ابتهاج سريع ينتهي بفقدان ثقة تاريخي. (على هامش بيان الكتاب و الشعراء المغاربة تضامنا مع الصحفي علي انوزل


عبد العزيز المنبهي
2014 / 10 / 14 - 19:29     

على هامش بيان الكتاب و الشعراء و المبدعين المغاربة بخصوص اعتقال الصحفي علي النزلة



المنبهي عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 10:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



ابتهاج سريع ينتهي بفقدان ثقة تاريخي.

على هامش بيان الكتاب و الشعراء المغاربة تضامنا مع الصحفي علي انوزلا

كانت دهشة غاية في الفرح و الابتهاج بمجرد ما سقط بصري على العنوان :* بيان للكتاب و الشعراء و المبدعين المغاربة تضامنا مع الصحفي علي أنوزلا *
و لا اخفي انني تنفست الصعداء و بدءت تغزوني حالة من الفخر و الاعتزاز بكتاب و شعراء و مبدعي وطننا العزيز انستني حينا كل مؤاخداتي و انتقاداتي لغياب و صمت بعضهم ,بله وتواطئ آخرين في مناسبات عدة ,ليست ببعيدة, سال فيها دم مواطنين و مواطنات على حطام منازلهم و اعتقل و نكل بعدد آخر منهم دفاعا عن أرضهم واحتجاجا عن نهب خيراتها , و أغتيل وأغتصب و اعتقل آخرون في بيوت و شوارع مدن و قرى بلدنا الحبيب لمجرد تظاهرهم و/أو ممارسة حقهم في اختيار عقيدة ما أو تقبيل بعضهم البعض...

سارعت في قراءتي للبيان . اتضح لي بداية ان الامر يتعلق بالتضامن مع علي انوزلا ... حبد ت هدا التضامن و قدرته حق قدره . فكيف يليق باي مواطن او مواطنة لهما حس بسيط بالشرف و المواطنة و بحق الانسان في التمتع بالكرامة و الحرية و الديمقراطية ان لا يعبران عن مثل هدا التضامن مع مواطن مثل علي أنوزلا؟ ...فبالاحرى الكتاب و الشعراء و المبدعين, الدين سجل تاريخ الانسانية لبعضهم - ممن حملوا, في ظروف الاعصارو الزوابع , راية الحرية و قادوا شعوبهم نحو الانعتاق والازدهار و الديمقراطية...- ملاحم وبطولات في الدفاع عن هده المفاهيم و القيم و المبادئ ...

و بقدر ما كانت تتقدم عيناي في قراءة البيان بقدر ما بدء يتلاشى الاحساس الآول ليعوضه شعور بخيبة أمل لامس فقدان ثقة تاريخي في أن يحتضن كتابنا و شعرائنا و مبدعينا الموقعين على البيان قضية من حجم قضية الحرية ...بغض النظر عن فاقديها : صحفيين...عمال...طلبة أو معطلين...
لقد خلا البيان من أدنى اشارة لعشرات من المواطنين و المواطنات المعتقلين (ات) في العديد من سجون الملكية الفاشية , طلبة , عمال , فلاحين ,معطلين ومناضلي حركة 20 فبراير الدين اعتقلوا و عدبوا و حوكموا بأحكام قاسية جائرة لمجرد ممارستهم لحقهم الانساني المشروع في التعبير و التظاهر و المطالبة بحقوقهم التي سلبها منهم نفس النظام الدي ساد و سيطر مند عهد الاستعمار الجديد...بقوة الرعب و الحديد و النار... نفس هدا النظام الدي سلب الصحفي علي النزلة من حريته ,انتقاما منه واحتقارا للصحافة الحرة و لحرية الرأي و التعبير...
الحرية لا لون و لا عرق و لا عقيدة و لا مهنة لها...انها في صلب و جوهر و كيان الوجود الانساني...نحتج على فقدان علي النزلة لها كما نحتج و ندين فقدانها للعشرات من أبناء شعبنا المخلصين...طلبة و عمال و فلاحين و معطلين...
هدا ما استعصى على شعراء و كتاب و مبدعي البيان فهمه و ادراكه .
ان الواقع المادي هو الدي يحدد وعي ( وادراك و مواقف) البشر و ليس العكس