لا تقتل لليو تولستوي


مازن كم الماز
2014 / 9 / 13 - 06:22     

تقديم من المترجم : رغم عدم اتفاقي مع الكثير من أفكار تولستوي الواردة في المقال لكنه يحمل افكارا مهمة للثوريين و الأناركيين في هذه الفترة بالتحديد , و أيضا وثيقة مهمة لتيار أناركي يكاد يكون مجهولا بالكامل للثوريين و المهتمين العرب
"لا تقتل"
"ليس التلميذ فوق سيده , لكن كل واحد عندما يكون كاملا سيصبح مثل سيده"
"من يعش بالسيف يموت به"
"لذلك , فإن كل ما فعلوه بكم , يجب أن يفعل بهم"

من الإنجيل

عندما يعدم الملوك بعد محاكمتهم , كما جرى لتشارلز الأول ( ملك انكلترا , أعدم عام 1649 على يد كرمويل ) , لويس السادس عشر , و ماكسيميليان من المكسيك ( ملك المكسيك , أعدمه الثوار الجمهوريون عام 1867 ) , أو عندما يقتلون في مؤامرات البلاط , كما جرى مع بيتر الثالث , بول , و سلاطين و شاهينشاهات و خانات عدة - لا يتحدث عنهم أحد , لكن عندما لا يقتلون بعد محاكمتهم و لا في مؤامرة بلاط - كما جرى لهنري الرابع في فرنسا ( ملك فرنسي , اغتاله كاثوليكي متعصب عام 1610 ) , الكسندر الثاني ( قيصر روسي , 1818 - 1881 اغتاله أعضاء في منظمة النارودنايا فوليا أو إرادة الشعب اليسارية الإرهابية ) , امبراطور النمسا , آخر شاه فارسي , و مؤخرا همبرت ( ملك إيطاليا , اغتيل عام 1900 على يد الأناركي الإيطالي غايتانو بريتشي انتقاما لضحايا مجرزة ميلان 1898 التي قضى فيها قرابة 400 عامل على يد قوات الملك ) - يستفز هذا القتل دهشة و غضب الملوك والأباطرة و أتباعهم , كما لو أنهم لم يرتكبوا هم أنفسهم أية جرائم قتل , أو لم يستفيدوا منها , و لم يحرضوا عليها . بينما في الواقع أن أكثر هؤلاء الملوك المقتولين اعتدالا ( الكسندر الثاني أو همبرت مثلا ) , دون أن نتحدث عن جرائمهم في بلدانهم نفسها , كانوا محرضين , متواطئين و مشاركين في قتل عشرات آلاف البشر الذين قضوا في ميادين المعارك , أما الملوك و الأباطرة الأكثر قسوة فهم مسؤولون عن قتل مئات الالاف و حتى الملايين . ترفض تعاليم المسيح قانون "العين بالعين و السن بالسن" , لكن أولئك الذين تمسكوا دائما بذلك القانون و ما زالوا , و الذين يطبقوه بدرجة فظيعة - بالمطالبة ليس فقط بعين مقابل عين , بل يأمرون بذبح الآلاف دون سبب , كما يفعلون عندما يعلنون الحرب - هؤلاء لا يملكون الحق للغضب عندما يطبق نفس القانون عليهم على نطاق أضيق محدود و أقل خطرا مما فعلوه هم أنفسهم , بحيث أنه بالكاد يقتل ملك أو امبراطور مقابل كل مائة ألف أو حتى مليون ممن يقضون بأوامر و موافقة الملوك و الأباطرة . ليس فقط أنه لا يجب أن يشعر الملوك و الأباطرة بالسخط على قتل أشخاص مثل الكسندر الثاني و همبرت , بل عليهم أن يندهشوا لأن هذه الجرائم نادرة , أخذا بعين الاعتبار المثال المستمر و العام للقتل الذي يستمرون بتقديمه للبشرية . إن الجمهور منوم