كلمات في الذكرى الاولى لفقدان رفيقنا الغالي رشيد كبير


رفيق زروال
2014 / 8 / 16 - 13:24     

في الذكرى الاولى لفقدان رفيقنا الغالي رشيد كبير المعروف برشيد القصبة او MP2، نقف وقفة إجلال و تقدير و احترام امام هذه الروح المناضلة الطاهرة، احاول ان أوثق جزءا من حياة هذا المناضل الذي غادرنا في صمت، من خلال مرافقته لعدة سنوات التي اعتز و افتخر بها الى الأبد ٠-;---;--
رشيد مناضل قضايا الشعب المغربي، ولد و تربى جنوب المغرب بمنطقة قلعة مكونة، نشا و ترعرع في احضان المعارك البطولية داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب معلنا انتماءه للتوجه الديمقراطي، النهج الديمقراطي القاعدي مدافعا عن برنامجه المرحلي، كان فاعلا بجامعة القاضي عياض، في كلية العلوم، في الحقوق، في كلية الآداب و ايضاً في كلية اللغة العربية، مساهما في الكثير من الاتصالات بين المواقع الجامعية : بين فاس و مكناس و وجدة و الراشدية و اكادير و الدار البيضاء ... و مراكش، مناضل حركي دائم التواجد في المعارك التي عرفها المغرب منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي .
مواضب على التواجد و الفعل في المعارك العمالية التي تعرفها جهة مراكش، على سبيل المثال معركة عمال الوكالة المستقلة للنقل الحضري بمراكش، الحركة النقابية لعمال المناجم... ، و كل المعارك العمالية بالحي الصناعي. كقناعة مبدئية يؤمن بها و يمارسها في حياته اليومية علي ارضية نشر الوعي البروليتاري التحرري و كنس و مواجهة كل السموم الإصلاحية و البيروقراطية وسط الحركة العمالية.
رشيد كان ضمن اول مجموعة طلابية تصدر بيانا تضامنيا مع حركة المعطلين بعد نقاش جماهيري من داخل كلية الحقوق لتلتحق بالمعركة الوطنية للجمعية الوطنية لحاملي الشهادات بالمغرب في 26 أكتوبر 1998 التي ووجهت بقمع اسود وحصار شديد، في ضل هذه الأجواء ساهم في فتح نقاش جماهيري حول التصور النضالي للمؤتمر الرابع و آفاق استمرار المعركة الوطنية داخل مقر UMT بالرباط. رغم محاولات منعه، هذا النقاش ساهم في فتح نقاش واسع بين مجموعة من الرفاق من داخل و خارج جمعية المعطلين حول إمكانية وتصور العمل النضالي .
انخرط في فرع المعطلين بمراكش و كذا الجمعيات الثقافية بدور الشباب. و على اثر اعتقال 18 معطل في معركة التنسيق الإقليمي و الجهوي باسفي ،بتاريخ 7 ابريل 2000، غادر رشيد عمله بمناجم كماسة ليتوجه برفقة رفيقي اخرين الى اسفي لبناء معركة جماهيرية من نوع خاص على المستوى التنظيمي و السياسي و الجماهيري و النضالي و الإعلامي حتى إطلاق سراح المعتقلي. كان رشيد فاعلا في لجنة إدارة المعركة البطولية. فرغم مشاكله الصحية بسبب اصابته بمرض الربو و ارتفاع حدة نوباته بسبب ارتفاع مستوى الرطوبة و الثلوث بمدينة اسفي، لم يتاخر لحظة في التخطيط و التعبئة اليومية في الاسواق و الأحياء الشعبية، امام المحكمة امام الولاية او العمالة او البلدية، قريب من معاناة الجماهير بمصداقية خطابه و صدق نضاله و صوته الغاضب في وجه اجهزة القمع و التضليل.
باختصار رشيد رمز للتضحية من اجل القضية، يكفي انه كان فاتحاً بيت أسرته، بالقصبة بمراكش، ملجأ لجميع الرفاق، لمن ضاقت به السبل لمن احتاج مساعدة او مساندة، رشيد تجده معك في كل المحطات داعما مساندا مشجعا بروح إيجابية عالية، مناضل مبدئي صلب، يعمل في الظل بهدوء، تجده في الخطوط الأمامية في اللحضات التي يتوارى فيها الجميع متحديا القمع و العصابات الضلامية، تجده واضحا في فترات الغموض الأيديولوجي مواجها كل الطروحات التحريفية و الاصلاحية، تجده يبني و يربط و يتصل في زمن الردة و الخيانة لا يعرف الياس او الإحباط لا يمل المحاولات...
سوف تجد رشيد في كل معارك الاعتقال السياسي، في مساندة الكفاح الفلسطيني، في مواجهة التطبيع الصهيوني، في كل القضايا العادلة عالميا، ضد الحرب في العراق في أفغانستان، في قضية تحرر المرأة في الإضرابات عن الطعام في ذكرى الشهداء ....
حتى لا ننسى عاش رشيد مناضلا حرا شريفاً من طينة خاصة، مقاتلا بسلاح الماركسية اللينينية، قدوته عبد الكريم الخطابي و تشي غيفارا رمز تحرر الانسان و تحرير الوطن ،
الى كل المناضلين الشرفاء حافظوا على علاقتكم مع رشيد عبرعائلته الصغيرة بالدعم والمساندة، فسيضل خالدا و ابدا بيننا...
ان لم احترق أنا، ان لم تحترق انت، ان لم نحترق نحن، فمن يضيء هذا الظلام،
المجد والخلود لشهداء الشعب المغربي و انها لمعركة حتى النصر،
ناصر بناجح (ببعض التصرف)