اغتيال مصطفى مزياني ..شهيد آخر، جريمة أخرى


رفيق عبد الكريم الخطابي
2014 / 8 / 14 - 23:49     

اغتيال مصطفى مزياني ..شهيد آخر، جريمة أخرى
"خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق , فإما عظماء فوق الأرض وإما عظاما في جوفها " غسان كنفاني

هو شهر غشت مرة أخرى ..يعيد فيه النظام القائم بالمغرب تأكيد طبيعته اللاديمقراطية وممارسة إحدى طقوسه السادية والتفنن في تنفيد إجرامه في حق طليعة شعبنا.
هو شهر غشت مرة أخرى.. يأبى شعبنا إلا ان يقدم في سبيل تحرره وانعتاقه ضريبة غالية أخرى من دماء ابنائه الشرفاء.
هو شهر الشهادة والشهداء بامتياز..ال 13 من غشت 2014 سينضاف إلى القائمة الطويلة من أعياد الميلاد التي خلدها شهداء شعبنا..في هذا اليوم سيزف الشعب المغربي ومناضلوه الماركسيون اللينينيون عريسا آخر إلى عرس الشهادة الممتد والمتواصل هو الشهيد البطل مصطفى المزياني .
هو يوم 13 غشت 2014 ستمتد الأيدي المجرمة، لمصاصي دماء شعبنا ونهابي قوة عمل كادحيه، إلى إقتلاع زنبقة أخرى من حديقة تضحيات شعبنا المغربي البطل..الأنذال ينسون عبر التاريخ، أنهم إن استطاعوا قطف كل الزهور فلن يستطيعوا وقف زحف الربيع...
الشهيد مصطفى مزياني شهيد جديد اقتلع من وسط رفاقه بالقلعة الصامدة بالموقع الجامعي ظهر المهراز بفاس وهم يخوضون معركة بطولية دفاعا عن حقهم حقنا وحق أبنائنا في التعليم وتحسين شروطه ودفاعا عن كل مكتسبات شعبنا..اقتلع الشهيد مزياني من بين رفاقه الطلبة ومن بين كل رفاقه الماركسيين اللينينيين بالمغرب ومن أحضان كل احرار العالم..اليوم تزف الحركة الماركسية اللينينية المغربية شهيدا آخر يضاف إلى القافلة الطويلة من شهدائها
..اليوم يقدم شعبنا إبنا مبدئيا ومناضلا صلبا من أبنائه على مذبح الحرية والتقدم وتحقيق التراكمات النضالية اللازمة لذلك بعد إضراب بطولي عن الطعام فاق السبعين يوما. اليوم يسجل شعبنا ملحمة أخرى تكتب بمداد من دم وفخر تضاف إلى ملاحم سابقة بل متواصلة سطرها العظماء من ابنائه على رأسهم القائد الخالد الشهيد عبد اللطيف زروال ورفاقه الحاملين للوائه، ونذكر ببعض منهم فقط ممن استشهدوا في هذا الشهر الذي أصبح يحمل في المغرب بحق شهر الشهداء : بوبكر الدريدي (27 غشت 1984) ومصطفى بلهواري (28 غشت1984) وعبد الحق شباضة (19 غشت 1989) واليوم اليوم 13 غشت 2014 تنضاف أقحوانة اخرى إلى حديقة شهداء شعبنا البطل لتكتب في سجل تضحياته الخالدة تحمل إسم الشهيد مصطفى المزياني.
لننصت لكلمات الشهيد لنعرف ان النظام المجرم كما يختار توقيت جرائمه بعناية فإنه يختار موضوع إجرامه بالعناية نفسها، على الرابط التالي : https://www.facebook.com/photo.php?v=823179421049713&set=vb.751116041589385&type=2&theater
كلمة خالدة للشهيد مصطفى مزياني بالقافلة التضامنية الثانية بظهر المهراز وهو مضرب عن الطعام نقتطف منها هذه الكلمات للإضاءة على نوعية المناضلين الثوريين ومدى ثقتهم بقدرة شعوبهم على قلب كل موازين القوى، لننصت للشهيد، لنتعلم من الشهيد ولنواصل درب الشهيد:

