مُحدَّث Speaker


سميرة الغامدي
2014 / 8 / 30 - 20:56     


ما أفادنا به مُحدَّثنا، عن مآل حال بلادنا ما بين النَّهرين، بلاد أَوَّل حرفٍّ ما قبل التاريخ= الكتابة المسمارية (باللغة الهولندية Spijkerschrift)، عراق الحضارات والخيرات، المال والرَّجال والنَّخل الحمَّال، وطن الحزن العميق وصبر الجمال الجميل، مواطنه يحمل العاقول ويلوك خفي حنين حاف على ترب من التبر!..، ومجزرة أشعث الشعر أغبره: داعش!، شرقي مدينة تكريت عند أطراف الصحراء وجيل الـGEL نيسان 2003 أيلول 2014م!!..

ما أفادنا المُحدَّث من قبل، ذاته جاءت به صحيفة The New York Times الأميركية: مع إحراز مقاتلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميا باسم "داعش"، تقدما كبيرا على الأرض فى جبهتى سوريا والعراق، وسيطرتهم على مساحات واسعة، قبل إعلانهم "الخلافة" فيها، بدأ التنظيم فى هدوء بناء هيكل إدارى كفء من عراقيين فى منتصف العمر يشرفون على وزارات المالية والجيوش، والحكم المحلى والعمليات العسكرية والتجنيد.
على قمة التنظيم الإدارى لـ"الخلافة المزعومة"، يتواجد "الخليفة"، أبوبكر البغدادي، الرئيس التنفيذي، الذى عمد إلى اختيار مساعديه المقربين من الرجال الذين تواجدوا معه بسجن "معسكر بوكا" الأميركي بمدينة أم القصر، جنوبى العراق.
ويفضل البغدادي أن يكون مساعدوه من العسكريين، لذلك يتواجد فى فريق القادة المحيطين به عدد من القادة السابقين بجيش صدام، خاصة فاضل الحيالي (عقيد سابق)، وعدنان سويداوي (عقيد سابق) بجيش صدام، رئيس المجلس العسكرى لـ"داعش".
يعمل مع البغدادي 25 مساعدا فى العراق وسوريا، ثلثهم كانوا ضباطا بجيش صدام، وأغلبهم كانوا سجناء بسجون الولايات المتحدة، حسب مصادر عراقية وأميركية، كما يتواجد بهيكل قيادة "داعش" 12 واليا (حاكم محلي)، وثلاثة رجال يشكلون وزارة الحرب، و8 آخرين يشرفون على وزارات مثل المالية والسجناء.
وقال Dark Hervé ، ضابط مخابرات سابق وأكاديمى، إن "الضباط السابقين بجيش صدام لديهم روابط شخصية وعملية وقبلية واسعة، ساهمت فى تقوية تحالف "داعش".
وحسب مسؤولين بالمخابرات الأميركية ووثائق وقعت بيد الجيش العراقى، فإن قادة التنظيم زادوا على المهارات العسكرية التقليدية تقنيات إرهابية اكتسبوها من قتال القوات الاميركية بالعراق، فضلا عن امتلاكهم معلومات دقيقة وشبكات اتصال واسعة.
إن "داعش هجين من إرهابيين وجيش"، مضيفة، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن "أحد قادة النخبة بجيش صدام، اتصل مرارا بقادة الجيش الحالى طالبا العودة للخدمة، لكن طلبه قوبل بالرفض، واليوم يقاتل بصفوف داعش".
وحسب (حسن أبوهنية)، الخبير الأردنى بالجماعات الإرهابية، فإن البغدادي يعتمد كثيرا على العراقيين، لكنه ترك مجالات، كالارشاد الدينى والإنتاج الإعلامى للأجانب المنخرطين فى التنظيم، وكثيرا منهم، سيما قسم الإعلام الذي يديره سعوديون.
وقال الخبير فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى Michael Knights: إن "ما حدث فى العراق منذ عام 2003م، من تفكيك للجيش وإقصاء لحزب البعث، وتهميش للسنة بعد صعود الشيعة ساهم فى تطرف قيادات نظام صدام".
وقال مسؤولون عرب وغربيون إن "الدولة الإسلامية" تدير اقتصادا مكتفيا ذاتيا فى الأراضى التى تسيطر عليها بسوريا والعراق، عن طريق قرصنة النفط، ما يجعلها واحدة من أغنى الجماعات الإرهابية فى العالم وتهديد غير مسبوق، حسب صحيفة The Wall Street Journal الأميركية.
قديما، كان "داعش" يعتمد بالأساس على أموال التبرعات من الخليج والعالم الإسلامي، والآن أصبح تمويله ذاتيا، وتأتى أمواله بالأساس من الجرائم والعمليات الإرهابية التى تشمل السطو على البنوگ (أبرز البنگ المركزى بالموصل)، كما يجنون أموالا عن طريق الفدية، عبر مبادلة رهائن أجانب بملايين الدولارات. وأخيرا، يجنى التنظيم أموالا طائلة من بيع النفط من الحقول التى سيطر عليها بالعراق، رغم أنه مازال يحصل على تبرعات. وديموغرافيا، يدير "داعش" مناطق يقطنها نحو 8 ملايين نسمة «V. Stranger».

سميرة الغامديّ العراقيّ- شاطىء القنال الإنگليزي 30 آب 2014م.