من الثورة الي داعش


محمد البدري
2014 / 8 / 27 - 09:15     

منذ تفجر العنف بعمل ارهابي في حادثة 11 سبتمبر ظهرت اشكالا عنفية اخري كرد فعل انتقامي في شكل حروب بجيوش نظامية كما في افغانستان والعراق. ولم يمر عقد علي 11 سبتمبر حتي انفجرت موجات ثورية وتمردات من دول الاسلام العربية المحيطة بجزيرة العرب. فجريمة نيويورك كانت جريمة اسلامية بجدارة كذلك كانت موجات الارهاب التي تلت ثورات الشعوب علي نظمها.
فالثورات لم تكن اسلامية باي شكل من الاشكال ، فكما أن الثورة ليس ضمن ما تدعو اليه الادارة الامريكية فان الاسلام السياسي لا يملك نظرية ثورية علي الاطلاق. لكن مشهدين ذو دلالات جعلت الراصد للاحداث يعيد النظر في كثير من الامور. انحصرالمشهد الاول في هيلاري كلينتون متجولة في ميدان التحرير بعد تخلي مبارك عن السلطة. تجولت الوزيرة بابتسامة عريضة وفرحة وابتهاج شديدين كطفل منبهر وكانه في مدينة الاحلام. وكان المشهد الثاني ظهور الشيخ يوسف القرضاوي ملقيا خطبة الجمعة الاولي في 18 فبراير، وإماما في الصلاة بميدان التحرير وبالشوارع المحيطة منذ الصباح الباكر للاحتفال بانتصار ثورة 25 يناير حيث وصلت الحشود الى كورنيش النيل، وصلى العصر جمع تقديم وبعدها صلى صلاة الغائب علي الشهداء. مشهدين يحركان العقل الساعي للمعرفة ببرود وليس كما يحتفي به البسطاء من المؤمنين علي اساس من السطحية الدينية. فمنذ متي والثورة هدف امريكي ومنذ متي ومشايخ الاسلام يحتفون بعزل حاكم خاصة وان ايام الثورة كلها كانت خالية من كل ما يلوث سمعتها امريكيا أو اسلاميا؟

وعلي مدي ثلاثة اعوام تالية من هذين المشهدين انفجر العنف والدم بعد الاحتفال بالانتصار امريكيا واسلاميا ليحصد الاسلاميين نتائج الثورة. وفوجئ الجميع الان بداعش تعلن قيام دولة اسلامية علي اساس من الشريعة الاسلامية المنصوص عليها في كل دساتير دول الربيع. فاذا كان الخطاب الاسلامي الصادر من الدعاة برعاية ملوك وامراء عرب كارها للغرب بعلمانيته ومنددا بكفره وقيمه الحداثية وما بعد الحداثة فان الحكام انفسهم لم يكونوا بنفس الاتفاق مع خطاب الدعاة بل علي النقيض تماما ساعين لرضا النظم الغربية العلمانية الطابع. وكان النموذج الاكثر فجاجة موقف قطر التي ظل القرضاوي يبث من قناتها العلاقة بين الشريعة والحياه وتلعب هي الشريك الاول للامريكيين في تنحية الحكام الفاسدين باعلام ظل ثوريا باكثر من ثوار الميادين في تونس ومصر وسوريا. وهنا تبدو ملامح صلة بين داعش كجماعة تؤصل للعنف من رحم الاسلام وبين نظم الخليج الداعمة للاسلام وللنظم الغربية علي السواء.

فالغرب يعلم، كما يعلم المشايخ وحكام امارات النفط وسلطة الاستبداد العروبي، علم اليقين ان العنف متجذر في الاسلام وانه من صلب تكوينه. بينما ظلت الشعوب صاحبة الثورة، بنقاء مطالبها، بعيدين عن اي ممارسة عنفية أو تبني فكر اسلامي ايا كان نوعه. فما الذي اتي بكلينتون والقرضاوي الي ميدان التحرير؟ إلا لان الغرب يعرف الاسلام باكثر مما يعرفه اهله من العوام المؤمنين به، لا لانهم يحفظون ايات الله باكثر مما يحفظه المسلمين أو ان لديهم السورة رقم 115 المنسوخة من قرآن العرب وبها حل الغاز الدين الحنيف وباقي سوره، انما لان لديهم مناهج معرفية عديدة تنفتح امامها اسرار الكون بكليته والدين الاسلامي بخصوصيته.

