبت ، خلال هذا الصراع الطبقي الضاري والعنيف ، خلال الحملة السوفييتية ، صراع شمل 120 مليون نسمة . ولكن هل يمكن أن نلوم المظلومين والمقهورين في نضالهم من أجل حياة أفضل ولضمان حياة أفضل لأبنائهم كي لا يعانوا مثلهم الجوع والأمية ؟ هل يمكننا حقا أن ندينهم لعدم تحضرهم بما فيه الكفاية أو لعدم معاملتهم لقاتليهم بما يكفي من الشفقة والرحمة التي يتميز بها العالم " المتحضر جدا "؟ من يستطيع توجيه الإدانة للملايين ممن حرموا من الوصول إلى أي شيء من هذه الحضارة وعبر مئات السنين ليتهمونهم بعدم التحضر كفاية ؟ في المقابل هل كان الكولاك الذين استغلوا المزارعين الفقراء طيلة مئات السنين متحضرين أو عرفوا أدنى حد من الرحمة أو الرأفة والشفقة طيلة كل تلك السنوات وهم يستعبدون الملايين من الفلاحين وعائلاتهم وسط الجوع و الامية و الأمراض وكل ما هو أسود في هذه الحياة ؟


8 ـ حملات التطهير في 1937


المثال الثاني الذي سوف نناقشه هنا يتعلق بأنصار الثورة المضادة المدانين في المحاكمات التي عرفتها سنوات 1936-1938 التي أعقبت عمليات التطهير في الحزب والجيش وجهاز الدولة . والمرتبطة جذوره بتاريخ الحركة الثورية في روسيا . لقد شاركت الملايين من البشر في الصراع المظفر ضد القيصرية والبرجوازية الروسية . ضمن هؤلاء الناس الكثير منهم للأسف انضموا بالتأكيد إلى الحزب الشيوعي الروسي لأسباب أخرى غير الصراع والقتال لمصلحة البروليتاريا من أجل الاشتراكية . لكن الصراع الطبقي تم على هذا النحو : في كثير من الأحيان، لم يكن متوفرا لا الوقت ولا الفرصة لاختبار المنتسبين الجدد ، اختبارا عمليا أي على صعيد الميدان . حتى المنتسبين القادمين من أحزاب أخرى والذين كانوا يصفون أنفسهم بالاشتراكيين والذين قاتلوا أو خاضوا صراعا ضد الحزب البلشفي ، تم قبول انخراطهم في الحزب . لقد عهد إلى العديد من هؤلاء النشطاء الجدد بمناصب هامة في الحزب البلشفي والدولة والقوات المسلحة ، تبعا لقدراتهم الذاتية في قيادة صراع الطبقات . لقد كانت مرحلة جد صعبة بالنسبة للدولة الفتية السوفياتية ، حيث الخصاص الكبير في الأطر ـ بل أيضا وببساطة لمن يعرف فقط القراءة ـ اضطر خلالها الحزب لتغيير شروط القبول لعضوية الحزب ، حيث غاب التدقيق في نوعيتهم . بسبب هذه المشاكل ، تولد مع الوقت تناقض ، انقسم الحزب معه إلى معسكرين : من جهة أولئك الذين يريدون مواصلة النضال لبناء اشتراكية ، وعلى الجانب الآخر ، أولئك الذين اعتقدوا أن الظروف لم تكن ناضجة بعد لبناء الاشتراكية وكانوا مناصرين للتوجه الاشتراكي الديمقراطي (التوجه الاصلاحي) . أصل هذه الأفكار نجدها عند تروتسكي ، الذي انضم إلى الحزب في يوليوز 1917 . تروتسكي استطاع خلال فترة وجيزة الحصول على دعم بعض من البلاشفة المشهورين . هذه المعارضة الموحدة ضد البرنامج البلشفي الأصلي ، دافعت عن برنامج بديل لإحدى التوجهات السياسية التي عوقبت بواسطة التصويت الذي جرى في 27 دجنبر 1927 . قبل التصويت ، كان هناك نقاش كبير في الحزب استمر لعدة سنوات وكانت نتيجته لا تترك أي شك . ضمن 725 ألف صوت ، تمكنت المعارضة من الحصول على 6000 صوت فقط ، بما يعني أن أقل من 1٪-;- من أعضاء الحزب فقط يؤيدون المعارضة الموحدة.
بعد هذا التصويت، استمرت المعارضة في العمل ضد الحزب الشيوعي وضد اللجنة المركزية للحزب ، أي استمرت في نهج سياستها المعارضة . ومن ثم قررت اللجنة المركزية طرد كبار قادة الحزب في هذه الكتلة . الوجه الرئيسي للمعارضة ، تروتسكي ، تم طرده خارج الاتحاد السوفياتي . لكن حكاية هذه المعارضة لم تتوقف عند هذا الحد . زينوفييف ، كامينيف و زفدوكينZvdokine قدموا نقد ذاتيا ، فضلا عن العديد من التروتسكيين .. مثل بياتاكوف Pyatakovs ، راديك ، بريوبراجينسكي Preobrazhensky ، وسميرنوف . وتمت اعادة انخراطهم من جديد في صفوف الحزب وتمكنوا من جديد من الحصول على مواقع في الحزب والدولة . مع مرور الوقت ، سيتبين في النهاية ، وبالواضح أن النقد الذاتي المقدم من قبل المعارضة لم يكن مبدئيا ولا صادقا ، قادة المعارضة السابقة سيصطفون إلى جانب الثورة المضادة في كل مرة كان يستعر فيها الصراع الطبقي ويشتد في الاتحاد السوفياتي . كان يتم طرد غالبية هؤلاء المعارضين ويعاد إرجاعهم مرة أخرى إلى أن تم اتضاح الصورة بشكل كامل في 1937-1938.


