أنا فلسطيني شريف .. نقاش هاديء مع الزميل ماجد جمال الدين .


قاسم حسن محاجنة
2014 / 7 / 17 - 15:33     

أعتقد بأنني إنسان شريف وهذا ما يظنه بعض من يعرفني ، ولولا ذلك لما رأيتُ من واجبي كتابة هذه الكلمات . وبما أن ألزميل ماجد توجه بنداء إلى كل فلسطيني شريف أن يُساند إسرائيل ، فقد واجهتني صعوبة ما في ذلك ، لأنني أحد المعنيين بالخطاب .
فإسرائيل وللتوضيح هي دولة ديموقراطية ، تسودها تعددية حزبية ، والحكومات المنتخبة تُنفذ برامج مُكوناتها الحزبية ، فحكومة إسرائيل ألحالية برئاسة السيد بنيامين نتانياهو ، هي حكومة أغلبية أحزاب اليمين ، ونذكر من هذه الأحزاب ، حزب "الليكود" الغني عن التعريف ، حزب "اسرائيل بيتنا" والذي يرأسه السيد أفيغدور ليبرمان ، وحزب "البيت اليهودي" وهو حزب المُستوطنين . كما ويُشارك في الحكومة الحالية حزبان من الوسط ، حزب "يوجد مستقبل" برئاسة يئير لبيد وحزب "الحركة" والذي ترأسه السيدة تسيبي ليفني.وهي تجتهد في تنفيذ برامجها التي تقدمت بها للناخب ، مع بعض التنازلات طبعا ، نتيجة كونها حكومة إئتلافية .
وفي مقاعد المُعارضة يجلس حزب العمل ، الأحزاب الدينية المتزمتة ، حزب ميرتس والأحزاب العربية ، إضافة الى حزب "كديما " ألذي يرأسه السيد شاؤول موفاز .
لذا وحين قررتُ الإستجابة لطلب الزميل ماجد ، وقعتُ في حيرة ، خاصة وأن كل حزب من هذه الأحزاب وغيرها ، تُمثل ومن وجهة نظرها ،إسرائيل . فهل علينا مثلا أن نُساند حزب "البيت اليهودي " الذي يدعو إلى ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل ، أرضا لا سُكانا ، أم نساند حزب ميرتس الذي يدعو إلى حل الدولتين.
هل نُساند حزب "إسرائيل بيتنا " ، الذي يقول بأن وطن الفلسطينيين هو شرق الأردن ، أم نُساند حزب "شاس " الديني المتزمت الذي يدعو الى إقامة دولة الشريعة اليهودية .
فكما ترى يا عزيزي ماجد ، بأن ألخيارات كثيرة وصعبة !!
أما إذا أردتنا مساندة سياسة حكومة السيد نتانياهو الحالية ، ومواقفها من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، فهذا حقك ، لكن عليك أن تقول ذلك بصراحة وبشكل مُباشر .
وأنا شخصيا لن أُساند حكومة نتانياهو وسياساتها ، وعندي من الأسباب الكثير ، ولكن هذا حقي . لكن أرى لزاما عليّ أن أُوضح بأن معارضتي لسياسة حكومة السيد نتانياهو ، لا يعني البتة بأنني أُساند حماس . وكنتُ قد كتبتُ عن حماس (حصان طروادة الفلسطيني ) أكثر من مقال ، منشورة في موقعي .
لكن وكما صرح مصدر أمني إسرائيلي كبير قبل أيام ، بأن حكومة اسرائيل الحالية لا تُريد إسقاط حكومة حماس في قطاع غزة ..تُرى لماذا برأيك ؟؟!!