فقديما وبعد موجات البربرية الاسلامية الاولي التي اجتاحت المنطقة بعروبتها وجاهليتها ومورست فيها كل اصناف العنف علي كل المجتمعات بشرا وثروة وممتلكات استقر دين جديد مفاده ان الجهاد (العنف) هو سنام الاسلام. واصبح للمجتمع دينان، دين العوام يضمن السلم الاجتماعي بطقوس اسلامية لا تؤذي احدا ولا توفر عائدا وتضمن معاملة آمنة من الحكام طالما يدفعون ما عليهم من جزية (اتاوة) وتحمل الخسائر المادية كما في طقوس الحج أو ضياع الوقت في الصلاة والطاقة وتشتت الذهن والعقل في الصيام. ودين آخر يتداوله الحكام فيما بينهم مفادة الجهاد ضد بعضهم أو ضد الاغيار بهدف الاخضاع وضمان الولاء وحيازة الثروة علي بعضهم البعض وعلي شعوبهم ايضا. في هذا الدين الاخير ظل سنام الاسلام حيا ياتي بالسبايا لملئ حرملك السلطان ويبيع ويشتري في سوق الجواري والعبيد من وقع في الاسر ويحول من يجد فيه نفعا الي مماليك يضمن بهم حراسته وحراسة مملكته. فما هو صحيح الاسلام الذي يردده الطلب عليه مثقفوا السلطة؟؟
الاجابة صعبة علي الجميع طالما شجاعة العقل مفقودة، لكنها سهلة إذا ما ادركنا أن الاسلام نفسه نشأ في بيئة بدوية قبلية كان العنف اهم ادواتها. لهذا فليس غريبا ان يكون 15 عشر ارهابيا ضمن جريمة 11 سبتمبر من ذات البيئة المجتمعيه، وحاليا فان كثير من اعضاء داعش من السعوديين.
ففي موقع جلوبال ريسيرش مؤخرا بناء علي معلومات حقلية احصائية وما نشر في واشنطن بلوج في اسفل الخبر


http://www.globalresearch.ca/why-is-the-u-s-backing-the-most-barbaric-violent-extreme-muslims-and-overthrowing-moderates/5397786
Why is the U.S. Backing the Most Barbaric, Violent, Extreme Muslims … And Overthrowing Moderates?
Salafis are the most violent, crazed fundamentalist Muslims. For example, both ISIS and Al Qaeda are Salafis.
ISIS and other salafi terrorists represent a very small percentage of Muslims. PBS estimates Salafi jihadists constitute less than 0.5 percent of the world’s 1.9 billion Muslims (i.e., less than 10 million).
As we’ve been warning for more than a year – long before the old crazies re-branded as “ISIS” – Saudi Arabia, Qatar and other American allies have been supporting the crazed extremists who are persecuting Christians.
Indeed, the majority of the world’s Salafis are from Qatar, UAE and Saudi Arabia. Salafis make up:
-;- 46.87% of Qatar
-;- 44.8% of the United Arab Emirates
-;- 22.9% of Saudis
-;- 5.7% of Bahrainis
-;- 2.17% of Kuwaitis
These are the closest allies of the U.S. in the Middle East. In other words, we are backing the most violent, extremist Muslims in the world … and overthrowing the more

http://www.washingtonsblog.com/2014/07/iraq-afghanistan-libya-countries-u-s-regime-changed-going-chaos.html


تتضح اكاذيب النظم الاسلامية والعربية في الادعاء ان الغرب يعادي الاسلام، ويعادي العرب. ففي ضوء الاتهامات الدائمة للغرب والصهيونية بالتآمر الا أن الاسلام واهله الاصليين ليسوا ابرياء. مولت دول الخليج الاسلام السلفي الذي هو في خدمة الافساد والتخريب، وخصصت السعودية مبلغ 87 مليار دولار في الربعة عقود الاخيرة لترويج المذهب السلفي السني الوهابي الذي تنفذه داعش حاليا في سوريا والعراق علي ارض الواقع. واصبحت ايديلوجية دول الخليج هي ذاتها رغبة الولايات المتحدة طالما المشيخات باقية وتجنيد الارهابيين من شعوبهم لافساد باقي الاوطان سارية. لكن هذا التناقض الذي قامت بسببه الثورات يستحيل له الاستمرار لتناقضه مع مبدأ الحياة وتطلعات الشعوب للارتقاء والتقدم، مما حدي بالداخل السعودي الي التصرف بقدر الامكان حفظا علي ماء وجه الاسلام وكرسي السلطة المشيخية– غالبا شكلا وليس موضوعا- الي مطاردة من يقوموا بتجنيد الارهاب داخل المملكة حسب ما نشرته الـ بي بي سي ونقله موقع الحوار المتمدن في هذا الخبر.
http://www.ahewar.org/news/s.news.asp?nid=1775282

فماذا عن التجنيد والتعبئة والحشد والترهيب والترغيب في اصول العقيدة؟