عدوان إسرائيلي ومقاومة فلسطينية


محمد نفاع
2014 / 8 / 4 - 10:10     

*القادم الجديد الذي جاء بالأمس إلى البلاد، يهدد ويخطط لترحيل العرب، سكان البلاد الأصليين جدًا، هذه قمة الفاشية والعنصرية والإجرام!! وهي طبعا لن تمرّ*

هذه هي المعادلة الوحيدة. لم يكن هنالك أي عدوان فلسطيني، دائمًا كانت هنالك مقاومة فلسطينية ضد الاستعمار ومخططاته وضد الصهيونية، وضد الاحتلال الإسرائيلي، وكل محاولة لإلقاء المسؤولية على الطرفين هو كذب واضح ومفضوح، وفرسان هذا الكذب وهذا الإجرام هم الاستعمار بقيادة الولايات المتحدة وهم حكام إسرائيل وبقية المجرورات الرجعية.
كل نقطة دم سالت وتسيل هي بمسؤولية هؤلاء، مهما قذف إعلامهم الموبوء والإجرامي من أكاذيب، وهذا ينطبق اليوم على الحرب الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل على الشعب العربي الفلسطيني خاصة في غزة. ولتذهب مواقفهم ومعهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي والأمين العام الذي هو إناء ينضح منهم إلى جهنم.
الذي يريد إيقاف سفك الدم عليه إيقاف إسرائيل المعتدية عند حدّها، ولا يوجد حل آخر.
ومن حق الشعب الواقع تحت الاحتلال ان يقاوم كما يريد، لا بل من واجبه، ومن أقدس واجباته.
الشعب العربي الفلسطيني هو الذي يتعرض إلى كارثة وعليه ان يقاومها ببطولة، هو شعب الكارثة والبطولة، وكل ما يتشدق به الإعلام الإسرائيلي السّام هو حضيض أخلاقي.
طبعًا من المستحيل التوجه إلى الاستعمار الأمريكي والى إسرائيل من منطلقات أخلاقية، فهي معدومة لديهم، هم المجرمون ومعهم شلّة من المتعاونين والصامتين ودافعي الضرائب الكلامية.
هل الإدارة الأمريكية تجهل هذه الحقيقة؟ هل إسرائيل تجهل هذه الحقيقة؟ طبعا لا. لكن هذه هي سياستهم، هذه هي طبيعة نظمهم.
في إسرائيل تتفشى الفاشية ضد المواطنين العرب وضد كل من يرفع صوته ضد الحرب والاحتلال والاستيطان، و"العالم الحر" يبلع ماء رنقًا، ويصمت عن فاشية إسرائيل ويمعن في دعمها، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإعلاميا. هنالك قطب عدواني مترامي الأطراف والأهداف يجب النضال ضده، وهنالك قطب مقاوم وممانع ومعارض يجب ان نكون جزءًا منه، ولا حياد.
مستحيل ومستحيل كسر مقاومة شعب يدافع عن حقه بالرغم من كل موجات العدوان، هذه الحقيقة ممتدة عبر التاريخ كلّه، قد يكون هنالك خلل في توازن القوى العسكري والاقتصادي ولكن نهاية المعتدي محتومة بالرغم من كل التضحيات النضالية.
الغالبية الساحقة من شهداء غزة هم من المدنيين، والغالبية الساحقة جدًا جدًا من ضحايا إسرائيل هم من الجنود المحتلين.
نحن لا نرقص على سفك الدم، لسنا فاشيين ولسنا بلا أخلاق، ولسنا عنصريين، نحن نناضل من اجل وقف سفك الدم، والمسؤول عنه هو المعتدي وأسياده وعبيده.
وكم محقونة بالكذب والوقاحة كلمات الرئيس الأمريكي وهو يقول: من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها!! وكأنه لا يوجد احتلال ولا هضم حق شعب ولا استيطان.
أما الجانب الفلسطيني المدافع عن وطنه وحقه وكرامته فيُتهم بالإرهاب!! على من تنطلي هذه الأباطيل!! المصالح الاستعمارية التوسعية والاستغلال لا أخلاق ولا قيم إنسانية لها. خطف أو محاولة خطف جندي محتل جريمة بعرفهم، أما قتل وجرح وخطف الألوف من الفلسطينيين وفي وطنهم فهو طبيعي ومألوف.
إسرائيل في ضائقة أمنية وسياسية، وهي تدفع ثمن عدوانها تماما كما حدث مع المقاومة اللبنانية، وتعبّر عن هذه الضائقة بالمزيد من الإجرام والفاشية.
كل وساطة تساوي بين الطرفين، ولا تضع القضايا الجوهرية لحل القضية لا حياة لها، ولا مستقبل.
الألوف المؤلفة من المظاهرات خرجت في كل بقاع الكرة الأرضية ضد العدوان الإسرائيلي، وهذا واجب إنساني وأخلاقي وسياسي وقيمي من الدرجة الأولى، ومن هذه المظاهرات تلك التي أقيمت في حيفا وتل أبيب والناصرة وسخنين ووادي عارة وكفرمندا وغيرها.
والقوى الفاشية المسعورة التي تصدت هذه المظاهرات خاصة في حيفا وبحماية الشرطة تدل على عمق وانتشار العنصرية بمسؤولية السياسة الرسمية لهذه الحكومة.
القادم الجديد الذي جاء بالأمس إلى البلاد، يهدد ويخطط لترحيل العرب، سكان البلاد الأصليين جدًا، هذه قمة الفاشية والعنصرية والإجرام!! وهي طبعا لن تمرّ.
وكل تنازل أمام هذا الاحتلال، وكل ارتخاء في التمسك بالثوابت الراسخة والممهورة بالتضحيات تزيد من جشع المحتل. هنالك شعب له كل الحق في كنس الاحتلال والاستيطان، وله كل الحق في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وهنالك حق اللاجئين العرب الفلسطينيين في العودة، هذا الحق الجوهري والأساسي لا يجب ان يتزعزع، وعلى الأمم المتحدة المصابة بمرض السيلان ان تحترم قراراتها بالرغم من مواقفها البزّاقية.
أما العرب الذين يتلطّون بالحماية الأمريكية والإسرائيلية فمصيرهم إلى الزوال على يد شعوبهم إن عاجلا وإن آجلا والمحبذ عاجلا، ولا مفرّ من هذا المصير، ولذلك لا مجال أبدًا لليأس والإحباط، ولا يمكن التلون الحربائي في المواقف، الإنسان المبدئي الشجاع المستقيم عليه ان يقف بمنتهى الجرأة ضد الإجرام الإسرائيلي، وضد الحرب القذرة على سوريا، وضد جرائم ما يسمى داعش في العراق وغيرها، وضد كل قوى الظلام وداعميها وضد كل القوى التي تتربّص بلبنان والمقاومة اللبنانية الباسلة، لا يمكن تفتيت هذا الموقف إلى شظايا على أسس انتهازية وتلوُّن مقرف يخدم في النهاية الاستعمار وإسرائيل.
كم احترم شعاراتنا ومواقفنا المسؤولة جدًا، وكم هي فاسدة وضارة الشعارات الجوفاء الخرقاء والتي هي ضريبة كلامية تتناقض مع جوهر مطلقيها، وهي شعارات مدفوعة الثمن من أسفل وأحقر النظم التي عرفها التاريخ.
قال شوبنهاور: من يفكر بوضوح، يعرض بوضوح. وكم صدق مكسيم غوركي وهو يقول: بالإمكان التحدث عن أعقد القضايا السياسية بمنتهى البساطة. فقط ان تكون صادقًا ومسؤولا.