يعتاقلوا اللي يعتاقلوا ..
ويغتالوا اللي يغتالوا ..
ويعقدوا من مجالس ما يعقدوا ..
ويفبركوا من مؤامرات ما يفبركوا ..
ويديروا من الدسائس ما يديروا ..
وينشروا من التسميمات ما ينشروا ..
ولكن سننتصر ..
سننتصر أو نموت ..
سننتصر ..
لأننا نسير على درب بلهواري والدريدي والمعطي ..
سننتصر ..
لأننا نسير على درب الجماهير ..
ولأننا في وسط الجماهير ..
سننتصر ..
لأن الجماهير تصنع التاريخ ..
سننتصر ..
لأن الجماهير ستنتصر..



استشهد الرفيق المزياني، أياما قليلة قبل حلول ذكرى الشهيد عبد الحق اشباضة الذي اغتالته يد الإجرام الرجعي في يوم 19غشت 1989 ورفاق آخرين استشهدوا في هذا الشهر بالضبط وبذات الطريقة، والرصاص الصهيوني ما زال منهمرا على أهلنا ورفاقنا بفلسطين المحتلة وقبل ذلك في غشت 2006 نفذت الصهيونية جريمتها ضد الشعب اللبناني، وكأني بالمجرمين القتلة يختارون توقيت تنفيذ جرائمهم بعناية.. وكأنهم يؤكدون التحالف بين الأنظمة الرجعية العميلة والصهيونية ..وكأن دماءنا وسيلتهم لتقديم ولائهما للسيد الامبريالي.
هي جريمة أخرى تنضاف إلى جرائمه منذ معاهدة الخيانة والعمالة معاهدة إيكس-ليبان المشؤومة، والتي رهنت فيها مقدرات وطننا بيد الامبريالية وخدمها المحليين ، هي جريمة أخرى تنضاف إلى جرائمه المتتالية والمتلاحقة ومنها جريمة تصفية عناصر جيش التحرير والمقاومة المسلحة عبر عمليات عسكرية متتالية شاركت فيها جيوش الامبرياليتين الفرنسية والاسبانية ومرتزقة الملكية، والقمع الدموي لانتفاضة الريف 1959 الذي خلف أكثر من 8000 قتيل حسب بعض التقديرات أي رقم يقارب عدد القتلى بسوريا طيلة سنة ، إلى القمع الدموي لانتفاضات 1965 و1981 و1984 و1990 وصولا إلى تتويج هذه الانتفاضات وليس آخرها ممثلة في انتفاضة 20 فبراير 2011 وما رافقها من جرائم ومؤامرات ما زلنا نعيش فصولها..في عهد حكومة عبد الله إبراهيم التي كان البعض من تجار الشعارات يعتبرها حكومة "وطنية" تمت تصفية جزء من جيش التحرير الذي رفض إلقاء السلاح . واليوم في عهد حكومة ابن كيران الظلامي المتأسلم وخادم الأعتاب المدنسة بدم شعبنا ترتكب جريمة أخرى في حق تعليم أبنائنا وصحتهم وتشغيلهم وقوتهم تتوج باغتيال الشهيد مصطفى المزياني.
النظام المجرم والجبان يعتقد أن "عطلة الصيف" وحرارة شمسه كفيلتان بأن تمر جريمته دون رد فعل، حتى من وداع الشهيد لرفاقه، لكننا متأكدون أن رفاق الشهيد سيحجون للوداع الأخير لجسده، رغم تهريب النظام لجثة الشهيد من مستشفى الغساني بمدينة فاس إلى جهة مجهولة وإختطاف أبيه، سنزف شهيدنا إلى مثواه الأخير سنرفع شعارات سبق للشهيد أن رفعها من قبيل: "يا نظام يا صهيون ..دم الشهيد في العيون" .." الجماهير ثوري ثوري على النظام الديكتاتوري" و" سعيدة شهيدة في سجون النظام الأرض للفلاحة والمعمل للعمال..فليسقط النظام" سنرافق جسد الشهيد وسنودعه الوداع الأخير وسط الزغاريد والشعارات وشارات النصر وقبضات الرفاق وكل قيم الإصرار،التحدي والوفاء وصلابة الموقف ومبدئيته والثبات في الموقع الثوري واستكمال مشواره ضد إرادات الهرولة، التيئيس، الردة، الخيانة والاسترزاق .. أما روح الشهيد ودربه فستبقى خالدة يانعة ومستمرة ، استمرار نضال شعبنا وتصديه للمخططات الطبقية للنظام الرجعي، واستمرار الصراع الطبقي واستمرار الاستغلال وسرقة جهد المنتجين الفعليين للثروة ببلداننا عمالا وفلاحين واستمرار خطنا الأممي في مواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية.

الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام الديكتاتوري الرجعي بالمغرب تأتي في سياق الحرب الشاملة التي يخوضها ضد كل جماهير شعبنا من حربه ضد حركة 20 فبراير التي جند لها كل الأبواق الرجعية الاصلاحية التحريفية والشوفينية لإخماد جذوتها، إلى حربه المستعرة لتجويع كل فئات شعبنا عبر ضرب مجانية التعليم وإستكمال أشواط خوصصته إلى الزيادة الصاروخية في الأسعار وباقي المخططات الرجعية الأخرى خدمة وتنفيدا لأوامر الامبريالية ومؤسساتها وللتحالف الطبقي السائد المرتبط بها من كمبرادور وملاكين عقاريين كبار وبيروقراطيتين عسكرية ومدنية. طبعا يحتاج كل هذا إلى تجنيد كل بيادقه وخدمه الجدد والقدامى وفي نفس الوقت إسكات كل الأصوات المناضلة والمعبرة مبدئيا عن مصالح شعبنا المغربي أكانت تلك الأصوات إطارات وحركات (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جمعية الوطنية لحملة الشهادات ، حركة 20 فبراير)، أو أفرادا، الشهيد مصطفى مزياني أبرز مثال وقبله الشهداء محمد بودروة وكمال الحساني وغيرهم كثير كثير...وفي القلب من كل ذلك ضرب الصوت المبدئي المناضل والمعبر الفعلي عن مصالح العمال والفلاحين صوت الثورة والتغيير الفعلي ، صوت النقيض الوحيد لنظام التبعية والاستغلال والعمالة: الصوت الماركسي اللينيني المبدئي،أمل شعبنا وأمل كل الأحرار.
من المناضلين رجال قرنوا النظرية بالممارسة وقرنوا القول بالعمل ..منهم قضى نحبه ومنهم من يناضل وينتظر...هو خيار حفدة ورفاق عبد اللطيف زروال هو خيار الشيوعيين المبدئيين كان ومازال وسيبقى : النصر أو الشهادة ..فيا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح ..للشهيد مصطفى مزياني ولكل شهداء الشعب المغربي المجد، للمعتقلين الحرية والنصر حليف شعبنا.

"يا وطني كل العصافير لها منازل إلا العصافير التي تحترف الحرية فهي تموت خارج المنازل أو الأوطان " الشهيد ناجي العلي (بتصرف مع الاعتذار).


