المعلم يعقوب أبراهامي ، أتعلم ما تعلمت منك ؟


ماجد جمال الدين
2014 / 8 / 1 - 19:24     

المعلم يعقوب أبراهامي ، أتعلم ما تعلمت منك ؟

.. قبل كل شيء أود أن أتطرق لذكرى خاصة .. قبل قرابة ثلاثين عاما كنت أنظر لأحد البرفيسورات أي حامل شهادة الدكتوراه علوم ( وليس مجرد شهادة كانديدات علوم ألتي تعادل عالميا بشهادة الدكتوراه PhD وليس DSC.. أي دكتوراه في في فلسفة العلوم وليس عالما خلاقا يمتلك أكثر من ثلاثمائة أطروحة ومنتج علمي ) .. كنت أنظر له أنه مجرد يهودي صهيوني لأنه كان يساعد بشغف أحد الطلاب المصريين من الأغبياء والتافهين حياتيا ، وكنت أتخيل أنه يريد توظيفه في الإستخبارات الإسرائيلية ..

هذا الشخص الإنسان اليهودي هو من تولى دراسة وتقييم بحثي في أطروحتي للكانديدات عام1985 وحين ذاك تعرفت عليه عن كثب .. كل أفكاري السابقة هُدمت بشكل مفاجئ ورهيب بالنسبة لي فقد رأيته إنسانا مثالا للإنسان ..

وللأسف أنه توفي قبل أن أستطيع الدفاع عن أطروحتي العلمية مما كان له أكبر ألأثر في فشلي في الحصول على الشهادة ، التي حقيقة في تلك الظروف سواء ما كان يجري في الكافدرا من فساد بحيث أنني شتمت وأهنت رئيسها علنا بكلمات نابية سمعها الكل ووقوفي ضده دوما رغم أنه أحد أعضاء المجمع العلمي عن الحزب ، لم أكن أتوق لها أي لورقة الشهادة العلمية ، أو المصارعة من أجلها كثيرا ( رغم أن هذ كلفني كثيرا في العلاقة مع زوجتي لاحقا ، والتي كانت ترى وحتى اليوم فيها ريشة الملك ) ، وأقصد أن الأهوال التي كانت تجري في وطننا المشترك العراق ومقتل أشقائي على يد جلاوزة صدام .. كانت الهم ألأكبر من كل شيء وليس البحث العلمي ! فقد قضيت سنتين في مستشفى الأمراض العقلية حينها في نفس الوقت وأنا طالب علم وأكتب أطروحة علمية رياضية بحتة وأراجع طلبتي وأشرف على طلبتي ممن تحصلوا بمساندتي على شهادة الماجستير في الإلكترونيات والكومبيوتر ..



لماذا اقول لك كل هذا ؟؟ .. لتعلم أن كلماتي التالية ليست مجرد دعاية لك أو أنها من شخص عاشق جاهل ..

أنا تعلمت منك الكثير من أنواع السخرية والهزل الجميل بأكثر مما يسمى النكتة الإنكليزية ..
وتعلمت منك الإختزال في الكلام ، بأكثر مما تعلمته حين كتابة إطروحتي العلمية التي ما زالت جثة هامدة بعد أن أعيدت لي عقب أحداث إنهيار الإتحاد السوفييتي ,,

وتعلمت منك محبة حسقيل قوجمان الأخ الكبير المبدع والمناضل والمخالف فكريا ..

تعلمت الكثير ..
والأهم أنك مازلت عراقيا صرفا .. كما أنا الآن صهيوني صرف !

تحياتي لك

ولمن يفهم المقال