عن : -مصر س-


نصارعبدالله
2014 / 8 / 7 - 21:37     

عن : "مصر س" نصار عبدالله
منذ ما يقرب من عشر سنين ظهر على شبكة الإنترنت موقع إخبارى متميز اسمه "مصر س" . ...عندما ظهر كانت هناك صحف مصرية تقتصر فقط على الطبعة الورقية، ولم يكن لها بوابة إليكترونية، ولا موقع على شبكة الإنترنت، وبالتالى لم يكن متاحا للقارىء أن يطالع موضوعاتها إلا من خلال نسختها المطبوعة التى لم تكن تسمح بحكم طبيعتها بقيام تفاعل مباشر بين القارىء والكاتب، فضلا عن أنها لم تكن تسمح للقارىء بأن يعود إلى مادة معينة سبق نشرها لكى يسترجع منها معلومة معينة أو رأيا ما لكاتب ما ... (المعتاد بالنسبة للصحف الورقية هو أن أغلب القراء لأية صحيفة يتخلصون منها بمجرد قرائتها، والقليلون جدا هم الذين يمتلكون أرشيفا منظما لصحفهم المفضلة يرجعون إليه وقت اللزوم!)، ...عندما ظهر: "مصر س" أوبالإنجليزيةmasress" :"، كان ـ وما زال ـ يعيد نشر المقالات والمواد الهامة التى تنشر فى الصحف الورقية ...لم يكن يستأذن الكتاب الذين يعيد نشر مقالاتهم ..وأظن أنه لم يكن يستأذن أيضا من الصحف التى نشرت لهم ، ومع هذا فقد كان يقوم بخدمة شديدة الأهمية سواء للقارىء أو للكاتب أو للصحيفة التى يأخذ عنها ...ولقد أدركت شخصيا مدى أهمية تلك الخدمة أثناء أزمة مقال "أطفال الشوارع" عندما قام كاتبان مصريان محترمان بانتقاد الأداء المهنى للإعلامى محمود سعد فى تلك الأزمة،.. أول الكاتبين هو الأستاذ الدكتور محمد عبدالستار عثمان النائب الأسبق لرئيس جامعة سوهاج، وثايهما هو الرمز الإعلامى الكبير الأستاذ السيد الغضبان ، وقد قام الأول بنشر مقال فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ24 /6 / 2014 بعنوان "الإعلام بين معايير المهنية وولاء المِلْكية" أما الثانى فقد نشر فى جريدة الأخبار 30/6 مقالا بعنوان : " د.نصار ومحمود سعد "، ولقد تذكرت بعد أن قرأت المقالين بأننى قد سبق لى أن تناولت الأداء المهنى للإعلامى محمود سعد فى مقال نشرته منذ بضع سنين، غير أننى لم أستطع أن أتذكر عنوانه ولا تاريخ نشره على وجه التحديد، وهنا أسعفنى موقع "مصرس" حين رجعت إلى أرشيف مقالاتى المنشورة فيه واستطعت بسهولة أن أهتدى إلى المقال المنشور الذى تبين لى أنه منشور بالفجر بتاريخ11/7/2006، وقد كان بعنوان " رحم الله النجمى "!! ( كمال النجمى لمن لا يعلم هو مثال للناقد الفنى المثقف الموهوب ..وقد ترأس خلال فترة معينة من حياته رئاسة تحرير الكواكب فكان واحدا من العلامات المضيئة فى تاريخها) .. المفاجأة الحقيقية بعد عثورى على المقال فى أرشيف "مصر س" ، تتمثل فى أن أحد الأكاديميين المتخصصين فى المجال الإعلامى اتصل بى فى أعقاب نشر مقال الأستاذ السيد الغضبان قائلا : " إنه يختلف مع كاتب المقال فى تحليله وإنه يكاد يجزم بأن الأستاذ محمود سعد لم يكن ينطلق فقط من موقع إحساسه بنجوميته كما ذكر الأستاذ الغضبان ، ولكنه كان ينطلق أيضا من موقع إحن شخصى، وإن كان عاجزا عن تحديد السبب لأنه لا يذكر أنى قد تناولت الأستاذ سعد أو تعرضت له ـ لا بالإيجاب ولا بالسلب ـ فى أى مقال من مقالاتى، وقلت للمتصل: "من ناحيتى فأنا أميل إلى صحة تحليل الأستاذ الغضبان"..ومع هذا فسوف أرسل إليك رابط مقال سبق لى كتابته عن الأستاذ محمود سعد لعلك تجد فيه ما قد يفيدك...وعندما دخلت إلى موقع "مصر س" لكى أرسل الرابط ...كانت دهشتى شديدة لأن ذلك المقال بالذات قد اختفى!! ، وهو ما يجعلنى أتوجه بالسؤال إلى القائمين على الموقع : متى على وجه التحديد تم اختفاء المقال رغم أنه ظل متاحا حتى 30/ 6/2014 ، وهل هناك صلة بين اختفائه وبين المقالات التى انتقدت أداء الأستاذ سعد أم أن الأمر هو محض مصادفة؟؟. ..على أية حال فهأنذا أعيد هنا نشر المقال الذى قمت بحفظه على حاسوبى الشخصى، قبل أن يختفى من موقع "مصر س" لسبب لا أعلمه
