بيان


حزب اليسار الشيوعي العراقي
2014 / 7 / 15 - 15:56     

ما الذي يجري في العراق ؟ .. موقفنا
نحن نعلم أن القوى المتصارعة في الساحة العراقية تعمل وفقاً للاصطفافات الطائفية ، في داخل الحكومة والبرلمان وخارجهما ، وهو الأمر الذي عمل على تعقيد الوضع الأمني والاجتماعي للناس، فهناك مدن يتعذر على المواطن العراقي الدخول إليها بسبب هذه الاصطفافات قبل الحوادث الأخيرة ، وهوما يؤشر إلى أن الحكومة لم تكن جادة في تأمين الأمن للعراقيين إلاّ على أسس طائفية، بقدر ما يؤشر إلى أن خصومها الطائفين ينهلون من نفس الماء الآسن في صنع الارهاب.
ولو أن حصافة الحكومة اتجهت إلى حل المعضلات السياسية التي كانت قائمة بوصفها صاحبة الحل والعقد - وكان حلها يسيراً ، قبل الدخول في مواجهات عسكرية مع ما يطلق عليه ( الدولة الاسلامية في العراق والشام وحلفائها من عنصريين عرب وكورد وظلاميين آخرين وفلول البعثيين) هذه المجاميع الارهابية الظلامية ، لوفرت على الشعب العراقي هذا القلق وعدم الاستقرار الذي يعصف بحياته الآن ويعمل حتماً على توسيع الهوّة بين ابناء الشعب . لكن الحكومة العراقية ، وبسبب خضوعها المتهافت لسياسات ومصالح اقليمية ودولية ، وتوجهاتها الطائفية الضيقة ، جعلها غير قادرة على التصرف السليم. وهو الأمر الذي يؤخذ عليها ليس في توسيع نطاق الأزمة الحالية فقط ، بل وبشكل أساس في زرع الشك الدائم في موضوع السيادة الوطنية ومتطلبات بناء بلد حر ومستقل ، يقوم على اسس العدالة الاجتماعية .
واليوم بعد أن تجرأت شرذمة من الشذاذ الارهابيين، المدعومة بتمويل اقليمي ودولي واحتلت مدينة الموصل ، ومن ثم قيامها بثلم أجزاء من صلاح الدين وكركوك ، فإننا نشعر بالخطر الحقيقي الذي يتهدد السلم الأهلي بشكل كبير ويهدد حياة العراقيين الابرياء الذين شبعوا عذاباً وألماً منذ اوجاع الحروب الماضية ، وفضلاً عن أن هذه الأمور تؤشر إلى فقدان الدولة لمبررات وجودها ، خصوصاً وأن الجيش العراقي الذي يجري ادخاله في حومة الصراع الطائفي بشكل مريب ، لم يستطع تفسير الحوادث والأوامر الميدانية التي اربكته فأخلى مكانه بيسر بعد أن وجد الجنود والمراتب أن قياداتهم الهزيلة الملفّقة هم مجرد فزّاعات تنتمي إلى مصالحها لا إلى البلد المهدد بشكل دائم ، دولياً بمؤامرات نهب الثروة النفطية ،واقليمياً بالتدخلات الكبيرة ، وداخلياً بالتجزئة، لذلك فقدوا الايمان بالقتال وجدواه ، وهو أمر مفهوم للجميع .
كذلك ، لوضع أمور البلد في صورتها الحقيقية ، لابد من الالتفات إلى ما تقوم به الاقطاعية البرزانية والأوليغاركية الكوردية في شمال العراق التي تحاول التصيّد على حساب اوجاع الناس وعدم استقرارهم ، والاستهانة بآلام الشعب العراقي عرباً وكورداً لتحقيق مكاسب على الأرض ، ومكاسب سياسية اقلها اعتراف الحكومة بقوة ( البيش مركة ) وصلاحياتها ومقدرتها العسكرية ، مع انها مليشيا لا تنتمي إلى العراق بل إلى ما يدعونه ( حكومة كردستان ) ، فضلاً عن تعاملها السيء مع النازحين من الموصل والمدن الملتهبة بصورة تؤكد طبيعة التفكير العنصري لهذه الحكومة ، وتكريسها التفرقة بين ابناء العراق على اسس قومية.
إن ما يجري على كل الاصعدة هو خيانة لهذا البلد ومقدراته ، وخيانة لاستقراره وسيادته ، وخيانة لابناء الشعب ولا يمكن أستثناء أي أحد داخل وخارج البرلمان والحكومة ، وجميع المتحكمين بالشأن العراقي ، من هذه الجريمة الكبيرة والخطيرة .
عليه نهيب بقوى اليسار الماركسي وقوى السلم والديمقراطية في العراق ، رفع راية الاستنكار الفعّال ، والاصطفاف بشكل حقيقي وميداني من أجل وضع امور البلد في نصابها ، للعمل على دحر قوى الارهاب والحفاظ على وحدة البلد من التمزق والاستعداء الطائفي والعنصري، والتصدي لكل مظاهر الارهاب والظلامية بما فيها محاولات تحويل المليشيات إلى قوة نظامية سيكون لها اليد الطولى مستقبلاً في عمليات القمع والقتل المنظّم .
عاشت الحرية .. العار للخونة والارهابين معاً .
عاشت الشيوعية .
الحزب الشيوعي العراقي – اليسار
10 / 6 / 2014