بحيث أنه يرى ما يجري أمام أعينه لكنه لا يفهم معناه . يرون ما يخصصه الملوك و الأباطرة و الرؤوساء من اهتمام دائم لجيوشهم النظامية , يرون المسيرات , الاستعراضات و المناورات التي يقوم بها الحكام , و التي يباهون بها بعضهم البعض , حيث يحتشد الناس ليشاهدوا إخوانهم يرتدون ملابسهم الزاهية الحمقاء , و قد تحولوا إلى آلات تسير على وقع الطبول و الأبواق , يصرخون صرخة رجل واحد , و يقومون بنفس الحركة في نفس اللحظة - لكنهم لا يفهمون ما يعنيه هذا كله . إن معنى هذا التمرين واضح و بسيط جدا : فهذا كله ليس إلا تحضيرا للقتل . إنه استغباء للبشر لتحويلهم إلى أدوات مناسبة للقتل . و أولئك الذين يفعلون ذلك , الذين يقودونه و يفخرون به أيضا , هم الملوك و الأباطرة و الرؤوساء . هؤلاء هم نفس الأشخاص - المنشغلون دائما بشكل خاص بتنظيم أعمال القتل , و الذين جعلوا القتل مهنة لهم , الذين يرتدون البزات العسكرية و يحملون إلى جانبهم تلك الأسلحة القاتلة ( السيوف ) - هم الذين يصابون بالذعر و الغضب عندما يقتل أحدهم . إن قتل الملوك , و قتل همبرت بالذات , هو شيء مريع . لكن ليس بسبب قسوته . فالأفعال التي وقعت بأمر من الملوك و الأباطرة - ليس فقط الأحداث الماضية مثل مجزرة سانت بارثولومو ( مجزرة وقعت في فرنسا عام 1572 قتل فيها آلاف البروتستانت على يد المتعصبين الكاثوليك بتحريض من العائلة الحاكمة ) , و القمع الرهيب لانتفاضات الفلاحين , و انقلاب باريس الأخير , بل الإعدامات التي نفذتها الحكومة مؤخرا و قتل السجناء في الحجز الانفرادي , و كتائب التأديب , و الشنق , و قطع الرؤوس , و الإعدام رميا بالرصاص و القتل في الحروب - كل هذا أكثر قسوة بما لا يقاس مقارنة بجرائم القتل التي ينفذها الأناركيون . و ليس هذا القتل مريعا لأنه غير مستحق . إذا لم يكن الكسندر الثاني أو همبرت يستحقان القتل , فإن آلاف الروس الذين قضوا في بلافينا ( حصار بلافينا من قبل العثمانيين 1877 , قتل و جرح فيه آلاف الجنود الروس ) , أو الإيطاليين الذين قتلوا في الحبشة هم أيضا لا يستحقونه أكثر من الكسندر أو همبرت . هذه الجرائم رهيبة , ليس لأنها قاسية أو غير مستحقة , بل بسبب عدم معقولية مرتكبيها . إذا كانت حالات قتل الملوك تقع تحت تأثير مشاعر الغضب الشخصية التي تستفزها معاناة شعب مقهور , على يد من يعتبرون أن الكسندر الثاني أو كارنوت ( رئيس فرنسا , اغتيل عام 1894 على يد أناركي إيطالي ) أو همبرت مسؤولين عنها , أو أنهم يتصرفون انطلاقا من مشاعر الانتقام - فعندها - مهما كان سلوك مرتكبيها لا أخلاقيا - فإنها على الأقل واضحة ( أو مفهومة ) , لكن كيف أن مجموعة من البشر ( الأناركيين كما قيل لنا ) كأولئك الذين أرسلوا بيرتشي ( قاتل الملك الإيطالي همبرت ) , و الذين يهددون الآن امبراطور آخر بنفس المصير - كيف أنهم لم يستطيعوا أن يبتكروا وسيلة أفضل لتحسين أحوال البشرية من قتل أولئك الذين لن يفيد القضاء عليهم إلا بقطع رأس الوحش الأسطوري الذي سيظهر مكانه رأس جديد بمجرد قطع الأول ؟ لقد نظم الملوك و الأباطرة أنفسهم منذ وقت طويل في نظام يشبه مخزن البندقية : ما أن تنطلق رصاصة حتى تحل مكانها طلقة أخرى . مات الملك , عاش الملك . فما هي الفائدة إذن من قتلهم ؟ فقط انطلاقا من الرؤية الأكثر سطحية , يمكن لقتل هؤلاء الأشخاص أن يبدو وسيلة لإنقاذ الشعوب من القهر و من الحروب المدمرة لحياة البشر . يكفي المرء أن يتذكر أن قهرا مشابها و حروبا شبيهة طالما وقعت أيا كان الشخص الذي يرأس الحكومة - نيقولا أو الكسندر , فريديريك أو ويلهلم , نابليون أو لويس , بالمرستون أو غلادستون , ماكينيلي أو أي شخص آخر - لكي نفهم أن هذا القهر و تلك الحروب التي تعاني منها الشعوب ليست من صنع شخص بعينه . إن بؤس الشعوب ليس نتيجة لأشخاص محددين بالذات , بل نتيجة نظام معين للمجتمعات يتم بموجبه ربط الناس معا بحيث يجدون أنفسهم جميعا تحت سيطرة قلة من البشر , أو غالبا تحت سيطرة شخص واحد : شخص مصاب بالانحراف نتيجة موقعه غير الطبيعي كمتحكم بمصير و حياة الملايين , ليكون دائما في حالة مرضية , حيث يعاني دائما من هوس تمجيد شخصه , التي يخفيها موقعه الاستثنائي عن الإدراك العام . بغض النظر عن أن هؤلاء الأشخاص يحاطون منذ طفولتهم المبكرة و حتى القبر بأعظم ترف مناقض للمنطق , و أن جوا من الكذب و النفاق يرافقهم دائما , فإن كل تعليمهم و كل أعمالهم تتمحور حول موضوع واحد : تعلم جرائم القتل السابقة , و أفضل الوسائل الحالية للقتل , و أفضل التحضيرات للقتل في المستقبل . يتعلمون منذ نعومة أظفارهم القتل بكل أشكاله الممكنة . و يحملون معهم دائما الأسلحة الفتاكة - السيوف , و يرتدون بزات مختلفة , يحضرون الاستعراضات و المسيرات و المناورات , يتزاورون , يتبادلون الأوامر و ينصبون بعضهم البعض لقيادة الأفواج العسكرية - بينما لا يقول لهم أي شخص بصراحة ما الذي يفعلونه أو أن انشغالهم بالتحضيرات للقتل هو أمر مقزز و إجرامي , لا يسمعون من كل الجهات إلا الموافقة و الحماسة لكل ما يفعلوه . و في كل مرة يخرجون فيها , في كل موكب و استعراض , يحتشد جمع غفير لتحيتهم بحماسة , بحيث يبدو لهم و كأن كل الشعب يقر سلوكهم . كل الصحف التي تصلهم , و التي تبدو لهم معبرة عن مشاعر الشعب بأكمله , أو على الأقل أحسن ممثليه , تمجد بكل خنوع كل كلمة و كل عمل يقومون به , مهما كان سخيفا أو شريرا . أما من حولهم , من رجال و نساء , من رجال دين و علمانيين - كل من لا يكترث بالكرامة البشرية - فيتنافسون فيم بينهم في مديحهم باستمرار , يوافقوهم في كل شيء و يخدعوهم بصدد كل شيء مما يجعل من المستحيل عليهم أن يروا الحياة كما هي . قد يعيش هؤلاء الحكام مئات السنين قبل أن يروا إنسانا واحدا مستقلا بالفعل أو أن يسمعوا أحد ما