9 ـ تخريب الصناعة :
مقتل كيروف في ديسمبر 1934 ، رئيس الحزب بلينينغراد ، وواحد من القيادات المهمة في اللجنة المركزية ، قاد إلى التحقيق الذي كشف عن وجود تنظيم سري كان منخرطا في التهييء للقيام بمؤامرة تستهدف الاستيلاء على قيادة الحزب والدولة بالعنف . الصراع السياسي الذي خسرته المعارضة في عام 1927 ، تأمل الآن في الفوز بواسطة العنف المنظم ضد الدولة . سلاحهم الأساسي كان التخريب الصناعي والإرهاب والفساد . تروتسكي ، ملهم المعارضة الرئيسي ، قاد أنشطتهم في الخارج . تسبب التخريب الصناعي بضرر كبير للدولة السوفيتية ، وألحق خسائر بليغة . على سبيل المثال، العديد من الآلات الحيوية بالنسبة للإنتاج تم إلحاق أعطاب بليغة بها ولم يكن بالإمكان إصلاحها . كان هناك انخفاض كبير في الإنتاج المنجمي والصناعي.
أحد الأشخاص ، وهو من افضل من وصفوا ذلك الوضع في العام 1934 ، كان المهندس الأمريكي جون ليتلباج ، احد المختصين الأجانب المتعاقدين والعاملين في الاتحاد السوفياتي . قضى جون ليتلباج 10 سنوات من العمل في صناعة التعدين السوفياتية ، من سنة 1928 إلى سنة 1937 ، عمل بشكل أساسي في مناجم الذهب . في كتابه " في البحث عن مناجم الذهب في سيبيريا A la recherche des mines d’or de Sibérie" (Ed. Payot, 1939) ، كتب جون : "لم يسبق لي أبدا إيلاء أي اهتمام بدقائق وخفايا الأفكار السياسية في روسيا ، وكنت أتجنب أي اهتمام بذلك . ولكن وجدت نفسي مضطرا لدراسة ما وقع في الصناعة السوفياتية لكي أستطيع القيام بعملي . واعتقد جازما أن ستالين ورفاقه أضاعوا (أو استغرقوا) الكثير من الوقت كي يكتشفوا بأن الشيوعيين المنبوذين والناقمين كانوا أخطر وأشرس أعدائهم . "
كتب جون ليتلباج Littlepageأيضا أن تجربته الشخصية تؤكد وتتطابق مع التصريحات الرسمية للدولة السوفياتية التي كشفت فيما بعد عن أن مؤامرة كبيرة تم قيادتها من الخارج باستخدام التخريب الصناعي كنقطة ارتكاز أساسية للاطاحة بالحكومة .
في عام 1931، جون ليتلباج كان قد لاحظ شيئا من ذلك قبل الأحداث حيث أحس بأنه مضطر أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، أثناء عمله في مناجم النحاس والرصاص والبرونز في الأورال وكازاخستان . هذه المناجم كانت جزءا من مجمع صناعي كبير بقيادة بياتاكوف Pyatakovs، نائب مفوض الشعب في الصناعات الثقيلة . كانت المناجم في حالة كارثية وبالغة السوء ، سواء في الإنتاج أو من حيث سلامة العاملين هناك. ليتلباج Littlepage خلص في النهاية إلى أن التخريب كان منظما جدا ، وتم من طرف كوادر عليا في المجمع الصناعي.
كتاب ليتلباج Littlepage يكشف أيضا عن طرق تحصيل الكتلة التروتسكوية على الأموال التي كانت ضرورية لأنشطتها المعادية للثورة . العديد من أعضاء المعارضة السرية استعملوا مواقعهم لتحويل أموال شراء الآلات (أو بصيغة أخرى أموال استيرادها ) التي تمت في الخارج لاقتناء معدات للمصانع . المنتجات التي تستورد كانت ذات نوعية رديئة جدا مقارنة بتلك التي كانت الحكومة السوفياتية تطلبها وتلبي حاجياتها وكذلك بالمقارنة مع الثمن أو السعر الذي دفعته الحكومة السوفييتية مقابلها . المنتجون بالخارج كانوا يودعون الفرق بين السعر الفعلي وبين الثمن المدفوع إلى منظمة تروتسكي ، وذلك بمقابل استمرار تروتسكي والمتآمرين معه في وضع طلبيات الشراء من هذه المؤسسات التجارية .


