الجمود والتعصب هوية الأديان !!


وليد فتحى
2014 / 8 / 22 - 23:30     

"الجمود والتعصب هم هوية العقائد والأديان المختلفة ، بينما التطور هو طبيعة الحياة ..وإذا أتسعت الهوة بينهما فمن حتمية الطبيعة أن تثور الأفكار التنويرية وأنصار الحضاره ومعانى الأنسانية العليا بل تحطم هذا الجمود والتعصب وتجبرها على الأنسحاب تماما من التدخلات التى تناهض الحياة نفسها ..ولنا فى مجمل التاريخ الأنسانى مئات من الثورات الأجتماعية التى خرجت ضد تدخلات الكهنوت الدينى لعرقلة مسيره التحرر والتقدم ، فالأديان والعقائد وخصوصا الأديان الأبراهيمية الثلاثة لم تقدم أى حلول علميه وعمليه فى أى شأن يخص الأنسان وأنما دائما تجد تلك العقائد مخرجا فى حقن المجتمع بالكثير من التبشيرات الأخروية ولذا كان لابد من وجود مجتمع موازى لتلك الخرافات والسخافات الدينية والخروج الى الحياه بحلول علمية وعمليه فى ملفات الأقتصاد ومطالب المجتمع فى الحياه ، ولكن ومن المؤسف أن غالبية المجتمع العربى لم يتحرر الى الآن من قيود الجمود والتعصب الدينى وخصوصا - الأسلام - وهذا له أسباب أجتماعية وفلسفية بأن المجتمع تطبع على الكسل الفكرى بل قتله بما ألفوه من عادات وتقاليد وأعراف أستمرت عده مئات من الأجيال ومنذ الغزو الأسلامى البربرى لمناطق شمال أفريقيا والشام والعراق ، فالأنسان ثابتا على العادات التقليدية ، وسبب آخر يتمثل فى المصالح الأقتصادية والأجتماعية والتى تكون متعلقه وبشكل مباشر لا أنفكاك فيه مابين تلك العادات التى تمثلت فى الدين أو عقيد ما وبين غالبية المجتمع وخاصا الطبقة الواسطى التى نقول عليها عصب المجتمع فى التخلف والجمود والعصبية والطائفية والطبقية لأنها طبقه ( محافظه ) بسبب مصالحها الأنانية والأنتهازيه ويجدون دائما مبررات أجتماعية لتبرير أنتهازيتهم وأنانيتهم ومحافظتهم على أعراف وتقاليد باليه وأنما بأطار الدين ذاته على الرغم من وجود نسبه تعليم عاليه جدا فى هذه الطبقة - الواسطى - ولكن هذا التعليم أيضا لأسباب نفعية بحته حتى يحافظون على كيانهم المصطنع أجتماعيا فى وجود المجتمع ، فكثيرا منهم وخاصا ذوى المؤهلات العليا والمهن التى تتطلب ذكاء وعلم وثافات عاليه فى المقام الأول مثل مهنه الطبيب والمهندس والمدرس فسنجد أن غالبيتهم لا يقرأوون ولا يتطلعون نحو الأفكار التنويرية بل يتعاملون مع الثقافه بأنها شئ مضيعه للوقت ولا فائدة منه ، فهم يتعلمون فقط لأسباب تجارية أو صفقة مع الحياه للحفاظ على طبقتهم وليس من أجل نشر الوعى والعلم والتحضر فى المجتمع ..
ومن جهه أخرى نستطيع أن نصف المجتمع المتدين بأنه مجتمع أنانى لأن الدين نفسه يدعو الى عدم الأعتراف بالحياه ولا بالأخر وأنه مخلوق فقط لعبادته وممارسه طقوس معينه وبالتالى لا يذكر الدين الأسلامى شيئا عن العلم ذاته وكيفية مساعده الأخر لأن الأنسانية نفسها تحتم عليه ذلك وليس طمعا فى المكأفاه الأخرويه ، فالجهل والخوف هما أدوات للدين ومن هذا المنطلق يستطيع الدين أن يفرض شروطه على المجتمع بأطار الجمود الفكرى والتعصب تجاه الآخر ..فالأسلام خاصا ليس عقيدة متسامحه أنما يدعو مباشرا الى الجهل والتخلف والهمجية ولذلك الأسلام دين ليس راقيا ولا متسامحا على الأطلاق ، ولا يستدل على ذلك لأن النماذج والأمثلة واضحه اليوم كوضوح الشمس فى تطبيق الدين بحذافيره التراثية وبمتون البخارى وأبن تيميه وابن قيم الجوزى وابن حنبل والسيوطى وسفيان الثورى وغيرهم العشرات والذين عاشوا فى العصور الواسطى ، وفى العصر الحديث بدءا بأبو الأعلى المودودى وسيد قطب وعمر عبد الرحمن وابن لادن والظواهرى والزمر وغيرهم المئات والمئات وأتباعهم من الجهله الأفاقين..
