يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير1


حسقيل قوجمان
2014 / 10 / 7 - 12:51     

يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير1
يصر يعقوب دائما على مقاطعتي من كتابة المقال الذي اقوم بكتابته باجباري على الاجابة على خزعبلاته لاطلاع قرائي وقراءه على الحقائق التي يشوهها.
في هذا المقال اود قبل كل شيء ان اؤكد على ان يعقوب كذب عن سبق اصرار وترصد. كذب على نفسه وكذب على قرائه وكذب على تلميذ في شلته جاسم الزيرجاوي حين انكر انه كتب ان حسقيل لا يتكلم لغة البشر وانه اتهم تلميذه ايضا بقول ذلك. فان قوله اصبح اسودا على ابيض في تعليقاته ولا يستطيع دماغه وفكره ووعيه ولا تستطيع ارادته حذف او اخفاء كلماته المسجلة في تعليقاته العديدة. ويبدو من تكرارها عدة مرات في تعليقاته على مقال واحد او مقالين انه كان يريد ان يضمها الى اقواله التي يكررها مئات المرات. انا لا اعير اهمية لكل تهجماته على اساس (اذا اتتك ...). ولكني نبهت تلميذه على ذلك لانه لم يقل ذلك. وحين نبهت الزيرجاوي على اتهامه اكد الزيرجاوي انه لا يرتاح لذلك ولكن على ما يبدو من غير المناسب ان يلوم التلميذ معلمه ولذا دافع عن نفسه كانني انا الذي اتهمته بقول ذلك وليس معلمه. واخترع يعقوب مصطلحا جديدا هو اللغة القوجمانية وادعى انه قال ذلك وقد كذب في ذلك. ويبدو ان هذا الاختراع الجديد قد نال اعجابه وسيضمه الى العبارات المتكررة ابدا مثل صاحب قانون فناء الضدين وعلم المادية الديلكتيكية وعشرات غيرها. ولا اعرف لماذا يسمح لنفسه ان يتكلم اللغة الابراهامية ولا يسمح لحسقيل ان يتكلم اللغة القوجمانية ويريده ان يتكلم اللغة الابراهامية. اتمنى له كل النجاح في مساعيه واكاذيبه.
يبدأ مقاله الجديد بالعبارة التالية "حسقيل قوجمان يقارن بين حبة الفول والمجتمع البشري ويجد تشابهاً تاماً بين نمو الفول وتقدم المجتمع البشري". هنا ايضا كذب يعقوب. انا لم اقل كلمة واحدة عن التشابه بين حركة نمو البرعم داخل حبة الفول وانما يعقوب هو الذي كتب ملاحظاته عن هذا التشابه. وانا فقط بينت ان حتى يعقوب شعر بالتشابه بين عملية نمو البرعم في حبة الفول وبين تطور حركة المجتمع وجمعت ملاحظاته فنتجت عن جمعها نظرية ماركس في الصراع الطبقي في النظام الراسمالي. ومن حق يعقوب ان يوافق على نظرية ماركس في هذا الصدد او يعتبر انها اصبحت ماركسية محنطة ولكنه لا يستطيع ان ينكر ان هذه كانت نظرية ماركس في الصراع الطبقي بسبب كونها تشبه عملية نمو البرعم في داخل حبة الفول.
ثم يتوصل يعقوب الى ان عجز ماركسيي الفول والشعير عن مقارعة الحجة بالحجة دفعهم "الى تحويل الماركسية من أفكار ونظريات وفرضيات (وفي أحيانٍ كثيرة أحلام)، حول المجتمع والتاريخ البشري، إلى مجموعة من "قوانين" طبيعية كونية أزلية مفروضة على الطبيعة الجامدة والإنسان الواعي على حدٍّ سواء". فماركسية يعقوب استنادا الى هذا هي مجموعة افكار ونظريات وفرضيات واحلام احيانا كثيرة. وهذا يعني ان كل كتابات ماركس وانجلز ليست سوى نظريات وفرضيات واحلام وليس فيها ذرة من علم. وهذا شانه ولكنه لا يمكنه ان يتهم كارل ماركس بذلك. وهو يعتبر في الفقرة التالية ان هذا التحويل "انزل طبعا ضربة مميتة للماركسية" وما تلى ذلك من لغو متكرر. ومهما كانت اراء يعقوب فيما يحصل حقيقة في المجتمع فانه لا يحق له ان يسمي ذلك ماركسية لان الماركسية هي ما كتب ماركس بصرف النظر عن صحتها او علميتها او احلامها او تحنطها.
وبما ان البعض ومنهم تلميذه يؤيدون يعقوب بخطل كون للطبيعة حركة رغم عدم وجود دماغ لها وان حركتها تجري وفق قوانين طبيعية احاول ان اقنع هؤلاء القراء بذلك بمثل بسيط.
اولا هل نمو البرعم في حبة الفول او جنين البيضة حركة ام لا؟ لا شك انها حركة نستطيع تتبعها وقياسها اذا كانت مرئية ونراقبها اذا كانت تجري بصورة طبيعية ام تحتاج الى بعض المساعدة كحرث الارض من حول جذورها لتسهيل اختراقها للارض وغير ذلك. ولا اعتقد ان اي قارئ ينكر ان نمو برعم الفول او نمو الجنين في البيضة ليس حركة. وهذا يعني بدون اي شك ان في الطبيعة "الجامدة" غير الواعية حركات طبيعية بالاستقلال عن الانسان وعن ارادته.
