اسئلة الى اليسار المغربي


محمد الخباشي
2005 / 8 / 17 - 11:59     

لا أريد العودة إلى ما سبق أن كتبت حول اليسار، والخوض في التحديدات الطبقية. ولا أريد أن اثير الانتباه الى القراءات التي تنزلق إلى التحليلات الميكانيكية التي تصنف القوى السياسية المغربية إلى يسار وسط، يسار اشتراكي علمي، يسار حكومي... إلخ. إنما أريد أن أطرح أسئلة على اليسار المغربي دون تحديد. وإذا كان لابد من تحديد، فإنني اقصد اليسار الذي يدافع عن مشروع مجتمع بديل. وسوف اختزل هذه الأسئلة في محاور أساسية، أطرحها على نفسي أولا قبل الغير، ولابد لليسار أن يجيب عنها، لكي لا يظل يسارا يحتل موقع النقد، ومجرورا ذيليا لما يعتمل في المجتمع من أحداث ووقائع، دون القدرة على القفز إلى صانع للأحداث والفعل فيها.
منذ الستينات إلى منتصف الثمانينات، ظل اليسار تحت ضربات القمع المتواصلة التي جعلت منه تيارات على هامش الأحداث، ولم يستطع أن يبلور بدائل تلتف حولها الجماهير الشعبية، سوى ما ارتبط بوصف أو تحليل واقعها اليومي المعيشي ومعاناتها. في المقابل بقيت كل الشعارات التي رفعها مجرد عناوين عامة، ظلت تتكرر في الخطاب اليساري إلى ما لا نهاية. ومنذ النصف الثاني من الثمانينات إلى الآن تمتد فترة تتسم بإعادة البناء المتعثرة واللامتناهية، لأنه مثل الانقسام الخلوي، لا يكف عن فرز تنظيمات ومجيمعات صغيرة، عوض أن تتوحد الجزيئات في كل قابل لاحتواء كافة الأفكار والرؤى، وهذه مسألة غير خاضعة لأي قانون علمي طبيعي أو اجتماعي أو إنساني. هذه ملاحظات وغيرها سأصوغها في شكل أسئلة موجهة إلى اليسار المغربي من خلال المحاور التالية:
1- القضايا التوجيهية والنظرية:
إلى حدود اليوم، لا زال التذبذب والضبابية تطغى على التصورات والانتماء الإيديولوجي لليسار المغربي. وتفاديا لأي تعويم، ولتوضيح عن أي يسار أتحدث، أحيل القارئ إلى المقال المنشور بالحوار المتمدن ليوم 16/6/2005 عدد 1230 تحت عنوان "اليسار الحقيقي ويسار بروكسوت".
هذا الغموض الإيديولوجي يكرسه سوء الفهم السائد لدى اليسار للاشتراكية العلمية والمنهج المادي الجدلي. إذا كان من الطبيعي أن يتحدد الانتماء الإيديولوجي لليسار في الاشتراكية العلمية. فلماذا بدأ خفوت هذا الانتماء يتضح شيئا فشيئا في أدبيات بعض التيارات السياسية؟ إضافة إلى هذا، هناك بعض التيارات لازالت لم تجهر بهويتها الإيديولوجية إلى حد الآن. وهناك أيضا تيارات اختارت لنفسها تحديدات مختلفة وجعلت من الاشتراكية العلمية عقيدة على شاكلة المذاهب الدينية. وهذا أمر يضرب في العمق الفكر الاشتراكي والمنهج المادي الجدلي، لأن الاشتراكي العلمي، الذي يستلهم تحليلاته من ذلك المنهج ومن أدوات التحليل العلمي، لا يجب أن يختزل انتماءه الإيديولوجي في فكر ونظرية بلورتها ظروف تاريخية محددة في أرضية اجتماعية وسياسية واقتصادية محددة، من خلال توظيف أدوات المنهج المادي الجدلي. الاشتراكية العلمية، تقتضي تحليل الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي في مجتمعنا والكشف عن تناقضاته، والاستفادة من تجارب الشعوب واستلهام القضايا النظرية والسياسية التي بلورها مفكرو وقادة الاشتراكية، دون التقيد بشكل محدد. وإلا تحولت الاشتراكية إلى عقيدة، وذلك شرط أساسي لإفراغها من علميتها. فماذا يعد من يصنف نفسه ماركسيا لينيا ماويا أو تروتسكيا أو غيفاريا... لواقعنا المجتمعي الشامل؟ وما هو البديل الذي يقترحه؟ هل سيحول المجتمع المغربي إلى صين جديدة أو كوبا افريقية أو اتحاد سوفياتي مغربي؟...
