الإسلام دين وليس دولة !!


وليد فتحى
2014 / 8 / 22 - 16:53     

"عندما رشح أستاذ الجيل (أحمد لطفى السيد)نفسه فى ثلاثنيات القرن العشرين فى البرلمان ،فتفتق ذهن منافسه عن حيله بأسلب الفكر الدينى ،فقد أخذ يجوب القرى والكفور ونشر بأن - أحمد لطفى السيد - والعياذ بالله !!! ديمقراطى !! وبقيه القصه معروفه ، وعلى الرغم بأن تلك الحادثة السياسيه كانت فى العقد الثالث من القرن العشرين ألا أنها تمثل اليوم حقيقه حزينه ونحن فى العقد الثانى من القرن الواحد والعشرون وهى أن غالبيه المجتمع المصرى والعربى عموما مازالوا منغمسون فى براثن الموروث العربى والأسلامى الذى يقف حائلا مابين المجتمع وأسباب التقدم والتحضر ..
فالأسلام هو دين مثله مثل أى دين أو عقيده متواجده فى الحياه وبالتالى لا يمثل الدوله لأن الدوله من المفترض أن تكون بلا دين ، وأن علاقتنا بالدوله هى علاقه عقد أجتماعى يشمل من ضمن بنود هذا العقد أتاحه الحياه الكريمه وتحقيق المطالب الأقتصاديه والأجتماعيه بما يمثل العدل الأجتماعى وشروط حقوق الأنسان وأن يكون الفاصل مابين المجتمع والدوله هو حدود القانون ومشتملاته وتفسيراته المدنيه بأطار علمى عقلانى واقعى .
فأذن الأسلام هو دين وليس دوله ، وضمير وليس سيف ، ومن المفترض سماحه وسلام مع الآخر وليس عنف وأرهاب وهمجيه ، تقبل الحياه مع الآخر دون نعرات ذاتيه وطائفيه متوحشه ، ولكن من المؤسف والحقيقى أن الدين يمثل الدعوه الى أقتناء الحقيقه المطلقه (الدوجما) ولذلك كان لابد ومن حتميه الأمور الأحتكام الى العلمانيه _أى دعوه الى العقل والتفكير المنطقى _ وبالتالى يبقى الدين فى أمان فى داخل صندوق من القداسه والأحترام والتبجيل وفى داخل دور عباداته ويحتوى فقط ممارسات شعائره وطقوسه وعقائده ولكن بعيد كل البعد عن شئون الحياه والسياسه والعلم والتفكير والثقافه والفن والأدب .
ولكن بسبب الصراع والجدل الفكرى الغير عقلانى مابين الأسلام وأبواقه -من يسمون أنفسهم بالعلماء والفقهاء- وبين العلم والتقدم والتحضر فهؤلاء ( العلماء ) بمنطق - الأسلام - لا يروون من هذا التقدم والحضاره الأنسانيه وأعمال الفكر والعقل والعلم إلا شذوذا ودعاره ومجونا وخلاعه وفسق وزنا الخ....
فمن المعروف تاريخيا وحضاريا أن لكل شعب أو مجتمع قد دفع الثمن غاليا من دماء أبنائه وحروب طويله أستمرت قرون بسبب أأحياء كلمه الحضاره والتقدم وأعلان عن أنزواء التخلف والعهر العلمى والفكرى والثقافى الذى يمثله الأديان وخاصا العقائد الأبراهيمية ـ ولا يوجد علمانيا أو متحررا فكريا وألا وقد دفع أو يدفع الثمن من أجل مبادئ الحريه والحياه وليس العبوديه والظلام والموت كما فى الأديان والعقائد وخصوصا الأبراهيميات ،فالأسلام كدين وعقيده به تقاليده وشعائره وأفكاره وفلسفاته التعبديه فلا أشكاليه فيه نهائيا طالما داخل أطاره الطبيعى وهو دور العباده الخاصه به دون التوجه فى نشر رؤيته الرجعيه والغير أنسانيه وعدم تقبل الآخر وأدعائه الحقيقه المطلقه وأحتكاره وحده للجنه والنار والخير والشر والحلال والحرام !!
فالأسلام هو جزء أصيل من موروثات قديمه تعمقت ثقافات المجتمع ولكن لا ضرر اذا تعاملنا مع تلك الثقافه كفلكور وموروث ثقافى ،ولكن ما يهمنى فى المقام الأول أن يبقى الدين بعيدا تماما عن أى أبداء أراء خاصه بالحياه ، فقط القانون هو ما ينظم الحياه ، فمن يريدون عوده - الخلافه الأسلاميه - فأنه مع العقل بمنطق الإزدراء ومع الأقباط بالدعوه لفرض الجزية ومع المجتمع ككل بالتراجع القهقرى الى أزمنه ماقبل التاريخ ، فإذا كنا لا نلاحق إينشتاين فنلحق بإبن حيان ،وإذا كنا عاجزين عن فهم فولتير فلنمسك بتلابيب أبن تيمية .
وأن أدعاء الدولة الدينيه سوف تكون مدخلا الى التسامح الدينى وتحقيق كل المطالب الأقتصاديه وحل جميع مشكلات العالم ولكن لا يوجد نموذج واحدا سواء فى الحقب القديمه أو الحديثة يثبت هذا الأدعاء الساذج ويجهل بالحقائق الواقعيه والتاريخيه - لأن طبيعة الدولة الدينيه تتناقض مع مفهوم التسامح ، لأن صاحب الدين يراه حقا مطلقا ويرى المخالفين لعقيدته على باطل مطلق ،ويرى فى أستمالتهم الى دينه - إن أمكن - واجبا مقدسا فإن لم يمكن فإن قهرهم على أعتناق عقيدته تجعل بنفس الدرجه من القداسة كما حدث مع العقيده الأيزيديه من قبل داعش فى العراق .
وبالتالى فى ظل الدوله الأسلامية ينقسم المجتمع الى مسلمين وغير مسلمين فأما المسلمين فهم أصحاب الدولة والسلطان وأما غيرهم فهم أهل ذمه وعهد أذا أرتضوا ، وإن لم يرتضوا فهم أهل حرب وعدوان ،وبالتالى هؤلاء يعملون بفتاوى - عمر عبد الرحمن - منظر الأرهاب من منطلق أسلامى (أن الشعب ليس له سياده ولا هو مصدر للسلطان وهذا يعرفه الكبير والصغير بالضروروه من الدين ) فهو يبرر الحاكميه وبالتالى نموذج داعش وطالبان والقاعده والأخوان المسلمين ونظام النميرى السابق والبشير فى السودان ، فالدين الأسلامى ودولته تعنى الأنغلاق والأستغلال والأرهاب وأنعدام الأنسانيه !!