10 ـ سرقة ورشوة وفساد :


هذه العمليات لاحظها من قبل ليتلباج Littlepage ببرلين في ربيع عام 1931 خلال مهمة شارك فيها لشراء مصاعد صناعية لاستعمالها في المناجم . البعثة السوفييتية كانت بقيادة بياكوفPyatakovs . ليتلباد باعتباره خبيرا كانت مهمته التحقق من جودة المصاعد و الموافقة على عقد صفقة الشراء . ليتلباد Littlepage اكتشف غشا يتعلق بالنوعية السيئة للمصاعد ، كونها غير صالحة إطلاقا للاستعمال الذي يريده المقتني السوفياتي . لكنه عندما أخبر بياكوف وباقي أعضاء البعثة السوفييتية الآخرين بأمر الغش ، كان رد فعلهم باردا جدا وتم تجاهل ملاحظاته ، كما لو أنهم يريدون إخفاء هذه الحقائق بل حتى مارسوا عليه الضغوط للموافقة وإتمام عملية شراء المصاعد . ليتلباج رفض . في ذلك الوقت ، ليتلباج كان يعتقد ان الأمر يتعلق فقط بمسألة فساد شخصي : رشاوى وعمولات ، وأن أعضاء البعثة قد تم شراؤهم من طرف منتجي أو مصنعي المصاعد . ولكن عندما اعترف بياكوف Pyatakovs أثناء المحاكمة الكبرى في عام 1937 ، بعلاقته وارتباطه بالكتلة التروتسكية ، عندئذ توصل ليتلباج إلى الاستنتاج بأن ما رآه في برلين كان يتجاوز مسألة فساد فردي أو رشاوى و عمولات . الأموال كانت موجهة لتمويل أنشطة المعارضة السرية في الاتحاد السوفيتي ، تلك الأنشطة التي شملت التخريب والإرهاب والفساد والدعاية.
زينوفييف ، كامينيف ، بياتاكوف ، راديك ، طومسكي ، بوخارين وغيرهم، من معشوقي الصحافة البرجوازية في الغرب ، كلهم استخدموا الوظائف ، التي خصصها لهم الشعب السوفييتي والحزب ، لسرقة أموال الدولة وتمكين أعداء الاشتراكية من استعمال هذه الأموال في أنشطة تخريبية لمصلحة حربهم ضد المجتمع الاشتراكي .