القصور في فهم المنهج المادي الجدلي سبب رئيسي في التفرعات وتجزئ المجزأ الذي يعيشه اليسار المغربي. يكفي أن نختلف حول قضية سياسية دون خوض النقاش الكافي بشأنها حتى تبدأ الاستقطابات وتشكيل المجيمعات والكيانات المجهرية. واليسار لازال غير قادر على خوض النقاشات الإيديولوجية والنظرية بنفس طويل بعيدا عن الحسم المتسرع، هذه السمة سائدة داخل التنظيمات نفسها وبين التنظيمات بعضها البعض.
وعدم استلهام المنهج المادي الجدلي، جعل البعض يعتبر معركته الأساسية هي محاربة البرجوازية الصغيرة، فيتحول التناقض الرئيسي في المجتمع إلى اقتتال بين المجموعات التي يفترض أن تشكل تحالفا واحدا. وتلك نظرة استنساخية للمحاربة الإيديولوجية التي مارسها قادة الثورات التي نجحت في السابق، ضد البرجوازية الصغيرة والتحريفات التي كادت أن تعصف بتلك الثورات. ولكن لنتذكر جيدا أن ذلك كان في فترات ثورية قريبة من الحسم الثوري... في واقعنا الآن هل شعار محاربة البرجوازية الصغيرة، شعار مرحلي؟. ثم إن حزب الطبقة العاملة لازال لم يتبلور بعد في مجتمعنا فمن يحارب البرجوازية الصغيرة أو غيرها؟. الطبقة العاملة لازالت بعيدة عن جوهر الصراع السياسي المباشر في المغرب، والبرجوازية الصغيرة المنتظمة في تيارات، ضمنها مثقفون ثوريون، هي الغالبية العظمى التي تعبر عن الشعب. بكل وضوح، فإن التنظيمات التي تتبنى الاشتراكية العلمية والتعبيرات السياسية التي تعمل في الساحة السياسية المغربية هي تنظيمات برجوازية صغيرة، وهذه الفئة هي التي تقودها، وهي التي لازالت تجعل من مهمة بناء الحزب الثوري، أو الأحزاب الثورية، مهمة مؤجلة إلى حين. حزب الطبقة العاملة يتبلور في المجتمع بالشكل الذي تستقل الطبقة العاملة إيديولوجيا وسياسيا عن باقي الطبقات والشرائح الاجتماعية والطبقية الأخرى. وإذا كانت بعض التعبيرات السياسية تتبنى مطامح الجماهير الشعبية الكادحة وعلى رأسها الطبقة العاملة فلذلك مبرر سياسي ونظري وهو أن البرجوازية الصغيرة هي طبعا ضمن التحالف الثوري الذي من المفروض أنه متضرر من الأوضاع الشاملة الحالية. فلا مبرر إذن أن نقفز عن هذه الحقيقة ونسارع إلى المطالبة بمحاربة البرجوازية الصغيرة. المطلوب إذن هو التوضيح الإيديولوجي لليسار. وفي عملية التوضيح هاته، تكمن المقارعة النظرية والسياسية بن مختلف التوجهات، في أفق بناء حزب الطبقة العاملة. أما وأن هذا الحزب لم تتبلور بعد أنويته الأولى القابلة لتحقيق قفزة نوعية، لا تلك التي تجتر نفسها في حلقة مفرغة...، فإن أي مواجهة للبرجوازية الصغيرة لن تكون سوى مواجهة للذات والتباهي بأن كل تنظيم هو من يمثل الطبقة العاملة واليسار الاشتراكي العلمي. وهذه حقيقة وهمية تغدي العقول التي لم تتشرب من الفكر الاشتراكي العلمي إلا عناوينه الأساسية.