يخبرهم شيئا من الحقيقة . يشعر المرء أحيانا بالفزع من سماع كلمات و أفعال هؤلاء البشر , لكن يجب على المرء فقط أن يفكر في منصبهم لكي يفهم أن أي شخص في مكانهم سيتصرف بنفس الطريقة . إذا وجد اي شخص عاقل نفسه مكانهم , فهناك عمل واحد عاقل يمكنه القيام به , و هو أن يهرب بعيدا عن ذلك المنصب . مهما كان من سيجلس هناك سيتصرف تماما كما يفعلون . بالفعل ما الذي يمكن أن يوجد في عقل ويلهلم ألماني ما ( ويلهلم كان آخر قيصر ألماني , حكم بين 1888 و 1918 ) , إلا رجل ضيق الأفق سيء التعليم أجوف , يحمل فقط المثل العليا لضابط ألماني - حيث سيقابل أغبى شيء يقوله أو أكثره إثارة للرعب بصرخة "هوو !" الحماسية و سيجري التعليق عليه في كل صحافة العالم و كأنه شيء مهم للغاية . و عندما يأمر يجب أن يكون الجنود مستعدين حتى لقتل آبائهم , و أن يصرخ الناس : "مرحى !" . عندما يقول أنه يجب فرض الإنجيل بقبضة حديدية سيردون - "مرحى !" , عندما يقول أنه على الجيش ألا يأخذ أسرى و هو يهاجم الصين , بل أن يذبح الجميع , فإنه لن يوضع في مستشفى للأمراض العقلية , بل سيصرخ الجميع : "مرحى !" و سيبحرون إلى الصين تنفيذا لأوامره . أو نيقولا الثاني ( و هو رجل متواضع بطبيعته ) الذي بدأ عهده بإعلانه لكبار السن المحترمين الذين عبروا له عن رغبتهم بأن يسمح لهم مناقشة شؤونهم , بأن أفكار الحكم الذاتي هي مجرد "أحلام مجنونة - و قد امتدحته لهذا كل الصحافة التي رآها , و كل الناس الذين قابلهم . ثم اقترح مشروعا طفوليا سخيفا منافقا للسلام العالمي , بينما أمر في نفس الوقت بزيادة تعداد الجيش - و لم يكن هناك حد يومها لامتداح "حكمته" و "فضائله" . و دون أي داعي قام بكل حماقة و دون أي رحمة بإهانة و اضطهاد شعب بأكمله , الفنلنديين , و أيضا عندها لم يسمع إلا الثناء . و أخيرا نظم مجزرة للصينيين - رهيبة في ظلمها و قسوتها و تناقضها مع "مشروعه للسلام" , و أيضا صفق له الناس , كمنتصر و كمواصل لسياسات والده "السلمية" . بالفعل ماذا يمكن أن يوجد في عقول و قلوب هؤلاء الناس ؟ ليس الكسندر أو همبرت , و لا ويلهلم أو نيقولا , و لا تشامبرلين - رغم أنهم يأمرون بقمع تلك الشعوب و بكل تلك الحروب - هم المسؤولين فعلا عن تلك الذنوب أو الأخطاء , بل بالأصح أولئك الذين يضعونهم و يدعمونهم في موقع المتحكم بحياة أفراد شعوبهم . و بالتالي ما يجب فعله ليس قتل الكسندر أو نيقولا أو ويلهلم أو همبرت , بل إنهاء أي دعم لذلك التنظيم للمجتمع الذي ينتج هؤلاء . ما يدعم بقاء النظام الحالي للمجتمع هو أنانية و غباء الشعوب , من يبيعون حريتهم و كرامتهم مقابل بعض الفوائد المادية التافهة . الناس الذي يقفون في أدنى درجات السلم - جزئيا نتيجة استغبائهم بالتعليم الوطني و الديني المزيف , و جزئيا مقابل بعض الفوائد الشخصية - يتخلون عن حريتهم و شعورهم بالكرامة الإنسانية لمن يقفون فوقهم . و بنفس الطريقة - نتيجة لاستغباء الناس , و غالبا من أجل تلك المزايا - يتنازل أولئك الذين هم أعلى قليلا في السلم عن حريتهم و كرامتهم الرجولية , و يتكرر نفس الشيء مع من هم أعلى , و هكذا حتى الدرجة الأخيرة - حتى أولئك أو ذاك الذي يقف على قمة الهرم الاجتماعي , الذين لم يبق هناك أي شيء آخر ليحصلوا عليه , و الذين يحركهم فقط حب السلطة و الغرور , و الذين أصبحوا منحرفين و أغبياء نتيجة سلطة الحياة و الموت التي يملكونها على مواطنيهم , و نتيجة خنوع و تملق من يحيطون بهم , بحيث أنهم دون أن يتوقفوا عن فعل الشر , يبقون مطمئنين تماما لكونهم محسنين للجنس البشري . إنهم أولئك الذين ضحوا بكرامتهم كبشر مقابل ربح مادي هم الذين ينتجون هؤلاء الأشخاص الذين لا يمكنهم التصرف إلا كما يتصرفون بالفعل , و بالتالي من غير المجدي أن نغضب من أعمالهم الشريرة و الغبية . قتل هؤلاء الأشخاص يشبه جلد الأطفال الذين سبق تدليلهم . أكيد أنه يجب ألا تضطهد الشعوب , و ألا تكون هناك أيا من تلك الحروب العبثية , و أيضا ألا يغضب الناس ممن يبدو أنهم سبب تلك الشرور , و ألا يقتلوهم - يبدو أن هناك شيء صغير جدا ضروري لتحقيق ذلك . من الضروري أن يفهم الناس الاشياء كما هي , و أن يسموها بأسمائها الصحيحة , أن يعرفوا أن الجيش هو أداة للقتل , و أن الالتحاق بالجيش و قيادته - الأشياء التي يشغل الملوك و الأباطرة و الرؤوساء أنفسهم بها بثقة كبيرة بالنفس - هي مجرد أفعال تحضير للقتل . فقط إذا فهم كل ملك , كل إمبراطور , و رئيس أن عمله في قيادة الجيوش ليس عملا مشرفا و لا ضروريا , كما يقنعه مادحوه , بل عمل سيء و مخجل تحضيرا للقتل - و إذا فهم كل فرد أن دفع الضرائب لتجنيد و تسليح الجيوش , و قبل أي شيء , الخدمة في الجيوش نفسها , ليست فقط مسائل تافهة , بل أيضا أفعالا سيئة و مخجلة لا يوافق من خلالها فقط , بل و يشارك في القتل - فإن سلطة هؤلاء الملوك و الأباطرة و الرؤوساء التي تسبب اليوم غضبنا , و تودي بهم إلى القتل , ستختفي من نفسها . يجب عدم قتل الكسندر , كارنوت , همبرت و الآخرين , بل يجب أن يشرح لهم أنهم قتلة , ألا يسمح لهم أصلا بقتل الناس : على الناس أن يرفضوا أن يقتلوا بأمر منهم . إذا لم يكن الناس قد فعلوا هذا حتى اليوم , فإن هذا فقط لأن الحكومات , كي تحافظ على نفسها , تمارس بكل اجتهاد تأثيرا منوما عليهم . و لذلك يمكننا أن نساعد في منع الناس من قتل الملوك أو بعضهم البعض ليس بالقتل - القتل فقط يعزز ذلك التنويم - بل بإيقاظ الناس من حالة نومهم . و هذا ما حاولت فعله بكتابتي لهذه الملاحظات
. 8 أغسطس 1900 .
منع هذا المقال في روسيا , جرت محاولة لطبعه باللغة الروسية في ألمانيا , لكن تمت مصادرة الطبعة في يوليو 1903 و بعد محاكمة أمام محكمة مقاطعة لايبزيغ في أغسطس 1903 أعلن أنها مهينة للقيصر الألماني و أمر باتلاف كل النسخ .