11 ـ مخطط انقلابي :

السرقة والتخريب والفساد (الرشوة خصوصا) كانت جرائم خطيرة في حد ذاتها ، لكن أنشطة المعارضة ذهبت أبعد من ذلك بكثير . لقد كانوا يعدون لمؤامرة رجعية معادية للثورة من أجل الاستيلاء على سلطة الدولة بواسطة انقلاب يتم خلاله تصفية كل القيادة السوفياتية برمتها مرة واحدة ، بدءا من اغتيال الأعضاء الأكثر بروزا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي . الجزء العسكري في الانقلاب كان سينفذ من طرف مجموعة من الجنرالات بقيادة الماريشال توخاتشيفسكي Tukhachevsky .
وفقا لإسحاق دويتشر ، وهو نفسه تروتسكاوي، الذي كتب عدة كتب ضد ستالين و ضد الاتحاد السوفيتي ، الانقلاب كان مخططا له ان يبتدئ بعملية عسكرية ضد الكرملين و داخل أكبر الثكنات العسكرية المهمة في المدن الكبرى ، مثل موسكو و لينينغراد . المؤامرة، وفقا لدويتشر ، كانت بقيادة توخاتشيفسكي وغامارنيك رئيس المفوضية السياسية في الجيش ، والجنرال ياكير ، قائد لينينغراد ، و الجنرال يوبوريفيتش Uborevich، قائد الأكاديمية العسكرية في موسكو بالإظافة للجنرال بريماكوف ، قائد سلاح الفرسان .
الماريشال توخاتشيفسكي Tukhachevsky كان في السابق ضابطا في الجيش القيصري ، و التحق بالجيش الأحمر بعد الثورة . في عام 1930 ، ما يقرب من 10٪-;- من الضباط (حوالي 4500 ) كانوا ضباطا سابقين ضمن الجيش القيصري . العديد منهم لم يتخلوا أبدا عن المفاهيم والتصورات البرجوازية وينتظرون بكل بساطة فرصة للقتال من أجل ذلك . هذه الفرصة جاءت عندما بدأت المعارضة في إعداد الانقلاب.

البلاشفة كانوا أقوياء ، ولكن المتآمرين المدنيين والعسكريين حاولوا الاستعانة والارتكاز على حلفاء أقوياء بل أكثر قوة . وفقا لاعترافات بوخارين خلال محاكمته العلنية في عام 1938 ، تم التوصل إلى اتفاق بين المعارضة التروتسكوية وألمانيا النازية ، تم خلاله ( أي الاتفاق ) تعهد هذه المعارضة بالتنازل عن أجزاء كبيرة من الأراضي ، ضمنها أوكرانيا ، لمصلحة ألمانيا النازية ، وذلك بعد نجاح الانقلاب الرجعي المعادي للثورة في الاتحاد السوفياتي . كان هذا هو المقابل الذي طالبت به ألمانيا النازية لقاء دعمها للانقلاب . بوخارين أبلغ بهذه الاتفاقية من طرف راديك ، هذا الأخير كان قد تلقى التعليمات والأوامر حول هذا الموضوع من تروتسكي . كل هؤلاء المتآمرين الذين شغلوا مسؤوليات عليا لكي يقودوا ويديروا ويدافعوا عن المجتمع الاشتراكي كانوا يعملون في الواقع لتدمير الاشتراكية . قبل كل شيء من الضروري أن نذكر بأن كل هذا حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي ، أي عندما كان الخطر النازي يتصاعد وينمو بقوة و في كل لحظة ، وعندما كانت جيوش النازية تهدد أوروبا وتستعد لغزو الاتحاد السوفيتي .
تم الحكم على المتآمرين بالإعدام كخونة و بعد محاكمة علنية . من أدينوا بالتخريب والإرهاب والفساد ومحاولة القتل والإعداد له ، من أرادوا بيع أو إعطاء جزء من الوطن الاشتراكي إلى النازيين لا يمكن أن يتوقعوا أي شيء آخر غير الإعدام . وصفهم بالضحايا الأبرياء هو خاطئ تماما [ بل تضليل سافر وواضح ] ( شهادة كيرنسكي مهمة في هذا الاتجاه أنظر مقالنا حول ستالين بالحوار المتمدن ).


12 ـ وتستمر الأكاذيب :