العراقيل الإيديولوجية أمام اليسار هي تلك التي يجترها في كيانه منها ما ارتبط بتاريخه حيث يرجع في أصله إلى حركة سياسية واحدة هي حزب الاستقلال وفي جانب منه الحزب الشيوعي المغربي. والانشقاقات التي عرفها فيما بعد جعلت درجة الحساسية السياسية ترتفع إلى درجة غير مقبولة. وحتى في فترة إعادة التأسيس لازالت هذه الحساسية مفرطة، بل ازدادت وسرعت من وثيرة الافرازات المجهرية. ولا يمكن أن يفسر هذا إلا بانتفاء العقلية الديمقراطية القابلة للآخر وللاختلاف وممارسته بطريقة ديمقراطية. فعلى المستوى الجماهيري، شكل الصراع والإقصاء السمة الرئيسية للممارسة اليومية لبمختلف التوجهات والحساسيات السياسية دون استثناء (إلا في السنوات الأخيرة، بدأت تتبلور روح وحدوية لكنها منبنية على المساومة وعقلية الكوطا...). أما على المستوى التنظيمي الداخلي، فلازالت الديمقراطية الداخلية بعيدة إن لم تتراجع لدى بعض التنظيمات. والديمقراطية الداخلية ليست هي الأقلية والأغلبية، وليست هي عقد اجتماع الهيئات التقريرية في وقتها. الديمقراطية الداخلية التي تختزل في هذه الإجراءات هي ديمقراطية جوفاء. الديمقراطية الداخلية، هي ممارسة يومية تبدأ في أصغر خلية في المجتمع وهو الأسرة. تقتضي سعة الصدر في تقبل أفكار الآخرين، وتقتضي وضوحا كاملا في مطارحة كل القضايا للنقاش وبروح ديمقراطية وعدم التهرب من النقاش والالتفاف عليه، أكبر دليل على هذه الممارسة هي الطريقة التي تهيئ بها المؤتمرات. واليسار هو الوحيد الذي يجب ألا يخشى الديمقراطية.
وإلى حد ما يبدو الأمر أمرا عاديا، لأن اليسار لم يقطع كليا مع الرواسب السائدة في المجتمع من ولاء وتبعية وخنوع حتى. ولم تستطع التنظيمات اليسارية أن تقضي كليا، بل حافظت على السمات الريفية الزراعية حتى في التسيير اليومي لشؤونها، ليبقى النقد والنقد الذاتي والمحاسبة من الضوابط التنظيمية التي نقرأها في الأدبيات ليس إلا.
2- القضايا السياسية والجماهيرية:
إلى حدود اليوم، يحتل اليسار موقع النقد، وبلور بدائل نظرية وتصورات لا زال يكتنفها الغموض، ولم يستطع تطويرها للأسباب التي ذكرت بعضا منها أعلاه.
يعتبر اليسار أن بوابة أي تغيير ديمقراطي هو الدستور. وهذا أمر صحيح لا غبار عليه. ولا يوجد رأي موحد لدى القوى اليسارية الحقيقية في هذا الصدد، حيث يتأرجح الموقف بين مطالب بالتغيير الجدري للدستور عبر مجلس تأسيسي (وقد تم القفز عليه مؤخرا) أو تغيير جدري دون تحديد الصيغة، وبين مطالب بإصلاحات دستورية فقط. وعبر مساره، رفضت معظم القوى اليسارية الدساتير المقترحة وقاطعت الاستفتاءات حولها بمبرر أنها دساتير غير ديمقراطية وممنوحة... إلخ. وبقيت الجماهير الشعبية المعنية الأولى بالأمر بعيدة عن دائرة الصراع. واليسار هو الأجدر أن يقحمها في قلب المعركة. فعوض الاكتفاء بالرفض والمقاطعة كان من الأجدر أن يعمل اليسار على بلورة بديل دستوري ديمقراطي، تتعبأ حوله الجماهير الشعبية كي تتبناه وتطالب به. لا بد من الجواب على السؤال التالي: ما هو هذا الدستور الديمقراطي؟
بعيدا عن هذا، ظل اليسار غير قادر على اتخاذ مبادرات سياسية، وظل حبيس ردود الأفعال، ينتظر حدثا حتى يصدر موقفا وينتهي الأمر، وسقط في انتظارية لم يستطع الخروج منها بسبب وضعه الداخلي بدرجة أولى وهناك أسباب موضوعية كذلك.
