الشباب ودورهم الوطني العاجل في رفع المعاناة عن شعبهم الفلسطيني


طلعت الصفدي
2014 / 8 / 8 - 01:43     

الشباب ودورهم الوطني العاجل في رفع المعاناة عن شعبهم الفلسطيني
اليوم يومكم يا شبابنا ،شمروا عن سواعدكم ،فغزة الجريحة والمكلومة بحاجة لكم ،وحاجتكم لها مرفوعة الهامة والتحدي . فبعد صمود شعبنا ،بكافة فئاته وشرائحه العمرية والاجتماعية المختلفة ،في مواجهة العدوان ،واعتباره يشكل المفتاح الأول لحماية بوابة المقاومة في الميدان ،ودورها الهجومي لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ،فقد وجهت لحكومة نيتينياهو ،ولقادة الحرب السياسيين والعسكريين ضربة غير متوقعة ،افقدتهم اعصابهم ،واتزانهم ،فارتكبوا المجازر والجرائم بحق المدنيين من الاطفال والنساء ،وبان حجم الدمار والخراب الممزوج بسموم الحقد التوراتي ،والعنصرية التلمودية الذي اصاب المناطق الحدودية الشمالية والشرقية من قطاع غزة ،في بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة وجباليا والشجاعية والشعف والتفاح والزيتون وجحر الديك والمغازي والقرارة وخزاعة وعبسان ورفح ،ومحاولات مسحها من الوجود ،كما لم تسلم باقي مناطق قطاع غزة من ضربات آلة الدمار العسكرية .
ان حجم الدمار والخراب الذي طال كل البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني ،هائل ومأساوي وكارثي ،تعجز الجهات الرسمية عن معالجة آثاره سريعا لتخفيف معاناة مواطني غزة . ان الاعلان عن تهدئة انسانية بموافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لمدة 72 ساعة ،ربما يجري تجديدها لاستكمال المفاوضات حول مطالب الشعب الفلسطيني ،فلا يمكن الانتظار ،فالوقت من دم ،وهذا يتطلب التحرك العاجل لشبيبة التنظيمات الفلسطينية المختلفة ،والمؤسسات والجمعيات والهيئات والنقابات العمالية والمهنية ونشيطات القطاع النسوي ،وكل منظمات المجتمع المدني الفلسطيني ،ومن لديه خبرة في فن معالجة الواقع ،ويمتلك رؤية علمية في التعامل مع كافة المشاكل المادية والنفسية ،بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية ،وفي مقدمتهم الشباب ،وطلبة الجامعات الذين يشكلون القوة المحركة للمجتمع الفلسطيني ،والتطوع فورا لتقديم العون والمساعدة لكل المتضررين من العدوان ،اولئك الذين دفعوا حياتهم وبيوتهم ،ومساعدة المنظمات الدولية والمؤسسات العربية التي هرعت بتقديم المساعدات ،لضمان وصولها الى مستحقيها ،بالتعاون والتنسيق مع الوزراء والمحافظين في الميدان .
فهل يتجند الشباب المنتمي لوطنه وشعبه ،ويتحرك فورا ،بتنظيم انفسهم عبر مجموعات ،وفرق عمل لتخفيف المعاناة عن شعبهم ؟؟ ان اعادة الاعتبار للعمل التطوعي والنجدة والعونة دون مقابل هو جزء من التراث الوطني التقدمي لشعبنا ،يساهم في تعزيز الانتماء للوطن والشعب ،وهو ليس شعارا وأغنية نرددها وثرثرة ،وطق حكي . الناس بحاجة لمن يناصرهم في وقت الأزمات ،وفترات الكفاح الوطني ،ويشد أزرهم ويقف بجانبهم ،ويرفع معنوياتهم العالية برغم ما تكبدوه من خسائر بشرية ومادية . الوطن بحاجة الى سواعد الشباب ،وبحاجة الى التنظيم والانضباط والإدارة ،بحاجة الى التعامل مع الناس باحترام ،وتقدير مشاعرهم وأحاسيسهم .في العمل التطوعي يحس الانسان بقيمته في المجتمع ،وبدوره وقدرته على المشاركة الفعلية ،ويعكس مدى انتمائه الوطني ،وجديته ومسؤوليته عندما يلبي نداء الوطن والواجب ،وليس عددا اصم في السجل المدني ،وهنا يبرز أهمية التحلل مؤقتا من القيود الحزبية والفصائلية والجهوية ،ويتعامل مع كل الناس دون تمييز ،يفتش عن كل من يستحق الوقوف الى جانبه ،ويفضح الفعل الفئوي ،فالمساعدات الواردة هي ملك لكل المتضررين سواء في مراكز الايواء او خارجها.
الطواقم الطبية ،وطواقم الاسعاف ،والدفاع المدني مجهولو الهوية يعملون تحت قصف طائرات f16 ،والقذائف الصاروخية متعددة الاوزان والأحجام برا وبحرا ،لا يستطيعون لوحدهم ان يواجهوا الحجم الهائل من الشهداء والجرحى والمصابين ،والدمار والحقد الأعمى ،دون دعمهم ومساعدتهم بكادرات بشرية لإنقاذ سيل البشر ،وكذلك طواقم الاسعاف بحاجة الى مسعفين وسائقين لديهم الجرأة والشجاعة والتحدي للمساهمة في انقاذ الجرحى ،ولا يقل اهمية عمل الدفاع المدني ،وطواقم الاغاثة العاجلة والإعلام والتواصل الاجتماعي ،ودور البلديات في اصلاح خطوط المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب ،ومتابعة تراكم النفايات وإزالتها ،ومراقبة النظافة في مدارس الايواء التابعة للاونروا والمدارس الحكومية ،وحماية الجبهة الداخلية ،والسهر على راحة الناس ،وتشديد الحراسة في مراكز الايواء لحماية الناس من التلاعب والسرقات والفوضى .
ان تشكيل اللجان الشعبية في الاحياء والمناطق ،ومساعدة الادارة في كل مدرسة من مدارس الايواء ،دون التدخل في مهماتها ،وتنظيم الواقع ألاكتظاظي في الصفوف ،ومراعاة الحالة النفسية لهم دون تعالي ونرفزة ،والتواضع في معاملتهم ،والأخذ بعين الاعتبار جرحهم النازف لفقدان بعضهم الاحبة والأعزاء ،فالآلاف منهم قد فقد الاب او الابن والأم والزوجة والدار والبيت الذي كان يؤويه من برد الشتاء وحر الصيف .
ايها الشاب ادع اصدقائك من طلبة الجامعات ،ونظموا انفسكم في مجموعات ،وفرق عمل للمساهمة في مساعدة شعبك وتخفيف معاناته ،اعيدوا الاعتبار لدوركم الوطني والكفاح الشعبي والجماهيري ،وأعيدوا الاعتبار للعمل التطوعي ،ولا تنتظروا اجرا او مقابلا من احد .
طلعت الصفدي غزة – فلسطين
الجمعة 8/8/2014
[email protected]