إنه لأمر بالغ الأهمية أن نرى كيف مارست الدعاية الغربية ، عبر روبرت كونكيست ، الكذب بشأن عمليات التطهير في الجيش الاحمر . يقول كونكيست في كتابه " الرعب العظيم " بأنه في عام 1937 كان هناك 70 ألف من الضباط والمفوضين السياسيين في الجيش الاحمر وبأن 50٪-;- منهم ( أي 15 ألف ضابط و 20 ألف مفوض ) قد تم اعتقالهم من قبل الشرطة السياسية ، وتم إعدامهم أو سجنهم مدى الحياة في معسكرات العمل . في هذا الادعاء لكونكيست ، كما هو الحال مع كل ما جاء في كتابه ، لا وجود للحقيقة ولا إلى أي شيء فعلي قريب منها . المؤرخ روجر رايز ، في كتابه " الجيش الأحمر وحملات التطهير الكبرى " يعطي أرقاما تظهر المغزى الحقيقي والحجم الفعلي لعمليات التطهير الكبرى لسنوات 1937-1938 في الجيش . عدد الأشخاص على رأس الجيش الأحمر والقوات الجوية ، يعني ، الضباط والمفوضين السياسيين ، كان هو 144300 في عام 1937 ، حيث بلغ عددهم ما مجموعه 282300 في عام 1939 . خلال عمليات التطهير لسنتي 1937 – 1938 ، تم طرد 34400 من الضباط والمفوضين السياسيين لأسباب سياسية . في شهر ماي عام 1940 ، ومع ذلك ، تمت إعادة تأهيل 11596 وأرجعوا إلى مناصبهم . هذا يعني أنه خلال عمليات التطهير 1937 – 1938 ، تم تسريح 22700 من الضباط والمفوضين السياسيين (ما يقرب من 13000 ضباط في الجيش الأحمر ، 4700 ضابط من القوات الجوية و 5000 من المفوضين السياسيين) ، أي 7.7٪-;- من جميع الضباط والمفوضين وليس 50 ٪-;- كما ادعى كونكيست . ضمن هذه ال 7.7٪-;- ، أدين البعض باعتبارهم خونة ، ولكن الأغلبية الكبرى ، كما هو مبين في البيانات التاريخية المتاحة لنا ، عادوا ببساطة الى الحياة المدنية.
سؤال أخير. هل كانت المحاكمات الكبرى لسنتي 1937-1938 محاكمات صورية ؟ لنبحث على سبيل المثال في محاكمة بوخارين ، كأكبر مسؤول حزبي عمل لصالح المعارضة السرية . حسب السفير الأمريكي في موسكو في ذلك الوقت ، القانوني المعروف جوزيف ديفيس ، والذي تابع وحضر لكل جلسات محاكمة بوخارين ، فإن بوخارين تمكن من التحدث بحرية خلال كل أطوار محاكمته ( حسب شهادة السفير الأمريكي دائما ) وانه قد عرض وجهة نظره دون أي عائق ومن أي نوع . كتب جوزيف ديفيس إلى واشنطن قائلا بانه خلال تلك المحاكمة تم التأكد نهائيا بأن المتهم ( أي بوخارين) كان مذنبا ومرتكبا لكل الجرائم التي اتهم بها ، وبأن رأي عموم ( أو الانطباع العام ) الدبلوماسيين الذين تابعوا المحاكمة خرجوا بانطباع أن مؤامرة جدية وخطيرة جدا كانت مسألة فعلية لاتقبل الشك .


13 ـ لنتعلم من التاريخ :