أما على المستوى الجماهيري، فرغم التضحيات الجسيمة التي قدمها اليسار فإنه لم يستطع أن يؤطر إلا نسبة مجهرية من الجماهير الشعبية ولذلك تفسيراته أيضا، منها على الخصوص العقلية الأرخبيلية التجزيئية التي حكمت ممارسته اليومية، والعقلية الاقصائية والتآمرية في أحيان كثيرة. اليسار المغربي لا زال محكوما ومقيدا من رواسب تاريخه السلبية. وتبقى مهمة الانفكاك منها ملقاة على عاتق الفئات الشابة التي لا يجب أن تنزوي نحو تأييد الزعامات والرموز وعبادة الفرد. وعليها أن تتخلى عن شوفينية التنظيمات اليسارية المتجددة شكلا لكن بعقلية قديمة(تنظيم خلوي وضوابط تنظيمية عصرية على رأسها شيخ القبيلة! ! !).
3-التحالفات:
رغم وجود نقط مشتركة كثيرة بين البرامج المعلن عنها من طرف التنظيمات اليسارية ورغم وحدة الهدف، فإنه لم يستطع أن يضع اللبنات الحقيقية لتحالف سياسي واسع لقلب ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية. معوقات بناء هذا التحالف كامنة أيضا في ذات اليسار. وهي عدم القدرة على تقبل الآخر والحساسية السياسية المفرطة والعقلية الاقصائية وسوء فهم المنهج المادي الجدلي والخلط بين التناقض الأساسي والتناقض الثانوي. انبنى اليسار على رفض الممارسة السياسية للأحزاب التقليدية، وبنى برامجه على نقد تلك الممارسة، وظل محافظا على هذه العقلية إلى الأبد، وظل العداء السياسي ثابتا من الثوابت المميزة للممارسة السياسية اليسارية.
ولما فتح النقاش في أوساط اليسار في الفترة التي أعقب مرحلة الإفراج عن المعتقلين السياسيين، عقدت لقاءات تحاورية ماراطونية انتهت إلى استقطابات وبناء تنظيمات بعدما كان المنطلق الأساسي هو تجمع أو منتدى أو إطار يوحد عمل "اليسار الجديد". وفي الآونة الأخيرة، عقد اجتماع فوقي بين قيادات سياسية لتيارات متناحرة إلى حد قريب، توج بتجمع اليسار. وإلى اليوم لم ينتج عنه إلا أطنان من الكلام وبعض الأوراق المسودة ببعض الحبر وخطابات المجاملة. لماذا؟ لأنني أومن أن أي تحالف يبنى خارج الميادين الجماهيرية ودون قاعدة الممارسة الميدانية في المنظمات الجماهيرية، لا يمكن أن يكون إلا ظرفيا. إضافة إلى كونه بناءا فوقيا على شاكلة الاستنساخ الكربوني لتجربة الكتلة الديمقراطية، فإنه تم تعويمه بأطراف كانت إلى الأمس القريب واحدا من الكوابح الأساسية للمنظمات النقابية... وعوض أن يكون هذا الإطار محركا للميادين الجماهيرية تحول إلى لقاءات الاستقطاب والاندماج التنظيمي... إلخ. ولنسأل الجميع لماذا تجتمع هذه التيارات في البيضاء وتتبادل خطابات المجاملة... وتتطاحن على أرض الممارسة الجماهيرية في النقابات المهنية؟ ومن هناك يجب أن تتبلور أسس التحالفات السياسية وليس من فوق.
