نحو تعزيز صمود المواطنين .. وتمتين الجبهة الداخلية !!


طلعت الصفدي
2014 / 7 / 14 - 17:03     

نحو تعزيز صمود المواطنين... وتمتين الجبهة الداخلية

يشتد النزاع... وتتصارع الارادات ... بين ارادة المحتل الاسرائيلي الذي يحاول بكل الوسائل العسكرية والاستخباراتية الدموية ،أن يفرض معادلته ،وشروطه على شعبنا الفلسطيني ،وبين ارادة الشعب الفلسطيني الذي يسعى ،لنيل حقوقه الوطنية المشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية ،يقاوم المحتل بصموده على أرضه ،وبتمسكه بحقوقه الوطنية ،ودفاعه عنها بوسائل سياسية ودبلوماسية ،وبكافة اشكال الفعل المقاوم .
يستخدم المحتل الاسرائيلي في عدوانه المتصاعد على شعبنا ،كل اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا ،بما فيها الطائرات والدبابات والبوارج الحربية ،والقذائف الصاروخية ،المتعددة الدمار في محاولة لقتل وإبادة أكبر عدد من المدنيين الابرياء ،وتدمير البيوت على ساكنيها ،ويمتلك ترسانة متطورة من السلاح الفتاك بدعم وتمويل من الولايات المتحدة الامريكية التي صمتت وشجعت العدوان على شعبنا الفلسطيني الأعزل الذي يمتلك ارادة الصمود والتحدي ،ويسعى لتقرير المصير ،وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس بدون مستوطنين ومستوطنات ،وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها منذ العام 1948.
ولما كانت المقاومة بكل اشكالها وأدواتها المختلفة هي حق مشروع لكل شعب محتلة ارضه ،كما أقرتها الشرعية الدولية والقانون الدولي ،فان احدى أهم ادوات المقاومة هي تعبئة الجماهير بالهدف السياسي من الهجوم على قطاع غزة ،بهدف رفع الروح المعنوية ،والعمل على تحصين الجبهة الداخلية ،ورص الصفوف لحماية الشعب والمقاومين عبر تنظيم الجماهير للقيام بدورها اثناء المواجهة ،وإفشال محاولات الاحتلال الاسرائيلي اختراق الجبهة الداخلية ،ويكثف الاحتلال من حملاته الاعلامية وحربه النفسية وبثه للشائعات ووسائل الدعاية ،بهدف الدعم الكامل لحملته ،العسكرية الارهابية المجنونة التي يمارسها ليلا ونهارا ،حتى في شهر رمضان المبارك دون مراعاة لحرمته ،ومحاولته كسب الرهان على الاستسلام قبل هجومه العسكري البري .
ان الاعلام الاسرائيلي المسموع والمقروء والمرئي ،يهدف لتخويف السكان ،وبث الذعر واليأس والإحباط والخوف ،خصوصا اولئك القاطنون على المناطق الحدودية من قطاع غزة ،والحدود الشمالية والشرقية ،وتكثيف الطلعات العسكرية ،وصب حمم قذائفها الموتورة على الاطفال والنساء ،لإجبارهم على الاستسلام ودفعهم للهروب من خطوط المواجهة ،والضغط من اجل التخلي عن المقاومة الباسلة ،والتصدي للعدوان ،وتحاول وسائل اعلامهم وكافة المتحدثين السياسيين والعسكريين للتهوين من امكانيات الشعب ،والمقاومين في المواجهة للوصول الى هدفهم بإقناع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بعدم جدوى المقاومة ،وباعتبارها عبئا وعبثا وانتحارا ،وإنها لن تحقق اهدافها إلا بالمفاوضات وبالشروط الاسرائيلية .
ان اخطر ما في الحرب النفسية التي يحاول العدو الاسرائيلي استخدامها ،التأثير على الرأى العام الفلسطيني نحو فقدان الثقة بالقيادة السياسية ،وبعدم جدوى المواجهة ،مما يسهل على العدو تفكيك الجبهة الداخلية ،وإضعافها ،وإحداث الانقسام بين قواها السياسية ،ودعم وتشجيع الطابور الخامس والأصوات المناوئة لمواجهة العدوان.
ان محاولة العدو ،استخدام المنشورات والبيانات ،وإسقاطها على السكان عبر طائراتها على مواقع المواجهة ،والطلب منهم الاخلاء من بيوتهم ،وإجبارهم تحت ضغط القنابل والقذائف الصاروخية على النزوح ،وإلا فان المئات من أطنان المتفجرات ستلقى على بيوتهم ،مما يخلق حالة من التخبط والارتعاش ،لكن الشعب الفلسطيني الذي يمتلك المخزون الكفاحي ،والتجربة النضالية منذ عشرات السنين ،يعرف بحسه الوطني وبتحديه كيف يتصرف لمواجهة الحرب النفسية والشائعات المغرضة ،وكيف يكون الصمود على الارض في البيت والمزرعة والمدرسة والمسجد .
ان هذا الصراع السياسي والعسكري والنفسي ،يحتاج لمناصري المقاومة الباسلة للتحرك العاجل ،وتشكيل مجموعات ولجان شعبية تساهم في تعزيز صمود الناس ،وتقوية عزيمتهم ،وفضح نوايا الاحتلال ،وإفشال حربه النفسية عبر ،تنظيم الجماهير ،وتقديم كل أشكال المساعدة والدعم ،وعلى المؤسسات الرسمية والشعبية والبلديات وكافة النقابات العمالية والمهنية والمؤسسات الخدماتية ،ان تواصل عملها البطولي لدعم الجبهة الداخلية والعمل على افشال مخطط الاحتلال والعدوان ،والبحث عن كل الوسائل والطرق لتقليل خسائر شعبنا جراء الهستيريا والجنون الذي اصاب الاحتلال الاسرائيلي ،وحكومته المتطرفة والعنصرية التي تستخدم الابادة الجماعية والعقاب الجماعي ،ولا تجد من تقتله سوى الاطفال والنساء والشيوخ .
ان تشكيل جبهة مقاومة موحدة ،وتعزيز الوحدة الوطنية بين كافة فصائل العمل الوطني ،ومكونات المجتمع الفلسطيني ،وشرائحه المختلفة هو ضمانة لإفشال المخطط الاسرائيلي ونحر عدوانه ،وفي نفس الوقت ،فان القيادة الفلسطينية وحكومة التوافق الوطني ،مدعوتان دون تردد وحسابات خاصة ،ان تتحملان المسؤولية كاملة ،وتقدمان كل الدعم والإسناد للجماهير لتعزيز صمودها ،والإسراع بتوفير المستلزمات الطبية والضرورية لها ،وتخفيف من معاناتها التي سببها الاحتلال الاسرائيلي .