وإسمح لي يا زميلي أن أعترض على ما كتبته من "تسعيرة " للعراقي و"تسعيرة" للأمريكي ، إذ كتبتَ تقول :" الإنسان الإميريكي يصرف عليه الشعب والدولة ومنذ الطفولة مئات المرات أكثر مما تصرف شعوبنا على مواطنيها الذين يتكاثرون كالأرانب
الإنسان الأميريكي يحب الحياة بينما شعوبنا تمجد الموت وسفك الدماء .ولذا خسارة مواطن أميريكي أقسى على أهله !.. بينما خسارة مواطن عراقي يعتبرونها عرسا وشهادة ويقولون الحمد لله عند موت أي أحد !
لا تأخذنك الأرقام ف 10000 دولار قد تعني حياة طبيعية للعائلة العراقية لسنتين أو ثلاث ..ربما كما مليون دولار بالنسبة للعائلة الأميريكية التي لن تحقد على حكومتها التي أرسلت الجندي للموت ". !
كنتُ أعتقد بأن حياة الإنسان مُقدسة، بالمعنى العلماني وليس الديني ، وأن الإنسان هو الإنسان في كل مكان ، لا فرق في ذلك بين أسود وأبيض ، بين مسيحي وبوذي ، يهودي ومسلم ، أكاديمي وأُمي !! كما وكنتُ أظنُ بأن الفكر القومي الفاشي هو وهو فقط من يضع التسعيرات لحياة الإنسان .. فحياة البعض أثمنُ من حياة البعض الأخر .. ومع ذلك ،هل الحل لثقافة تمجيد الموت عند شعوبنا هي في إبادتهم ، لأنهم يتكاثرون كالأرانب ؟؟!!
وإسمح لي يا زميلي أن أتحدث عن نفسي وعن عائلتي الصغيرة ، فأنا لا أُقدسُ الموت ، ولا أعتبر إبني وبناتي "أرانب " ، ولست أرنبا بأي حال ، ولا زوجتي أرنبة !! ويكفي أن أقول صادقا ، بأن دمعة من عين صغيرتي أثمن بالنسبة لي من كنوز العالم أجمع .. رغم أنني فلسطيني وشريف على ما أظُن ..
وأخيرا تقول أيها الزميل العزيز ما يلي : "إذا كنتم مخلصين لشعبكم فعليكم أن تترجموا للواقع ما يقوله ، يطالب به أو ( يدعيه ) الإعلام الصهيوني .. وهذا هو طريق خلاصكم الوحيد " .
وبما أنني أجدُ صعوبة في إيجاد إعلام صهيوني موحد ووحيد ، فلم أفهم عن أي إعلام صهيوني تتحدث ، أهو الإعلام المرئي ، المسموع أم المقروء ؟؟!! وهل هناك خطاب إعلامي صهيوني موحد ؟ أُعذرني يا زميلي ، فأنا أقرأُ الإعلام الصهيوني ،أسمعهُ وأُشاهدهُ بشكل يومي ، ولم أصل إلى نتيجة بأن الإعلام الصهيوني واحد .
فهناك صحيفة هأرتس مثلا وهي من الإعلام الصهيوني ، تُنشر فيها مقالات لكتاب ، يُعرفون أنفسهم بأنهم صهاينة ، لكنهم لا يُساندون سياسة حكومة السيد نتانياهو اليمينية . وهناك صحيفة اليمين المُتطرف "مكور ريشون " والتي ترى في سياسة حكومة السيد نتانياهو اليمينية الصهيونية ، سياسة مُتخاذلة .
هناك من يكتب ( من الكُتاب الصهاينة طبعا )مُساندا حقوق الشعب الفلسطيني ويدعو الى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي والرجوع إلى الحدود الدولية أي حدود الرابع من حُزيران ، وهناك من الكُتاب الصهاينة في الإعلام الصهيوني من يدعو إلى طرد الفلسطينيين ، وهناك كتاب في الإعلام الصهيوني أيضا ، من يدعو إلى تبادل سكان ومن يدعو الى تبادل أراضي ؟
فبأي إعلام صهيوني ، تنصحنا ؟؟
وأخيرا لك مودتي ، رغم أنني لم أتفق مع دعوتك لي ، في مقالك المنشور ..