والسؤال الثاني هو هل تجري هذه الحركات الطبيعية بالاستقلال عن ارادة الانسان وفق قوانين ام انها حركات اعطباطية عفوية؟ قد يكون ذلك غير واضح في عمليات صغيرة مثل نمو برعم الفول وتطوراته او في نمو الجنين داخل بيضة الطير. لذلك اتخذ مثلا اخر اوضح من ذلك. من المعروف لكل انسان اليوم ،عدا المتطرفين الدينيين اليهود الذين ما زالوا يعتقدون ويثقفون طلابهم بان الارض مسطحة غير متحركة والشمس تدور حولها، ان الارض تدور حول الشمس. فهل دوران الارض حول الشمس دوران اعطباطي ام هو يجري وفقا لقوانين طبيعية دقيقة؟ معلوم ان الارض كانت تدور حول الشمس منذ انفصالها كجرم منفصل وما زالت تدور مرة واحدة كل سنة شمسية تتكون من 365 يوما. فهل يمكن ان تجري فجاة سنة باربعمائة يوم او ثلاثمائة يوم مثلا؟ كل انسان يعلم ان هذا غير ممكن بل ان العلم يستطيع اليوم ان يعرف موعد الكسوف والخسوف الذي سيحصل يعد الف سنة ومقاييس كل منهما وموقعه وكافة تفاصيله. الا يعني هذا ان دورة الارض حول الشمس منظمة تنظيما دقيقا بصورة طبيعية وليس بامكان الانسان تغييره؟ ان هذا يعني ان دوران الارض حول الشمس يجري وفق قوانين طبيعية دقيقة على عناد يعقوب. ويعني ان الانسان كان يجهل حقيقة ان الارض تدور حول الشمس الى ان اكتشف الانسان ذلك فاصبحت علما. وان هذه القوانين كانت تجري قبل نشوء الانسان وما زالت تجري لدى وجود الانسان وستبقى تجري ما دامت الكرة الارضية موجودة في الطبيعة. وبامكاننا ان ناتي بالاف الامثلة على ذلك. ففي الطبيعة اذن حركات تجري وفق قوانين طبيعية دقيقة وبالاستقلال عن ارادة الانسان وعن دماغه ووعيه ودرايته.
هل كان الانسان الواعي الحائز على الدماغ المفكر يعلم شيئا عن هذه الحركات الطبيعية؟ بالطبع لم يعلم الانسان عند نشوئه اي شيء عن هذه الحركات الطبيعية التي تجري وفق قوانين طبيعية دقيقة. ولكن الانسان في عملية تطوره بدأ يكتشف بعض هذه الحركات الطبيعية لتصبح علما يستفيد منه في حياته. اورد على ذلك مثلا واحدا هو مفهوم مدة السنة. كان الانسان قبل ان يكتشف ان الارض تدور حول الشمس دورانا منتظما يرى حركة القمر حول الارض. وقد تعلم ان القمر يدور حول الارض مرة كل شهر قمري رغم انه لم يعلم بعملية الدوران بل كان يرى تغير مساحة القمر المرئية كالهلال والبدر مثلا. ونتيجة لهذا فان الانسان اتخد دورة القمر الشهرية قياسا للزمان فكان الانسان يؤرخ زمانه حسب السنة القمرية. ولحد اليوم يؤرخ الزمان حسب السنة القمرية وتجري الاعياد الدينية اليهودية والاسلامية بموجب السنة القمرية. ولكن بالتطور العلمي للانسان اكتشف ان السنة الشمسية ادق من السنة القمرية فاخذ يؤرخ زمانه وفقا للسنة الشمسية. وجابهت الديانة اليهودية مشكلة بهذا الصدد. اذ وفقا للسنة القمرية يتغير زمن الاعياد الدينية عشرة ايام في السنة بحيث ان العيد يحدث مرة في الصيف ومرة في الشتاء او الخريف او الربيع. ولكن الديانة اليهودية شاءت ان تكون اعيادها الدينية في نفس الموسم كل سنة. فوجدت طريقة لحل المشكلة. اعتبرت السنة القمرية كل ثلاث سنوات تتكون من 13 شهرا في شهر اذار وسمي الشهر الثالث عشر اذار الثاني لكي يتحقق موعد الاعياد الدينية في نفس الموسم كل سنة. ويلاحظ هذا الفرق بين الاعياد اليهودية والاعياد الاسلامية.
من كل ذلك نرى ان الانسان لا يعرف شيئا عن الحركات الطبيعية التي تجري في الطبيعة بالاستقلال عن ارادة ووعي ودماغ الانسان الا عند اكتشافها وتحولها الى علم. فكل حركة يكتشفها الانسان من حركات الطبيعة هي اكتشاف علمي رغم ارادة يعقوب ابراهامي.
كان الانسان خلال تطوره يكتشف بعض الحركات في الطبيعة لتتحول علما يستفيد منه. فالعلم الحقيقي هو ما يتعلمه الانسان عند اكتشاف الحركات الطبيعية وليس تاريخ العلم هو الاربعمائة سنة منذ نشوء العلوم الحديثة. ولولا اكتشاف الحركات الطبيعية القديمة لما توصل الى اكتشاف الحركات الطبيعية الحديثة.