النقاشات حول نظام العقوبات السوفياتي في عهد ستالين ، والذي كتبت حوله الآلاف من المقالات والكتب فضلا عن العشرات من الأفلام المنجزة نشرت وكرست العديد من الطروحات الكاذبة و خلفت العديد من الانطباعات المضللة ، أخطر ما في تلك الحملات الكاذبة والتضليلية أنها تطمس كل إمكانية جدية لاستخلاص الدروس الهامة لتلك الحقبة . الوقائع تثبت مرة أخرى أن القصص والروايات المنشورة في الصحافة البرجوازية حول الاشتراكية هي في جوهرها كاذبة بل احتراف للكذب . القوى اليمينية ( شخصيا أحبذ توصيفها بالقوى الرجعية ) تستطيع ، بمساعدة الصحافة والإذاعة والتلفزيون التي تهيمن عليها ، أن تنشر المغالطات وتشوه الحقيقة وتتسبب في الإرباك ، وتستطيع أيضا أن تجر الكثير من الأشخاص إلى الاعتقاد بأن الكذب هو الحقيقة . هذه الأمور تبقى صحيحة وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالمسائل التاريخية . أي رواية تاريخية جديدة يجب حملها محمل الخطأ ، فهي خاطئة ومشوهة للواقع لمجرد صدورها عن جهة يمينية ، إلى أن تثبت صحتها (مقولة فولتير يجب أن تغير إلى : رأي الرجعي والتحريفي الانتهازي ، خصوصا حول التاريخ السوفياتي هو خطأ لا يحتمل الصواب ) . هذه الحيطة وهذا الحذر من الدعاية اليمينية مبرر و مفيد جدا كذلك . في الواقع ، على الرغم من معرفتنا بنتائج الأبحاث التاريخية الروسية ، فإن هذه القوى اليمينية ما زالت مستمرة في إعادة إنتاج و ترويج الأكاذيب التي مضى على إنتاجها 50 عاما ، على الرغم من كون تلك الدعاية اليمينة أصبحت مكشوفة تماما وتم تفنيدها أيضا . اليمين يستعمل مدفعية ميراثه التاريخي : كرر الكذبة مرارا ورددها في مختلف المناسبات والأوقات حتى يتم قبولها و اتخاذها كحقيقة . بعد أن تم نشر الأبحاث الروسية في الغرب ، ظهرت أعداد لا بأس بها من الكتب في بلدان مختلفة ، كان الهمَ الوحيد لأصحابها هو التشكيك في نتائج تلك الأبحاث الروسية ، لكي يتمكنوا من إعادة تكرار الأكاذيب القديمة وتقديمها للجمهور كحقائق في حلة جديدة وتمريرها للرأي العام كاكتشافات جديدة . هذه الكتب المزخرفة والمعروضة بطرق جيدة للغاية من جهة شكلها الخارجي ( نوعية الورق الغلاف ..وغيرها ) ، هي من جهة المضمون ممتلئة ومسمومة من البداية إلى النهاية بالأكاذيب حول الشيوعية والاشتراكية .
اليوم ، أكاذيب اليمين يتم تكرارها لمحاربة الشيوعيين . انهم يكررونها كي يستعصي نظر العمال عن رؤية أي بديل للرأسمالية و الليبرالية الجديدة . إنهم جزء من الحرب القذرة والتي لا هوادة فيها ضد الشيوعيين ، لأنهم الوحيدون القادرون على امتلاك بديل لأجل المستقبل ، يعنى المجتمع اشتراكي . هذا هو الهدف من ظهور كل هذه الكتب الجديدة المليئة بالأكاذيب القديمة .
هذا يضع كل من يحمل تصورا اشتراكيا في كل العالم أمام العديد من الواجبات . يجب أن نتسلح بتصورعلمي لتاريخ الاشتراكية ودراسة التجربة دراسة تاريخية لاستخلاص الدروس أولا ولدحض الأكاذيب البرجوازية ثانيا . يجب علينا تحمل المسؤولية في العمل من أجل تحويل الإعلام الشيوعي إلى إعلام أصيل للطبقة العاملة وصادق لمكافحة أكاذيب البرجوازية ! هذا بالتأكيد هو هدف من بين الأهداف المهمة في ممارستنا للصراع الطبقي اليوم والذي سيزداد قوة من جديد في المستقبل القريب .
[ إن نبش تاريخ أسلافنا الشيوعيين الأبطال بالأمس ، هو مواجهة لقوى الاستغلال والقهر والإرهاب اليوم، وإنارة لدروب ومسالك الغد ..غد العمال و غد القضاء على استغلال الإنسان للإنسان ] .
ملاحظة المترجم :
المقال الأصلي للكاتب : ماريو سوزا 15 يونيو 1998 ، كتب باللغة الإنجليزية ، وقد اعتمدنا في هذه الترجمة على نصين او وثيقتين لترجمتين مختلفتين باللغة الفرنسية للمقال الأصلي وقد تصرفنا فيهما بما لا يخرج عن الإطار العام للمقال الأصلي وبما يحافظ على ما نعتقد أنه الصواب خصوصا في المقاطع العديدة التي احتوت على بعض الاختلاف في الترجمتين الفرنسيتين وبالأخص في الجزئين الأخيرين.
ترجمة بتصرف : رفيق عبد الكريم الخطابي في 15 غشت 2014 .
.................................................................................
هوامش :
(1) جدول : أرقام عدد السجناء في الاتحاد السوفياتي في 1934-1953
المصدر: مجلة التاريخ الأميركية (The American Historical Review)
السنة ابتداء........بمعسكرات الغولاغ........أعداء الثورة....... نسبة أعداء ..... الوفيات ....نسبة الوفيات......المفرج عنهم....... الفارون.... بمستعمرات ......بالسجون.......المجموع
من شهر يناير.....و مع العمل القسري................................الثورة................................................................ من السجن....... الاعتقال...............