........." استمعت إلى محمود سعد فترحمت على كمال النجمى !! ،... كنت أتجول بين القنوات الفضائية حين توقفت بالمصادفة عند قناة M.B.C( ذات التمويل السعودى فيما يقال)، وبالمصادفة أيضا كان توقفى متوافقا مع بداية البرنامج الذى يقدمه محمود سعد بعنوان "مباشر مع..."، حيث كان سيادته قد استضاف المستشار أحمد رجائى دبوس الذى أصدر حكمه الشهير بإثبات نسب الطفلة الشهيرة لينا إلى (الرجل) الذى كان شريكا فى عملية إنجابها رغم أن ذلك ( الرجل ) قد ظل متمسكا حتى النهاية بأنها ليست ثمرة لزواج صحيح يوجب عليه أن يعترف بأحقيتها فى النسب إليه!!. وقبل أن يبدأ محمود سعد حواره مع ضيفه أشار إلى أن المستشار الضيف قبل أن ينطق بالحكم قد تلا أبياتا من قصيدة لنزار قبانى تقول ....، وراح محمود سعد يقرأ من ورقة فى يده ما يفترض أنه أبيات نزار التى تلاها السيد المستشار،... مازلت أذكر بوضوح بعض ما تلاه السيد محمود بركاكة شديدة جعلت من أبيات نزار شيئا لا ينتمى إطلاقا إلى نزار بل ينتمى فقط إلى محمود سعد!! ، قال السيد محمود من بين ما قال: ... هذا إذن ثمنى .... ثمن الوفاء ( قالها سيادته بالمد لا بالقصر ... هذا طبعا إذا كان سيادته يعرف الفرق بين المد والقصر حيث كان يتعين أن يقول: "الوفا" بدلا من: "الوفاء" حتى يستقيم الوزن) ... ، إنى سأسقط ذلك الحملِ( قالها بكسر اللام لا بفتحها مع المد.. تصوروا!!) ثم أكمل بعد ذلك " أنا لا أريد له أبا نذلا ...أبسط مقتضيات مراعاة الأصل فى قصيدة نزار كان يوجب عليه أن يتلو ماتلاه منها على النحو الآتى :" أتخيط لى كفنى ؟، هذا إذن ثمنى ؟ ثمن الوفا يابؤرة العفنِ؟، إنى سأسقط ذلك الحملا .. أنا لا أريد له أبا نذلا "...!! ... ثم أضاف السيد محمود سعد إلى تلاوته الركيكة السابقة أضاف قوله إن هذه الأبيات من ديوان (؟؟) ، وراح سعد يقلب بين الأوراق التى هى بين يديه لعله يعثر على اسم الديوان فتكتمل جملته ، غير أنه لسوء حظه لم يعثر عليه فترك الجملة بدون تكملة، وانتقل إلى جملة أخرى!! ...القصيدة بالمناسبة واحدة من أشهر قصائد نزار قبانى ، وقد تضمنها واحد من أشهر دواوينه نعنى به ديوان :"طفولة نهد" ، الذى يقدر عدد قرائه ـ أو إن شئنا الدقة ـ فإن عدد النسخ التى بيعت منه يقدر بعشرات الآلاف ، فإذا افترضنا أن النسخة قد تداولها أكثر من قارىء فإن عدد قراء نزار قبانى قد يصلون إلى مئات الآف ( ليس من بينهم بطبيعة الحال السيد محمود سعد )، .. استمعت إلى محمود سعد وترحمت كثيرا على كمال النجمى وشعرت بمدى غرابة المفارقة ووجدت نفسى أتساءل : هل كان مقدم هذا البرنامج جالسا حقا فى يوم من الأيام فى رئاسة تحرير الكواكب أى فى نفس المكان الذى جلس فيه من قبل كمال النجمى ورجاء النقاش؟! وكلاهما من أروع رواة الشعر العربى ومن أبدع متذوقيه، ولكل منهما كذلك دراساته المتعمقة فى هذا الميدان ( ترى هل سمع بها السيد محمود أو قرأ شيئا منها )؟، فضلا عما ينفرد به النجمى من دراسات رائعة عن تاريخ الغناء والطرب فى التراث العربى . استمعت إلى محمود سعد فترحمت ومازلت أترحم على كمال النجمى ومازلت أردد بينى وبين نفسى : رحم الله النجمى وكل أبناء جيله من الجهابذة العظماء.
[email protected]