بهذا المنطلق، لا أرفض التنسيق والعمل الوحدوي، ولكن أرى أن أي تحالف أو تنسيق أو تجمع إذا لم يتوفر على نواة صلبة تلعب فيه دورا محوريا، مآله اجترار تجارب الماضي والزوال. في تجمع اليسار عقليتان متباينتان: عقلية ترى في التجمع وسيلة لتقريب الرؤى وتذويب جبل الجليد بين مكونات اليسار، هذه مسألة إيجابية، وعقلية بدأت مرحلة التهييء للانتخابات المقبلة. أي تنظيم يلعب أو يستطيع أن يلعب قطب هذا التجمع؟ لربطه بأهداف التغيير الديمقراطي الحقيقي، كان لابد من تطوير التنسيق الثنائي بين النهج الديمقراطي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وتوسيعه ليضم أطرافا أخرى من "اليسار الجدري" وليس الإسهام في تجميع أطراف أخرى على حساب العمل الوحدوي. لا أريد هنا أن أنضم إلى عقلية "بروكوست" التي عبرت عنها مقالات نشرت على صفحات الحوار المتمدن، والتي أعقبت اجتماعا ما كان مخصصا لهذا التجمع، وتسارعت بشكل هستيري على شكل طلقة خرطوشة من بندقية قديمة، لتهاجم تيار النهج الديمقراطي وانخراطه في تجمع اليسار. مأزق هذه العقلية أنها بدأت تقيس نفسها على طريقة بروكوست، بذلك التيار، محاولة إيجاد نقط الالتقاء والاختلاف لتبرير المنطق الانعزالي. ليس من الضروري أن نتفق %100 حتى نقبل التحاور، وليس من الضروري أن تكون البرامج متطابقة حتى تقبل التنسيق أو التحالف. انتظار التطابق في البرامج دون وحدة تنظيمية هو العبث بعينه. وهذا أمر واقع بين أرخبيلات اليسار المغربي: خطاب واحد يتكرر في أحيان كثيرة من مجيمعات وتنظيمات مجهرية مختلفة.
ولكي لا أبدو كمن يطلق النار على الجميع، فإنني أطرح أفكارا للنقاش عسى أن تكون مخرجا وأفقا لبناء يسار حقيقي وبلورة ممرات عبر أرخبيل اليسار المغربي، وتسريع الفرز والتوضيح الإيديولوجي من أجل بناء حزب الطبقة العاملة.
- المهمة الأساسية الحالية لليسار هو التوضيح الإيديولوجي.
- يجب العمل على بلورة بدائل واتخاذ مبادرات سياسية.
- خلق حركة جماهيرية وبناء التنظيمات الذاتية.
للاضطلاع بهذه المهام أطرح عملا نخبويا في بداية الأمر، وهو خلق منتدى فكري وسياسي، مهامه:
- فتح ورشات كبرى في النظرية والفكر الاشتراكي لنشره وتوسيع انتشاره وجعله جماهيريا لا نخبويا، لأنه محصور في دائرة ضيقة حتى في أوساط التنظيمات اليسارية نفسها.
- بلورة بدائل سياسية وتصورات يلتف حولها أوسع تجمع جماهيري ممكن وتكون أساسا للتعبئة الجماهيرية (دستور ديمقراطي، قانون انتخابي نزيه وشفاف، قوانين...)
- تشغيل التنظيمات اليسارية القائمة على ورشات عملية حول آليات الانتقال الديمقراطي وبناء التنظيمات الذاتية للجماهير وخلق حركية جماهيرية مناصرة لليسار
هذا هو السبيل الوحيد لخلق تربية نضالة جديدة لوضع اسس تنظيمية وجمتهيرية لولادة جديدة ليسار حقيقي، لأنه لا يمكن ان تتحقق القفزة النزعية في ظل الاجترار المتكرر للامزاض التنظيمية والعقلية التي ادت لما يقارب نصف قرن من الزمن. هذه الدعوة لن تكون بدون مجيب لانها اصدق طريق نحو ولادة جديدة بأفق جديد.