1934 .......... 510307 ............ 135190 ..... 26,5 % .... 26295 ...... 5,2 % .......147272 .... 83490 .......لاشيء......... لاشيء........ 510307
1935 ......... 725438 ........... 118256 ..... 16,3 % ..... 28328 ..... 3,9 % ....... 211035 ..... 67493 .......240259..... لاشيء........965697
1936 ....... 839406 ........... 105849 ...... 12,6 % .... 20595 ...... 2,5 % ..... 369544 .... 58313.......457088...... لاشيء........1296494
1937 ..... .. 820881 ............ 104826 ...... 12,8 % .... 25376 ...... 3,1 % .......364437 ..... 58264 .....375488...... لاشيء.......1196369
1938 ........ 996367 ............. 185324 ..... 18,6 % .... 90546 ....... 9,1 % ..... 279966 ...... 32033 .....885203...... لاشيء.......1881570
1939 ......... 1317195 ............ 454432 ..... 34,5 % ..... 50502 ...... 3,8 % .......223622 ....... 12333 .....355243.....350538.....2022976
1940 ........ 1344408 ............ 444999 ....... 33,1 % ..... 46665 ...... 3,5 % ......316825 ....... 11813 ......315584 ...190266.....1850258
1941 ......... 1500524 ............ 420293 ....... 28,7 % ...... 100997 ..... 6,7 % .....624276 ....... 10592 ......429205 ...487739.....2417468
1942 ........ 1415596............ 407988 ....... 29,6 %....... 248877 ...... 18 % .....509538 ....... 11822 ......360447....277992......2054035
1943 ..... .... 983974............. 345397 .........35,6 % ...... 166967 ..... 17 % ......336135 ......... 6242 .......500208.....235313.....1719495
1944..... ... 663594 ............. 268861 ..... 40,7 % ........ 60948 ......... 9,2 % ..... 152113 ........ 3586.......516225 .....155213 .....1335032
1945..........715506...............283351 .........41,2 %..........43848 .......6,1 % .....336750 ..........2196 .......745171 .....279969 .....1740646
1946 .........600897 .............333833 .........59,2 % ..........18154 ......3 % ..........115700 ..........2642 ........956224 ....261500......1818621
1947 .........808839 ............427653 ..........54,3 % ..........35668 ......4,4 % .......194886 ..........3779 ........912794 .....306163 .....2027796
1948 ........1108057...........416156 ............38 % .............27605 .....2,5 % .......261148 ..........4261 ........1091478 ...275850 ....2475385
1949 .......1216361 ..........420696 ...........34,9 % ............15739 .....1,3 % .......178449 ..........2583 ........1140324 ......لاشيء .....2356685
1950 .......1416300 .........578912 ............22,7 % ...........14703 ......1 % .........216210 ............2577 ........1145051 .....لاشيء .....2528146
1951 .......1533767.........475976 ............31 % ..............15587 ......1 % .........254269 .............2318........ 994379.......لاشيء ......2528146
1952.......1711202.........480766 ...........28,1 % ............10604 .....0,6 % .......329446 .............1253 ........793312 .....لا شيء ......2504514
1953 ......1727970.........465256.. ..........26,9 % ...........5825 .......0,3 % .......937352 .............785 ..........740554 .....لاشيء .......2468524

( 2*)الغولاغ بحسب الموسوعة البريطانية نقرأ التالي : معسكرات العمل، اختصار Glavnoye Upravleniye Ispravitelno-trudovykh Lagerey، (بالروسية: "رئيس إدارة المخيمات للأعمال التصحيحية")، نظام معسكرات العمل السوفيتية و المعتقلات والسجون والتي من سنة 1920 إلى منتصف 1950 يضم السجناء السياسية والمجرمين في الاتحاد السوفياتي . في معسكرات العمل سجنوا الملايين من الناس. وكان اسم الغولاغ إسما مجهولا عند عدد كبير في الغرب إلى أن نشر ألكسندر سولجينتسين كتابه أرخبيل الغولاغ، 1918-1956 (1973)، الذي يشبه معسكرات العمل المتناثرة في الاتحاد السوفيتي إلى سلسلة من الجزر .
تم تدشين نظام معسكرات العمل القسري أولا بمرسوم 15 أبريل 1919، وخضع لسلسلة من التغييرات الإدارية والتنظيمية في 1920 ، وانتهى إلى تأسيس معسكرات العمل في عام 1930 تحت سيطرة الشرطة السرية، OGPU (في وقت لاحق، وNKVD وKGB).