على كل فلسطيني شريف أن يساند إسرائيل !! ، أو .. : من يبتهج لسفك الدماء في غزة ؟؟


ماجد جمال الدين
2014 / 7 / 16 - 21:33     

بصراحة أنا الآن أبعد ما يكون عن التفكير بالقضية الفلسطينية ، لأن ما يجري في بلدي أهم بكثير ليس لشعبنا فقط بل للمنطقة والعالم .. والخسائر البشرية عندنا أكثر يوميا وبكثير مما في الحرب الإسرائيلية على حماس ..



ولكن أثار حنقي تعليقين للمدعو عتريس المدح في مقالة السيد قوجمان يتهم فيها المعلم يعقوب أبراهامي واليسار الإسرئيلي عامة ، بأنه يبتهج لسفك الدماء .. وهذه مجرد كلمات حقيرة ومنافقة بشكل رهيب تدل ليس فقط على جهل قائلها او تغابيه بل على خسة قائلها ..

ما يدعى اليسار الفلسطيني أو العربي عموما هو من يبتهج ويلتذ بسفك الدماء ، وله في هذا تقاليد عريقة !.. لأن هذا السعار الهمجي من نتاج الفكر الظلامي الإسلامي لقرون عديدة ، ولم يتخل عنه مُدعي اليسار أو الماركسية !


عتريس المدح
إسمع مني هذه الإشكالية وتفكر بها جيدا ::

رجعت إلى العراق بداية عام 2004 بعد ثلاثين سنة من الغربة ، ووجدت فقط أصغر أشقائي الأحبة وقد تزوج فقط منذ عام رغم أن عمره تجاوز الأربعين .. المهم كانت نقاشاتنا حادة جدا لأنه إمتلأ عقله بالفكر الديني .. حاول أن يبرهن لي على وحشية أميريكا فقال :: أتدري ، عندما يقتل الجنود الأميريكان شخصا مدنيا عراقيا فإنهم يدفعون لعائلته دية بمقدار 10 الاف دولار ، بينما حين يُقتل أي جندي أميريكي يدفعون لعائلته مليون دولار ، فهل هذه إنسانيتهم ؟


وهذه كانت إجابتي التي لم يتوقعها ، وأرجو منك التفكير بها جيدا يا عتريس ::

بالطبع هذا هو الحق الإنساني الواضح وللأسباب التالية ::
1 . الإنسان الإميريكي يصرف عليه الشعب والدولة ومنذ الطفولة مئات المرات أكثر مما تصرف شعوبنا على مواطنيها الذين يتكاثرون كالأرانب .
2. الإنسان الأميريكي يحب الحياة بينما شعوبنا تمجد الموت وسفك الدماء .ولذا خسارة مواطن أميريكي أقسى على أهله !.. بينما خسارة مواطن عراقي يعتبرونها عرسا وشهادة ويقولون الحمد لله عند موت أي أحد !
3. لا تأخذنك الأرقام ف 10000 دولار قد تعني حياة طبيعية للعائلة العراقية لسنتين أو ثلاث ..ربما كما مليون دولار بالنسبة للعائلة الأميريكية التي لن تحقد على حكومتها التي أرسلت الجندي للموت !

يا عتريس أليس مثل هذا يحدث عنكم ؟

والآن عن اليسار الإسرائيلي والفلسطيني ..

رغم أن الكثير من قوى اليسار الإسرائيلي ، وبشهادتكم أنتم ، يستنكرون العنف الأهوج الذي تقوم به الحكومة اليمينية في قطاع غزة ، ويطالبون أن تلجأ إلى أساليب أخرى لا عنفية .. ولكن ليس أمامهم خيار للتصدي ، لأن الصواريخ الجهادية الحمساوية تنزل على أهل إسرائيل المدنين بعشوائية ولا سابق إنذار .. بينما غارات الجيش الإسرائلي ، وبإعترافكم يسبقها إنذار المدنيين بإخلاء المناطق ..

عتريس ، كل مساحة قطاع غزة ، تعادل فقط جزءا يسيرا من مساحة بغداد .. وأنت تريد أن تقنعنا بهمجية الإحتلال .. بينما لو كانت القيادة الإسرائيلية أن تتصرف بأقل قدر من الهمجية لمات خلال الأيام القليلة الماضية ( أو خلال ألإجتياح قبل سنتين ) لا أقل من مائة ألف من سكان غزة .. أنتم تضحكون على أنفسكم فقط بمثل هكذا نواح !

المنظمات الإرهابية حماس والجهاد الإسلامي ، ليس أقل خطرا من الدواعش والقاعدة ، وهم يثبتون ذلك على أهالي غزة أنفسهم ..

خلال الأيام الماضية لم أقرأ من كل مدعي اليسار الفلسطيني ، من يتهم حماس ، بل الكل كانوا يقفون معها بدعوى مساندة المقاومة للإحتلال ..

ولو كان أبو مازن وأي إنسان شريف فلسطيني رفض التحالف مع هذه المنظمات الإرهابية وإدخاله الحكومة .. ووفسر للشعب الفلسطينى مدة فاشية هذه المنظمات الإرهابية وفضح مافيويتها كعصابة إجرامية تستغل الدين من أجل مصالح شخصية مادية ومالية ، لما إنحدرت ألأوضاع إلى ما هي عليه ..


أنت تدعي أن إسرائيل هي التي منعت المصالحة الفلسطينية .. والحقيقة أنها ليست مصالحة للشعب الفلسطيني ، مساومات عصبوية ، لا أكثر ولا أقل ، كما جرى عندنا في العراق منذ 2005 لإقرار الدستور المهترئ ..

إذا كنتم مخلصين لشعبكم فعليكم أن تترجموا للواقع ما يقوله ، يطالب به أو ( يدعيه ) الإعلام الصهيوني .. وهذا هو طريق خلاصكم الوحيد ..

وليست القضية تهديد أو مكابرة بل .. تفكير بعقلانية ..

واحد يتلقى الكفخات من كل جوانب الحياة وهو يقول أنا صامد !!، فلا تكفخوني .. ثم حين يستنجد ويسترحم فيكفون عن لطمه ، يقول : لقد إنتصرت .

هذا تعلمناه نحن منذ زمن صدام حسين !



تحياتي