فالمسلم فى وجود الجمود والتعصب يرى فى نفسه أفضل من الآخر ليس بسبب الا أنه مسلما ، فلا يهم أفعاله ولا تقييمه فالمهم فقط أنه مسلم ..أنه من عجائب الأمور فعليا تلك النرجسية الساذجه تجاه الآخر وما أطول الصفحات التى كتبت فيما يسمى بكتب التاريخ وفى تكرار دائر على نفسه فى بيان فضل العلم العربى والدين الأسلامى وأخلاق المسلم والفلسفة الأسلاميه !!
ولكن فى الحقيقه لا أحدا من هؤلاء المزوريين فى حقائق الأمور بأن الجمود والتعصب شمل كل من أستعمل عقله والبراهين العلميه ، فكتب أبن تيميه وأبو حامد الغزالى أفردوا كتبا للرد وتشويه بل التحريض على قتل الفيلسوف الأسبانى العقلانى -أبن رشد - وأيضا - أبن سينا - وفلاسفه التحضر - جماعه أخوان الصفا وخلان الوفا - ولذلك فقد كتب ابن خلدون عبارته الشهيره لوصف العرب الذين يفتخرون بأنفسهم وبأسلامهم المرتبط بالجمود والتعصب (أن العرب أبعد عن العمران الحضارى وما يدعو إليه من الصنائع وأن حمله العلم فى الملة الأسلامية أكثرهم من العجم وليس العرب ) فهؤلاء العرب الذين أتوا من صحراء قاحلة جرداء لا عمران ولا حضاره فيها نقلوا مع ملتهم التى تسمى - الأسلام - الى دول ومناطق حضارية نقلوا اليها كل شئ متخلف ومناهضه العلم والحضارة والفنون والثقافه ، فليس غريبا أن - محمد (صلعم ) - دعى الى تحريم الموسيقى والتصوير والغناء وأعطى هذا التحريم صيغه الدوجما - فلا مناقشه مع أوامر ألهية - ..
فالأسلام الذى أطار الجمود والتعصب يدعو المسلم ألا يستعمل عقله تماما بل فقط يتتبع الصحابه والتابعين بخاصيه نقل التراث ولكن هؤلاء الصحابه كانوا يقتلون بعضهم بعضا ويمثلون بجثث بعضهم بعضا تحت لواء الحقيقه المطلقه - كل تلك الأحداث الدمويه حدثت فى عهد هؤلاء الصحابه الذين يمثلون كالنجوم نهتدى بأرائهم !! فبعد وفأه - محمد - تناسى أصحابه دفنه وذهبوا الى سقيفة بنى ساعده حتى يقتسمون حكم الدوله الوليده وكادوا يقتتلون ولكن تم تأجيل هذه المأساه العبثية عندما جاء عثمان بن عفان وبدأت المعارك الغير أنسانيه فى موقعه الجمل وصفين ورفع المصاحف على أسنه السيوف ومعارك ما يسموا - الخوارج - وقتل الحسين بن على فى كربلاء وقطع رأسه والتمثيل بجثته ، وبالتالى جميع فترات التاريخ الأسود والأستعمار العربى الهمجى كله صراعات وقتل وسفك الدماء وفتاوى السلطان وتكفير كل من يتفكر أو يستعمل عقله !!
فلا يوجد دين أو عقيده يقوم بتسويق الوهم ويجد له زبائن أكثر من - الأسلام - ذاته ‘ وشرط جوهرى حتى يشترى الزبون هذا الوهم هو أن يسلم نفسه لبراثن التخلف والجهل وبالتالى الجمود والتعصب !!!