أصدر مجموعة من رفاق الشهيد بيان يدينون فيه الجريمة النكراء ويعاهدون على الوفاء لروح الشهيد نختم به كاملا هذا المقال:
بيان استشهاد الرفيق مصطفى مزياني
"إن الموت لا يخيف المناضل، بل هو واجب يستعد لتأديته كلما كان ذلك ضروريا " (الى الأمام، 1973 ).
يوم 13 غشت 2014، سيظل يوما خالدا في ذاكرة شعبنا و كل أحرار العالم، اليوم يسجل لجريمة قتل أخرى اقترفتها أيدي مصاصي الدماء و العرق بوطننا الجريح .. اليوم يسجل إقدام النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي على قتل الرفيق و المناضل مصطفى مزياني الذي اقتلعه القتلة من احضان رفاقه بالقلعة الصامدة الموقع الجامعي ظهر المهراز بفاس وهم في خضم معركة بطولية دفاعا عن حقهم حقنا وحق أبنائنا في التعليم وتحسين شروطه ودفاعا عن كل مكتسبات شعبنا .. اقتلع الشهيد مزياني من بين رفاقه الطلبة ومن بين كل رفاقه الماركسيين اللينينيين بالمغرب ومن أحضان كل احرار العالم .. اليوم يزف الشعب المغربي لكل أحرار العالم شهيدا آخر ينضاف إلى قافلة شهدائه الذين استشهدوا على إثر إضرابات عن الطعام في سجون النظام الرجعي (سعيدة المنبهي، الدريدي، بلهواري، شباضة) .. اليوم يقدم شعبنا ابنا مبدئيا ومناضلا صلبا من أبنائه بعد إضراب بطولي عن الطعام فاق السبعين يوما. هي جريمة أخرى تنضاف إلى جرائم النظام الديكتاتوري الرجعي بالمغرب منذ معاهدة الخيانة والعمالة معاهدة إيكس-ليبان المشؤومة، والتي رهنت فيها مقدرات وطننا بيد الامبريالية و خدمها المحليين. جريمة تأتي في سياق الحرب الشاملة التي يخوضها النظام العميل ضد كل جماهير شعبنا، من حربه ضد حركة 20 فبراير التي جند لها كل أبواقه الرجعية الظلامية الاصلاحية التحريفية و الشوفينية لإخماد جذوتها، إلى حربه المستعرة لتجويع كل فئات شعبنا عبر ضرب مجانية التعليم و استكمال أشواط خوصصته، إلى الزيادة الصاروخية في الأسعار و باقي المخططات الرجعية الأخرى خدمة و تنفيذا لأوامر الامبريالية و مؤسساتها و للتحالف الطبقي السائد المرتبط بها، مجندا لذلك كل بيادقه و خدمه الجدد و القدامى، و في نفس الوقت إسكات كل الأصوات المناضلة والمعبرة مبدئيا عن مصالح شعبنا المغربي .. و في مقدمتها الصوت المبدئي المناضل والمعبر الفعلي عن مصالح العمال والفلاحين صوت الثورة و التغيير الفعلي، صوت النقيض الوحيد لنظام التبعية و الاستغلال و العمالة، الصوت الماركسي-اللينيني، أمل شعبنا وأمل كل الأحرار. فباسم كل نقطة دم نزفت من جسد الوطن، باسم الحرية غاية الاستشهاد، عن دربك يا مصطفى و عن درب كل شهداء الثورة لن نحيد .. ولن نتوقف عن فضح المتاجرين بدمك و كل المتواطئين المرتدين و الخونة كيفما كان شعار أو مبرر تخاذلهم و انبطاحهم .
المجد والخلود لرفيقنا الشهيد مصطفى مزياني.
عاشت نضالات الشعب المغربي
عاشت نضالات الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الإرهاب الصهيوني الإمبريالي الرجعي.
إلى الأمام حتى إسقاط النظام الديكتاتوري الرجعي القائم بالمغرب.
عاشت راية العمال و الفلاحين و كل الكادحين راية الماركسية-اللينينية.
المجد لشهداء الحركة الماركسية-اللينينية المغربية
المجد لكل شهداء الشعب المغربي و الحرية لمعتقليه السياسيين و العودة للمنفيين و النصر حليف شعبنا.
ماركسيون-لينينيون من المغرب
13غشت 2014